الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسعة أيام قبل الميلاد – المسيحيون، ما زلنا هنا!

نضال الربضي

2013 / 12 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تسعة أيام قبل الميلاد – المسيحيون، ما زلنا هنا!

في تسعة أيام سنحتفل بذكرى الميلاد، و سيخوض الكثيرون في الجدل اللاهوتي حول من هو يسوع، و من هي رسالته الحقيقة، و ما هي حقيقة لاهوته و تطور ديانته، و علاقتها بالديانة اليهودية، و علاقة يوم الخامس و العشرين بميلاد الشمس أو ميلاد ميثرا، إلى ما هنالك من الدراسات و الجدالات و التي هي اليوم و في هذا الشهر بالذات و بالنسبة لي و على الرغم من حبي للحقيقة و اعتناقها و إيماني المطلق فيها، تبقى –أعني الدراسات و الجدالات في هذا الشهر- بلا قيمة.

الميلاد قادم و هذا هي المهم
الميلاد هو ذكرى ولادة السيد الوديع الهادئ
الذي لا يُسمع صوته
لا يُجلِّب
لا يكسر عودا ً مرضوضا ً
و لا يُطفئ فتيلة ً مدخنة غير مشتعلة

المهم أن ميلاد المسيح قادم، هذا الرجل الذي جاب فلسطين و الأردن يتحدث إلى الجميع، يسمع آهات الجميع، معاناة الجميع، يأكل مع الخطأة و بائعات الهوى و كل من رذله المجتمع، يضع يده على كتف كل منهم و يقول لهم: لا تهتم لما يقولونه لك، أنت ثمين جداً أمام الله، الله يحبك!

المهم أن ميلاد ابن النجار الذي عاش فقيرا ً و مات فقيرا ً و لم يورثه سوى مهنة النجارة قادم، فيه يصنع يسوع ألعابا ً صغيرة من الخشب و يضعها في يد كل طفل ٍ و طفلة، و يقول: كل عام و أنتم بخير!

المهم أن أتباع هذا الرجل باقون هنا، نعم منذ ألفي عام، منذ أيام نيرون المجنون الذي أحرق روما و اتهمنا بها، ثم أتى بشهدائنا و رماهم في القطران ثم أشعل أجسادهم ليضئ روما. منذ أيام المدرجات الرومانية التي شهدت شبابنا و شاباتنا و هم يطلقون عليهم الأسود و النمور و الدببة لتلتهمهم لأنهم مسيحيون. منذ أيام خالد بن الوليد و وقعة أليس و السبعين ألفا ً من رجالنا الذين ضرب رقابهم لأنهم دافعوا عن أرضهم حين أتاهم غازيا ً و هم لم يعرفوه قبلا ً و لا سمعوا به و لا عادوه. نحن باقون منذ أيام الاستعمار التركي و الإنجليزي و الفرنسي.

و اليوم أيضا ً نحن باقون حتى لو فجر مخابيل القاعدة و داعش و النصرة كنائسنا و نحروا كهنتنا و اختطفوا راهباتنا و شيطنوا تعالمينا و قالوا فينا كل ما شاؤوا هم و كل من باع نفسه للكبرياء و الغرور و العنصرية. نحن باقون لأننا نعرف أرضَنا و أرضُنا تعرفنا، لا بأس، هذه الأرض تبصق الغزاة و الغرباء بصقا ً نحو الفناء، و نبقى نحن، كما بقينا منذ اليوم الأول الذي أتى فيه ذلك النجار ابن النجار، البسيط، الوديع، الطاهر، المحب، الذي قال لنا بوضوح و صراحة "سيأتي يوم يظن فيه كل من يقتلكم أنه يؤدي لله عبادة".

الميلاد قادم، سيد السلام يولد مرة أخرى في قلوبنا، يقول لنا: لا تخافوا ثقوا إني قد غلبت العالم!

كل عام و الوطن العربي الكبير بخير، و العرب كلهم بخير، و أنتم جميعا ً بخير، و العالم كله بخير، و الحب بخير، و الميلاد بخير!

نحن باقون! ميلاد قادم مجيد!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وعلى الارض السلام
القس بسام بنورة ( 2013 / 12 / 15 - 19:42 )
قال رب المجد يسوع: في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم. ما قاله رب المجد يشكل مصدر عزاء لنا مسيحيي الشرق، خاصة في هذا الزمان الردئ. وأقول معك اخ نضال بأننا من هذه البلاد التي ليس لنا وطن سواها. سنبقى صامدين في بيوتنا وحقولنا وبياراتنا. وسنبقى على عهدنا في محبة أوطاننا وكل من فيها من بشر، فالله محبة، ونحن نريد ان نعيش هذه المحبة ونعطيها للجميع: للمسلم والمسيحي والعلماني والملحد والشيوعي واللا ادري. اجل انا المسيحي أحب كل الناس ولن اسمح للشيطان ان يغليني بل اغلب الكراهية بالحب وساغلب الشر بالخير وساغلب اللعنة بالبركة. اخل، سيبقى مسيحيو الشرق ملحا ونورا لكل من يضعهم الله في طريقنا ولن نعرف غير لغة الحب


2 - المسيحية محبة والمحبة بناء
مروان سعيد ( 2013 / 12 / 15 - 20:45 )
تحية كبيرة استاذ نضال وتحيتي للجميع
ونحن باقون رغم كل هذا القتل والدمار وفي ايدينا غصن الزيتون وشموع لكي نبقى لنينر ظلمات هذا العالم
اخي نضال ان ما يجري الان لايصدق تصور يعلمون اطفالهم قطع الرؤوس واكل الاكباد وشرب الدماء انهم احفاد ابليس نطلب من الله ان يقوينا لكي لانتغير ونصبح مثلهم كارهين حاقدين متهورين
وتذكرت اليوم قول الرسول بولس بافسس 6
من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير وبعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا.14 فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق ولابسين درع البر 15 وحاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام. 16 حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. 17 وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله. 18 مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح

ان هذا القول الرائع سيقوينا وهذا السلاح الدفاعي ضد هجمات الشرير سيحمينا من التغير
والمجد لله دائما
وللجميع مودتي


3 - الله.... محبة
عدلي جندي ( 2013 / 12 / 15 - 22:34 )
نعم باقون لانكم بالحب ومحبة الوطن والتسامح تعرفون الله
ميلاد المخلص -أيا كانت الأقصوصة ...؟- هو عيد ميلاد رمز إخلاص المبادئ ودفع ثمنها مهما إن كانت التضحية
كل عام وجميعكم بكل الخير


4 - تحية و تقدير
عبد الرضا حمد جاسم ( 2013 / 12 / 16 - 07:15 )
تحية و سلام و محبة و احترام
بدونكم الشرق غير الشرق
انتم ازهار الشرق بصحراءة و انهارة
الكنائس المشرقية حفظت الكثير من تاريخ الشرق و الهجوم عليها هذا واحد من اسبابه الكثيره
يريدون طمس الشرق باوساخهم فتوجهوا الى الزوهر و الربيع الدائم له انتم
هم بلا تاريخ لذلك اول هجوم لهم هو على من له تاريخ
التاريخ يوحدنا و الدين يفرقنا
عندما نتكلم عن تاريخ العراق اشور و بابل و سومر تجد الكل متوحدين خلف ذلك المجد
لكن عندما نتكلم عن الدين و الطوائف تجري انهار الدماء
اكرر التحية لكم
واعياد مجيده و سعيده للجميع
دمتم بتمام العافية


5 - إلى الإخوة الكرام جميعا ً.
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 16 - 10:36 )
أشكركم جميعا ً لحضوركم البهيج و كلماتكم السلامية و أتمنى أن تكبر و تنمو هذه المحبة التي تجمعنا إخوة في الإنسانية و الأوطان.

ميلادا ً مجيدا ً قادماً.

اخر الافلام

.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - رئيس الوزراء يهنئ الرئيس السيسي و


.. وادي الرافدين وتراثه القديم محاضرة استذكارية وحوارفي الذكرى




.. ليبيا.. هيي?ة الا?وقاف في طرابلس تثير ضجة واسعة بمهاجمتها ال


.. 158-An-Nisa




.. 160-An-Nisa