الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مالم يقل في قضية التجسس الأسترالية الإندنوسية

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2013 / 12 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أثارت قضية التجسس الإسترالية على المكالمات الهاتفية الشخصية للرئيس الأندنوسي وزوجته وبعض من رموز الحكم هناك في 2009 والتي تم الكشف عنها مؤخراً ضجة سياسية وإعلامية تعتبر الأشد والأقوى بين البلدين الجارين منذ عقود طويلة. وقد تناولت وسائل الإعلام الأسترالية والعالمية هذا الحدث بالتحليل وبأهمية بالغة خاصة وأنه قد يكون سبباً في عدم تعاون الجانب الأندنوسي مع أستراليا في تحقيق هدف حكومة الأحرار الحالية بتحجيم عمليات تهريب البشر عبر القوارب من أندنوسيا إلى أستراليا وهو أمر وعد به رئيس وزراء أستراليا الشعب قبل أن يتم انتخاب حزبه في الإنتخابات الأخيرة.
وتعتمد الدول والأنظمة المختلفة على التجسس في إدارة بلدانها وضمان أمنها وشعوبها وهي مهمة لاعلاقة لها بدين أو فكر أو حزب معين بل أن قصص التجسس تخبرنا أنه مورس في التأريخ القديم والجديد على حد سواء وأن أساليبه تطورت بفعل تطور التكنولوجيا ووسائلها وأدواتها في عصرنا هذا.
ولا شك لدينا في أن كلا البلدين الجارين يعلمان علم اليقين بأن كليهما يتجسسان على الآخر لأسباب أمنية وسياسية تتعلق بأهداف ضمان أمن كلا البلدين على الرغم من أن كليهما يلتقيان في أتباع سياسيات دولية متشابهة.
مالم يقل في هذه القضية أن عملية التجسس هذه تمت على مكالمات الرئيس الأندنوسي ومكالمات زوجته الهاتفية وهي الجالسة على كرسي السيدة الأولى وهو منصب فخري باعتبارها زوجة الرئيس، هذه المكالمات تتضمن بالتأكيد أمورا شخصية بحتة وليس بالضرورة أن تكون تلك المكالمات أو كلها بين الرئيس وزوجته أو مع الآخرين مكالمات رسمية خالصة. من جانب آخر، فإن تلقي الرئاسة الإندنوسية وردود فعلها لهذه القضية بالذات، يختلف عن تلقي الجانب الإسترالي لها فيما لو كانت عمليات التجسس أندنوسية أستهدفت مكالمات رئيس الوزراء الأسترالي الشخصية مع زوجته أو مع الآخرين!. هنا بتقديرنا يدخل عامل الدين ومايرتبط به من تقاليد حضارية ومفاهيم أخلاقية تنسجم مع ماتضمنه الدين من أسس ومبادئ. وهذه أمور كان على الجانب الأمني الأسترالي أن يأخذها بنظر الإعتبار في حساباته قبل القيام بالمهمة.
-;--;--;-
جاء في طرفة نشرتها على وسيلة للتواصل الإجتماعي:
ان سيدة لديها عشرة اولاد أسمتهم جميعاً بنفس الأسم (نيثن ) وعندما سألت عن سبب ذلك قالت أنه يوفر لها وقتا فهي تدعوهم لمرة واحدة قائلة: نيثن ، أذهبوا للنوم أو نيثن ، أجلسوا على مائدة الطعام وبذلك تختصر وقتا كثيرا. سألها السائل: حسنا ماذا لو أحتجت للتحدث مع كل منهم بصورة منفردة ، أجابت: في هذه الحالة سانادي كل منهم بأسمه الأخير (أسم والده)!
صديق لي عقب على الطرفة بان الأمر أعتيادي في المجتمعات الغربية ، اجبته: لكنه غير أعتيادي في المجتمعات الشرق أوسطية ولم أقل الإسلامية تحفظاً. هذه الطرفة ستفقد طرافتها لو حدثت في مجتمع عربي وإسلامي دون شك.
-;--;--;-
من ناحية أخرى ترفض كل المجتمعات بما فيها العربية والإسلامية والغربية التجسس على مختلف مستوياته ضمن العلاقات الإجتماعية وتعتبره من المساؤئ والممارسات غير المقبولة وغير المستحبة. فالتجسس وفق هذه المفاهيم يهدف إلى تدمير العلاقات البشرية وتشويهها وقد يؤدي بالتالي إلى نتائج سلبية تؤثر على سلوكيات مجتمعية فتحولها من مجتمعات حضارية متمدنة ومثقفة إلى مجتمعات متخلفة تنخرها أساليب بالية تعتمد مثل هذه العادات بقصد أو بدونه.
-;--;--;-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس


.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت


.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا




.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية