الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علمانيوها أم متطرفوها.. ما الذي يفشل الثورة السورية (2)

سامي ابراهيم

2013 / 12 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا تزال البنية الداخلية للمجتمع السوري ترتكز على القيم والعلاقات المبنية في نظام الاستبداد، فعلاقات القرابة والعشيرة والحالة الدينية والعقائدية والأثنية هي السمة البارزة في تكتلات القوى السياسية وتجمعاتها. ولم يستطع العقل السوري التخلص من منظومة القيم التي ألف الحياة في كنفها عشرات السنوات، نفسها منظومة التخوين والعمالة ورفض الآخر وإقصائه.
ومن هنا فإن قوى المعارضة أنتجت تراكيب وممارسات متناقضة في الطرح والممارسة، وبالتالي فإنها تُصّدر وعيا غامضا متناقضا متضاربا لدى الإنسان السوري الذي أصبح يائسا تائها خائفا من مستقبل مجهول عمّق التوجه الأيديولوجي الأصولي والمتطرف، لتبرز على السطح معضلات لا تتوانى عن دق نعش ثورة شعب أراد الحرية والكرامة والحياة الرغيدة.
تتفاقم مشكلات تأخير انتصار الثورة أكثر فأكثر، لتتحول إلى تساؤل مشروع، يراود عقل السوري كل يوم: "ما النتائج التي تم تحقيقها إلى حد الآن":
علينا الاعتراف بأن نتائج الصراع الكارثية في سوريا تهدد جدوى الثورة وقدرتها على الاستمرار أو الانتصار.
لن تقتصر النتائج الكارثية على خسارة مليارات الدولارات بتدمير كامل البنية التحتية بالإضافة لملايين المنازل وتهديم مئات المصانع، ناهيك عن تدمير آلاف الورش الصغيرة التي كانت تضخ المواد للسوق وتوفر الوظائف، لن نتكلم عن مئات الآلاف من المعاقين الذين يحتاجون العناية الخاصة وباتوا عاجزين عن أن يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، أو عن مئات الآلاف بين مقتول ومفقود ومغيّب ومعتقل وما يمكن أن يترك من أثر سلبي على أجيال المستقبل التي تتربى على الحقد والكره والانتقام من الطرف الآخر، أو عن هجرة آلاف العقول من أطباء ومهندسين واقتصاديين وفيزيائيين وحقوقيين...، حيث تم تفريغ سوريا من اغلب أكادمييها ومختصيّها وعلمائها، ولن تقتصر المشكلة على آلام وأوجاع المشرّدين والمهجّرين في مخيمات الموت والبرد والجوع والمرض والذل، تتعمق المصيبة أكثر فأكثر :
التوزيع الديموغرافي الجديد الذي تمثل بهجرة مئات الآلاف إلى الخارج، وتفريغ مناطق ومدن كاملة من سكانها الأصليين واقتلاعهم من الجذور، بات يهدد "الهوية السورية الوطنية".
فتواجد آلاف المقاتلين على الأرض السورية من مختلف أصقاع الأرض سيخلق مشكلات مستقبلية لسوريا وللمنطقة، هم قدموا مُحمّلين بأيديولوجية دينية متطرفة قائمة على العنف والدموية، تُقصي الآخر وترفضه، لتطرح إشكالية التعامل معهم وإشكالية مستقبل الديمقراطية والحرية في كنف هؤلاء وهم يمتلكون جميع عناصر القوة.
تُفرز مشكلة "تهديد الهوية السورية" مشكلة التبعية واستقلالية القرار الوطني السوري، فكيف يمكن بلورة قرار وطني خالص بعيد عن كل هذه الأجندات والتجاذبات والتحالفات والتكتلات والتصدعات والخلافات.
عندما لا يكون القرار وطنيا فهذا يعني انه سيخدم مصالح وأجندات الدول التي تصدر هذه القرارات وبالتالي لن يخدم الشعب السوري وهذه معضلة كبيرة أيضا تنذر بناقوس الخطر الذي يدق معلنا فشل الثورة.
.......................
على ضوء تلك الاشكاليتين تنبثق مشكلة اجتماعية ثقافية متمثلة بشقين أساسيين: العلمانية والإسلام السياسي.
اقتصرت الحركة العلمانية في سوريا على نخب مثقفة انتهجت التنظير والنقد للظواهر الاجتماعية، لم تلامس نبض الشارع.
هناك فجوة وهوة كبيرة بينها وبين الغالبية الساحقة من الشعب، فشلت في رفع مستوى الوعي الشعبي وجعله قادرا على التحليل للظواهر والمشكلات بشكل موضوعي.
حاولت الحركة العلمانية في سوريا أن تعطي نموذجا وحلاًّ غربيا للمجتمع السوري، فكانت النتائج كارثية وعكسية.
الوعي التراكمي لدى السوري خلق نمطية معينة وكوّن منظومة فكرية "عرقية دينية" تحدّد سلوك السوري ومنهجيته، وعندما جاءت الحركة العلمانية حاولت تقديم نمط مختلف ومغاير لما هو سائد تجاهلت رواسب مئات السنين من التاريخ والأفكار الدينية المتجذّرة، وتناست واقع التقسيمات الطائفية والاثنية والاختلافات الأيديولوجية بين مكونات المجتمع السوري، فظهرت ردة فعل أدت لخلق حركات أصولية متطرفة ساهمت في تعميق الشرخ بين مكونات الجسد السوري.
فشلت الحركة العلمانية التي تبنتها الأحزاب اليسارية والقومية في تحقيق انسجام بين ما تطرحه من أفكار في الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة والعيش المشترك من جهة وما تحمله من أيديولوجيا شمولية الغائية اقصائية من جهة أخرى، ففي الوقع ما هي إلا نموذجا مصغّرا لديكتاتوريات حكمت شعوبها بالحديد والنار، والتاريخ زاخر بالأمثلة، لا بل ماتزال قصص إجرامها وسجونها واستبدادها يردد على مسامع الأجيال، وما تزال الدماء السورية تسيل انهارا في شوارع سوريا.
في المقابل أصبحت الحركة المتطرفة الأصولية حركة شعبية تحرك مشاعر البسطاء وتتغلغل إلى الملايين الرازحة تحت وطأة القتل والتشرد والجوع والبرد والمرض.
هناك تناسب عكسي بين الحركة العلمانية والحركة الأصولية، فكلما فشلت الحركة العلمانية في تقديم حلول ورؤى وآفاق للمستقبل كلما أصبحت الحركة الدينية أقوى وأكثر رسوخاً وتموضعاً وسطوة في بنية المجتمع السوري.
....................
من البديهي أن تتمسك الحركة الدينية بالإسلام، ولكن أي إسلام؟! الإسلام الذي تحيا في كنفه فئة أو جماعة معينة تعتبر نفسها ممثلة للإرادة الإلهية على الأرض وكل ماهو خارج هذه الجماعة كافر وغير مقبول، لذلك فإن الغالبية السنية المعتدلة ترفضها بالإضافة لجميع مكونات المجتمع السوري الأخرى التي لا تتقبل فكرة العودة للوراء مئات السنين للعيش في كنف تعاليم بائدة كونتها الخرافة والجهل والأوهام.
هذه الجماعة تنطلق من فكرة أنها تضحي في سبيل الشعب السوري، ولكن هذه التضحية ليست مجانية، لأنه بنظرها باتت الأحق في أن تحكم.
كان من الطبيعي من "أيديولوجية" تحمل كل هذا التطرف والعنف والدموية من أن تفرض قوانينها بالترهيب والتخويف، مدعومة من تأثير الحالة الدينية وعمقها التاريخي والظروف المريرة التي تمرّ على الشعب السوري من قتل وذبح وتهجير وفقر ومرض وجوع، لما يحمله الفكر الديني من تمنيات وأحلام لطالما كانت الأساس في نشوء المنظومة الدينية التي وجد فيها الإنسان البائس والشقي ضالته.
ولكن الحركة الأصولية المتطرفة ولو بدت منتصرة على الحركة العلمانية "على الأقل في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام" لكنه انتصار فاشل عاجز عن تقديم أي علاج للمشكلات البنيوية في المجتمع.
هي غير قادرة على تعمير البلد وإصلاح وإعادة بناء ما تم تدميره بفعل الحرب بسبب افتقارها للإمكانيات الفنية والعلمية والاكاديمية والمادية.
غير قادرة على بناء المؤسسات التي كانت تدير المجتمع بالإضافة للبنية التحتية وقطاع الخدمات.
وغير قادرة على نشر الديمقراطية والحرية لأنها بالأساس متناقضة مع أيديولوجيتها.
إذاً ماذا قدمت؟!
فقط هيئات شرعية، هذه الهيئات عبارة عن أشخاص يفتقرون للأساس والمنطق القانوني والحقوقي والعلمي، نصبوا أنفسهم قضاة يُصدرون أحكامهم على الناس، ويأمرونهم بما يجب أو لا يجب فعله!!
الحركة الأصولية المتمثلة في الفصائل المتطرفة التي سيطرت على مناطق في سوريا قدمت نموذجا مرعبا لما يمكن أن يحمله المستقبل لسوريا، هو نموذج عنيف استبدادي لا عقلاني لا يتناسب مع روح العصر، بعيدا عن قواسم العيش المشترك وبث روح التسامح.
الحركة الأصولية وبسبب طبيعتها البنيوية ستخلق مجتمعا مشابها للمجتمع السائد في ظل نظام الاستبداد، فعندما يكون هناك أمير سيكون هناك حتما عبيد، العلاقة " امير _عبيد" لم تتغير في المضمون وبذلك نعود للدوامة نفسها، العنف والاستبداد والفرض وكم الأفواه والاعتقال، إلغاء للآخر، ولغة الحوار معدومة، ستكون ابرز السمات المعبرة عن المرحلة المقبلة في سوريا.
فهل يمكن القول بأننا سنشهد ثورة جديدة ضد كل ما يعيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة، لطالما قدم الشعب السوري آلاف الأرواح على مذبح الحرية؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخزي والعار للجبناء والعملاء
سلام ( 2013 / 12 / 13 - 18:01 )
الذي افشل ما يزعم انها ثورة سورية وعصاباتها الاسلامية انما هي همة رجال الجيش العربي السوري وقيادته الحكيمة وبوتين العظيم


2 - أهلا بعودتك حبيبنا سامى ابراهيم
سامى لبيب ( 2013 / 12 / 13 - 19:11 )
أهلا أهلا حبيب قلبى سامى -جميل ورائع ان نراك ثانية بالحوار بعد انقطاعك عنا ومع ما نسمعه عن سوء الاحوال فى سوريا
تذكرت سوريا وتذكرتك عندما كتبت هذه العبارة فى مقالى الحالى وعلى ذكريات حوار تم بيننا من سنه
(نحن شعوب سهلة القيادة فيكفى ان تكون قويا لتخترق الآخرين بدون أن تجد ممانعه ,فنحن شعوب تعودت على الإختراق وبالروح والدم نفديك يا مخترقنا وعندما ننصرف عنه نأتى بمخترق آخر يكون أبشع إختراقا)
هذا ما كتبته ليستحضرنى الحالة السورية بل الحالة العربية عموما وحوارى القديم معك وهذا يعنى اننا فى أزمة مع العصر والحداثة لدرجة اننا لا نعرف العيش بدون إستبداد وإختراق.
ما المستقبل للشعب السورى هل بطش السلطة الحاكمة أم القادمين من كهوف الماضى تورابورا
سوريا عرفت نهج علمانى قومى وإن كان شرس ديكتاتورى وعرف مثقفيها التحليق فى العلمانية والحداثة فأين ذهب كل هذا وهل مكتوب على الجبين البحث عن مستبدينا


3 - العظيم اللبيب (1)
سامي ابراهيم ( 2013 / 12 / 13 - 21:21 )
العظيم اللبيب
نعم أيها الفيلسوف اللبيب، نهر إبداعك لا ينضب، وسيدك حصون وقلاع الجهل والتخلف.
بالفعل تبرمجت شعوبنا على الهتاف بالروح والدم والفداء في سبيل من يحكمها، لم تتوقف يوما واحدا على الهتاف والتصفيق.
المشكلة أيها اللبيب انه لايوجد أصعب من الموقف الذي يتواجد فيه الثوار الحقيقيون الذين قاموا بالثورة، اقصد الطبقة العلمانية المثقفة التي كانت تضخ الأفكار التحررية إلى المجتمع منذ سنوات طويلة مطالبة إياه بالتحرر وبالتطوير والحداثة.
مشكلتنا تتجلى بأننا نحارب قمع النظام واستبداده من جهة، ونحارب قمع الأصوليين المتطرفين ووحشيتهم من جهة أخرى، نحن بين نارين. وعلى الرغم من ان النظام يقدم نفسه كوجه علماني لكنه ابعد ما يكون عن العلمانية، فقد غذى المجتمع على مدار السنوات الماضية بايدولوجيا دينية متطرفة نمت المد الأصولي الإسلامي. حارب العلمانيين ووأدهم ونفاهم وهمش دورهم في المجتمع ليعطي الدور لرجال الدين في قيادة المجتمع، رجال دين مرتبطين باجهزة امنه ومخابراته.. يتبع.


4 - تعليق (2)
سامي ابراهيم ( 2013 / 12 / 13 - 21:23 )
ناهيك عن ان المناصب والقيادات في الدولة لم تكن إلا من نصيب البعثيين بينما تم تخوين بقية الأحزاب اليسارية والعلمانية ، إذا هو لم يجسد وجه علماني قومي، لان الديمقراطية والحرية وتكافؤ الفرص والعدالة والمساواة كانت منتفية خلال الاربعين سنة ماضية، كان استبدادا ديكتاتوريا عسكريا لعائلة حكمت ولاتزال تحكم بالحديد والنار.
وبسبب تهميش المفكرين العلمانيين لا نرى الآن على الساحة السورية سوى جهتين لا ثالث لهما متصارعتين وأنت كمواطن سوري أو كمحلل سياسي عليك أن تختار بينهم:-إما الوقوف مع النظام او الوقوف مع الأصوليين-
للأسف الآن ينظر لأي معارض للنظام بأنه في صف واحد مع مقاتلي القاعدة، وهذا خطأ كبير ومحزن لنا، لذلك بدأ الثوار الحقيقون -الأحرار الحقيقيون- بدأت أصواتهم تتعالى رافضة ممارسات داعش والاصوليين، غير خائفة او عابئة باتهامات المتسلقين بالتشبيح او التخوين -لطالما كان الاصوليين والمتطرفين على الدوام صنيعة النظام-. برايي انتظارنا حتى سقوط النظام لننادي بالتحرير من جديد هو فشل ذريع للثورة وهو خسارة لارواح الآلاف الذين ماتوا في سبيل هذه الحرية.
يتبع


5 - تعليق (3)
سامي ابراهيم ( 2013 / 12 / 13 - 21:25 )
والحق يقال ان النظام يخشى الكتاب والمفكرين اكثر مما يخشى مقاتلي داعش والقاعدة، لان معركة السلاح بالنسبة لديه كر وفر وهناك من يقاتل في صفه الآن -حزب الله البو الفضل العباس ولواء السيدة زينب وشيعة باكستان وايران...-
قلم يهز أركان النظام أكثر مما يهزه انفجار الف طن من المتفجرات في مبنى امني.
قلت سابقا ايها اللبيب عملية التحرير للمجتمع تبدأ من تحرير الإنسان السوري، تحرير العقل من رواسب الماضي في التقديس والتمجيد والتأليه، تحريره من الخوف ليقول مايريد ويرفض مايريد، وانتظار سقوط النظام للبدء بعملية التحرير هو تصور منقوص، لأن التحرير لا يبدأ عند انتهاء الصراع ضد العبودية، بل بالتزامن معه.
تغيير نظام الحكم لا يعني أن الثورة قد انتصرت، لأن اي تغيير في منظومة الحكم لا يرافقها تحرير للإنسان ما هو إلا إعادة انتاج لمنظومة استبداد جديدة تعيد حالة الاستعباد للشعب السوري.
دمت بالف خير، اقرا مقالاتك بشكل يومي، القديم منها وبالطبع الجديد، احيانا آتي لأكتب تعليق ولكنني في غمرة عشرات المعلقين اجد ان كلامي قيل مرارا وتكرار لذلك اكتفي بقراءة ردودك.
لك محبتي


6 - الأستاذ سامي ابراهيم المحترم
ليندا كبرييل ( 2013 / 12 / 13 - 23:25 )
ألفو شينو وبشلومو آحوني سامي
كنت دوما في فكري أسأل هل هو بخير؟ إن تأكيدك على وضع صورتك بابتسامتك العريضة الرائعة تؤكد أنك بخير، وكتابتك هذا المقال بعد انقطاع ليس بالقصير تبعث الراحة فأتمنى بصدق أن تكونوا بأحسن حال مع العائلة الكريمة
أخانا الحبيب
أود أن أؤكد توافق موقفي مع رؤيتك في تعليقاتك الثلاثة 3.4.5.
نعم أبعد ما نكون عن العلمانية
لأنه ببساطة تفترض العلمانية الفصل بين مؤسستس السلطة السياسية والدينية، ونظامنا كان يضع يده بيد رجال الدين علنا طالبا شدّ أزره في خطب الجمعة وفي كل أدبياته
وقد حفّظونا في مدارسنا مفردة الديموقراطية قبل أي مفردة أخرى، واسألْ أي طالب عن معناها سيفاجئك أنه لا يفهم المقصود منها، فنحن لا نعيش العلمانية فكيف يفهم الديموقراطية؟
تعيش كل البلاد العربية نفس المشكلة هي التناقض بين التراث والتجديد، ولن يُكتب لنا أن نعيش في ظلال العلمانية لأن مجتمعنا العربي قبلي الطابع عشائري إقصائي الفكر، وهذا لا يتوافق مع العلمانية أبدا
خرجت سوريا كما يقول لنا التاريخ من تحت سلطة الاستعمار الفرنسي وقد وضعها على عتبة الحداثة بأن أرسى لها البنى الإدارية والقضائية

يتبع لطفا


7 - الأستاذ سامي ابراهيم المحترم 2
ليندا كبرييل ( 2013 / 12 / 13 - 23:43 )
كل الإنجازات التي حققها(الاستعمار) راحت بغمضة عين مع قدوم حكم العسكر، وتسربت طبقة جديدة من المسؤولين من أبناء البادية والريف طبقة جاهلة لا تعرف أكثر من الرشوة والتحكم الفظ والاستعلاء على إخوة لهم في الوطن لم ينظروا لهم يوما إلا على أنهم عبيد
عبيد وإلا؟ هل كان أحدنا يستطيع التلفظ بكلمة أو يرفع إصبعه ليقول للأعلى منه(وليس للحاكم) تلت التلاتة كم؟
دخلت طبقة تنهب وتسرق وترتشي علنا متعاضدة إما مع أطراف الحكم، أو مع الجهات الدينية فغاب في الحالتين العقاب والثواب، هنا للمصلحة السياسية/ وهناك لأن الله قدّر ما شاء
وفوق كل هذا وذاك ..
هلكونا بقصة اسرائيل، صحينا ونمنا عليها وحلمنا بها واسرائيل تضحك علينا وعارفة أننا نتاجر بقضية فلسطين
أخي الكريم
وطن فقدنا الأمل منه، فليتصارعوا، أصلا خلقهم الله ليتصارعوا ويفنوا بعضهم بنار بعضهم بعد أن فقد الله نفسه الأمل بهم أن يتطوروا
ناس خرجوا عن معادلة داروين
أمس شاهدت فيديو: سلفي يعلم أطفال مدرسة ابتدائية كيف نذبح ونكفر النصيري والنصارى والشيعة، وبنظره رئيس روسيا والصين والمسيحية كفار كفار والكافر مصيره الذبح وهو يضع إصبعه على رقبته بمعنى الذبح
أرجو لكم السلامة


8 - الف شلومو وبشينو بكاتبتنا المشرقة مياقرتو ليندا
سامي ابراهيم ( 2013 / 12 / 14 - 00:23 )
الف شلومو وبشينو بكاتبتنا المشرقة مياقرتو ليندا
تودي ساكي من اعماق قلبي على مشاعرك واستفقادك، انتابني شعور دافء وانا اقرأ تعليقك واطمئنانك عني، نعم كان النظام ابعد مايكون عن العلمانية، بالعكس رسخ المذهبية العقائدية والدينية والغى جميع مظاهر العلمانية:
• سلطة استبدادية لمدة أربعين عاما بوجه طائفي واضح المظهر، بحيث كان على السوري أن يولد ويعيش ويعمل ويتزوج ويموت طائفيا.
• يجب أن تكون مرجعية أي سوري بالضرورة إحدى الطوائف الكثيرة التي ينتسب إليها وبذلك تحول الشعب السوري وبفضل هذا النظام إلى شعب طائفي بامتياز.
• الطائفية المذهبية جعلت رجال الدين هم الوجهاء الأساسيين لأي مكون من مكونات الشعب وأعطيت لهم أرقى الدرجات في هرمية السلطة والمجتمع، هم يخططون، يقررون، يفاوضون، والرعية تنفذ، هم الممثلون لإرادة الله والحاكم بأمره.
• عمد نظام الاستبداد على تضخيم قوة رجال الدين لدرجة أنه في بعض الأحيان كان بالإمكان أن يتدخل رجل الدين لفك أسر معتقل سياسي من أبناء الطائفة، وذلك لإبقاء أبناء الطائفة الواحدة أسرى سلطان وجبروت مشايخهم ورجالات دينهم
يتبع


9 - تعليق (2)
سامي ابراهيم ( 2013 / 12 / 14 - 00:28 )
• توزيع المناصب الإدارية يتم على الدوام بشكل طائفي بحيث أصبح عرفا لدى الشعب بأن المنصب المعين سيكون من نصيب الطائفة المحددة.
• كل المفاهيم والمدلولات السياسية والاجتماعية والثقافية يمكن لها أن تتغير إلا المفهوم والمدلول الطائفي فهو مقدس إلهي مطلق غير قابل لأي تغيير أو تعديل.
• في ظل التفكك الداخلي السوري والانهيار الأمني والاقتصادي تم إنشاء لجان وتجمعات داخلية وربطها بطوائفها الخاصة. وتم التشديد على دور التماسك الطائفي في توفير الحماية للأفراد وفي تحقيق المكاسب على بقية الطوائف.
• نظام الاستبداد لجأ إلى تفريغ المفهوم الوطني السوري الجامع لدى أبناء الشعب السوري بمقابل ترسيخ البعد الطائفي وتعميقه، وما ندوات التسامح والتآخي الديني التي كان تقيمها المراكز الثقافية الدينية بأوامر وتوجيهات الأفرع الأمنية إلا ترسيخا وتعميقا للبعد الطائفي.
• إقصاء الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني بوجهها العلماني كان الخطوة الأبرز لترسيخ هذه الطائفية
يتبع


10 - تعليق (3)
سامي ابراهيم ( 2013 / 12 / 14 - 00:34 )
صدّع رأسنا بالمقاومة والممانعة وبأنه حامل هموم الأمة العربية وأنه المقاوم الوحيد للامبريالية وأن كل ما يجري في العالم لأي مطالب بالحرية هي مؤامرات تحاك من قبل الغرب هدفها الوصول لسوريا ومحاولة للنيل من صموده ومقاومته،لكنه في الوقت ذاته جعل حياة السوري جحيما لا يطاق. صوّر نفسه المدافع الوحيد عن القضية الفلسطينية وراح يعدد انتصاراته على العدو الإسرائيلي وأن اسرئيل هي العدو الوحيد الذي قتل الشعب العربي وارتكب المجازر المروعة بحق أبناءه،في الوقت الذي باع فيه نظام -المقاومة والممانعة- الجولان متذاكيا على الشعب الذي أخضعه وأخنعه بوحشية وبطش.والآن يدمر المدن ويمحو قرى بأكملها عن الوجود مرتكبا مجازر مروعة،حتى إسرائيل لم تقتل وتهجّر من الشعب الفلسطيني خلال أكثر من ستين عاما على وجودها ما قتله وهجّره من الشعب السوري خلال عام ونصف! ليكون رغيف الخبز واسطوانة الغاز لمن بقي تحت القصف أقصى ما يمكن للسوري أن يتمناه ويحلم به.ليأتي الان ويبلينا بهؤلاء السلفيين؟!ويخلق مشكلة الهوية السورية وكيفية التعامل مع هؤلاء؟!لا ادري متى ستنهض سوريا من جديد ومتى ستتعافى ولكن المستقبل لا يبدو مشرقا.دمت بخير لك حبي


11 - المستقبل حالك وليس لنا الا ان نعوالحمد لله
رويدة سالم ( 2013 / 12 / 14 - 01:06 )
اسعدني ان اقرا اسمك في الحوار واتأكد انك بخير
الف مرحبا بعودتك اياها الشاب الرائع
مجتمعاتنا لم تقم فيها ثورات لان الثورة اما تكون فكرية والا فهي مجرد شغب غوغاء تحركها قوى متحكمة فيها كبيادق فاقدة لكل عمق ومعنى وقيمة
هل تؤمن ان ما يحصل في توسن ومصر وليبيا هو ثمار ثورة لا سيدي هو فقط صراع على الكراسي والمناصب السياسية بعد ان غيرت القوى المتحكمة بادق احياجاتنا الاقتصادية شروط اللعبة في اوطاننا
القديم يتصاراع مع الاقدم منه في حلبة السياسة في بلداننا والعلمانيون واليساريون والثورجيون اشد الجماعات المتصارعة تفاهة لانهم لم يفهموا شعوبهم رغم كل سنوات نظالهم ولم يعرفوا كيف يؤثرون على نبض الشارع ويحققون متطلباته الاساسية
القادم اسوء لاننا لم نمتلك وعيا حقيقيا بان الوطن اقدس من المصالح الخاصة للاحزاب التي تتقاسم الكعكعة ولان ما يحرك كل اللعبة السياسية لا ينتمي للوطن وهمه الوحيد هو ضمان انصياع الاغلبية للثلة صاحبة القرارات الاقتصادية الدولية
مودتي


12 - المستقبل حالك ليس لنا الاإعداد كفن الوطن والحمدلله
رويدة سالم ( 2013 / 12 / 14 - 01:08 )
اسعدني ان اقرا اسمك في الحوار واتأكد انك بخير
الف مرحبا بعودتك اياها الشاب الرائع
مجتمعاتنا لم تقم فيها ثورات لان الثورة اما تكون فكرية والا فهي مجرد شغب غوغاء تحركها قوى متحكمة فيها كبيادق فاقدة لكل عمق ومعنى وقيمة
هل تؤمن ان ما يحصل في توسن ومصر وليبيا هو ثمار ثورة لا سيدي هو فقط صراع على الكراسي والمناصب السياسية بعد ان غيرت القوى المتحكمة بادق احياجاتنا الاقتصادية شروط اللعبة في اوطاننا
القديم يتصاراع مع الاقدم منه في حلبة السياسة في بلداننا والعلمانيون واليساريون والثورجيون اشد الجماعات المتصارعة تفاهة لانهم لم يفهموا شعوبهم رغم كل سنوات نظالهم ولم يعرفوا كيف يؤثرون على نبض الشارع ويحققون متطلباته الاساسية
القادم اسوء لاننا لم نمتلك وعيا حقيقيا بان الوطن اقدس من المصالح الخاصة للاحزاب التي تتقاسم الكعكعة ولان ما يحرك كل اللعبة السياسية لا ينتمي للوطن وهمه الوحيد هو ضمان انصياع الاغلبية للثلة صاحبة القرارات الاقتصادية الدولية
مودتي


13 - الف تحية لك ايتها الكاتبة والاديبة رويدة
سامي ابراهيم ( 2013 / 12 / 14 - 02:40 )
الف تحية وشكر لك ايتها الكاتبة والاديبة رويدة،
شكرا على مشاعرك وعلى كلماتك الرقيقة التي تدعمني وتشجعني:
قد يكون حكمنا قاسيا على توصيف ما حدث بمجتمعاتنا على أنه ليس بثورات، بالتأكيد كان هناك شغب وغوغاء هناك أجندات وتجاذبات ودول عظمى تحرك وفق اهوائها ومصالحها، ،ولكن برأيي ما حدث هو مزيج من كل شيء، ففي خضم ما حدث كان هناك أفكار تحررية، أفكار ثورية تثور على الماضي على القديم على التسلط على الاستبداد على قمع الحريات تطالب بالحقوق وبحرية الاعتقاد وبالعدالة والقانون والمساواة وتوزيع عادل للثروة وتكافؤ للفرص وإيجاد فرص عمل تليق بالشهادات الأكاديمية، تثور على الفقر والمرض والتخلف، ترفض تفرد عائلة بالحكم ليبقى الرئيس إلى الأبد رئيسا وان تجرأ أحد وتكلم أو نقد او تحدث بالفساد والخراب ويسحقوه ويغيبوه في السجون. فإلى متى يبقى الشعب يهتف ويصفق ويفدي القائد ويعود جائعا إلى منزله، وراتبه لا يكفي لاول خمسة ايام من الشهر، بينما عائلة الحكم تنعم بالقصور والسيارات والطائرات وتستولي على جميع مفاصل الدولة ومؤسساتها وعلى خيرات البلد ونفطه وغازه وقطنه وقمحه واثاره وانهاره وبحاره وجباله.
يتبع


14 - تعليق (2)
سامي ابراهيم ( 2013 / 12 / 14 - 02:47 )
برأيي ما حصل في مصر يختلف عما حصل في ليبيا ويختلف عما حصل في تونس ويختلف عما حدث في اليمن وبالتأكيد الحالة السورية لم تماثلها أي حالة بالعالم. في مقالتي القادمة ساتناول هذه النقطة بشكل مستفيض في مقالتي القادمة.
بالفعل اوافقك تماما اراي فاليسار العربي وعلمانييه ظلوا نخب مثقفة انتهجت التنظير والنقد ، لم تلامس نبض الشارع، كانهم لم يفهموا البسطاء، عاشوا في الكتب والمجلدات بين صفحات وافكار الفلاسفة، تناسوا الواقع المقيت من طائفية وعشائرية وقبلية ومذهبية وتخلف وشرفيات.
لنا ما يخبئه لنا هذا المستقبل، أحيانا لا نملك إلا التفاؤل
دمت بخير ايتها الكاتبة والاديبة الجميلة رويدة، روايتك رائعة وشيقة، استمري وتابعي


15 - رائع أيها السامي الأصيل
مريم نجمه ( 2013 / 12 / 14 - 10:13 )
الصديق العزيز المحترم سامي ابراهيم .. صفرو طوبو

رائع دوماً بوعيك وتحليلك أيها الكاتب النزيه الصادق العابر للسطح وكاشف الأعماق -
لم أقرأ الموضوع الجديد بعد يا عزيزي فقط بعض الردود
سأعود ثانية

صباح الخير والحرية


16 - نجمة شعبنا المضيئة الكاتبة مريم اهلا بك
سامي ابراهيم ( 2013 / 12 / 14 - 12:07 )
بريخ طوبو ايتها النجمة المضيئة في سماء شعبنا الكاتبة والاديبة مياقرتو مريم، لك حبي وتحياتي

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24