الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المدرسة العراقية واضطهاد العاملين العراقيين فيها

مصطفى فاضل

2013 / 12 / 14
المجتمع المدني


يبدو ان الحكومة العراقية ممثلة بسفيرها في باريس لا تريد ان تدخل نفسها بشكل جاد بحل المشاكل العالقة في المدرسة العراقية التي كانت وكرا للمخابرات ايام النظام الساقط . وفي ذروة الحصار تحولت المدرسة الى نظام التمويل الذاتي . بعد السقوط سيطر ثلاثة من بقايا النظام السابق وهم المحاسب " هيثم متولي" ومديرها السابق " رشيد الحداد " والمعلم جبار العقابي ( يمكن العودة الى القناة العراقية التي عرضت العام الماضي تحقيقا عن المدرسة اعده الاعلامي سيف الخياط وكشف بالصوت والصورة ما نقوله الان ) وقاموا بمساعدة آخرين بتأسيس جمعية منظمة مجتمع مدني وفق القانون الفرنسي لتسيير المدرسة والسيطرة عليها بشكل كامل . وهذه العصابة كانت تهدد المدير الجديد الذي اختارته الجالية العراقية ( التي ناضلت طويلا ضد النظام السابق ولم يذكر ان احد افرادها قد دخل تلك المدرسة سابقا)، " الاستاذ سعد حمودي ابو حيدر" بأنهم اذا انسحبوا من المدرسة فان اولياء الطلبة سيسحبون ابنائهم ! ( طبعا هذه كذبة كبيرة لان معظم الاولياء لم يجدوا مدارس تقبل ابنائهم بما فيها المدارس الفرنسية ، وهذا موضوع آخر نتجنب الخوض في تفاصيله الان .. فقط نشير الى اننا نستطيع ان نرى امام المدرسة الامهات المحجبات والمنقبات ومعظم الآباء بالملابس الافغانية رغم انحدار اصول معظمهم من المغرب العربي .)
وتعرض هذا المدير الجديد الى الكثير من ابتزاز العصابة القديمة وراح يتصرف بطريقة لا تبتعد عن سلوكهم حارمين الاساتذة والعاملين في المدرسة من مرتبات العطلة الصيفية بينما هم يتمتعون بها. والمدرسة استمرت تدر ارباحا كبيرة من خلال اجور الدراسة لطلبتها الذين تجاوزوا المائتين طالب بالاضافة الى تبرعات الاهالي المتواصلة، كما ان الادارة لا تدفع ايجار البناية التابعة للحكومية العراقية بل انها ايضا قامت بتأجير القاعات لمنظمات عربية اخرى، وبكلمة اخرى ان المدرسة لا تعاني من صعوبات مالية واتمنى من مفوضية النزاهة ان تنتبه لهذا الموضوع وتقوم بتحقيق جدي في ميزانية المدرسة العراقية .
واستمرت معاملة العاملين والعاملات من العراقيين في المدرسة بطريقة سيئة حتى شكو لوزير التربية السابق خضير الخزاعي اثناء زيارته للمدرسة وقال لهم بالحرف الواحد "لا عاش اليذلكم" ولكن مذلتهم استمرت بتهديدهم بفسخ عقودهم ، وقد ذاقوا الامرين لكي يحصلوا منذ سنتين على عقود ثابتة .وتنفسوا الصعداء حين تم تعيين مدير جديد منسب من العراق الى فرنسا لادارة المدرسة وهو الاستاذ ساطع ياسين طه الدوري والذي لم يستطع ان يفعل شيئا مهما، نظرا لجهله للغة ولواقع التعليم والقوانين الفاعلة في تسيير المدارس في فرنسا والانكى من ذلك هو ان يكون بيدقا بيد العصابة القديمة، واستمرت ادارة المدرسة بمناصبة العداء للعراقيين خاصة حين طالبوا بصرف رواتب العطلة الصيفية لهم اسوة بالادارة وبعصابتها ، فادعوا انهم يشكون من مصاعب مالية ، بينما تم تعيين تسعة اساتذة جدد من الجالية العربية وليسوا عراقيين، واتخذوا قرارا غريبا وهو تقسيم مرتبات العاملين، من اساتذة ومراقبين، على 12 شهر ، وهذا يعني تخفيض المرتب الى الثلثين .
كانت المرتبات قبل سنتين تتراوح بين 550 و850 يورو واصبحت اليوم اقل من 300 يورو ، بينما اجور الحد الادنى في فرنسا يصل الى 1400 يورو وما ينطبق على الفرنسيين " يفترض " ان ينطبق على العاملين في المدرسة العراقية .
والدرس البليغ الذي نستشفه من تخفيض المرتبات بهذه الطريقة المهينة هي ايضا محاولة لتوريط المدير الجديد" ساطع الدوري" اذا ما اشتكى المعلمون والعاملون في محكمة العمل على المدرسة !
قامت ادارة المدرسة بتهديد العاملين الذين رفضوا استلام الراتب ـ المهزلة الى ان مرتباتهم ستعود الى المصرف وسيحرمون منها بعد ذلك !
قرارات مضحكة وعقليات اكثر اضحاكا وهم لا يعلمون اذا ما اشتكى هؤلاء الاساتذة والعاملين في محكمة العمل الفرنسية تساندهم في ذلك نقابة المعلمين الفرنسية ، لانهم اعضاء فيها، فانهم سيكلفون المدرسة مبالغا كبيرة بالاضافة لعقوبات تصل الى الحبس لمخلافاتهم الصريحة لقانون العمل الفرنسي الذي ينطبق على جميع العاملين على الاراضي الفرنسية .
والسؤال الاخير نوجهه الى السفارة العراقية وبنفس الوقت الى وزارة التربية والحكومة معا : متى تتعاون المؤسسات الثلاث هذه ليتم تنظيف هذه المؤسسات من الحرامية ومن كتبة تقارير النظام السابق؟ ومتى يتم انصاف ابناء الجالية العراقية في فرنسا او غيرها ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن: نرفض طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار


.. قرارات المحكمة الجنائية الدولية وانعكاساتها على حرب غزة | #غ




.. كيف رد إسرائيل على طلب الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغال


.. مدعي عام الجنائية الدولية لشبكتنا: تقدمنا بطلب مذكرات اعتقال




.. تعرف إلى إجراءات المحكمة الجنائية الدولية لإصدار وتنفيذ مذكر