الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقض الخصاء الرمزي لدى جاك لاكان

هيبت بافي حلبجة

2013 / 12 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نقض الخصاء الرمزي لدى جاك لاكان
هيبت بافي حلبجة
حينما أنتقدنا جاك لاكان في مفهومه عن اللاشعوري في الحلقة السابقة ، ذكرنا لمرة واحدة فقط إن هناك ( أشكالية الخصاء الرمزي ) و( محتوى القضيب الذكوري ) دون أن نوضح أي شيء عن المفهومين ، رغم أهميتهما الجوهرية ، لإننا أردنا أن تتم معالجتهما بطريقة مستقلة ، بطريقة منفصلة تسمح لنا أن ندرك ثلاثة أمور على دفعة واحدة ، ما طبيعتهما ، وماعلاقتهما البنيوية مع اللاشعوري ، وما دورهما في مجمل محتوى التحليل النفسي ، وعلاقتهما بالشذوذ وبالعصاب وبالذهان والحالات الثلاثة لهذا الأخير وهي الماليخوليا ( الميلانخولي ) والأنفصام والبارانويا ( البارانوياك ) .
وفي هذه الحلقة أيضاُ لامناص من التركيز على مفهوم الرغبة ، ومسألة قضيب الأم ، ومحتوى العضو الذكوري والعضو الأنثوي ودورهما ، ومسألة الخصاء الرمزي ، وكذلك مضمون اللاشعوري والرمزي ، والأب والأب الرمزي ، والأم ودورها في ( طفلها ) ، مع الأهتمام أكثر بمحتوى الكبت ، ونضيف إليها مفهوم الدلالة من خلال طرفيها الدال ( أو الدالة ) والمدلول .
وفي مسألة الخصاء الرمزي وقضية اللاشعوري ، تطرح الدلالة نفسها على أنها الفعل الذي يربط مابين الدالة والمدلول ، وفي الحقيقة هي لاتطرح ذاتها بمقدار ما تبحث عن ذاتها ، بمقدار ما تود أن تكشف عن نفسها ، بمقدار ما تحقق خطواتها الذاتية ، لإنها خارج مجموعة الدالة والمدلول ليست إلا مفهوماٌ تجريدياُ يبحث ( بضم الياء ) فيها بطريقة نظرية بحتة ، يبحث فيها بأدوات غير بنيوية ، غير عضوية ، قد تضر بها إلى درجة الأنزياح الجزئي أو الكامل .
وبما إن جاك لاكان يرتكب ذات الحماقة التي أرتكبها فرديناند دي سوسير ، العالم السويسري اللغوي ، في تصوره إن الدلالات ليست إلا أنظمة للتعبير وإن المدلولات ليست إلا مضموناُ لتلك الأنظمة وإن الثانية تبحث عن الأولى ، فإنه ينقل الخطوط البيانية للدلالات إلى اللاشعور بذات الطريقة ، ويؤكد إن بنية هذه الدلالات تستقر وتستتب في اللاشعور على هيئة الرمزي ، الأبوي الرمزي ، اللغوي الرمزي .
ولاأحد يعترض على الجملة الأخيرة ، لكن يبدأ الأعتراض من تصوره وكأنه يختزل الدلالة والدالة والمدلول في بحث الأولى عن المغزى وعن الدلالة نفسها ، أي عن ذاتها ، وهذا يحتسب كعنصرسابق للاشعوري ، بل وحتى خارج مفهوم علاقة الأبوي باللاشعوري ، والرمزي به ، واللغوي به ، وكإنه هو الذي يحدد تقاسيم ومكونات هذا اللاشعوري . ( سنعود إلى هذا الموضوع في حلقة خاصة حينما نبحث عن مفهوم الدلالة لدى فرديناند دي سوسير ) .
وفي عملية بحث الدالة عن المغزى تصطدم بمحتوى الرغبة أو الرغبات ولاسيما تلك الرغبات الأولى التي تخلق أشكاليات كلها غامضة غير مبررة غير مفسرة ، لإنها إشكاليات خارج نطاق مفهوم اللاوعي كما إنها سابقة موضوعياُ لمحتوى الوعي أو حتى لمحتوى الشعوري ، ولذلك ليس أمام اللاشعور إلا أن يقبل بها كما هي ، فهو مضطر ، ولامفر من ذلك ، لإنه قد قبل بذاته أولاُ كما هي ، أي إن اللاشعور كما قبل بذاته أولآ فهو يقبل بتلك الإشكاليات دون أن يدرك إنها إشكاليات لإنه لايدرك طبيعتها أو حتى ذلك ( المغزى ) الذي اشار إليه جاك لاكان .
ومن هنا تحديداُ تبرز علاقة ( التحليلي النفسي ) مابين محتوى الرغبة وما بين تقبل اللاشعور بذاته من جهة أولى ، ومابين علاقة هذا الناتج بمسألة الكبت من جهة ثانية ، ولكي نبسط الأمور وندرك مدى أرتباط محتوى المفاهيم بعضها ببعض ، نطرح التساؤل التالي : ماهي الرغبة ؟ جاك لاكان وسيجموند فرويد يعرفان الرغبة على أساس إنها نقص أو حاجة أو أحتياج يسعى اللاشعور إلى تحقيقها ، وبما أنه لايستطيع أن يسد هذا النقص أو تلك الحاجة لإن الرغبة ، في الحقيقة ، أكبر من العوز والحاجة ، وبما أنه عاجز ولايستطيع أن يردم الهوة في الشعور مابين مفهومين ، مفهوم الأحساس بالنقص والأحتياج ، ومفهوم الإحساس نفسه بعدم أمكانية تحقيق ذلك النقص ، فإنه يحفر هذه الهوة في ثناياه ، وإذا ما أنتقلنا من مستوى اللاشعور إلى مستوى الشعور أوالكائن فإن هذا الأخير يكبت هذه الهوة في لاشعوره على صيغة فشل أو عدم قدرة أو محرم أو محظور ، أو كأنه أعتداء عليه ، وفي هذه الحالة هو يضطر أن يحمي ذاته أو أن يدافع عن نفسه بكل السبل السلبية أوالمرضية .
إن هذه الرؤيا قد تبدو ضبابية وعائمة ، وقد تخلق لنا إشكاليتين ، إحداهما على الصعيد المعرفي التجريبي ، والأخرى على الصعيد المعنى والدلالة ، لكن إذا أنتقلنا مباشرة إلى مستوى ( القضيب ) أو إلى مستوى (الإخصاء الرمزي ) وربطنا مابين هذين المفهومين وتلك الرؤيا ، وربطنا هذا الكل مع مفهوم الكبت كعامل أيجابي وسلبي في آن واحد ، فقد نكون في أمان معرفي .
يربط جاك لاكان مابين الرغبة والنقص والنقص داخل الفرد ومفهوم تجاوز هذا الأخير من خلال الأبوي الرمزي الذي هو ، هنا ، يختلف عن الأب الحقيقي ، والذي لايتعرف عليه ( الطفل ) ولايمكن لهذا الأخير أن يدركه إلا من خلال ( الأم) ، فالأم هي التي تبني العلاقة ما بين الطفل ومابين الأبوي الرمزي من خلال عدم أمتلاكها للقضيب من الناحية الحسية ، ومن خلال أمتلاكها للقضيب من ناحية الرمزي ، وهذا ما يطلق عليه جاك لاكان مفهوم قضيب الأم .
يمنح جاك لاكان هذه الأهمية لقضيب الأم ولايمنحها للعضو الأنثوي الذي يعتبره مثل صدر الأنثى ذا قيمة جزئية بحيث يدور الأثنان في فلك العضو الأصلي ، العضو صاحب الإشكالية الكبرى ، صاحب محتوى الأنتصاب ، القضيب ، أو القضيب المشترك ، وكإن أنتصابه هو أنتصار للأم ، أنتصار للأبوي الرمزي ، أنتصار للطفل ، أنتصار للاشعور .
وضمن هذه الشروط المبهمة ، أي الغارقة في بداية تكونها ، ينبغي على الطفل ألا يأخذ ( أمه ) موضوعاُ لرغبته ، إنما عليه أن يبتسر هذه الرغبة ، كي يحافظ على ذاته وعلى ذات أمه وعلى ذواتهما معاُ وعلى ذات الرمزي الأبوي الغامض الضبابي ، المراقب الأحمق في علاقة الطفل بأمه ، فيتحول ( هو ، أي الطفل ) إلى كائن راغب ، حسب قول جاك لاكان ، وإلى طرف مستقل ، إلى طرف في لاشعور المسألة كلها من ناحية أولى ، ويتحول الأبوي بفضل غياب القضيب لدى الأم إلى الأبوي الرمزي ، إلى قانون ونظام وحالة لاشعورية عامة ، تسعى إلى التكامل ، تسعى إلى التخصص من ناحية ثانية ، ويتكون مفهوم اللاشعور رويداُ رويداُ ويصبح قادراً أن يدرك مايجيش في دائرته عن طريق اللاوعي ، وفي الحقيقة يغدو هو السيد الأصلي من ناحية ثالثة ، وهذا المفهوم الأخير لم يدركه جاك لاكان نفسه على هذه الدرجة من الوضوح إنما كان كطفل يتصور هيئة الديناصور ، ومن ناحية رابعة تتحول الأم ، بصفتها الدلالية ، إلى حالة الإخصاء الرمزي ، وقد نستطيع القول إنها تمارسها شرط أن تكون الممارسة ضمن مفهوم ومحتوى ( الحالة )، أي بفضل الأم وعبر علاقتها الحسية والمعنوية والجنسية واللاشعورية مع ذاتها أولاُ ( قضيب الأم وكذلك غياب القضيب لديها ) ومع سلطة الأبوي الرمزي ثانياُ ( الصاحب غير المباشر والمستتر لحالة الإنتصاب المشتركة ) ومع طفلها الذي مازال يمتد على نفس أمتدادها ، ويكون عضواٌ من أعضائها ثالثاُ ، يأتلف الإخصاء الرمزي ، ويأتلف به اللاشعوري ، ويأتلف به مفهوم ومحتوى اللغوي ، وكإننا إزاء حالة متكاثرة من أنهمار حبات المطر حيث تشارك كلها في عملية تكوين السيلان والمجرى والجداول والسيل والأنهمار ذاته .
وننوه منذ الآن إن الإخصاء الرمزي لاعلاقة له بالإخصاء الواقعي ، لإن هذا الأخير هو أعدام أو قطع الخصيتين ولايشترك في بناء وتكوين الرمزي ولا اللاشعوري ولا اللغوي ، في حين إن الإخصاء الرمزي ، الذي يمكن أن ندركه من خلال عقدة أسطورة الآلهة سيبال ( الأم الكبرى ) ومن خلال عقدة أوديب ، يرسم مساراُ للطفل ضمن خمسة محددات ، المحدد الأول أنه أنتقل من مرحلة الدفء التام والأنتماء الجذري ومفهوم الحالة الواحدة إلى مرحلة حنان الثدي واستشعار اللذة من خلاله ومن خلال محتوى اللمس ومن خلال مفهوم التغوط ( الغائط ) ( يرجى مراجعة كتاب النشاط الجنسي وصراع الطبقات لويلهلم رايش ) ، المحدد الثاني أنه ليس مركز الأم أو شيء الأم النفيس ، والمحدد الثالث أن مركز الأم يتجاوز جسدها وعلاقته مع هذا الجسد ، أي أنه ليس ( حضرة الرضيع ) حسب تعبير سيجموند فرويد ، والمحدد الرابع أنه أضعف من أن يمثل مركز الأم أو أن يستبد به ، أي هو ليس ( قضيب الأم ) حسب تعبير جاك لاكان ، والمحدد الخامس أن عليه تأجيل رغباته ( أرجو أن تستشفوا هنا مفهوم الزمن ) وعليه أن يستبطن قانون منع الرهق ( والرهق أو الرهقية هي إتيان المحرم ) ، وهكذا يظهر محتوى اللاشعوري واللغوي والرمزي والأبوي والآخروي بصورة أدق .
وهنا قد يبدو الأمر معقداُ ، لذلك سنحاول أن نبسطه من خلال عقدة أسطورة الالهة سيبال ( الأم الكبرى ) حيث ، حسب الأسطورة ، أتخذت الأم أبنها ( أتيس ) عشيقاُ ، فما كان منه ، في نهاية الأسطورة ، إلا أن يخصي نفسه إخصاءاُ تاماُ بقطع خصيتيه ، وهنا نحن إزاء أربعة حالات معينة ، الأولى عدم ممارسة الرهق، الثانية ممارسة الرهقية ( كما في بداية الأسطورة ) ، الثالثة رفض ممارسة الرهقية ، الرابعة قطع الخصيتين أو بترهما ( كما في نهاية الأسطورة ) ، ففي الحالة الأولى نحن إزاء الحالة المثلى للإخصاء الرمزي ، موضوع هذه الحلقة ، وفي الحالة الثانية نحن إزاء حالة الرفض للإخصاء الرمزي ، وفي الحالة الثالثة نحن إزاء رفض ( رفض الإخصاء الرمزي ) أي الرجوع عن الرفض الأول والرضوخ أو الخضوع لحالة الإخصاء الرمزي ، وهذه الحالات الثلاثة تتعلق بفكرة هذه الحلقة ، وفي الحالة الرابعة نحن أمام حالة الإخصاء الواقعي الذي لاعلاقة له بموضوع هذه الحلقة .
ويؤكد جاك لاكان إن رفض الخصاء الرمزي هو سبب تلك الأمراض التي أشرنا إليها في بداية الحلقة ، أي الشذوذ والعصاب والذهان والحالات الثلاثة لهذا الأخير البارانويا ( البارانوياك ) والأنفصام والماليخوليا ( الميلانخولي ) .
وهنا نود أن نبدي الملاحظات التالية على هذا التصور :
أولاُ : لامناص من العودة إلى محتوى الدلالة والدالة والمدلول حيث إن الأولى تبحث عن المغزى من خلال طرفيها ، أو بتعبير أدق إن الفعل القائم مابين الدالة والمدلول هو الذي يبحث عن ( دالة ) ، وهنا يحاول جاك لاكان أن يدرسها عن طريق الخط البياني ، فيفترض إن (س ) يمثل دالة أو دالاُ ، وإن ( ص ) يمثل مدلولاُ ، وإن العلاقة أو الفعل مابين الأثنين سيؤدي إلى ( دلالة ) ، ويسقط هذا المحتوى على الصعيد اللغوي ، ف( س ) يمثل اللغة الخامة ، وإن ( ص ) تمثل اللغة العائمة والمتنقلة ، وإن علاقة (س - ص ) هي فعل الدلالة ، وإن هذا الأخير هو الرمزي واللاشعوري .
قد يبدو هذا التحليل ، على المستوى النظري ، مقبولاُ لكنه ، على صعيد الإخصاء الرمزي ، غير معقول ومتناقض بل وتافه جداُ لسبب بسيط وهو أنه لاتوجد لغة خامة (س ) ولا لغة عائمة ومتنقلة ( ص ) ، ولا نتيجة مشتركة في مغزى الدلالة ( س – ص ) ، لإنها لو كانت كذلك لأصبحنا أمام معادلة مرفوضة حتى من لاكان نفسه وهي دالة لغوية ومدلول لغوي واللغوي بحد ذاته ، وفي الحقيقة لكي نحصل على اللغوي ينبغي أن تكون لدينا دالة غير لغوية ومدلول غير لغوي ، لإننا نتحدث هنا عن اللاشعوري الذي هو أساس البنية لدى فرويد ولاكان ، والذي هو في طريقه إلى الإئتلاف ، لذلك لايمكن الحديث عن اللغة بأي صفة كانت وبرؤية مسبقة ، وينبغي ألا تخدعنا الكلمات ( خامة ، عائمة ، متنقلة ) ، وهنا قد ينبري جاك لاكان للدفاع عن نفسه قائلاُ إن اللغة تخلق اللاشعور وإن هذا الأخير يبنى كلغة لذلك فالإخصاء الرمزي يأتي لاحقاُ للعلاقة مابين ( س ) و (ص ) ، وهنا نرد عليه إن صحة هذه الفرضية لاتؤثر على القيمة التحليلية السابقة ، لإن اللغوي ، وحسب جاك لاكان نفسه ، يتضمن الللاشعوري ، أو على الأقل يتضمن لاشعوريته الخاصة وهذا يكفي لمصداقية أعتراضنا عليه ، وإذا ما نفى جاك لاكان قيمة اللاشعور كلياُ عندئذ تنتهي اللاكانية جملة وتفصيلاُ ، ونعود في فهمنا ذاك إلى المستوى الطبيعي في اللاشعور لدى فرويد ،وننزع عنه تأثير اللغوي ، لإن هذا الأخير قد أكمل ( كينونته ) أو ( منطقته ) داخل الشعور والعقل وليس داخل اللاشعور واللاعقل .
ثانياُ : إن الإخصاء الرمزي هو ، لدى جاك لاكان ، مايجعل الذات البشرية تشعر بنقصانها البنيوي ، مايجعل الكائن يشعر بالنقص في داخله ، وهو التعبير الحقيقي والأصلي عن هذا النقص البنوي ، وعن هذا الأحتياج المؤسس للاشعوري ، للرمزي ، وهو الشكل المبطن لمحتوى الرغبة ، لذلك هو يؤكد على تحويل الطفل إلى ( راغب ) مؤجل وليس إلى منفذ مباشر .
إن هذا التفسير يخلق شيئاُ من التناقض ، لأننا ينبغي أن نمايز مابين حالتين ، حالة إذا كان الإخصاء الرمزي هو مشكلة في اللاشعور ولاحقاٌ له وتابعاُ له ، والحالة الثانية إذا كان هو جزء من اللاشعور وأحد عناصره وبالتالي هو أشكالية من اشكالياته ، في الحالة الأولى يكون الإخصاء الرمزي مجرد مشكلة ، مشكلة صعبة لكنها تفتقر إلى شرط البنيوية وإلى شرط الشمولية وإلى شرط الضرورة ، أي أنها قد تصبح مشكلة للبعض وليس للكل ، أي أنها قد تكون وقد لاتكون ، وهذا مالايرضاه جاك لاكان بالمطلق ، لإنه يهدم مفهوم الإخصاء الرمزي ومفهوم اللاشعوري حتى ، وفي الحالة الثانية ، تلك الحالة التي نرجحها ، يكون الإخصاء الرمزي جزء بنيوي من اللاشعوري ، ويحتل منطقة خاصة به ضمن منطقة هذا الأخير ، ويخلق مفهوماُ جديداُ للرغبة ، ويمنحها أساسها الفعلي في ( التحليلي النفسي ) ، ويبعد عنها محتوى النقص أو الحاجة والأحتياج ، بل يزيل عنها هذا المضمون ، وهذا شيء طبيعي جداُ لإن الرغبة تتعلق ، هنا ، بمحتوى الوجودي أكثر مما تتعلق بمحتوى النفسي ، فالطفل وإن كان يتشهى أمه فهو لايشتهيها أو لايراغبها لإن به نقص أو حاجة ، أو لإنه يحس بالإحتياج .
فالطفل عندما يراغب أمه فهو يراغبها لإن ليس به نقص تحديداُ ، ولو كان به أحتياج من هذه الناحية لما راغبها ، وما التغوط والثدي وكذلك تلك المحددات الخمسة التي أشرنا إليها سابقاُ ليست إلا دلالة تؤكد على الرغبة بهذا المعنى الأخير . وإلى اللقاء في الحلقة الخامسة والأربعين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا