الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يتحول العلمانى المتمدن ,الى مجرم ومرتزق ,,,,

حسن مدبولى

2013 / 12 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما جائت الفرصة على طبق من ذهب ,خاصة فى مصر , صممت قوى التطرف العلمانى على تقديم صورة بشعة لشكل وروح وقيم العلمانية ,,المواطن العربى معذور تماما عندما يرادف العلمانية بالكفر والقهر والانتهازية ,مع انها فى رؤيتنا الحيادية ,هى
هى مدخل للتقدم والتعايش والمساواة والرفاهية وقهر الجهل والتخلف ,,,ان التجربة التى تتم فى مصر حاليا على يد بعض من يسمون انفسهم بالعلمانيين ,لا علاقة لها ابدا بالقيم الديموقراطية ,ولا بالعلمانية المطبقة فى كافة دول العالم المتقدم المتمدن ,,ان صياغة القهر ,ومحاولة تغليب وتغليف ,الاجرام وتسويق القمع ,عبر آليات تبدوا فى ظاهرها علمانية ,هى محاولات محكوم عليها بالفشل التام ,بل و ومحو وتلويث البقية الباقية من صورة العلمانية فى مصر والعالم العربى ,,,,

ان العلمانية المطروحة علينا كشعوب عربية -مرفوضة بشكلها الحالى لاسباب جوهرية ملخصها ان العلمانية الحالية هى احدى اليات العولمة الرأسمالية المتوحشة--وايضا لاسباب شخصية تعود الى النماذج الرديئة التى يعكسها بعض العلمانيين للشخص العلمانى وتصرفاته ومواقفه السياسية-بل والثقافية,وهو ما يتطابق تماما مع ما يتم فى اروقة الصياغة الجبرية لشكل الدولة ,او النظام الجديد فى مصر ,,

واذا كانت العلمانية-بمفهومها العام -تعنى الفصل بين ماهو دينى وما هو مدنى -حيث ان الدين من الثوابت -والسياسة المدنية متغيرة دوما -وان مدلول ذلك المفهوم العلمانى هو احترام الاديان والمساواة-بين المتدينيين-بصرف النظر عن دياناتهم --واننا ادرى بشئون دنيانا-واذا كان من نتائج هذا المفهوم هو شيوع مبادىء المساواة والعدل -وكذلك اعتماد العلم والديموقراطية طريقا لدول المنطقة ومن بينها مصر -- فانا شخصيا مع العلمانية قلبا وقالبا -
ولا اظن ان احدا فى العالم العربى يرفض اعتماد العلم طريقا للنمو والنهضة--ولا اظن انه من بين الملايين فى العالم العربى-بخلاف النظم الحاكمة -وبعض الجماعات غير المؤثرة-من يقبل بتشريعات تنص على تفرقة بأى شكل من الاشكال بين المواطنين العرب -خاصة فى مصر التى يحاول البعض تقديمها على انها دولة اغلبية شعبها متطرفون متعصبون همجيون يرفضون الاخر ويحاولون نسفه والتهامه -او نفيه على اقل تقدير-

غير ان هناك فارق بين اتخاذ العلمانية منهجا-لتحقيق المساواة-بين المواطنين -دون تفرقة كما سبق ان بينا -وبين استخدام العلمانية بطريقة متطرفة-لنفى الاخر -بزعم تحقيق المساواة-بمعنى انه لا يجوز الغاء الهوية العربية والاسلامية-التى يؤمن بها غالبية المواطنين-من اجل تحقيق المساواة المزعومة-فالدولة ترعى الجميع -والجميع مواطنون لهم كل الحقوق-ولا تفرقة بينهم -اذن فالهوية والشعور القومى-هى احد الحقوق الجوهرية التى ينبغى الحفاظ عليها-مع كل الاحترام للاخر الرافض-لتلك الهوية-فالمسيحى المصرى يرفض الهوية الاسلامية- انه حر تماما-وليس لاحد الحق -فى ارغامه على القبول بتلك الهوية-كما ان له كل الحقوق التى تكفلها الدولة للاخر -ولا يجرؤ احد ان ينتقص اى من تلك الحقوق بزعم عدم انتمائه للهوية الجماعية للشعوب--كذلك الكردى الرافض للانتماء العربى-او الجنوب سودانى-الرافض للاسلام او العروبة-لهم كل الحق فى انتمائهم وهويتهم--ولهم كل الحق فى معيشتهم الكريمة وحريتهم السياسية كغيرهم من باقى ابناء الامة-لكن ان تفرض علينا مفاهيم-تؤدى الى تخلينا عن حضارتنا وتمايزنا كأغلبيات -فهذا هو التسلط وهذه هى الديكتاتورية-ان دساتير بعض الدول الاوربية الديموقراطية--مثل اليونان والدانمارك واسبانياوالسويد--تنص على وجود دين معين يخص اغلبية السكان--بل انهم يخصصون المذهب الدينى الغالب--كما يتم النص ايضا على وجوب الانتماء الدينى لمذهب الاغلبية فيمن يتولى الرئاسة-او الحكم فى تلك البلدان--كما ان هناك دول اخرى لا تنص دساتيرها على مذاهب او اديان-مثل المانيا-او ايطاليا -ولكنها تسمح باحزاب دينية---بل ان انجلترا معدومة الدستور-يوجد بها قانون يطلق عليه قانون التسوية-ينص على ضرورة ان يكون الملك او الملكة من رعايا الكنيسة-ويحظر على غير البروتوستانت-دخول مجلس اللوردات ؟ فهل احتفاظ كل تلك الدول بهويتها وانتمائها الثقافى والدينى منع تقدمها ؟وهل يعنى وجود تلك القوانين والنصوص اضطهاد المواطنين الآخرين فى تلك الدول ؟ بالتأكيد لا ,ومليون لا ,,والا ما تقدمت تلك الدول ولااستقرت ولا شعر كل سكانها بالمساواة والعدل ’’
ان تقديم العلمانية لابناء العالم العربى مرادفا لنفى الدين الاسلامى وحده ,ومرادفا لحرية الرأسماليين المتحالفين مع الغربيين والاميركان,ومرادفا فقط لتحقيق الحرية لبعض الاقليات فى العالم العربى ,يسىء تماما الى الى مفهوم العلمانية,,,,

ان العلمانية التى يمكن قبولها فى العالم العربى ويمكن تفهمها واستيعابها من ابناء الشعوب العربية ,وفى مقدمتهم الشعب المصرى ,هى تلك العلمانية التى تحقق المساواة للجميع,وتحافظ على هوية الجميع, وتحقق تكافؤ الفرص للجميع اقتصاديا واجتماعيا,وتوفر الحياد العلمى وحرية البحث والابتكار والابداع بدون حدود ,و ترعى الفن الهادف التقدمى الدافع الى تحقيق الرفاهية والرقى-والنبل-لا الفن الذى يدعوا الى حرية الرذيلة والشذوذ,,,الخ

ان العلمانيين لا يجب ان يظهرو ابدا بمظهر المعادى لقيم ومنطلقات وثوابت الامم,ولا يجب ان يتخلوا عن انتمائهم الوطنى او القومى ,ولا يجب ان يقبلوا بان يكونوا احد ادوات الاستكبار العالمى ,ولا الديكتاتورية المحلية ,ضد بنى وطنهم ,ولا ضد الهوية الجمعية لغالبية سكان بلادهم ايا كانت , ان العلمانية ان استخدمت ولو صوريا لتمرير اجندة قمع ,ايا كانت مبرراتها ,فهذا فى رأيى ما سوف ينسف العلمانية من جذورها فى المنطقة ويقضى على آخر الفرص المتاحة لتصحيح المفاهيم المغلوطة عنها ,,,,,,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انت مخطئ ياهذا
كامل حرب ( 2013 / 12 / 14 - 00:54 )
يجب ان تعلم ان سبب مشاكل المسلمين عبر الف وربعمائه عام هو العروبه والاسلام ,ذلك السرطان الخبيث والذى ظل ينخر فى هذه الامم المتخلفه التعيسه الغبيه الجائعه البائسه بسبب شريعه الاسلام الرهيب والعروبه الكؤود الصحراويه العفنه ,العروبه والاسلام فيروس خبيث وميكروب عفن يجب القضاءعليهم تماما لاانهم السبب الرئيسى فى رده العربان وتخلفهم الحضارى والاجتماعى ,انت بتفكيرك هذا تكرس التمسك بالاسلام والعروبه القاحله وهذه كارثه انصاف المتعلمين والمدروشين والمصيبه ان اعدادكم كبيره ولايستهان بها


2 - التاريخ والجغرافيا هما مفتاح الهوية في شمال افريقي
ميس اومازيغ ( 2013 / 12 / 14 - 17:05 )
يذكرني مضمون مقال الرجل بما قاله احد العروبيين قي كلمة له باحدى جلسات المؤتمر الوطني العام الليبي الذي اعتمد نفس منطق الكاتب لفرض هوية اجنبية على غيره وهذا رابط كلمة الشخص المذكور للتقييم النزيه
http://www.amazighworld.org/video/video.php?id=2330
لقد الفنا سماع نفس الأسطوانة من قبل العروبيين والأسلاميين باعتمادهم ما يعتبرونه اغلبية هذا اللفظ المخادع الذي بواسطته ياملون في تمرير خزعبلاتهم ذلك ان المواطن الشمال افريقي يعلم ان الأسلام المعني هو بعدد مواطني هذه الأقطار فلم يا ترى القفز على هذه الحقائق لتمرير خدعة دين الدولة؟ اليست الدولة شخصا معنويا لا لون ديني له فلم التمييز بين المواطنين؟ اما امر الهوية العربية فهو افظع ذلك انه يستوجب السؤال:هل جاء العرب شمال افريقيا لنشر الأسلام كما زعوا ام جاؤوا للأستعمار؟


3 - اقرأوا مقال الاستاذ حسن مدبولى ,اولا
سيد عمران ( 2013 / 12 / 16 - 09:49 )
ان مضمون مقال الرجل هو دفاع حقيقى عن القيم العلمانية ,,ان من يسوقون للقهر والتسلط ,ويشيعون قيم الاستعباد هم اعدى اعداء التمدن والتحضر ,,ان احترام هويات الشعوب وثقافاتها وانتماءاتها الدينية والعرقية والثقافية والاجتماعية والقومية ,هى من بديهيات حقوق الانسان التى ينبغى لها ان تسود هذا العالم من منطلقات علمانية ,لان العلمانى الحقيقى هو من يدافع عن حقوق الاخرين ,وليس من يكرس لاضطهاد ونفى شعوب باكملها ,,,الكاتب لم يتحدث عن العروبة ولا عن الاسلام ,بل دافع عن القيم العلمانية الاصيلة التى تعطى الحق لكل فرد فى اعتناق اية رؤى او نظريات او عقائد بدون ان ينفى او يسحل او يقتل او يهمش ,,,,,,

اخر الافلام

.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني


.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح




.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل