الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشخصية الفيتشية Fetishism انحرافات

اسعد الامارة

2005 / 6 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من منا يعترف بادق خصوصياته ولو مع نفسه،من منا يقرْ بأنه مختلف عن الاخرين لا في المظاهر الخارجية فحسب،بل مع نفسه في المظاهر والسلوكيات الداخلية,ما نحاول طرحه في هذه السطور والسطور اللاحقة يخص شريحة من بني البشر،ربما يعجب البعض عندما يطلّعون على هذا النوع من الانحراف ولنسميه شذوذ رغم اننا نتفق مع علماء النفس حول مصطلح الانحراف او الشذوذ الجنسي في محاولاتهم لوضع تعريف او مصطلح محدد او حتى معيار عقلاني لقياس ذلك الشذوذ او الانحراف في صعوبته ودقته. ومن الواضح لنا جميعاً ان خصوصية الجانب الجنسي لدى افراد بعض المجتمعات المحافظة،الشرقية منها والعربية والاسلامية يعطيها صفة الخصوصية المعقدة،فما بالك ونحن ننبش هذه الخصوصية باداة سيكولوجية دقيقة وهي التشخيص الكلينيكي المعتمد على اداة التحليل النفسي في سبر اغوار الذات الانسانية،وحديثنا الان عن نمط الشخصية الفيتشية Fetishism وما بها من انحراف جنسي.يقول "سيجموند فرويد"مؤسس نظرية التحليل النفس ان الفيتشية نوع من الانحرافات الجنسية يستبدل فيه الموضوع الجنسي السوي بموضوع آخر متعلق به وان كان غير ملائم للاشباع الجنسي السوي وعادة ما يكون بديل الموضوع الجنسي جزءاً من الجسم قليل الملائمة للهدف الجنسي مثل(الشعر والاقدام)او موضوعاً جامداً على صلة وثيقة بموضوع الحب وبجنسه على وجه التفصيل(اجزاء من ملابسه او من ملابسه الداخلية)ويكتفي الشخص المنحرف بهذا الشذوذ،بهذه الاجزاء من الملابس ويعدها تساوي وتكافئ العملية الجنسية الكاملة في وضعها الشرعي-القانوني المقبول او في وضعها الآخر غير الشرعي مثل العلاقات الجنسية غير الشرعية التي تقوم على اقامة العلاقات الخاصة كالعشق او الممارسة غير القانونية والشرعية . فهو يكتفي باقتناء هذه الملابس الداخلية والجواريب والاحذية النسائية والعطور والازهار وادوات الزينة في دولاب ملابسه الخاص وتعطيه الاشباع الكامل المماثل للعملية الجنسية بكل ابعادها،والشخص الفيتشي يختار منها واحداً يكون اكثر اذكاءاً لخياله الجنسي.
يقول علماء النفس عندما يعاق الدافع الجنسي عن تحقيق هدفه فانه قد يرتبط بأداة او مادة كانت ذات دلالة جنسية معينة في بواكير الحياة ومن ثم فأن اللذة الجنسية لا تأخذ سوى شكل العادة السرية باستخدام الفيتش المعين كمثير.
هذا الانحراف يقع في الذكور غالباً وتأتي اللذة الجنسية عن طريق مطاوعة دافع شديد للمس او مداعبة جزء واحد من جسم الشخص الذي استقر عليه الخيال الجنسي ونلاحظ الكثير من الاشخاص في حياتنا اليومية يقتنون اشياء نسائية ربما جديدة او قديمة مع حاجياتهم الخاصة والبعض الآخر ممن يمتلك الجرأة ،يتحرش ببعض النساء،لايهم ان كانت بنت غير متزوجة او سيدة متزوجة والمهم في هذا الامر هو انه يلامس جزءاً من جسمها وهذا الجزء قد يكون بعيداً عن مناطق الاثارة الجنسية المعتادة "الارداف مثلاً او الظهر بشكل خاص" وانما يكتفي بلمس القدم اوالشعر او حتى اطراف الملابس دون ان تشعر الفتاة بذلك.
ترى نظرية التحليل النفسي ان اختيار الشخص المنحرف فيتشياً هذا الانحراف بعينه هو للدلالة عن الاثر الباقي لانطباع جنسي احس به المرء في اغلب الحالات ابان الطفولة. ويركز الفيتشيون على اقتناء الفرو الخاص بالنساء وهو الذي يمثل الاثارة الجنسية العالية لديهم،فضلا عن المطاط او اشياء اخرى كانت تقتنيها الام او بديلها دائماً،ويرى بعض علماء التحليل النفسي ان اهمية الفراء عند الفيتشي راجعة على الارجح الى تشابهها الواضح بينه وبين شعر المناطق الحساسة لدى المرأة وهي ترتبط ايضاً بالصورة الرمزية عن الانطباعات الاخرى ابان مرحلة الطفولة.
ان المرحلة الاولى من حياة الطفولة حملت معها الكثير من الانحرافات التي ظلت دفينة في الذات وعند البلوغ، انطلقت بالاتجاه الذي يتوافق معها،ولا نغالي كثيراً اذا قلنا ان حياتنا النفسية الخاصة بها من الظلام الذي يعرفه اي منا حين يزيح الصدأ عنه والبعض الآخر دفعته رغبته واستطلاعيته العالية لان يميط اللثام عما يدور في داخل ذاته ويعلن عن مكنوناته كما هو الحال عند الشخص الفيتشي.ويقول(د.علي كمال)بعض الحالات الفيتشية تفسر على اساس تجربة نفسية جنسية صارمة استقرت في ذهن الفرد وطبيعته على استجابة جنسية معينة مرتبطة بأداة معينة او من نوع خاص كالفراء والاحذية وغيرها مما يخص المرأة.
تعد حياتنا الخاصة المتمثلة في حياتنا الجنسية غنية جداً بالمثيرات والرغبات غير المعلنة المقموعة تارة او المكبوتة او المؤجلة في احيان كثيرة ،هذا التنويع ربما يجد طريقة نحو البوح به دون خجل وممارسته مهما كلف الفرد ذلك،فالرغبة جامحة والقيم التي تحدد القيود قاسية ولكن كسر طوق هذه القيود يحتاج الى ذات ترفض الواقع ولاتستكين للممنوعات حتى وأن سماها البعض شذوذاً او انحرافاً،لذا فأن ما بداخل النفس الانسانية الكثير من الانحرافات المقيدة لانها ممارسات جنسية تتم بين فردين راشدين بالتراضي بينهما،وهي بذلك لا تتعارض مع فريق المتزمتين ضد العمليات الجنسية لانها تعطي الطابع المقبول اجتماعياً. اما الانحراف والذي يمارسه القلة من الناس،فهو يعني لغويا واحصائياً الانحراف عن المتوسط العام عن سلوك الناس وكما اطلق عليه علماء الاحصاء التربوي والنفسي والاجتماعي ،هو الابتعاد القليل"معقول"عن الحدود الطبيعية،اما الشذوذ هو الابتعاد العظيم والكبير والى حد"اللامعقول"عن هذه الحدود الطبيعية،ولك عزيزي القارئ الكريم مطلق الحرية في اختيار المعايير والموازيين النفسية التي بوساطتها ان تشخص اية حالة بها من الانحراف او الشذوذ ،بالشدة او التطرف او بالاعتدال والوسطية،فالحكم على هذه الامور ينبع من الذات اولاً. هذا النوع من السلوك الشخصي الذي يمس الانسان وربما يعكر صفاء حياته باعتباره سلوكاً يختلف عن السلوك الجنسي المتعارف عليه بين انثى وذكر وما سنورده لاحقاً من انحرافات اخرى ربما كان اعظم في معيار السوية والاتزان مستندين في ذلك على ثقافة المجتمع ومعاييره وقيمه التي يحكم بوساطتها على ما هو منحرف او سوي ،شاذ متطرف او معتدل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع حالة التأهب في إسرائيل ومنع التجمعات في الشمال


.. ما حدث في الضاحية يهدف لتحييد حزب الله والمقاومة عما يجري ف




.. أهم المحطات في مسيرة حزب الله اللبناني • فرانس 24 / FRANCE 2


.. حالة من الذهول والصدمة في بيروت • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بين نعيم قاسم وهاشم صفي الدين.. إليكم من قد يخلف حسن نصرالله