الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الموت ممكنا

أمير البياتي
(Ameer Albayaty)

2013 / 12 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الحياة هي أكثر شيء يحبه الانسان حتى وان كانت حياته تعيسة مليئة بألم لا يوجد انسان يحب الموت اطلاقا فالإنسان ليس مجرد غرائز يأكل ويشرب ويمارس الجنس وينام... الانسان بطبيعته واعي مدرك لما حوله عارف لقيمته مستمتع بلذاته... اناني بطبيعته وهذا ليس عيبا لا يوجد من لا يحب نفسه, الايثار والتضحية صفات بشرية لكن نادرا ما تقود الانسان للتضحية بحياته ... منذ اقدم العصور أول مشكله واجهها الانسان الواعي هي الموت وترك هذه الحياة المغرية, سعى جاهدا للحصول على الخلود فلم ينجح بحث عن اكسير الحياة او تلك العشبة التي تمنحه الخلود فلم يجدها... جعل الموت صوب عينيه طيلة حياته يتساءل ماذا لومت؟ هل ينتهي كل شيء؟ هل اصبح عدما بعد ان كنت اتألم وافرح واحزن؟؟؟ برأيي نهاية درامية محزنة ان ينتهي كل شيء لا يمكن ان يتقبلها أي شخص واعي وما زاد الأمور تعقيدا هو أن الانسان يختبر الموت مرة واحدة في حياته فليس هناك من مات وجاء ليخبرنا عن تجربته مع الموت ... رفض الأنسان تقبل فكرة أنه مجرد مادة فبحث عما وراء المادة وما هو غائب عن مداركه ...لجأ الى الغيبيات أمور ممكن ان يتخيلها بعقله دون ان تراها عينيه, أقتنع بان الانسان ليس مادة فقط وانما المادة هي نافذة الانسان على العالم المادي ... لا بد له من تفسير فأوجد الروح نعم تلك هي عشبة الخلود الروح لا تفنى مع الجسد بل تغادره لحظة الموت فيبقى جسده ليتفسخ في التراب بينما ترتقي روحه الى عالم ثاني في الحياة ما بعد الموت ...أجل هذا هو اكسير الحياة هذه هي الابدية الحياة ما بعد الموت من شدة حب الانسان للحياة ورفضه للموت اوجد الحياة بعد الموت رغم انه لا يمتلك دليلا واحدا عن تلك الحياة الميتافيزيقية الا انه متمسك بها ومدافعا عنها, حريصا عليها أكثر من حرصه على حياته المادية لأنها أمله الوحيد في الخلود الى ان وصل الحال بالإنسان أن يفني حياته المادية تحضيرا للحياة الأبدية لأنها بالنسبة له أكثر اطمئنانا المهم انه موجود لا يخاف فيها من الموت الذي ارقه طيلة حياته المادية ... اذن لا بد من التمسك في الغيب لكن ما الهدف من الحياة بعد الموت ؟ الانسان بطبيعته كائن مفكر عاقل يحب استخدام عقله لديه فضول عجيب فلا بد له ان يجد هدفا لحياته الابدية فأفضل ما يمكن ان تكون عليه هي كونها مكملة لحياته المادية لكن كيف ؟؟؟ تصفية الحساب ... الخير والشر من ثوابت الحياة البشرية فلا بد ان يكون لهذه الثوابت امتدادا في الحياة الابدية الثواب والعقاب على اعمال الانسان في حياته المادية لكن من يعاقب لا بد من وجود كاتب لكل هذا السيناريو لا بد من وجود عدل في هذا الحساب فالحياة المادية مليئة بالظلم والصراع من اجل البقاء وفرض القوة على الضعيف طالما الحياة المادية لا تنصف المظلوم فالحياة الغيبية لا بد ان تنصفه اذن لا بد من مدبر لهذه الحياة ولا بد من كونه عاقل مدرك يفهم الانسان ويحاكي مشاعره ليتمكن من انصافه ... اذن لا بد من حكم صديق للخير وكاره للشر, لكن من اعطاه سلطة الحكم بين البشر؟ اذن لا بد ان يكون ملكا على البشر عندما يقضي أمرا ينفذه الجميع ولا بد ان يكون هو من اوجد البشر وله حرية التصرف فيهم ... هذا المدبر كيف يوجدنا ولا ينظم امورنا؟ اذا لا بد من دستور ينظم حياتنا ولا بد لنا من الالتزام به لكي يرضى عنا ....
وتستمر السلسلة لتصل الى ما هو عليه اليوم اصبح الأنسان يتسابق مع الايام ليصل الى تلك الحياة الابدية وقد يعجل في الوصول اليها سواء بانتحار او حروب وغيرها ... اذن رفض الانسان الموت على مر العصور وأبى الاستسلام لهذه الحقيقة المرة, لكن يبقى السؤال هل الموت ممكنا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة


.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: المسيح متواجد معنا في كل مكا


.. بدايات ونهايات حضارات وادي الرافدين




.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا