الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيمة الإنجيل الحقيقية – لماذا المسيحية كخيار؟

نضال الربضي

2013 / 12 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قيمة الإنجيل الحقيقية – لماذا المسيحية كخيار؟

ينشغل الأكاديميون في دراسة النصوص المُتوارثة للأديان و تشريحها، لعدة أهداف:

- لتفكيك النص و معرفة أساساته و ما برتكز عليه، و القصد الذي وضعه الكاتب فيها، ثم مقارنة هذا القصد بما هو مفهوم من النص في هذا العصر كحقائق إيمان، و إصدار حكم على مقدار توافق مقصد الكاتب الأصلي مع الفهم الإيماني الموجود.

- لتحديد أصالة النص الحالي مقارنة ً مع النص الأصلي الذي تم التوارث عنه.

- للوصول إلى سجل تاريخي للنص و تطوره المُلازم، و بالتالي لتسجيل تطور الدين عقائدا ً و أخلاقا ً و تشريعا ً ككل.

- لأن العلم من طبيعته أنه يبحث في الأشياء و يحاول وصفها و تفسيرها نحو بناء موسوعة علمية تجمع كل مناحي الحياة و يتم الإستفادة منها للإنطلاق نحو "المستوى اللاحق الأعلى" ، أي نحو توفير العلم للبناء عليه نحو مزيد من العلم و بالتالي نحو مزيد من التطور البشري.

و تخضع النصوص الدينية جميعها بدون استثناء لمعاير نقدية علمية و تصدر الكتب و المقالات و الدراسات، و منها ما يجد طريقه نحو إنسان الشارع، و منها ما لا يجده إلا من ذهب يبحث في النت و المراجع المختلفة من كتب و دوريات و مجلات متخصصة، و منها ما يتم التعتيم عليه و لا يتم نشره لأهداف إما سياسية أو اجتماعية، و هذه الحالة الأخيرة هي ملك حصري و علامة تجارية مسجلة لبلادنا العربية، و إن كنا بدأنا نتحرر من هذا القيد رويدا ً رويداً، و الحوار المتمدن هنا هو مثال حي على هذا الوعي الذي بدأ يجد طريقه إلى الناس.

النقد جيد و لا أرى فيه بأسا ً، و أنا أراه ضرورة حتمية كخاصية من خصائص الحقيقة المُلازمة و التي لا يمكن الاستغناء عنها، و هو إما نقد علمي موضوعي يتركز على منهجية مُعترف بها و يتم بمصداقية البحث و الباحث و هذا هو النقد الأكاديمي، و إما مؤدلج غرضي يهدف إلى تبين عوار معين في موضوع النقد بغرض تحقير دين ما يلبس أحيانا ً لبوس النقد الأكاديمي و إن كان لا يخدع العين الخبيرة و القلب الفطين، و إما خليط من الأثنين بنسب متفاوتة و هذا أغلب ما نشاهد هنا على الحوار المتمدن.

لكن يبقى السؤال الأهم دوما ً، ماذا يعنيني أنا كإنسان يعيش حياة ً واقعية براغماتية من كل هذا النقد؟ ففي نهاية المطاف أنا رب عائلة هي حياتي كلها، و أنتمي لمجتمع أحبه و أعيش فيه، و لقومية عربية أعتز بها و يحزنني ما آلت إليه من هوان و ضعف، و لكنيسة عريقة عمرها ألفا عام بحلوها و مرها، و لدي واجبات و التزمات في حياتي علي تتميمها كاملة ً غير منقوصة، و أحيا في الواقع على الأرض و ليس بين جدران المكتبات و لا بين نبضات الصفر و الواحد الإلكترونية.

إن الإجابة على هذا السؤال هي في منهج نقد النصوص نفسه و في الدراسات الأكاديمية نفسها، فهناك جانب هام من جوانب الحكم على أي نص معروف بالتعبير "Proposition Of Value" و هو يعني حسب ترجمتي المتواضعة "القيمة المُقدَّمة" و قد اخترت ُ ترجمة كلمة Proposition على هذا النحو لأنها رديفة لكلمات مثل: معروض أو مُقترح، مما يُعطيها تلقائيا ً صفة "التقديم" لشخص أو جهة. و هنا "القيمة المُقدَّمة" هي بالذات ما يعنيني كشخص، و ما يفيدني في حياتي، و هي أيضا ً كما هي معيار مهم في الحكم على النص هي في نفس الأهمية للحكم على نجاح أي دراسة علمية ناقدة لذاك النص أو فشلها، لأن الدراسة التي لا تعمل إلا كصافرة ناشزة في أصوات نشاز كثيرة بدلا ً من لحن جميل يغطي على النشازات التي تدرسها تبقى عبئا ً على الدارس و المُتلقي في آن ٍ معا ً.

كيف نفهم الإنجيل؟ و لماذا نختار المسيح و نريده؟

إن القيمة التي يقدمها الإنجيل للمُتلقي أقوى في التأثير من النقد النصي المُضاد، و هو نقد نصي يرتكز بالأساس على مبدأ قوة الإنجيل نفسه، هذه القوة التي هي قوة الحقيقة. فنحن كمسيحين نفهم الوحي الإلهي على أساس أنه رحلة تاريخية بين الله و الناس، تخضع للتطور الديناميكي الذي هو سمة الحياة، و يتخللها محطات سقوط بدرجات متفاوتة ومحطات قوة بدرجات متفاوتة، فيها الجميل و البشع، أدواتها الله و البشر، و تعكس بالضرورة خصائص الله و البشر بكل ما في هذه الخصائص من نقص اكتمال و تناقضات، و لهذا فهي حية محيا ً تام و ليست فوقية منفصلة مُفارقة أو مُتعالية غريبة ليست من هذا العالم، هذه الديناميكية المُعترفة بالحياة في أمانة تداول النصوص المختلفة و ترجماتها بين الآرامية و العبرية و اللاتينية و اليونانية، في فسيفساء فريد تريده المسيحية و تحبه و تنشره، و ترد بعين نفسه على خصومها الذين لا يستطيعون أن يدركوا أن عين انتقاداتهم هي سبب قوة نصوصنا، فهي هنا، و نحن نتعامل معها بكل ما فيها كما أتت و كما تطورت، من هنا قوتنا.

كثير من الانقادات تأتينا من رابين يهود، و لا بأس فهذا مفهوم، ديانتهم تنقرض رويدا ً رويدا ً و لم يبقى من معتنقيها سوى حوالي 30 مليونا ً لصالح المسيحية التي يبلغ عدد معتنقيها أكثر من إثنين مليار و ثلاثمة مليون نسمة، و السبب ببساطة أن جمود اليهودية و تفسيراتهم "المشيحانية" ما زالت في جوهرها عنصرية لصالح "مسيح" قتالي ملوكي ينصبهم أسيادا ً على العالم بينما تخدمهم باقي أمم الأرض. بينما مسيحنا نحن هو ملك السلام، شافي القلوب الكسيرة الذي يفتح قلبه و يمد يديه لكل البشر و تفسيراتنا للتوراة تنسجم مع الحق البشري المتساوي في جوهر الإنسانية.

كما تأتينا من إخوة لنا مسلمين متأثرين بالمناخ العام المُعادي للمسيحية "الكافرة" و الذي تصب كل ظروف السياسة في تياره، أو ملحدين من أصل إسلامي ما زال شعورهم السابق نحو المسيحين لم يتخلى عنهم على الرغم أن عقائدهم الإسلامية فارقتهم، و هذه في الحقيقة مسألة تستحق الخوض فيها، لكن هي مفهومة فالعقائد تخدم كبواعث على اعتناق السلوك و مُأججات مشاعر، تبقى هاتان حتى بعد ذهاب العقيدة، و يبقى استئصالهما جهدا ً منفصلا ً لا ينجح الكثيرون فيه. أرجو أن لا تُفهم هذه النقطة كنقد عدائي لإخوتنا المسلمين، فليس هذا قصدي، و تقتضي الأمانة أن أوضح أن لدينا نحن أيضا ً من يقومون بهذا الفعل تجاه إخوتنا المسلمين، سواء ً من مسيحين أو ملحدين من أصل مسيحي.

و كما أسلفت سابقا ً و يتحتم علي أن أعيد بالضرورة حتى يُفهم قصدي واضحا ً: " النقد جيد و لا أرى فيه بأسا ً، و أنا أراه ضرورة حتمية كخاصية من خصائص الحقيقة المُلازمة و التي لا يمكن الاستغناء عنها"، و أضيف: يجب أن يكون النقد غير مُشخصن، غير مؤدلج، و موضوعي، و أهم من ذلك كله: يقدم فائدة للناس.

و هذا يُعيدنا سويا ً إلى سؤالي: "كيف نفهم الإنجيل؟ و لماذا نختار المسيح و نريده؟" و يؤشر بهدوء و وداعة و براغماتية إلى معياري الذي أعتبره الأهم و هو: "القيمة المُقدَّمة" Proposition Of Value للقارئ من النص، و هنا النص هو نص الإنجيل و شخصية المسيح.

الإنجيل هو كتاب عن شخص اسمه "يسوع" الذي هو من الناصرة البلدة الموجودة في شمال فلسطين، يعرفه الناس آنذاك باسم "إبن يوسف النجار" و أحيانا ً "النجار ابن مريم"، يدور في مدن فلسطين، يتكلم و يتصرف بطريقة مُثيرة للجدل، فهو يعتقد أن الشريعة اليهودية على الرغم من كل حرفيتها هي مقصودة من أجل ترسيخ الحب و ليست من أجل تقيد البشر، و يقول أن أهم وصايا الشريعة هي حب الله و حب القريب، ثم يزيد و يقول أن القريب هو كل إنسان حتى العدو، كما أنه يأكل مع الخاطئين و الزُناة و العشارين، و لا يجد بأسا ً من الجلوس و الحديث مع بائعات الهوى، و يعتقد أنهن أيضا ً بشر مثلنا، و ينتقد السلطة الدينية و يقدم فهماً جديد لنبؤات داود و هوشع و ميخا و أشعيا، فهما ً لا يروق لرابي اليهود الذين يحتكرون الله و النصوص و الشريعة.

يؤدي سلوك هذا الرجل إلى اعتقاله و الحكم عليه بأبشع ميتة موجودة و هي الصلب، ثم يتم دفنه، و بعدها تنتشر شيعته في فلسطين و تنطلق إلى بلاد العرب و سوريا و أنطاكيا و الأناضول و أوروبا و كل العالم، بعدما قال أتباعه أنه قام من الموت و أنهم رأؤوه، و هؤلاء الأشياع يحبون الفقراء و يلازمونهم، و يُعلون من شأن الأطفال و النساء، و هم من أراذل الناس و أحطهم اجتماعيا ً إجمالا ً، مع ذلك ينتشرون كالنار في الهشيم. هؤلاء الـ "ناصريون" يُطلق عليهم في أنطاكيا (حاليا ً من مناطق سوريا) إسم "مسيحين" لأنهم يعبدون شخصا ً اسمه "المسيح"، يحبونه و يموتون تحت التعذيب من أجله، و لا يغنمون منه شيئا ً على الأرض. مجموعة مجانين!

نعم، نحن مجموعة مجانين!

هذا مسيحنا و هذا إنجيلنا، كلام الحياة:

"أحبوا أعداءكم
باركوا لاعنيكم
صلوا لأجل الذين يفترون الكذب عليكم حتى تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات
من سألك فاعطه
من سخرك ميلا ً فامش معه ميلين
إن أحببتم الذين يحبونكم أي فضل ٍ لكم؟
إن سلمتم على الذين يسلمون عليكم أي فضل ٍ لكم؟
لماذا تنظر إلى القذى الذي في عين أخيك و الخشبة التي في عينك لا تأبه لها؟
لا تحكموا على أحد لئلا يحكم عليكم
لا تدينوا لئلا تدانوا
إنه بالكيل الذي تكيلون به يكال لكم
كل ما أردتم الناس أن يفعلوه بكم فافعلوه أنتم بهم
من قبل طفلا ً إكراما ً لاسمي فقد قبلني و من قبلني قبل الذي أرسلني
من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر
"

نحن نختار الإنجيل و نختار المسيح لأننا نعلم ماذا يحدث في حياتنا بعد أن نختار الإنجيل و نُعانق المسيح، نفهم بالتجربة أن هذه الدعوة قادرة على تغير النفوس و القلوب و شفائها و المضي بها نحو الأفضل و نحو الإنسانية الأعلى. يدفعنا المسيح نحو الحقيقة دفعا ً فهو يقول "أتيت لتكون لهم الحياة و يكون لهم أفضل"، و هو يعلمنا أن المسيحي هو عضو فاعل في العالم، مُجدَّد فيه مُساهم في بنائه و نهضته و تطويره "يا أبت ِ لا أسألك أن تخرجهم من العالم لكن أن تحفظهم من الشرير"، و هو يعلمنا أن المسيحي حُرٌّ مُعفى من قيد النص و قيد الشريعة و قُصور الثبات الحرفي "إن ثبتم في وصاياي كنتم حقا ً تلاميذي، تعرفون الحق و الحق يٌحرركم".

يطول الحديث، لكن هذا يكفي.

"روح الرب علي
لأنه أرسلني لأبشر المساكين
لأنادي للمأسورين بالإطلاق
للعميان بالبصر
للمسجونين بالخروج من دار الحبس
كل واد ٍ يمتلئ
كل تلٍ و جبل ٍ ينخفض
و المُعوجُّ يصير قويما ً
و كل بشر ٍ يرى خلاص الله"


من كانت له أذنان للسمع فليسمع!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يسوع رب الحياة
القس يسام بنورة ( 2013 / 12 / 12 - 10:04 )
انتشرت ثقافة الموت في بلادنا بشكل يثير الرعب في القلوب، واصبحت الحاجة لصرخة الرب يسوع أكثر من ملحة: أحبوا بعضكم بعضا. ما احوج شرقنا الى الحب والتسامح وقبول الآخر والمختلف، وهذه هي تعاليم رب المجد يسوع الذي يدعونا هذه الايام، وخصوصاً في ذكرى عيد الميلاد، أن نعمل من أجل خير كل الناس ,ان نواجه الشر والكراهية والقتل بثقافة الحب والخير والعمل معا لخير الجميع


2 - إلى الأستاذ القس يسام بنورة،
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 12 - 13:35 )
تحية طيبة أستاذي القس يسام،

قيمة الإنجيل في فائدته،و هي باختصار صرخة -الله محبة- و هي النسيم الوديع الذي يمر فيه الله للعالم، بكل طيبة وبكل طمانينة و تلقائية بعيدا ً عن الشر، بعيدا ً عن الموت.

ما يحدث في أوطاننا هي سياسة -الفوضى الخلاقة- و فرض ما يقبل به الآخر، تحاول الدول المحورية تنفيذها في كل بقاع الأرض فلا ينجحون إلا عندنا لأن بلداننا بكل آسف لا كرامة لأفرادها، و لا قومية لديهم، و لو كل عند أي منهم اعتزاز بهويته ما كانوا يتمذهبون وراء الدين و المذهب، لذلم نقول دائما ٌ: الوطن فوق أي شئ. طبعا ً كثيرون منهم لا يستطيعون أن يفهموا حتى هذه الكلمات لكن لا عذر لنا إن لم نقلها.

أهلا ً بك دوما ً.


3 - شكرا لردك الجميل
القس بسام بنورة ( 2013 / 12 / 12 - 14:11 )
أجل يا أخ نضال، الله محبة، ومن يثبت في المحبة يثبت في الله، والله فيه.

تابع الكتابة على رجاء التاثير والتغيير الايجابي في شرقنا العزيز والمتألم والجريح


4 - شرقنا
غريب ( 2013 / 12 / 12 - 16:02 )
شكرا أستاذ نضال على الكلام الرائع عن ألإنجيل لكن هناك سؤال لماذا الحكومات الغربية تشع المتطرفين الإسلامين أو أن السياسة ليس لها علاقة بالدين لان (شرقنا العزيز قد انتهى من كثر الحروب)


5 - المسيحية كخيار وباذنجان
عبد الله اغونان ( 2013 / 12 / 12 - 20:23 )
فقط في الشرق الأوسط وافريقيا وبعض اسيا تستعمل كورقة سياسية في الجوهر واقتصادية في الشكل
لأن جل الأروبيين لادين لهم بدلالة فراغ الكنائس الا في بروتوكولات احتفالية زواج تأبين عيد ميلاد
في الجوهر كثيرون يهمهم بحث المسيحية ابتداء من النص أناجيلي لغته الأصلية
ومحتواه وتناقضاته


6 - الانجيل والقرآن
رائد الحواري ( 2013 / 12 / 12 - 20:26 )
عندما نقرأ التاريخ الحديث نجد شيخ الازهر كان يخطب في الكنسية، ورئيس الكنسية القبطية في مصر يخطب في الازهر، كل ابناء الوطن وقفوا مع بعضهم ضد الانجليز، وعندما حاول المحتل ان يعلب لعبة الاقليات في مصر، رد عليهم احد المسيحيين - اذا كانت حرية مصر تعني موت مليون قبطي فليمت القبط ويحيى المسلمون- واذا عدنا الى كتاب لقاء المسيحية والاسلام للاب نصري شلهب، الصادر من بيروت، نجده وكأنه يتحدث عن دين واحد وليس عن اثنين، وعندما اراد انطون سعادة ان يدخل معترك الدين في العقيدة الاجتماعية التي طرحها، وضع كتاب الاسلام برسالتيه الاسلام والمسيحية ـ الكتاب موجود على النت ـ لكن في هذا الزمن، زمن دول الطوائف، وزمن الفكر الاعرج، وجدنا انفسنا مختلفين ومتناقضين، ولم يعد هناك ما يجمعنا، فلكلا منا قبيلة او عشير او حزب او طائفة، ينتمي لها لكي تحميه، وفي نفس الوقت تدمر الوطن، لحساب الأنا، شكرا على هذه الاطلالة الاخلاقية التي نحتاجها كحاجتنا للماء


7 - إلى الأستاذ غريب
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 12 - 22:50 )
تحية طيبة أستاذ غريب،

بالنسبة لسؤالك عن المتطرفين فأعتقد أن هناك شقين للجواب:

- الشق الأول هو أن الدول الغربية دول علمانية تقوم دساتيرها على أساس العقد الاجتماعي بين المواطن والدولة، و بالتالي تكون حقوق الإنسان هي محور ثقافة الفرد و مُنطلق الدولة، و يستفيد المتطرفون من هذه القوانين كونهم مواطنين.

- الشق الثاني هو أن الدول الغربية تستخدم هؤلاء المتطرفين لتنفيذ أعمال بالوكالة، فهم يُسقطون أنظمة و يقاومون تحالفات معادية لهذه الدول، مجانا ً، فقط يقومون بإيجاد مبرر -شرعي- لهم للتدخل، و كما استخدموهم في أفغانستان ضد السوفيت، ها هم الآن يستخدمونهم في سوريا ضد إيران. نفس الموضوع يتكرر.

دمت بود.


8 - إلى الأستاذ رائد الحواري
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 12 - 22:57 )
تحية طيبة أستاذ رائد،

في الحقيقة أعتقد أن المواطن العربي يدرك في داخله تجانس القومية، فيكون الدين أو المذهب شأنا ً خاصا ً لا يتعارض أبدا ً معهما، و لا يُنشأ سلوكا ً تنافريا ً مع ابن الوطن.

أشكر لك كلماتك الطيبة و أتفق معك في كلامك تماما ً، و أعتقد أنه يجب عليك التنبية باستمرار إلى أهمية اللقاء الإنساني و تفعيل أُسس المواطنة حتى يبقى الوطن معافا ً صحيا ً لأننا جميعا ً في سفينة واحدة و أي اضطراب في أي جزء فيها يُغرق الجميع.

ما نشاهده في لبنان، مصر، تونس، ليبيا، اليمن، السودان، سوريا و العرق هي مصائب ناتجة عن بدايات ثورية غير مسؤولة رفعت شعار الحرية بينما بنيانها الأساسي هو الفوضى، غياب الرؤية، غياب القادة، غياب الخطة، العجز، ثم لبست لبوس الدين، فاكتشف الثوار أنهم لا يعرفون ماذا يريدون بالضبط ثم انقلبوا على بعضهم، قجاء اللاحق أسوأ من السابق.

يطول الحديث في هذا الأمر.

دمت بود و أهلا ً لك دوما ً.


9 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 12 / 13 - 02:39 )
مقاله جميله و لا بأس بها .
أرى أنك تقتبس بعض النصوص الجميله من الأنجيل , السؤال : هل تعاليم هذه النصوص يتقيّد بها المعلقين المسيحيين هنا؟ .
للأسف , لم نرى في المعلقين المسيحيين هنا إلا النقيض , لذلك , تبقى هذه النصوص تحت التأويل , و إلا لما خرجا علينا المعلقين المسيحيين بالكلام المعاكس .
على العموم , الكثير من المعلقين المسيحيين هنا , يأكدون عكس المقال .


10 - رساله ألي أبن زواج المتعه
ضرغام ( 2013 / 12 / 13 - 04:17 )
رساله ألي أبن زواج المتعه

الاوربيين الذين لا دين لهم هم أشرف من رعاع العالم أتباع ألدين اياه


11 - أشهد أن لا أله ألا الشيطان الأكبر
ضرغام ( 2013 / 12 / 13 - 05:30 )
أشهد أن لا أله ألا الشيطان الأكبر، وان الشيطان الأصغر عبده ورسوله


12 - المسيحيه كخيار وباذنجان أم الأس... كتبن وبرسيم؟
ضرغام ( 2013 / 12 / 13 - 05:45 )
المسيحيه كخيار وباذنجان أم الأس... كتبن وبرسيم؟

حذوره: ماهي الحروف الثلاثه التي تحل مكان النقط ليستتب المعني؟ الجائزه الأولي للاجابه الصحيحه: قنينه بول بعير طازه تستاهل تمك


13 - إلى الأستاذ عبدالله خلف - 1
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 13 - 07:48 )
تحية طيبة أستاذ عبدالله،

المسيحية أخي الكريم هي دعوة محبة في جوهرها، و لذلك أدعوك لقراءة ما بين أيدينا من كتب، لا لتؤمن بها فهذا ليس قصدي لكن لتعرف ما فيها معرفة ً تامة و تستقيها من مصادرها كما يجب لا من منتديات الإنترنت و لا من تفسيرات الشيوخ و لا حتى من القرأن الكريم، لأن الأصل أن من أراد أن يدرس شيئا ً درسه من عند أصحابه.

بالنسبة لكلامك أن المسيحين هنا لا يقتدون بهذه النصوص فأنا أؤيدك، و هناك أسباب لهذا السلوك، و بعض عرضها سأوضح موقفي:

- سيدي الكريم أنت تعيش في السعودية على ما أعتقد، لم تعش يوما ً في مجتمع عربي فيه مسيحيون و لم تخالطهم، و لم تعرف من هم، و تسمع كما نسمع نحن كل يوم جمعة شتائم لنا من على منابر المساجد، كل جمعة بدون استثناء و في أغلب مساجد الوطن العربي.

- سيدي الكريم على جربت أن تنزل للسوق فتجد على الأرصفة كتبا ً اختصاصها تسفيه العقيدة المسيحية؟ هل جربت أن يأتيك ولدك للبيت و يقول لك: بابا صاحبي بيقول عنا كفار و رح نفوت على جهنم؟ هل جربت أن لا يقول لك جارك: كل عام و أنت بخير لأنك على غير دينه؟

يتبع


14 - إلى الأستاذ عبدالله خلف - 2
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 13 - 07:57 )
تابع للتعليق الأول

- أخي عبدالله، أول كلمة يبدأ فيها المسلم حواره مع المسيحي هو -إنجيلك محرف- و يبدأ باقتباس الآيات من القرآن دون أن ينتبه أن المسيحي يفهم الوحي بطريقة مختلفة عن فهم المسلم للوحي، أقرأ مقالي التالي لتعرف أكثر عن هذا الموضوع: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=381036

- لا يهتم المسلم بمشاعر المسيحي أبدا ً فهو يعتقد أنه عندما يكون غليظا ً ذا شدة مع المسيحي فهو ينصر دين الله، و حتى أبسط قواعد التخاطب بين الناس لا يهتم بها فيسمي المسيحي -نصراني-، ما رأيك لو سمى المسيحيون المسلمين أسماء أخرى مثلما فعل المستشرقون عندما كانوا يقولون -المحمدين- أو -الإسماعيلين- و في قراءات أخرى كانوا يقولون عن المسلمين -الوثنين- بسبب طقوس الحج.

لذلك تجد أن كثير من المسيحين يتعاملون على الموقع مع التعليقات الإسلامية بنفس الطريقة الإسلامية بالضبط، و هذا مآخذي عليهم و هو مآخذ كبير لكنه أكبر على الإخوة المسلمين

للإجابة عن تساؤلك السابق أقول لك: هل إذا أخطأ مسلم يصح نسبة الخطأ للإسلام؟ و أسأل هذا لأنك تستدل من أخطاء المسيحين على خطأ المسيحية، انتبه أنت هنا تأتي بحجة عليك لا لك.

يتبع


15 - إلى الأستاذ عبدالله خلف - 3
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 13 - 08:06 )
تابع للتعليقين الأولين

أخي عبدالله أريدك أن تنتبه جيدا ً لمنهجك، فـأنت في كثير من تعليقاتك التي أقرأها في مواضيع أخرى تعاني من ازدواجية في المعاير، فمثلا ً تريد تطبيق المنهج العلمي و المنطقي على دراسة الإنجيل لكنك لا تقبل تطبيقه على القرآن، و تفرح بالنتائج إن أيدت وجهت نظرك بينما ترفض تلك التي تثبت وجهة نظر الآخر في كتابك، و مرة أخرى هذه نقطة عليك لا لك.

لاحظ في مقالاتي أنا أُخضع كل النصوص سواء ً توراتية أو إنجيلية أو قرآنية أو أي نص ديني آخر لنص معاير النقد و أستطيع أن أتعامل مع النتائج، و أطلب منك أنت أيضا ً أن تصنع هذا لتصل إلى الحقيقة كما هي دون أن تكون رغبتك في إثبات صحة ما لديك هي الدافع لأنك عندها لن تصل لشئ.

موقفي من كل ما يحدث على الحوار من سجالات تخرج عن حدود اللياقة و الأدب في كثير من الأحيان هو موقف الرافض لها تماما ً و لا أشارك فيها و لا أشجعها، و اطلب من الجميع الحوار بالمنطق و الاحترام قبل كل شئ، و إلا لا يكون هذا حوارا ً لكن ساحة ً للشتائم

أتمنى لو كان الحوار المتمدن يعطينا وسيلة لحذف التعليقات الخارجة عن الأدب، لكن لا توجد طريقة للأسف

أهلا ً بك دائما ً و دمت بود


16 - الأستاذ | نضال الربضي المحترم
عبد الله خلف ( 2013 / 12 / 13 - 10:03 )
ألف تحيّه , و أشكر لك كلامك الجميل .


17 - إلى الأستاذ عبدالله خلف
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 13 - 11:11 )
أهلا ً بك دوما ً أخي الكريم.

اخر الافلام

.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - رئيس الوزراء يهنئ الرئيس السيسي و


.. وادي الرافدين وتراثه القديم محاضرة استذكارية وحوارفي الذكرى




.. ليبيا.. هيي?ة الا?وقاف في طرابلس تثير ضجة واسعة بمهاجمتها ال


.. 158-An-Nisa




.. 160-An-Nisa