الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دستور سيد قطب 2013

حسن كمال

2013 / 12 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعد سيد قطب هو المنظر الأصولى لجماعة الإخوان المسلمين, فقد دعا فى كتابه ( معالم فى الطريق ) أن البديل عن ثقافة الغرب الممثلة فى النهضة وعصر التنوير والثورة الصناعية فى أوروبا , هى ( حاكمية الله ) حيث يقول : " إن مملكة الله لا تقوم بأن يتولى الحاكمية فى الأرض رجال ينطقون باسم الألهه كما كان الحال فيما يعرف باسم " الثيوقراطية " أو الحكم الإلهى المقدس, ولكنها تقوم بأن تكون شريعة الله هى الحاكمة.

وعلى الجانب الأخر تمرد الشعب المصرى فى 30 يونيو ونزل فى مظاهرات بالملايين ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين, ولكن المفارقة هنا, أن الشعب تمرد على جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم, ولكن لم يتمرد عليهم كفكر وعقيدة.

ومن الملاحظ أن لجنة الــ 50 قد أعدت مشروع دستور 2013 , متوافقا مع رؤية سيد قطب, وهى عقيدة جماعة الإخوان المسلمين, ليكون ممهدا لعودتهم مرة أخرى من جديد, ليس كأشخاص ولكن كعقيدة وفكر. فعقيدة الإخوان مازالت هى المسيطرة على مشروع دستور 2013, وبالتالى فأى إنتخابات سواء كانت رئاسية أو برلمانية سوف تأتى بالإخوان كفكر وعقيدة .

والسؤال الآن :
كيف يعد مشروع دستور 2013 هو دستور سيد قطب؟

تنص المادة الأولى من مشروع دستور 2013 (مصر جزء من العالم الإسلامى) ودلاله هذة العبارة تكمن فى أن ثمة هناك عالم إسلامى وعالم أخر غير إسلامى, والمجتمع عند سيد قطب إما جاهلى أو حاكمى , أى إسلامى. وفى المجتمع الإسلامى وهو الحاكمى, هو المجتمع الذى يطبق شرع الله, على عكس المجتمع الجاهلى وهو الغير إسلامى, الذى يعتمد على تشريع البشر للبشر دون الرجوع لشرع الله.

فهذة المادة هى ممهدة لفكرة الخلافة الإسلامية, حيث تصبح مصر جزء من الخلافة الإسلامية وهو العالم الإسلامى, المنصوص عليه فى الدستور . فتطبيق شرع الله لايرتبط بدولة, فهو غير مقتصر على مصر فقط, فهى شريعة كونية, كما طرحها سيد قطب, ( معالم فى الطريق , ص 59 ).

أما المادة الثانية من مشروع دستور 2013, تنص فى شقها الأول على أن (الإسلام دين الدولة) وحيث أن الدولة فى الأصل لا يمكن أن يكون لها دين, ولكن المقصود هاهنا أن الإسلام يصبح هو الجنسية للمسلم, وهذا ما كان يقصده قطب فى كتابه ( معالم فى الطريق, صـ 15 ), بأن > الجنسية مصر < . فالإنتماء يكون للإسلام, والإسلام هنا ليس مجرد عقيدة, وإنما هو منهج للحياة البشرية, على حد قول سيد قطب. فالإسلام هو جنسية المسلم وعقيدته (ص 83) وهناك دار واحدة هى دار الإسلام, تلك التى تقوم فيها الدولة المسلمة, فتهيمن عليها شريعة الله, وماعداها دار حرب (ص84) .
ثم يستطرد موضحها فهمه الخاص عن الإسلام, يقول : " الإسلام ليس مجرد " عقيدة " إن الإسلام إعلان مهم لتحرير الإنسان من العبودية للعباد. فهو يهدف ابتداء إلى إزالة الانظمة والحكومات التى تقوم على أساس حاكمية البشر للبشر وعبودية الإنسان للإنسان". ص 63.

كما طرح سيد قطب, الإسلام كمقابل للحضارة (ص63) , فالمجتمع الإسلامى كما وصفه سيد قطب, هو المجتمع الذى يطبق فية الإسلام, عقيدة وعبادة, شريعة ونظاما, خلقا وسلوكا . فهو يطرح الإسلام كمنهج كامل للحياة البشرية, فهو ليس كدين كما يتوهم البعض, فمادة أن الإسلام دين الدولة, تهيمن على الدولة بالكامل لتطبيق منهج الإسلام, كما دعا إليه سيد قطب.

وبإستكمال المادة الثانية من مشروع دستور 2013, نجد أن رؤية وعقيدة سيد قطب تتحقق فى مشروع دستور 2013, إذ تنص على أن (مبادىء الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع) وهذا هو جوهر مفهوم " حاكمية الله " الذى طرحة سيد قطب, وهو أن نحكم بشرع الله وحده, فيكون لله – دون غيره – حق التشريع والقضاء, ومن يقل بغير ذلك أو يفعل خلاف ذلك فهو كافر. ففى المجتمع الجاهلى وهو الذى يعتمد على تشريع البشر للبشر دون تطبيق شرع الله, أما المجتمع الحاكمى فهو المجتمع الإسلامى الذى يطبق شرع الله؛ وبذلك نكون ضمن المجتمع الإسلامى الذى يقصده سيد قطب, وهو أن نطبق شرع الله, لتكون مبادىء الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع. ويقول سيد قطب : أن شريعة الله تعنى ماشرعه الله لتنظيم الحياة البشرية, وهذا يتمثل فى أصول الاعتقاد, وأصول الحكم, وأصول الأخلاق, وأصول السلوك, وأصول المعرفة ايضا, ص 75 .

ومن الأهمية أن نعرف أن المادة الثانية بالدستور, تمثل الفلسفة الحاكمة لكل مواد الدستور, وشكل الدولة ككل. فالإسلام دين الدولة, يعكس ذلك شكل التعليم والثقافة والإعلام, وكل مؤسسات الدولة حتى تكون إسلامية, متوافقة مع دين الدولة وهو الإسلام. والنص على أن مبادىء الشريعة الإسلامية مصدر رئيسى للتشريع, تعكس أيضا فلسفة التشريع القائم على تطبيق شرع الله, على حد وصف سيد قطب, وينسحب ذلك على كافة التشريعات والمعاهدات الدولية أيضا حتى تكون متوافقة مع الشريعة الإسلامية, وبذلك يكون مشروع دستور 2013 المطروح على الشعب للإستفتاء, هو دستور سيد قطب, وليس دستور ثورة كما يزعم الكثير.

و السؤال إذن :
هل ثمة هناك دعوة للتصدى لجماعة الإخوان المسلمين كفكر وعقيدة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المعادلة صعبة
Amir Baky ( 2013 / 12 / 10 - 10:16 )
المسلمون مصرون على إثبات أن الإسلام حركة سياسية و ليس دين. وربما تكون هذه الحقيقة فعلا. لذلك لن تستطيع عقولهم فهم الفصل بين السياسة النجسة و الدين. وربما يعتبرون نجاسة السياسة طهارة لأن الدين بالنسبة لهم سياسة. فدستور أى جمع ليست نصوص يستفتى عليها الناس. الدستور هو العقد الإجتماعى لمجموعة بشر لهم ثقافة و فكر مشترك. ولم يجد أى مجتمع متعدد الأعراق من الثقافة الإنسانية ليبنى الدستور عليها. المصريون يدعون الإعتدال فى دستورهم وبداخلهم طائفية مكونة لشخصيتهم. فمهما وضعوا مواد المواطنة و المساواة بنصوص صريحة فى الدستور سيصطدم هذا بثقافة الشخصية المصرية العنصرية الذى صنعها الإسلام السياسي . فالدتور الذى يتجاهل عن عمد أى نص بتطبيق مواثيق حقوق الإنسان دستور طائفى بإمتياز


2 - سيد قطب إخوان مسلمين وهو حزب سياسي
يوحنا مالوم ( 2013 / 12 / 10 - 10:41 )
يبدو أنك إما جاهل بمعنى الإسلام أو أنك تخدم الإخوان بتحريض الشعب على التصويت بلا . سيد قطب هو سيد الإخوان وليس سيد الإسلام . سيد قطب من حزب الإخوان المسلمين وهو حزب سياسي يلبس لبوس الإسلام . وهو لايمثل كل الإسلام فله رأيه المتطرف الذي لايتفق معه كثيرون تأخذ معنى الإسلام من القرآن وليس من سيد قطب والبخاري وأبو هريرة . الإسلام كوني إنساني عالمي ويعني التسليم بوجود الله واليوم الآخر التي تؤمن بها كل الأديان . ومبادئ الإسلام هي الوصايا العشر الموجودة في كل الشرائع السماوية . راجع مصطلحات التنزيل للدكتور محمد شحرور منشور على النت
حول مبادئ الإسلام و مبادئ الإيمان حتى تطمئن بأن البخاري وسيد قطب والقرضاوي دجالون يتلاعبون باللسان يحركونه ويلونونه وبه تربع القرضاوي رئيساً لهيئة العلماء المسلمين العالمي ولم يستطع أن يوقفه أحد عند حده لأنه سليط اللسان ودؤوب ومخرب ومؤذ. وأرجو أن نكون واعين لأمثال هؤلاء فأمثالهم يبحث عنهم الإستعمار لإخضاع الناس باللسان وتغيير شريعة الله حسب المصلحة

لاتستطيع أن تغير الدستور إلى ما نتطلع إليه من مثالية قبل تغيير مستوى الإنسان التعليمي والفكري والنفسي


3 - و ألأجابة : لا
هانى شاكر ( 2013 / 12 / 10 - 13:58 )



و السؤال إذن :
هل ثمة هناك دعوة للتصدى لجماعة الإخوان المسلمين كفكر وعقيدة؟

و ألأجابة : لا



حكم مصر عبر 70 سنة أعوج نوع من ألبشر .. أنانيتهم وجنونهم لا يجاريها مثيل فى ألتاريخ ألحديث .. دمروا ألحجر و ألشجر و ألبشر .. فتحول ألأنسان ألمصرى إلى مسخ مشوه .. يقتل ويحرق بأجرة 20 جنيه فى أليوم .. لأنه جائع ، عاطل ، مريض ، و جاهل

خلال حكم ألخمسة ألمجانين .. تكاثر ألمصريون حشريا من 15 مليون إلى 90 مليون .. تحت سمع وبصر وحكم ألخمسة ألمجرمين .. و هانت و وهنت قيمة مصر و ألمصريين ... لدرجة أن ألمصرى يبيع أبنته ب 500 دولار لعجوز خليجى .. لكى يشترى ألكيف .. حتى أن أستهلاك ألمخدرات سنوياً ألأن يفوق ميزانية ألصحة وألتعليم و ألمواصلات مجتمعين ...


لا كرامة ولا حرية ولا سلام لبلاد غير قادرة على تغذية وتعليم وطبابة مواطنيها

...


4 - يوحنا مالوم
كامل حرب ( 2013 / 12 / 10 - 17:15 )
امرك عجيب يا رجل ,هل انت عالم بالقران اذن ,لماذا لاتتلو علينا ايات القتل والذبح والسلخ والسطو المسلح والاغتصاب والنكاح والعبوديه والرجم والغزو والبلطجه ,كلها ايات صحيحه من القران الكريم ولادخل لسيد قطب باى شئ فيه ,هل انا اتجنى على قران حبيبك المصطفى ,بالمناسبه لماذا تتنكر تحت اسم مسيحى؟


5 - رد للسيد كامل حرب
يوحنا مالوم ( 2013 / 12 / 10 - 21:58 )
الإتهام جاهز لكل من يخالفكم الرأي. لعلمك أنا لا أنتمي إلى أي دين . لذلك أتكلم بحرية حسب ماأراه. أريد لهذا الدستور أن يعبر بنعم حتى تستقر أحوال مصر وتعبر الأزمة الحالية
كل الأديان تحوي الأخلاق والتسامح كما تحوي التهديد والقتل والنهب والترويع . إن أردنا إحصاءها فلا يستثنى دين من وجود كل مايطلبه الإنسان من محاسن ومساوئ. هنا يأتي دور التطبيق ليختار البشر مايناسبهم حسب المصلحة

كنت أول المنتقدين لوجود كلمة إسلام في الدستور ولكن بعد أن صدرت المسودة وتحوي هذه المادة الجدلية ارتأيت أن الدستور يحوي نقاط ايجابية عديدة تفوق أن نتوقف عند هذه المادة ونعطل الدستور بسببها. يهمني أن نعبر ونتقدم حتى لا نضيع الوقت الذي إن حصل سيكون من مصلحة الإخوان والمتشددين فهم يريدون للفوضى أن تستمر . من هذا المنظور أردت أن أعطي معنى للإسلام كما ينبغي أن يكون وليس كما هو قائم حالياً كي نقول للدستور نعم ونخطو للمستقبل


اخر الافلام

.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس


.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت


.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا




.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية