الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النسكافية حلال و لا حرام؟

لبنى حسن

2005 / 6 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أستخدام الدين لأغراق المواطنين
الجزء الأول
مع ازدياد الضغوط و تهميش دور المواطن فى المجتمعات العربية و كثرة الممنوعات السياسية,أصبح الدين هو الملجأ و المحور الأساسى فوضعت كل طائفة او جماعة دينية نفسها فى مرتبة أعلى من الأخرى, فأصبحت تضيف المبالغات للقصص و الحكايات بهدف تمجيد أبناء ديانتها والتسفيه من شأن الديانات الأخرى و كأننا فى حرب يجب ان ينتصر فيها طرف و احد فقط ليثبت للعالم انه و حده الأفضل و الأقدر بالمرتبة العليا.


بالرغم أنى ازور مصر كل عام لفترة بسيطة الا انى ألحظ تغيرات مجتمعية سريعة الخطى و كأن هناك قوى منظمة تخطط و تحرك الشعب نحو هدف معين و لعل أبرز مظاهر التغير فى العقدين الأخيرين هو ازدياد مظاهر التدين الى حد المبالغة و استفزاز الغير و المصحوب بأنحدارأخلاقى لم نشهد له مثيل منذ عقود,فقد أحسنت الجماعات الوهابية أستغلال ظروف المجتمع من فقر و جهل و تهميش للمواطن, للتغلغل و السيطرة و بث السموم و الفكر المتطرف, و ساعدها غض طرف الحكومة عما يحدث و تركها الساحة لهم ليغيبوا الشعب و يستخدموا الدين كالأفيون لأغراق المواطنين فى تفاصيل و صراعات لا تؤدى الا الى مزيد من التخلف, و لكنها تتيح الفرصة للحكومة للتفرغ للتهليب و الفساد, لقد تم التشويش على المواطن و اغراقه فى مشكلات مفتعلة يتكسب منها الدعاه و تلهى الشعب و تسد فراغ الحياة السياسية.

لقد تركت الحكومة مرويجى الفكر الوهابى يسيطروا على وسائل الأعلام ليس فقط خشية التصادم مع الجماعات المتطرفة, ولكن للتشويش على المواطن و اغراقة فى دوامة يروج لها على أنها تدين ليصبح الشغل الشاغل للناس تقييم كل تفصيلة و لو تافهة من منظور أسلامى, لقد و جد المتأسلمون فى الأستسلام الحكومى ضالتهم و عملوا على التركيز على مظاهر التدين كحث الناس على الحجاب و النقاب و اطلاق اللحى و التى تمكنهم من أستعراض القوى و التفاخر بسهولة التأكد من تواجدهم و تاثيرهم فى الشارع المصرى , و أنتشر الدعاه الجدد الذين يجيدوا أستغلال الفهلوه ليرسغوا الخرافات و الخزعبلات و يفزعوا الناس و يشككوهم فى كل تفاصيل حياتهم ,مبشرينهم بجهنم و بئس المصير, فأنتشرت و تضاربت الفتاوى فى التلفزيون و الأذاعة و الصحف و حتى الأنترنت فاصبحوا يتصدون للأجابة على أسئلة من عينة هل ضرب الزوجة واجب شرعا؟ النسكافية حلال و لا حرام؟ هل استخدام ماكينة الحلاقة الكهربائية حلال؟ هل وجود كلب ذكر مع سيده دون محرم حرام؟!


و حتى ُتحكم الحكومة السيطرة و الحصار, فقد صاحب موضة ظهور الدعاه الجدد ترك الحكومة المجال للجماعات المتطرفة ذات الثراء الفاحش لأغراق الشوارع بالملصقات التى تعبر عن فكرهم الوهابى و تتوعد الناس بالعقاب و الأنتقام الألهى اذا لم يلتزموا و يعودوا لما تدعى الملصقات انه الأسلام الصحيح و كأن مصر كانت بلد شيوعى مثلا و هبط عليها الأسلام من السماء فجأة؟!!

لقد تحولت جدران شوارع محافظة الأسكندرية لما يشبه صحيفة الحائط دون أدنى مراعاه للمسيحيين أو حتى لكون هذا شارع للماره مثل باقى شوارع العالم و ليس مجلة وهابية! و أدى هذا الى دخول المجتمع فى حالة من الدروشة أو النفاق ليكون الأنسان متسق مع الجو العام, فمنحت الأسماء الأسلامية للمواليد و أنتشرت ظاهرة المحلات التى تحمل اسماء ذات دلاله أسلامية و كأنهم ارادوا حربا تدفع المسيحيين ليحذوا حذوهم فى تسمية محلاتهم و لصق ملصقاتهمم و المبالغه فى المظاهر الدينية لتنقسم المدينة لفريقين كفرق كرة القدم يعميهم التعصب و يدمرهم الجهل.

ُاسيىء أستخدام الدين و أستعمل للزج بنا فى دوامة و افراز كراهية و حقد و عدوانية بدلا من ان يوظف للسمو بالأخلاق و المساعده على رقى المجتمع و تقدمه الى الأمام و نشر السلام و الحث على الهدوء و الرضى و التعايش مع الأخر. لقد صار المجتمع ضحية لنظام ديكتاتورى فاسد و جد ضالته فى التحالف مع قوى ظلامية ُتغيب العقول فتترك له الساحة لينهب الثروات و يشتت العباد و يحول البلاد لسجن يعيشة فقراء مقيدين بسلاسل الجهل و التخلف و التطرف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب