الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في التجديد الديني – حتميته من بواعثه.

نضال الربضي

2013 / 12 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لو تحدثت َ قبل عشرين عاما ً مع مجموعة ِ أشخاص سواء ً مسيحين أو مسلمين في المجتمع الأردني في الشأن الديني كنت ستحصل على نفس الإجابات عن قناعتهم الدينية، فالله هو الخالق و عنده ملائكة يدبرون أمور العالم، و هناك شياطين وظيفتها تحيد الإنسان عن الله و زجه في مجاهيل الظلام و الخطيئة، و الله هو المسيطر و بيده التوفيق و الرزق و النجاح و الفشل، و هناك يوم قيامة آتٍ، و سيتم محاسبة الناس فيه على أعمالهم جميعِها، و سيتحدد مصير كل واحد فمنهم إلى الجنة و منهم إلى النار، و أصحاب الجنة هم أهل الدين الذي يتبعه ذاك الشخص بعينه و أصحاب النار هم أصحاب الأديان الأخرى الذين لا يتبعون دين هذا الشخص، أما الملحدون فلم يكن لهم أي وجود ظاهر له حجم ٌ يجعل منهم مجموعة ً تستحق أن يتم تصنيفها مع أهل الجنة أو أهل النار. و مع كل هذا كانت القلوب أصفى و النفوس أطيب و الزيارات و الصداقات قائمة بين أصحاب الجنة و أصحاب النارفي ظاهرة ٍ جديرة ٍ بالدراسة أقل ما يقال فيها أن العالمين الغيبي و الفعلي كانا متواجدين على شبه انفصال في العلاقة في داخل نفوس الناس .

أما اليوم فلو تحدثت َ إلى مجموعة ٍ من الشبان و الشابات في نفس الموضوع فستجد تباينا ً شاسعا ً في الآراء و المُعتقدات. هناك منهم من هو على نفس النزعة ِ التقليدية المتوارثة لم يحد عنها قيد أنملة، و هناك من أصبح يؤمن بأجزاء من النصوص الدينية بوجود الله و عنايته و تدبيره لكن لا يؤمن بتحكمه المطلق في كل الأمور، و هناك من يؤمن بالله لكنه لا يؤمن بالملائكة أو الشياطين، و هناك من يؤمن بالله لكنه مقتنع أن الوحي الإلهي مشوب ٌ بتدخل بشري كبير يظهر فيه اصبع الإنسان جنبا ً إلى جنب مع اصبع الله و لذلك ينبغي فلترة النصوص لتحديد الإلهي من البشري و الصالح من القديم غير المناسب للعصر أو غير الإنساني أو غير الأخلاقي أو المُصطبغ بفضاء المعرفة الخاص بكاتب النص القديم و خلفيته المعرفية والثقافية، و هناك من يرى أن النصوص الدينية لا يمكن أن تكون من نفس الإله المنطقي الذي يؤمن به فيرميها بالكامل و يأخذ من الدين ما يراه موافقا ً للعقل و المنطق و يترك ما يراه دون ذاك و يعتمد على نفسه في تحديد مفاهيم الصواب و الخطأ و منهج الحياة بشكل رئيسي، و هناك من يؤمنون بوجود إله ما لكنهم لا يستطيعون تحديد ماهية العلاقة بينه و بينهم و بالتالي يرون ان عدم تقديم نفسه للبشر بشكل مقنع وواضح لا يلزمهم بالبحث عنه و يعيشون حياتهم بدونه، و هناك من لا يؤمنون بإله أو بدين و يُعلنون أنفسهم ملحدين بشكل واضح، و هناك من هم في كل يوم ٍ بين أحد هذه الأشكال لا يلتزمون بفئة أو تصنيف.

تهدف هذه المقالة إلى غايتين اثنتين:

الأولى تبيان الأسباب و البواعث التي أدت إلى هذا النوع من التجديد الفكري و الذي يصح أن نسميه التجديد الديني، و هي لا تحمل حكما ً على أفضلية شكل ٍ من أشكال وجود القناعة الدينية من عدمها، و تُفهم بشكلها الصحيح كمحاولة استقراء و تحليل أكثر منها دعوة ً أو مناصرة لطرف، لكن لا تُفهم أبدا ً بتعارض مع حقوق الإنسان، أو بتعارض مع الفقرتين الختاميتين في نهاية المقالة.

الثانية هي إبراز حتمية هذا التجديد و انسجامه مع تطور المجتمعات و اتساع نطاق المعرفة و توفر محتواه بين يدي الباحث أو المُتلقي بسهولة و يسر، و إظهار هذه الحتمية كجزء ٍ من التاريخ الإنساني الديناميكي الذي لا يمكن أن يتوقف عند زمن ٍ معين أو أشخاص ٍ معينين أو منطقة جغرافية محددة.

فلنبدأ:

يبدو أن السؤال الأكثر إلحاحا ً على العقول، و الذي يتجلى بكامل زخمه هو ما سألتني أمي ذات يوم، بذكائها الفطري الحاد و قدرتها على النفاذ إلى مكنونات نفسي بدون أي مشقة، و أنا أناقش معها بعض ما كنا نراه على شاشة التلفاز في برنامج ديني: "شو صارلك؟ شو اللي غيرك؟"، و قد تلقيت ُ سؤالها بمُفاجأة كمن ضُبط َ مُتلبسا ً بفعل ٍ فاضح، و ما كنت لأشعر نفس الشعور لو أتاني السؤال من صديق ٍ أو زميل، لكنها أمي، و الأم تبقى مُختلفة و تزول أمامها أسوار المعرفة و العلم و المنطق و تبقى الطفولة.

نعم السؤال الحقيقي هو: ما الذي يجعل الإنسان يعيد التفكير فيما تلقاه من عقائد و تشريعات؟

الباعث الأول: اتساع رقعة التعرض المعرفي نحو فضاء ٍ غير محدود.
إن ظهور شبكة الإنترنت و دخولها إلى البلدان العربية في بداية تسعينات القرن الماضي أدى إلى ثورة معرفية عارمة، لقد أصبح في المتناول الاضطلاع على كمية ٍ هائلة لا حصر لها من المعلومات و الأفكار و المحتوى بكل ما فيه من حرية لا رقابة عليها و توفر مجاني من أشخاص و مجموعات كرست نفسها لنشر هذا المحتوى بدون أي هدف ربحي، في حركة ثورية حقيقة هي عصر نهضة جديد لا لبس فيه و لا اختلاف عليه.

الباعث الثاني: تعقديات الحياة و خروجها عن النسق البسيط المُكتفي بأسباب الحياة البدائية.
إن النمو الاقتصادي الهائل و سيطرة النظام الرأسمالي عليه أديا بالضرورة إلى تعقيد الحياة بشكل غير مسبوق، فأصبح اكتساب الكفاءة التكنولوجية شرطا ً أساسيا ً للتوظيف في القطاعين الخاص و العام مع استتباع هذا التوظيف لساعات عمل ٍ أكثر يُرافقها انشغال عقلي بكيفية التميز الوظيفي و تحقيق أهداف المؤسسة، مُقتطعا ً جزءا ً كبيرا ً من الوقت و الجهد و الاهتمام و التي كانت محجوزة ً لله و الدين، مما نقل التركيز إلى ميدان ٍ مواز ٍ لا يقل في تأثيره عن تأثير الدين نفسه الذي كان يُنظر إليه كسبب ٍ وحيد للوفرة و السُترة و الصحة و النجاح.

الباعث الثالث: تطور الفهم الإنساني للأحداث من المقدمات إلى النتائج و ارتباط القناعة بالبرهان.
إن الباعثين السابقين ساهما بشكل ٍ كبير في إعادة تشكيل الكيفية التي ينظر فيها الإنسان إلى محيطه و الأحداث التي تتفاعل فيه، فأصبح الإنسان يُدرك أكثر مما مضى أن الحوادث لا تظهر للوجود فجأة ً بطريقة كن فيكن، لكنها تأتي من أسباب ٍ و مقدمات و حيثيات و تفاعلات تأتي بنتائج مُرتبطة بخصائص العوامل المُؤثرة في الفعل و مدى هذا التفاعل و قوانينه، كما و أصبح معيار التصديق هو وجود البرهان و إمكانية إعادة إنتاج الحدث أو على الأقل منطقيته، مما حرم النص الديني من سلطته السابقة لتعارض الكثير من أجزائه مع المنطق و عجز النص عن إعادة الإنتاج السابق أو حتى تقديمه للفحص، مع غياب تام للبرهان.

الباعث الرابع: اكتشاف التفسير الحقيقي العلمي مقابل التفسير الغيبي المعجزي.
كان عجز الإنسان الأول عن تقديم تفسير لظواهر الأحوال الجوية و دورة المحاصيل الزراعية و اتساع الكون في كواكبه و نجومه التي تظهر أمامه و تختفي في أوقات و مواعيد، مع المشقة التي كان يتعرض لها في حياته البدائية لتأمين الطعام و اللباس و توفير الحماية لنفسه و لعائلته و لمجتمعه البسيط يدفعه للتفكير حسب قدراته والتوصل إلى استنتاجاته الغيبية التي سجلها على شكل أساطيره الأولى و دياناته البدائية التي انتقلت في عصور الكتابة ِ إلينا و أصبحت من البديهيات و المُسلَّـمات الدينية فيما بعد. تحطمت التفسيرات البدائية أمام التطور العلمي المخيف و خصوصا ً في المئة عام الأخيرة و أصبح الإنسان يفهم تماما ً ماهية كل ما كان يجهله قديما ً من جهة البيئة و الأحوال الجوية و الزراعة و مدارات النجوم و الكواكب و أصبح بإمكانه إنتاج الملابس و الطعام و توفير الحماية و الاستقرار ضمن أنظمة دولية لها قوانينها التي تضمن التوفر و السعة و الثبات (مع اعترافنا بالمجهود المطلوب و غياب العدالة).

الباعث الخامس: عجز الدين عن الإجابة على الأسئلة المُتراكمة.
مع الاختلاف الجوهري في فهم الإنسان للحوادث و ارتباط الأسباب بالنتائج و توسع أفق المعرفة و مع ازدياد تعقيدات الحياة أصبح الإنسان يمتلك كما ً أكثر من الأسئلة عن هذا العالم و دوره فيه كإنسان و علاقته في دولته بالبشر في الدول الأخرى و علاقتنا جميعا ً في الإنسانية و الوجود، و سبب ظهورنا على هذه الأرض و الهدف من هذا الظهور، و الهدف من حياتنا و غايتها، مع الإدراك التام لعجزنا كبشر أمام المرض و الشيخوخة و ظلم الأنظمة السياسية و الاجتماعية و الدينية، ثم التساؤل عن دور الله و الدين في كل هذا و موقعه من الحدث و تأثيره أو غيابه و صعوبة تميز حضوره أو تأخره و عدم انسجامه مع منطقية وجوب توفر الحل الشمولي المُنبعثة من فكرة القدرة غير المحدودة للعنصر الإلهي مٌقارنة بغياب الدليل الحسي على هذا التأثير، و غياب الإجابات الشافية.

الباعث السادس: مشكلة الشر في العالم و عدم إظهار الله نفسَه بشكل يقيني قاطع واضح.
تبقى مشكلة الشر في العالم و غياب العدالة الاجتماعية و تفشي الأمراض و المجاعات و الزلازل و الكوارث الطبيعي مع انتشار الظلم الطبقي و المادي و اضطرار كل سكان العالم للكد بشكل يومي و مُضني في غياب تام للعدالة الاجتماعية، هي أكثر مشكلة تلقي بظلالها على الله و الدين و النصوص و الأيدولوجية الشمولية للديانات، فيبدو العذاب البشري غير مفهوم أمام محبة الله و رحمته ويبدو وجود الظلم و انتشاره مُناقضا ً بتمامه لعدالة الله و خيريته و قدرته، و تتفاقم المُشكلة أكثر إذا ما اعترفنا أن الله لا يظهر للإنسان بشكل واضح يقيني قطعي و أن العلاقة الإلهية البشرية تحتاج لأن يطلبها الإنسان و يسعى إليها و يبذل جهدا ً في تميز الحضور الإلهي مع صعوبة هذا التميز و تَطلـُّبـِه لتواضع و صفاء ٍ يجعل العالم و تعقيداتِه منها صعبة الاستدعاء و أكثر صعوبة ً في التحقيق ثم الاستدامة.

الباعث السابع: تطور الإنسان الأخلاقي و تعارضه مع الشرائع الدينية.
توصل الإنسان في العصر الحالي إلى سمو ٍ أخلاقي ٍ رفيع ٍ في التشريع و صاغ مواثيق حقوق الإنسان و اتفاقيات حماية المرأة و الطفل و أسرى الحرب كنتيجة لنظرته إلى جوهر الكيان البشري و كرامته القدسية و اعترافه بتشارك البشرية جمعاء في نفس هذا الجوهر الواحد و بالتالي تساوي البشر لا تميز بينهم في النوع أو اللون أو الأثنية أو الدين أو القدرة العقلية و الجسدية. و ظهرت منطقية هذا السمو الأخلاقي و انسجامه مع الإنسانية و طبيعة الحاجات البشرية للإنسان و المجتمعات كعامل ٍ دعـَّم قبوله و استتبابه بشكل واضح، لكنه ارتد سلبا ًعلى نصوص الأديان التي سمحت بشكل واضح في التفريق بين مكانة الذكر و الأنثى من جهة، و المؤمن و غير المؤمن من جهة أخرى، و السيد و العبد من جهة ثالثة، فبرزت دونيتها تلقائية ً و ألزمت عقل المؤمن باتخاذ قرار ٍ بشأنها في ضوء التشريع البشري الإنساني السابق.

الباعث الثامن: تطور مناهج البحث العلمي و دراسات نقد النصوص.
إن التطور الهائل في مناهج البحث العلمي و الدراسات النقدية للنصوص كاملة ً مع ما تزامن من اكتشافات جديدة لمخطوطات ٍ دينية قديمة ثم دراستها بكل حرية بعيدا ً عن سلطة المؤسسة الدينية، و إخضاع هذه النصوص للتحليل الحيادي غير الصادر من قناعة دينية و غير الباحث عنها لكن الهادف إلى فهمها كما هي، أدى إلى اكتشاف بشريتها و خضوعها للعامل الإنساني بشكل تام، مما أعاد تعريف النظرة الموجهة إليها و أعاد تعريف قيمتها و تحديد دورها في منظومة قناعات الفرد و تأثيرها في حياته و مدى اعتماده عليها و ثقته بها.

إن مجموعة البواعث السابقة للتجديد الديني هي نتيجة حتمية من التفاعل الديناميكي للبشرية و المجتمعات و هي جزءٌ أصيلٌ من التاريخ الأنثروبولوجي للإنسان، يضغط على الدوام في اتجاه إعادة دراسة الدين ككل و بشكل ٍ شمولي، و تفكيك أساساته و قيام أساسات جديدة له، و إعادة تفسير العقائد و النظر إليها برمزيتها أكثر من حرفيتها و خصوصا ً للنصوص المؤسسة لهذه العقائد، مع الاعتراف بالعامل البشري في كتابتها و تكوينها، مما يُلزمنا بالضرورة لاختيار ما يجب أن يذهب و يزول أو يبقى لكن مع الإشارة إليه ببطلانه و انتهاء دوره و إدخال ما هو جديد مُنسجم مع الإنسانية، و خصوصا ً تلك النصوص الخاصة بالتفرقة العنصرية بين الذكر و الأنثى و المؤمن و غير المؤمن و العبد و الحر، و الداعية إلى القتال و القتل و الاحتلال و الإرهاب الفكر و النفسي و الجسدي، مع ضرورة إلغاء كافة التشريعات الدينية القديمة التي ترسم حياة إنسان القرن الحادي و العشرين خصوصا ً تشريعات الأحوال المدنية و الميراث و التشريعات الاقتصادية التي ربما كانت مناسبة ً لعصرها عندها لكنها بالقطع غير مناسبة لعصرنا الحالي أو عصورنا اللاحقة، و التي فيها (أي العصور اللاحقة) سيتم بلا شك إعادة النظر فيما نرسمه اليوم، في استجابة ضرورية لديناميكية الحياة و تطورها و تعارضها مع جمود النص و العقيدة.

من كانت له أذنان للسمع، فليسمع!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - محاولة جديدة للتجديد
محمد بن عبدالله ( 2013 / 12 / 7 - 19:17 )
ألفت نظر القراء أو بالحري العباقرة فقط منهم إلى هذا المقال المنشور اليوم لى صفحات الحوار ولا أعلّق كي لا يكون مصير تعليقي الثاني كمصير الأول

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=390217

فشر بهلول النحار في زمانه


2 - إلى الأستاذ محمد بن عبدالله
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 7 - 21:04 )
تحية طيبة ً أستاذ محمد،

الأحاديث التي أوردها المقال الذي أشرت إليه في تعليقك فلسفية بشكل كبير، و خارجة بالقطع عن سياق الزمن و البيئة التي نشأ فيها الإسلام الأول مما يعني أنها لاحقة لعصر تكوين الإسلام و موضوعة على لسان رسول المسلمين و الإمام علي.

و من جهة أخرى فإن معاني الألفاظ الواردة فيها لا تعني لقائليها في تلك الفترة ما نفهمه نحن من معنى عصري متناسب مع معارف زمننا المختلف تماما ً عن معارف الزمن الأسبق.

لذلك من الصعب قبول طرح المقال.

أهلا ً بك.


3 - المقال مثال
محمد بن عبدالله ( 2013 / 12 / 7 - 22:04 )
أستاذنا نضال الربضي لك كل الشكر والتقدير


أشارتي للمقال كانت للتندّر فهو مثال على محاولات التلفيق هربا من الاعتراف بالأخطاء عند افتضاحها البين لتعارضها مع الحقائق الواقعة

وهكذا..من خرافة إلى تبرير وتدليس وتلاعب في اللفظ والمعنى لنصل إلى الوهم..بدعة الاعجاز العلمي... كان هذا أيضا دأب الاستاذ الجامعي (!) الملفـّق زغلول النجار


مع كل المودة والاحترام لكم كمفكر بليغ صادق ثاقب الرؤية يثري موقع الحوار المتمدن بفكره ويفيدنا نحن القراء


4 - لقد كانوا فلاسفة الأوس والخزرج
د. ضياء العيسى ( 2013 / 12 / 8 - 02:58 )

التاريخ الإسلامي كله مزور منذ البداية ولا زال التلفيق والتحريف مستمر على
الإنترنت على قدم وساق. أين هي مصادر الإسلام الأولية!؟

قرأت مرة مقولة للإمام علي يقول فيها (إن صوتا واحد شجاع أكثرية)! هل هذا معقول!

وجاءت الإجابة في تعليق لأحد الأخوة الشيعة يقول فيه إن كتاب (نهج البلاغة) قد تضاعف عدة مرات عن ما كان عليه في أربعينات القرن الماضي.

وعملية التزوير مستمرة وبدون أي خجل!

بالغ تقديري للأخ الكاتب. تحياتي.
….


5 - إلى الأستاذ محمد بن عبد الله
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 8 - 07:30 )
تحية ً طيبة أستاذ محمد،

شكرا ً لمتابعتك و كلماتك الطيبة و يشرفني حضورك دوما ً.

إن مسألة استنارة المجتمعات العربية هي مسألة وقت فالناس أصبحت لديها حاجات جديدة نابعة من ظروف الحياة و هذه الحاجات دفعتهم نحو أنماط من التفاعل البشري و المجتمعي و التدبير المعيشي تتعارض جوهريا ً مع الانفصال عن بقية المجتمع أو التقوقع في الماضي. ما يقوله زغلول النجار و غيره أصبح مثار تندر بين الجميع لا أحد يأخذه على محمل الجد.

نحن في مرحلة بداية التغير، و و ألمس ذلك بوضوح لكن التغير سيكون طويل الأمد سيحتاج أكثر من 50 عاما ً حتى يمكن لمس هذه البدايات و قياس أثرها على الناس و بعدها سيتستمر التغير بشكل أوسع و أقوى و أسرع.

التوقع السابق يفترض أن الدول العربية ستبقى قائمة غير مقسمة بفعل العنف لحركات الإسلام السياسي، أما إذا تمكنت هذه المجموعات اللصوصية المجرمة من فرض سيطرتها فهي عودة إلى مجاهل التاريخ و الدمار.

أهلا ً بك دائما ً.


6 - إلى الدكتور ضياء العيسى
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 8 - 07:44 )
تحية ً طيبة دكتور ضياء،

أشكر لك تعليقك، و أعتقد أننا نعيش الآن في عصر ٍ لم تعد الناس تقبل الانقياد وراء التزوير و التدليس بسهولة، و مع ذلك لا زالت المؤسسة الدينية تتمتع بسلطة كبيرة تتناقص رويدا ً رويدا ً.

بالنسبة لكتاب نهج البلاغة، كنت ُ منذ الصغر أستغرب جدا ً من التعظيم الفائق للإمام علي و أقرأ الأحاديث المنسوبة له فألمس فيها حكمة ً فلسفية كبيرة، ثم عندما أقارنها بسيرته أستغرب لأن السيرة لا تعكس نفس شخصية و سلوك صاحب الحديث، و كنت أحس وجود شئ غير منطقي خصوصا ً أن بيئة مكة و المدينة و نمط الحياة وقتها لا يلتقي أبدا ً مع روح هذه الأحاديث و حتى تركيبها اللفظي ناههيك عن الأفكار المطروحة التي فيها تطور واضح و تركيب معقد لبناء لاهوتي فلسفي ليس من سياق ذلك العصر أو خصائص الشخصيات.

لقد صغت الفقرة السابقة بعقلية اليوم و كلماته، بينما كانت طريقتي في التفكير وقتها أبسط لكنها ذات نفس المكنون، و هنا جمال التطور و قيمته، فهو يعود بك ليبني ماضيك و يعيد تعريفه و يفسر منه ما غمض أو استعصى، كما يبني حاضرك و مستقبلك أيضا ً.

أهلا ً بك دوما ً.




اخر الافلام

.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - رئيس الوزراء يهنئ الرئيس السيسي و


.. وادي الرافدين وتراثه القديم محاضرة استذكارية وحوارفي الذكرى




.. ليبيا.. هيي?ة الا?وقاف في طرابلس تثير ضجة واسعة بمهاجمتها ال


.. 158-An-Nisa




.. 160-An-Nisa