الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلم الاسلامي: حين ننتصر

أمير البياتي
(Ameer Albayaty)

2013 / 12 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من حق أي أمة ان تحلم وتعمل على تحقيق حلمها نرى الغرب يحلمون دائما بما هو قادم وأنه الأفضل وبرغم كل انجازات الحضارة الغربية المعاصرة لكن الدافع نحو الأفضل جزء لا يتجزأ منها هم يحلمون بالكمال وان وصلوا اليه في يوم من الايام سنجدهم يطمحون الى الأفضل سلسلة غير متناهية من الانجازات على مستوى الفرد لا الجماعة هي بحق حضارة الفرد... فهي ليست حضارة روحية هي حضارة مادية قائمة على الواقع عرفت قيمة الانسان فمنحته حريته وضمنت له حقوقه فتكامل الانسان ...كل هذه الامور لم تأتي بسهولة بل مرت بمراحل من الفكر المركب والوعي المتراكم على مر قرون طويلة وما وصلت اليه اليوم هو خير دليل على نجاحها الغير مسبوق كثير من دول الشرق حذت حذوهم ففلحت بل بدأت تنافسهم في التقدم والتكامل ... في الجانب الأخر نرى الدول الاسلامية عامة والعربية منها خاصة تحلم وهذا من حقها وتعمل على تحقيق حلمها وهذا امر مشروع لكنها تحلم بالماضي وتعمل على استحضاره كما يحلم بعض الناس في تحضير ارواح الموتى ...
يرون ان عصرهم الذهبي كان في الماضي ولا خير لهم الا باستعادته يحلمون بالنصر وفتح العالم لإخضاعه لسيوفهم كما في فتوحاتهم السابقة يحلمون بنشر دينهم في كل بقاع الارض واخذ الجزية ممن هم معرضين عن الدين... يحلمون بتطبيق حدود الدين وقتل المرتد الكافر الذي دخل الملة وخرج منها... يحلمون بإنهاء عصر السجون المتطورة وقطع يد السارق بدلا من حبسه... يحلمون بجلد الزاني والتشفي به أمام الملأ ورجم تلك الزانية المحصنة بعد وضعها في حفرة ودفن جسدها الى النصف لينهالوا عليها بالحجارة مع ترديد عبارة الله اكبر وهم فرحين بما يفعلون حتى اذا تهشم رأسها وفارقت الحياة وانسابت دماؤها فوق التراب بدأوا بالعناق والتكبير فرحا وانتصارا لدينهم من هذه الفاجرة ... يحلمون بإنهاء الحكومات المدنية والعلمانية (حكومات الشيطان) للإقامة دولة الخلافة الاسلامية او الامامة المعصومة ... قد يقول البعض انها مجرد احلام فلنتركهم يحلمون وقد يكون محقا في ما يقول لكن عملهم المتواصل لتحقيق تلك الاحلام هو ما انهك هذه الأمة وتسبب بموتها ...
نعم هي امة ميتة لا تنظر الا للخلف أي امر مستحدث يدخل عليهم يحاربوه بكل الوسائل حتى اذا اصبح امرا واقعا وفرض عليهم بحكم التطور قالوا ان ديننا يحث عليه !
حاربوا المدارس الحديثة واكتفوا بالكتاتيب وتحفيظ القرآن حتى اذا فرضت عليهم قالوا نعم نحن مع التعليم لكن للذكور فقط دون الاناث حتى ما فرض عليهم تعليم الاناث قالوا نعم ديننا انصف المرأة وكرمها !
حاربوا حقوق الانسان ورفضوا الاعتراف بها, أجبروا على انهاء العبودية فقالوا نحن من سعينا على انهاء العبودية! ولا زالوا يدرسون فقه العبودية في كتبهم الصفراء...
حاربوا الفكر وحاصروه واتهموا اصحابه بالزندقة ...رغم ان الفكر هو سمة انسانية مشتركة الا انهم قتلوا هذه السمة...
ونراهم اليوم يحرمون كل ما هو من شأنه النهوض بالإنسان حتى مسخوه اصبح تفكير المسلم عبارة عن جنة ونار حلال وحرام ...
أمة لا زالت في فكر الجماعة لا مكان للفرد فيها... أمة مثل هذه لا يمكن ان تنهض...











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال مميز
سلوان امين ( 2013 / 12 / 11 - 19:04 )
مقال مميز صديقي وقد وضعت يدك على الجرح فعلا وربما اكثر ما اعجبني فيه هو نقدك الذكي الذي لم يمس جوهر الدين وانما وجه نحو مدعيه وحاملين رايته مما يمنع القارئ من التعصب لفكرته او مقدسه ويسهل عملية التغيير نحو الأحسن


2 - أشكر مرورك صديقي سلوان
أمير البياتي ( 2013 / 12 / 11 - 20:19 )
بالضبط هذا ما قصدته حاملين راية الدين والمدافعين عنه وكيفية التحكم بعقول الناس بمحاكاة مشاعرهم


3 - الى امير وسلوان
سرجون البابلي ( 2015 / 5 / 26 - 20:06 )
جمع الغلط مع الغلط لايجعلهما صح, المشكلة هي الدين ذاته وليس المسجونين عقليا في الاسلام ه فهم الجلاد والضحيةوالمرض هو الاسلام

اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة