الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخير و الشر,والفكر الضائع

نورالدين النصيري

2013 / 12 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الخير و الشر,والفكر الضائع

لم يكن الانسان منشغلا بشيء أكبر من الخير و الشر,لأنهما منبع الأصول في الحياة و الموت على السواء,وتنبني هذه الثنائية الضدية على منظومة أخلاقية للمنتمي الفرد أو الجماعة,فترتقي بالانسان انتماءه لعقائده ومنظوماته الاجتماعية,فالخير و الشر أعقد من بعضهما البعض,لهذا كان الدين رأس الأمور التي تحدد الطبيعة البشرية و ما يترتب عنها من الغير رأسمال الأمر كله,وجاءت الفلسفة لتباشر المفهوم من منظور أخلاقي تارة,أو من اتجاهات سيكولوجية و نفعية تارة أخرى, ويعد الصراع ابديا بين هذين المفهومين,حتى قد يكون أكبر من فكر الانسان بينه و بين ذاته فالطبع الانساني غالبا ما يتجه الى تفعيل مقتضيات الخير و تغليبها على رذائل الشر حسب اعتقاده في اللحظة و ليس على العموم,فالانسان كائن معقد اصلا فتجد الخير مركب في طبيعة نفس الانسان بمعدل يتساوى مع الشر المخلوق لديه جبلا,ليكون رد فعل النجدين هو الغلس الذي يبدو منه الظاهر على لوعة الباطن,فتظهر سلوكات الانسان غير متطابقة و لو بنفس الموقف و العلاقة,حتى عند أقرب الناس اليه,فما بالك ممن بعدت عليه المشقة,فأفلاطون يرى أن الصورة من الخير هي الوصول الى كمال العقل الجلي,كما يوجد النور و الشمس,لكن الفلسفة النفعية ترى أن اقرب الطرق الى النفس و تفضيلها,هو في طريقة هذا الخير شرا,أو هذا الشر خيرا,حسب زعم النفس ورغبتها في قضاء الحاجة و البلوغ,لكن يبقى الرادع الأكبر هو الجنة أو النار,ان كان لهذا الانسان اصلا اننتماءه لعالم الغيب,فيصبح ترتيب هذا العلاقة هي الرادع لتصرفات الانسان,فالخير لا يستقيم الا مع الجنة,لكن الشر فعله قبيح و الابتعاد عنه شرا.
ان التنظيم الكوني للحياة دائم القيام بثنائية الصراع,المحرك الأول للانسان,فلولا هذا الصراع ما ثبث للانسان من هو القائم بهذا الخير أو الشر,فالخير هو ما أرتاح له قياما بالواجب الأخلاقي كما قال فيلسوف الأخلاق كانط,وربما أن المبحث القريب من الخير و الشر هو المنظومة القيمية الأخلاقية,لكن يبقى السؤال الاهم من المحدد الاساسي للحكم على هذا الفعل خيرا أم شرا,ما دام الحاكم بأمره هو الانسان و للانسان,لكن يبقى المشكل الأكبر هو خارج"القبيلة",التي ينتمي اليها الانسان,لأن الأعراف تكون من السهل بما كان معالجتها داخل النظام الاجتماعي الواحد,فدائما ما يتم الاختلاف خارج القطاع الجغرافي,ليتم اعدام فكرة الأاخلاق الكونية,فالجزئي هو ما تم الاتفاق عليه داخل الجماعة المحلية,ليتم الاعتراف به خيرا أو شرا,لهذا كان نزول الديانات السماوية لتصحح أخطاء القوم,فتنتهي بالاسلام دينا لكافة الناس,لكن ما كان للسلام أن يكون اخر الديانات,لولا التكفل به من الذات الربانية,القادرة على الحفظ بالأمر و النهي,فالخير هو ماتم الأمر به معروفا,والشر ما أمر الشارع بتركه,وما بينه مباح أو منطقة أحرار حسب الرغبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية