الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محور النقاش الاسلامي حول العلمانية : فتح العين أم كسر العين

أمير البياتي
(Ameer Albayaty)

2013 / 12 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عودنا رجال الدين ومن يمثلهم أنهم يفتون في كل شيء حتى بما ليس لهم به علم لدرجة أصبحت كلمة الافتاء تدل على التحدث بدون علم وكثيرا ما نسمع عبارة في الدرامة المصرية (سيبك منو يعم ده بيفتي) . أغلب النقاشات التي تدور حول العلمانية والتي احد طرفيها رجل دين يذهب نصف النقاش في ما اذا كانت العلمانية بفتح العين ام بكسرها فرجال الدين دائما يصرون على ان العلمانية هي بكسر العين والهدف من كلامهم هو ايهام المقابل ان العلمانية ترجع للعلم الذي يراد له ان يكون بديلا عن الدين والقضاء عليه تدريجيا, كلام مرسل لا دليل عليه ينم عن جهل, الهدف منه خلق صراع بين الدين وأي مفهوم جديد ليحافظوا على مكانتهم وسلطتهم بين الناس, يهدفون الى شيطنة هذا المفهوم مستندين الى حادثة هنا وحادثة هناك يتصيدون السلبيات فقط ليحتجوا بها تاركين كل الجوانب الايجابية التي جاءت بها العلمانية, لدرجة ان كلمة علماني أصبحت شتيمة في الاوساط الاسلامية المحافظة .
أصل العلمانية بفتح العين ويذهب البعض الى الاصطلاح عليها بالعالمانية لأزاله هذا اللبس, اصل كلمة علمانية ومفهومها جاءت من الكلمة اللاتينية (seculam) ومعناها العالم المرتبط بزمان, أي العالم المتغير النسبي وعلماني (secular) نسبة الى العالم المتغير هذا هو مفهوم العلمانية لا أكثر أي انها تتعامل مع النسبي كنسبي وليس كمطلق فهي لا تحارب الدين وانما تفصل السلطة عن الدين فالدين ثابت مطلق لكن العالم متغير لا يمكن التوفيق بينهما ...
العلمانية نفسها هي متغيرة وغير ثابته فهي ليست أيديولوجيا هو مجرد اداة حكم, كل دولة ممكن ان تطبقها بما يتناسب مع ثقافتها ومفاهيمها لا يوجد نموذجين علمانيين متشابهان في العالم, كما في صناعة السيارات كثير من الدول تمتلك مصانع سيارات ولكل منها انتاجها الخاص, المشترك بينهما هو انهم قاموا بصناعة السيارات. فعلمانية فرنسا تختلف عن علمانية انكلترا وتختلف عن علمانية تركيا وماليزيا , العلمانية تسمح بالتعددية وحرية الاعتقاد المطلقة, العلمانية تتعامل مع الجميع كمواطنين بغض النظر عن أفكارهم او اديانهم او انتماءاتهم العرقية ما يربط بين الدولة والمواطن هو القانون فقط . يتخذ البعض فرنسا كنموذجا لمحاربة العلمانية بحجة منع الحجاب أو النقاب متناسين أن السعودية تمنع السفور والملابس المتحررة بل يصل بها الحال الى منع غير المسلمين من دخول بعض المدن المقدسة فاذا اعطيت الحق للسعودية فعليك ان تعطيه لفرنسا أيضا أضافة الى ان فرنسا هي أحدى الدول العلمانية ولا تمثل الا نفسها .
خلاصة القول هي ان العلمانية تطبيق ما تقتضي الضرورة دون الرجوع الى شريعة ثابتة فاليوم ينص قانون معين وبعد انتفاء الحاجة منه يلغي او يستبدل بقانون أخر, أما الدولة الأصولية الدينية التي أثبتت فشلها لا يمكنها التلاعب بالنصوص والأحكام لتسييرها مع الواقع فالدين ثابت والعالم متغير أضافة الى ان العلمانية تحمي الدين نفسه من المهاترات والخوض دائما في أحكام الشريعة وما هو ملائم للعصر من غيره . قد يقول قائل أن الدين بإمكانه التجدد ومواكبة العصر من خلال فتح باب الاجتهاد وتأويل النصوص متناسين ان الاجتهاد نفسه هو فهم بشري لا قدسية له وان كان في ضوء نصوص مقدسة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سقطات في الطباعة
أمير البياتي ( 2013 / 12 / 13 - 08:44 )
اعتذر لكل من تفضل بقراءة هذا المقال عن خطأين وردت في المقال الذي نشر قبل التصحيح بسبب انقطاع الاتصال وهما :العلمانية نفسها هي متغيرة وغير ثابته فهي ليست أيديولوجيا (هو) مجرد اداة حكم. هي بدلا من هو
:والخطأ الثاني في العبارة التالية
لا يوجد نموذجين علمانيين متشابهان في العالم... والتصحيح متشابهين

اخر الافلام

.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة


.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: المسيح متواجد معنا في كل مكا


.. بدايات ونهايات حضارات وادي الرافدين




.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا