الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقض اللاشعور لدى جاك لاكان

هيبت بافي حلبجة

2013 / 12 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نقض اللاشعور لدى جاك لاكان
هيبت بافي حلبجة
يقول فون هارتمان ، الفيلسوف والعالم الألماني المعروف ، في مؤلفه ، فلسفة اللاشعور ، إن اللاشعور يؤسس الحياة العقلية كما يؤسس الحياة الجسدية ، فكل النشاطات العقلية والجسدية والشعورية مدفوعة بالفاعلية اللاشعورية ، وكأنه يؤكد على مقولة كارل غوستاف كروس التي تزعم وتفترض إن معرفة الحياة العقلية والشعورية كامنة ومستقرة في منطقة اللاشعور ، وهكذا تتحول إرادتنا إلى إرادة لاشعورية كما أدعى نيتشه ، وهكذا ننتقل ، على الصعيد الفلسفي ، إلى ميدان الميتافيزيقيا الصرف ، تلك الميتافيزيقيا التي تنتمي إلى حالة لاشعورية ، إلى حياة لاشعورية ، ونصادر العقل والمنطق والتحليل الموازي ، ونلج في فضاء أسميه لاعقلانية العقل أو عقلانية اللاعقل ، فالنتيجة واحدة .
ولم ترق هذه الفكرة للعالم النفسي النمساوي ، سيجموند فرويد ، فهاجم هذا ( اللاعقل ) وحاول أن يفنده من خلال دراساته وتجاربه على مرضاه العصاميين ، وعبر مفهوم أسميه هنا بالثالوث ( العصبي ، الجنسي ، التحليلي النفسي ) ، وأكد على إن مجال النشاط الإنساني ( أخفاقاته وأبداعاته وهواجسه وأعراضه الأجرامية وسلوكه المنحرف ) يكمن في اللاوعي واللاشعور حيث مكمن الكبت الشخصي والتاريخي ، وكذلك إن فكر الإنسان الواعي لايسيطر على تصرفاته وسلوكه ومواقفه إلا ضمن حدود وأقنية جزئية ، وهكذا ننتقل من ( العقل ) الذي لانحس به إلى ( الحس ) الذي لانعقله .
وجاك لاكان ( 1901 – 1981 ) الفيلسوف والعالم النفس الفرنسي ، والذي أنتقل ب( فرويد ) من عالم التحليل النفسي إلى عالم الأيديولوجيا بارزاُ العلاقة المحمودة ما بين الأول والثاني ، درس لاشعوره من خلال مفهوم الخطاب اللغوي ، من خلال اللغة ، ومن خلال مفهوم الآخروي ، من خلال الواقع المرمي هناك ، من خلال الواقعي .
جاك لاكان ينادي بالعودة إلى فرويد ، وينطلق من الأسس الأولية لمحتوى اللاشعور لدى هذا الأخير ، ويعيد قراءته ويكمل صياغته ، ويحول فرويد إلى لاكان ، حتى أصبحنا إزاء اللاكانية التي حلت محل الفرويدية وكإن الأولى ورثت الثانية ، فاللاشعور الفرويدي الذي يتضمن ، من جملة مايتضمن ، عمليتين أساسيتين هما التكثيف والتحويل ، منحت الفرصة ل (لاكان ) لكي ينطلق منهما في تأصيل مفهوم اللغة في اللاشعور بأسلوب علمي مميز ، ولبلوغ النتيجة الجوهرية والتي هي ( إن بنية اللاشعور هي بنية لغوية بالدرجة الأولى ) .
دعونا نعترف منذ البداية إن هذا الموضوع له خاصية معينة في درجة الصعوبة لإننا لسنا أمام جاك لاكان لوحده ، إنما هناك فرويد ، وهناك التحليل النفسي التابع بصورة مستقلة نسبية لكل منهما ، ومن هنا تحديداُ لن نلتزم إلا بالمخطط العام للاشعور لدى فرويد ، تاركين أنتقادنا له في حلقات قادمة ، ومستكفين بالولوج الفعلي في بنية اللاشعور لدى جاك لاكان .
ولكي نحدد بعض المرتكزات الضرورية ، وأن نتفادى الحديث الجاف والعام والمرتبك والمتكاثر لدى كل من سيجموند فرويد وجاك لاكان ، لامندوحة من الدقة في أختيار المفاهيم التي هي ، حسب رؤيتنا ، مصطلح الأنا الأعلى ثم الأنا ثم الهو ( مع علمنا إن كلمة الهو لاتعبر بالضبط عن الكلمة المترجمة عنها ، لكن بما إنها دخلت المجال العربي هكذا فلنبق عليها ) من جهة أولى ، الرمزي والخيالي والواقعي من جهة ثانية ، الأب الرمزي والأب الخيالي والأب الواقعي من جهة ثالثة ، والأب والأم والطفل الذكوري والأنثوي من جهة رابعة ، ثم محتوى اللاشعور اللاكاني عبر محتوى مفهوم الآخر ، وكذلك محتواه عبر الخطاب اللغوي من جهة خامسة ، ثم المحتوى الذي يتحرك ما بين كافة هذه المفاهيم من جهة سادسة ، وماينتج عن كل ذلك من خلال مفهوم الخصاء الرمزي من ناحية سابعة .
وهكذا نفتح أبواب جهنم على أنفسنا على مصراعيها ، ولابد أن نفتح الباب الأكثر توهجاُ والأكثر تلظياُ ، وهو الباب الذي يتعلق بثلاثة مفاهيم تقود الصراع الداخلي في فكر جاك لاكان ، وهي الرمزي واللغوي والقضيبي الذكوري ، والتي تؤكد شروطها على تكوين محتوى الرغبة .
والرغبة هي ليست رغبتك ولارغبة أحد ، ولاهي رغبة فردية ، ولارغبة ذاتية ، ولاحتى جماعية كما توهم كبار شراح جاك لاكان ، إنها الرغبة كما لو أنها تتكون درجة درجة وتحصل على خاصيتها على قدم وساق في علاقة الجميع بالجميع ، في علاقة الكل بالكل ، دون أن ننسى ، ولو للحظة واحدة ، إنها تتمتع بثلاثة خصائص ، الأولى هي لاتخضع لقواعد مسبقة معينة في تكوينها ، ولاترضخ لمفهوم (السليم) أو ( السقيم ) في المجتمع ، وكإنها تسرق وجودها وطبيعتها وبنيتها من الكل لكنها تلون ذاتها على خفية من الجميع بل وعلى درجة كبيرة من الخفاء دون أن تدرك قوة الخفاء في خواصها ، الثانية هي متأصلة في اللاشعور ، في اللاوعي ، هي كامنة فيه كجزء عضوي منه ( نحن نستخدم الكلمتين حسب رؤية جاك لاكان ، مع تاكيدنا أننا نفضل استخدام كلمة اللاشعور لإنها تعبر أكثر عن ذاتها من كلمة اللاوعي ) ، الثالثة هي لاتعبر عن حقيقتها أبداُ ، إنما نستلمح تلك عن بعد وبصورة جزئية ، وكلما عانت من ظروف قاسية ، كالمرض أو حالة قهرية أضطرارية ، كلما دنونا أكثرمن بنيتها . ( ونؤكد هنا أننا ننأي بأنفسنا عن معركة تشخيص الأمراض كالعصامي والذهاني والهيستري وغيرها لأننا لانملك أدوات السيطرة كما إنها خارج نوعية هذا التحليل ) .
ومن الواضح أننا بدأنا بما كان من المفروض أن ننتهي إليه ، لكننا أرتأينا ذلك ، أي السير بالعكس ، لأعتقادنا إن مفهوم الرغبة سيسهل الأنتقال السلس مابين المفاهيم الأخرى ، فالرمزي ، الذي يقترب من سيطرة ومقومات وسطوة الأنا العليا اكثر من أقترابها من الأنا ومن الهو ، يستبد بنفس الدرجة بالعناصر الأخرى ، الخيالي والواقعي ، مثلما تستبد الأنا العليا بالأنا وبالهو .
والرمزي ، الذي لايستطيع الأنفكاك عن الخيالي والواقعي ، يشكل معهما حالة أطلقت عليها ، العقدة البوروموية ، التي تجسد التشابك ما بين ثلاثة حلقات ، بحيث إما أن توجد معاُ أو أن تنفك معاُ ، وعلى الرغم من هذه العلاقة الأبدية ينبغي أن ندرك إن الرمزي لاينطلق من الواقعي ، او على حد تعبير لاكان نفسه ( ينبغي ألا نفكر إن الرموز أتت حقيقة من الواقعي ) ولاكذلك من الخيالي ، وإن كان يتغذى منهما ، إنما ينطلق من أساس تكوين اللاشعور ، فبدون محتوى اللاشعور لانحصل على القيمة الكامنة في الرمزي ولاحتى على معناه ، لذلك أرجو أن نأخذ مفهوم الرمزي ، هنا لدى جاك لاكان ، على نطاقين ، نطاق المعنى الأصلي الترميزي ، ونطاق المعنى المجازي التكويني . مع تأكيدنا إن جاك لاكان نفسه عانى من عدم القدرة على التمايز فيما بينهما ، وهاهو يقول ( في النظام الرمزي تدعى الشمولية عالماُ ، ويحصل النظام الرمزي على صفته العالمية منذ البدء ولاينبني رويداُ رويداُ ، ففي اللحظة التي يظهر فيها هنالك عالم من الرموز ) .
ومن الواضح إن هذه هي أحدى حماقات جاك لاكان الذي يؤكد أكثر من مرة ، وعلى عكس ذلك ، إن الرمزي هو الطرف الخفي في اللاشعور ويتمازج مع الأنا العليا ( القانون ، السلطة ، الأب ، عقدة أوديب ، النظام ) ، ثم يجنح نحو الخيالي من خلال مبدأ اللذة ، ذلك الخيالي ( الوهمي ، وهنا دائماُ التسميات غير دقيقة ) الذي يقترب من الأنا ، لنحصل في النهاية على مبدأ اللذة والأنا والخيالي ، ثم ليتخطى الرمزي مفهوم هذا الثالوث المركب ويصل إلى ثالوث من نوع آخر هو مابعد مبدأ اللذة ، والهو ، والواقعي عبر مفهوم التكرار حيث تكمن أشكالية الوعي بمراحلها الثلاثة ، مرحلة ماقبل الوعي ، مرحلة اللاوعي ، مرحلة مابعد اللاوعي ، مع تأكيدنا إن أشكالية الوعي لاتتضمن مرحلة الوعي .
ومن هنا تحديداُ ندرك تكوينية الرمزي ، واللاشعوري ، واللغوي ، والآخروي من جهة ، وكذلك تكوينية اللاشعوري في الرمزي ، واللغوي ، والآخروي من جهة ثانية ، وإلا لما كان هناك داع للحديث عن اللاكانية أطلاقاُ ، تلك اللاكانية التي من أبرز سماتها قول لاكان ( إن اللاشعور يبنى كلغة ) أو ( إن اللغة تخلق اللاشعور ) .
وهذا اللاشعور في ذلك الرمزي الذي أشرنا إليه ، يتمايز بعاملين متداخلين ، الأول عامل الآخروي ، والثاني عامل اللغوي ، مع تأكيدنا إن كلا العاملين موجودان في الرمزي والخيالي والواقعي بأفق معين ودرجات خاصة ، لإن العامل الآخروي ، مثلاُ ، لايتكون لأنه يمثل قانون الحاجة بل لإنه يجسد حالة الوظيفة الرمزية ويشارك في بنيتها أو هو أحد عناصر خطها البياني ، أي أنه يظهر من خلال مفهوم الكلام ومن خلال محتوى الرمزي .
وأما فيما يخص العامل الثاني اللغوي ، فهو يرى إن الأنسان عندما يكتسب اللغة ، وعندما تصبح اللغة بحد ذاتها مصدراُ مميزا للتعبير ، فأننا نلج في نظام رمزي سابق للوجود ، نظام رمزي يتكاثف حول محتوى الخيالي والواقعي ، نظام رمزي خاص بالإنسان ، نظام يستبد بمحتوى الرغبة التي تخضع ، في مطلق الأحوال ( وهذا كان حديثنا في البداية ) ، للضغوط النسقية لهذا النظام الرمزي تحديداُ ، أي ، وحسب تعبير جاك لاكان ( إن الإنسان يتيح للغة وهو يتبناها أن تؤثر على طاقاته الغريزية الحرة ، وأن تنظمها ) ويردف ( أن يبقى غافلاُ – أي الإنسان – وهو يصنع الأشياء بالكلمات ، عن المدى الذي ساهمت ومازالت تساهم به الكلمات في صناعته ) .
نكتفي بهذا القدر رغم الحديث الشيق والجذاب في هذا الموضوع ، ونسجل الملاحظات الآتية على هذا التصور اللاكاني :
أولاُ : في ذات الوقت الذي ينتقد جاك لاكان سيجموند فرويد في تصوره ( غير العميق ) عن اللاشعور يرتكب نفس ( الموقف ) ، فهو وإن يأخذ عليه موقفه من ( سطحية ) محتوى الأب ، وليضيف إلى تصوره بعداُ جديراُ بالأهتمام وهو الأب الرمزي ، والأب الخيالي ، والأب الواقعي ، إلا أنه لم يتخلص أطلاقاُ من ذات الأشكالية في التحليل العام ، لإنه على الصعيد الرمزي أستغرق أستغراقاُ منقطعاُ النظير في مشكلة الرمز ، ذلك الرمز الذي أعتمد ، أساساُ ، فرويد في مجمل تحليلاته ( أبليس في التحليل النفسي ، الطوطم والحرام ، الطوطم والتابو ، الحياة الجنسية ) .
والرمز يتباين عن الرمزي في ثلاثة مناطق حساسة ، الأولى الرمزي نظام حقيقي وفعلي بعكس الرمز الذي يبقى في قشور الأشكاليات وفي بعض المناطق الحساسة ، أي بمعنى إن الرمز ينتقل من الخارج إلى الداخل ، في حين إن الرمزي لاينتقل أبداُ ، إنما يتكون في منطقته الأصلية ، ومن هنا علاقته الحميمية باللاشعور وأشكالية الوعي ومسألة الكبت الشهيرة التي أبدع فيها سيجموند فرويد أبداعاُ أيما أبداع ، ولذلك يسهل تجاوز الرمز دون الرمزي ، وفي الحقيقة نحن لانستطيع أن نتجاوز الرمزي ، ومن هنا نستشف مفهوم المرض الذي نقسمه إلى نوعين ، النوع الأول المرض القادم من الرمز ، والنوع الثاني المرض القادم من الرمزي ، والفرق قاتل مابين الأثنين فالنوع الثاني يستبد بالعقل كمفهوم عام ، فالعقل العربي يختلف عن العقل الفرنسي الذي يختلف بدوره عن العقل الأمريكي ، وهكذا عندما نتحدث عن الغباء في عقل معين فنحن لانقصد الغباء كمفهوم عام أنما نقصد الغباء التكويني في ذلك العقل ، أي الغباء الكامن في لاشعور ذلك العقل ، وهذا واضح في العقل الشرق الأوسطي الذي نستطيع أن نقول عنه أنه عقل غبي ، وأدق من ذلك هو ( غباء عقل الشرق أوسطي ) ، الثانية إن الرمزي يتضمن الصفة الشمولية البنيوية ويتحاشى التحليل الذاتي الشخصي ، إلا أللهم لتوضيح الرؤيا ، بعكس الرمز الذي قد يتصف بالشمولية لكن ليس بالبنيوية ، والبنيوية على نوعين ، النوع الأول هو الذي يختص باللاشعور فقط ، أي في منطقة اللاشعور ، أو في عمق اللاشعور ، ومن ثم يؤثر في كافة المناطق الأخرى ، وهذا هو الرمزي ، والنوع الثاني هو الذي لايختص بأي منطقة أو فضاء أو عمق وقد يستقر في منطقة الشعور ، وقد يؤثر في منطقة اللاشعور ومن حقه أن يؤثر فيها ، وهذا هو الرمز ، الثالثة الرمز لايخلق أشكالية أو علاقة ذات أشكالية مع الخيالي والواقعي ، بينما الرمزي يستبد بهما ويقهرهما في مجال معين وبأدوات خاصة به ، لذلك فإن الخيالي والواقعي يتأثران بالرمز ويعانان منه ، لكنهما مضطران للرضوخ للرمزي والأعتراف بمعادلته الفيزيائية في الجاذبية ، أي بمعنى آخر إن العقدة البورومية تخص ( الرمزي والخيالي والواقعي ) وتجعل أنفكاكها وأتحادها حالة وحدوية ، بينما هي لاتربط مابين الرمز والخيالي والواقعي أي رباط تفكيكي جماعي أو وحدوي مشترك .
ثانياُ : في حديثه ( في النظام الرمزي تدعى الشمولية عالماُ ، ويحصل النظام الرمزي على صفته العالمية منذ البدء ولاينبني رويداُ رويداُ ، وفي اللحظة التي يظهر فيها ( يكون ) هنالك عالم من الرموز ) ، هو لايقصد ، ولايستطيع أن يقصد ، الرمزي إنما قصد الرمز ، لسبب بسيط هو : لو كان الرمزي لاينبني رويداُ رويداُ ، لكان على هيئة دفعة واحدة ، وجود أزلي ، حضور صامت جاف ، ولبرز ، حينها ، تساؤل جوهري وهو ماالذي جعله أن يكون على تلك الشاكلة دون غيرها ، فهل نحن إزاء حكم ألهي أم قدري أصم وأعمى ، أم حكم تعسفي أعتباطي ، فلاجواب إلا أللهم إذا قلنا أنه تكون تكوينياُ ، والتكويني هو الذي يحدد البعد الخاص للرمزي .
ثالثاُ : هو يركز على مفهوم أكتساب اللغة ، الموضوع الأصلي ، وهذا مفهوم قاصر وهو تطوير الرؤيا الفرويدية من الناحية الشكلية فقط ولايرتقي إلى مستوى الأنتقال من الفرويدية إلى اللاكانية ، والأصل هو ممارسة اللغة ، ممارسة اللغة كحالة ، وذلك لثلاثة أسباب ، السبب الأول أننا نتحدث عن اللاشعور الذي ينسجم مع الممارسة دون الأكتساب ، والذي له دور بنيوي في ممارسة اللغة في حين أن الأكتساب لايخلق ذلك الدور البنيوي مع اللاشعور ، وإذا أنبرى أحدهم ودافع عن لاكان بقوله أنه ليس من الضروري أن يكون لللاشعور دوراُ في تكوين اللغة ، سنقول له ، عندئذ ، ثمة أمران ، الأول إذا أنتفى هذا الدور فهذا يعني إن اللغة هي كلياٌ خارج اللاشعور ، وهذا التخارج لايمكن أن يحدث إلا من خلال ( العقل ودوره ) ، وإذا كان هذا هو واقع الحال فنحن إزاء حالة تدمر ( لاشعورية ) لاكان ولاتسمح لها بالبناء لأننا سندنوا عندها من محتوى ( الخيالي ) ، والثاني إذا أنتفى هذا الدور وأفترضنا حالة حيادية في دور العقل ، أصحبنا إزاء حالة لغوية جاهزة ، حالة جافة هناك موجودة في ( الواقعي ) هذه المرة ، وهذا مايجعل لاكان يتخلى عن تصوره وحتى عن تصور فرويد ،والسبب الثاني يزعم لاكان إن الإنسان وهو يكتسب اللغة ينغرس في نظام رمزي سابق الوجود ، إذا نحن إزاء ثلاثة أمور اللغوي والرمزي ونظام سابق للوجود ، وهذا يستحيل أن يصدق إلا في حالة الممارسة ، والسبب الثالث إذا كنا إزاء حالة أكتساب فأننا أمام وظيفة العقل ، والعقل هو حالة شعورية ، وإذا كنا إزاء حالة الممارسة فإننا أمام ( اللاعقل ) ، واللاعقل هنا حالة لاشعورية ، وإذا ما حذفنا محتوى الحالة ، أي أسقطنا جدرانها ، لحصلنا على مفهوم اللاشعوري وهو المطلوب . وإلى اللقاء في الحلقة الرابعة والأربعين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون ينشرون زوارق مفخخة في البحر الأحمر بمساعدة فيلق الق


.. صرخة في وداع طفل استشهد بصحبة شقيقته




.. كيف يؤثر قرار وقف توريد أموال المقاصة على القدرة المالية وال


.. إسرائيليون ينظمون مسيرة باتجاه الكنسيت الإسرائيلي في القدس ض




.. إخلاء عاجل لسكان رويدوسو بولاية نيو مكسيكو الأميركية بسبب حر