الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحفي الشيوعي كاوه.. وجدان كوردستان وضميرها الحي

كاميران كريم احمد

2013 / 12 / 9
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


الشهيد الذي لم يترجل
الصحفي الشيوعي كاوه.. وجدان كوردستان وضميرها الحي
هل رحل البطل الذي ايقظ فينا كل هذا التحدي والاصرار؟ لماذا تركتنا وما زال فيك كل هذه العنفوان؟ كيف نقنع بالسكينة وانت هدوءك اقض مضاجع الغنى الفاحش المليء بالعفن والجريمة؟ يا من كنت تكشف في ثنايا اوراقك الصحفية اسرارهم ومهازلهم، وترسم الصورة الحقيقية لما هم عليه من زيف وخواء.
لن تكفي الاف والاف الصفحات لكي نعطيك حقك يا كاوه.
ماذا فعلت لكي تجبرهم على ان لا يتهاونوا وأياك؟ أيعقل ان تكون قصاصاتك وقطرات حبرك النوراني ترسم للفقراء طريقا للخلاص، بحيث ارعبت الذين كنا نتصور انهم لا يرتعبون؟ هم المرعوبون هم الخائفون هؤلاء خفافيش الليل يخافون نور النهار. تصور معي اخي الصغير وقائدي الكبير يا كاوه، ان كل مقال يكتب عن فسادهم هو بمثابة مسمار ولو صغير في نعشهم المتهرئ، وكل صوت يعلو لادانتهم هو صوت للحقيقة يهابونه، وكل منبر شريف يتصدى لتآمرهم هو تجل لارادة الناس الذين يريدون مستقبلا خاليا من الفساد والمفسدين.
رفيقي العزيز كاوه.. لقد فتحت افقا لا يستطيعون اغلاقه وليست شهادتك على فسادهم الا مفتاحا استنسخ منها الناس الاف المفاتيح يفتحون بها ابواب الاسرار والكواليس والدهاليز التي يختبئ فيها جرذان الفساد والجريمة.
انت ايها البطل فتحت معركتك المقدسة الصغيرة معهم فخافوا منك، وهم لا يدرون انك اصبحت البوصلة التي يهتدي بها الناس الشرفاء في حربهم بحثا عن الحقيقة. انت صاحبنا فاأتمناك على الريادة وانت الذي عاهدتنا فنعاهدك في المقابل باننا سائرون على الدرب الذي اختطته لنا.
وحّدتنا من حيث لم نتوقع ان نتحد، هززت فينا كبرياء ضاع منا وكنا مخدوعين او مغمضين. يسارا ويمينا، شمالا وجنوبا، اسلاميين ووحدانيين، فقراء ومهمشين وشرفاء، النساء قبل الرجال، الاطفال قبل الشباب والكهول، كلهم استيقظوا لكي يجدوا ان الارهاب ذو وجهين: وجه قاتل ووجه فاسد، وكانوا يريدون ان يجعلوا من شعبنا (اسكندرا) ذا قرنين.
احسستنا يا كاوه بعمق الهاوية التي يريدون دفعنا اليها، وبحجم الكارثة التي تلفنا ونحن نائمون او يقظون. انت الذي قررت الا تحيد عما قررته فكنت اول من دفع ثمن الجرأة والرجولة الحقة، دون ان ينبت لك حتى شاربان، وبوجهك الهادئ الجميل تطل على صباحاتنا الرخوة فتملاؤنا بالاحساس بان الرخاء زائل زائف مليء بالغدر والخيانة.
كاوه لم ينتفع كما يفعل اليوم المتاجرون بقضايا الناس وهمومهم واحلامهم ونضالهم وقوتهم، لم تكن في جيبه حين استشهاده سوى دريهمات هزيلات في وطن سماؤه وارضه وباطنها ذهب في ذهب في ذهب. فأين ذهب هذا الذهب؟
كاوه قال ما لا يقال في زمن الجرب السياسي والاعلامي، وعرف انه يستهدف اعداء شعبه ووطنه الذين ينخرون من الداخل بجسد التجربة الكوردستانية كما السرطان، وايضا عرف انه هو مستهدف وهو وحيد غير مدجج الا بسلاح الكلمة الشريفة والنية الصادقة والايثار البطولي لحد الثمالة ونزوعه نحو التحدي فكان جيفارانا.
رمز كبير انت يا كاوه لهذه المرحلة في تاريخنا.
لروحك الطاهرة الف سلام.. انت لم تمت انت بيننا انت شعاع ان خبا فأقرأوا السلام على ما تبقى
كاميران كريم احمد









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب


.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال




.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني




.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ