الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المُختَصر في تاريخ المسيحية

صبري المقدسي

2013 / 12 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


المختصر
في تاريخ المسيحية
كان وضع الرسل والمسيحيين الأوائل قلقاً جداً بعد أن صُلب معلمهم يسوع، إذ كانوا في حالة الخوف والهلع مما سوف يُصيبهم بعد موته. وكانوا يجتمعون في العليّة والأبواب موصدة من خوف اليهود. ينتظرون الفرصة السانحة للرجوع الى بيوتهم والألتحاق بعوائلهم التي تركوها لأكثر من ثلاث سنوات، منذ أن دعاهم يسوع الناصري للتلمذة والتبشير. ولكن الخبر السار الذي انتشر بينهم حول قيامة معلمهم جعلهم ينتظرون في اورشليم، وشجعهم على مواجهة السلطات الرومانية والقادة اليهود بدون خوف.
ويُعد يوم العنصرة(يوم الخمسين)، اليوم المشهود للكنيسة المسيحية عالميّا، كيوم ميلادها، إذ فيه نزل الروح القدس على الرسل والمسيحيين الأوائل لتثبيتهم وتقويّتهم روحيّا. وأصبح المسيحيون منذ ذلك اليوم ينتمون كليا ليسوع، وبدأوا يبشرون بالبشرى السارة؛ وهم مستعدون للتضحية بحياتهم من أجل ايمانهم المسيحي إذا تطلب الامر. ولهذا تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في هذا اليوم كل سنة طقسيّة، وتؤمن بأن الرسل قبلوا قوّة الروح القدس وانتشروا بعد ذلك في العالم كله كي يبشروا بالمسيح القائم من بين الأموات، ويُعمّدوا الناس بأسم الآب والأبن والروح القدس. وقام الرسل بتأسيس الكنائس والجماعات المسيحيّة أينما ذهبوا وحلوا بشجاعة إيمانية، وبدون خوف من اليهود ومن السلطات الزمنية، بالرغم من كل المُضايقات والإضطهادات ضدهم، كما جاء في أعمال الرسل 2 ، إذ صرّح بطرس أمام جمع من اليهود قائلا:"اسمعوا هذه الأقوال: إن يسوع الناصري ذلك الرجل الذي أيده الله لديكم بما جرى عن يده بينكم ... صلبتموه وقتلتموه الذي أقامه الله ناقضا أوجاع ... ونحن جميعا شهود لذلك ... فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع أيها الرجال الأخوة ... فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم على أسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس لان الموعد هو لكم ولأولادكم ولكل الذين يدعوه الرب إلهنا ... فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة الآف نفس".
فالتاريخ المسيحي يبدأ إذن بالأحداث التي يرويها العهد الجديد كما هو بيّن في أعمال الرسل والأناجيل والرسائل الرسولية وسفر الرؤيا، التي هي وثائق تاريخية لا يُمكننا تجاهلها لمعرفة بدايات المسيحية وتطوّرها في القرن الأول الميلادي، إضافة الى التقاليد الكنسيّة التي وصلت الينا عن طريق الآباء مثل أوسابيوس القيصري وغيره من الآباء. ففي سنة(70) ميلادية يُدّمر الرومان مدينة اورشليم ويشعر المسيحيون بثقة ويقين، من أنهم أبناء العهد الجديد، ولذلك عليهم أن يُبشروا للوثنيين واليهود من دون تفرقة، وعليهم كذلك أن يقطعوا أواصرهم بالمجامع اليهودية وبيوم السبت اليهودي، ويؤسسوا لأنفسهم مجامع خاصة بهم، وأن يختاروا يوما خاصا للعبادة وهو يوم الأحد أو يوم الرب بدلا من السبت اليهودي. وفي نهاية القرن الأول الميلادي كانت المسيحية قد قرّرت الإنتشار غرباً، وكان عدد المُعمّدين قد وصل في تلك الفترة بين 300 الف الى 500 الف، في العالم المعروف آنذاك.
ورأى المسيحيون بعد تلك الأحداث وبسبب انتشار الرقعة الجغرافية، أن الوقت قد حان لتأسيس قيادة كنسيّة لإدارة الكنائس. وكانت الكنائس تدار من مدن مثل أنطاكيا وأفسس والأسكندرية. وأصبحت روما، المركز المسيحي الأهم بسبب كونها عاصمة الامبراطورية الرومانية والمدينة التي استشهد فيها بطرس أول الرسل وبولس رسول الامم. وأختارت الكنيسة في روما المطران "كليمنت" رئيسا ثالثا وخلفا لبطرس (البابا الأول)، وأعطت الكنائس في المدن الأخرى ولاءها له، وذلك لأيمانها بوحدة الكنيسة التي أسسها المسيح. وفي تلك الأثناء كانت الامبراطورية الرومانية يحكمها الامبراطور دوميتيان( 81 ـ 96 ) الذي كان يُحاول إجبار المسيحيين بترك المسيحية والسجود للآلهة الوثنية، وقتل الآلاف منهم بسبب ذلك. وبعد حكم "دوميتيان" أعلنت الامبراطورية عن سياسة رسمية بتعذيب وقتل المسيحيين أينما وجدوا في الامبراطورية والاستيلاء على ممتلكاتهم. وإستمرت هذه السياسة في عهود الامبراطور تراجان (98 ـ 117 ) وعهد ماركوس أورليوس ( 161 ـ 180) وديسيوس (249 ـ 251) وديوكليتيان (284 ـ 305). ويُقدّر عدد الذين قتلوا في سبيل إيمانهم المسيحي في تلك العهود بعشرات الآلاف.
نبذة عن تاريخ المسيحية
• 4 ق.م ـ 6 م، ميلاد يسوع المسيح الناصري في بيت لحم.
• 30 ـ 37 ميلادية، يوم العنصرة أو يوم الخمسين من قيامة يسوع من بين الأموات في مدينة أورشليم، حيث إجتمع بطرس مع أعضاء الكنيسة الأولى الذين كانوا يتكلمون الآرامية (اللغة السامية الأكثر إستعمالا في الشرق الأوسط آنذاك). وكانوا يتميّزون عن اليهود بالعماد وبمواظبتهم على سماع تعاليم الرسل وكسر الخبز في جماعات أخوية(أعمال الرسل 2/41 ـ 47 و4/32 ـ 35).
• 54 ـ 63 ميلادية، وقوع أشد الأضطهادات ضد المسيحية بقيادة الملك الروماني نيرون والقضاء على حياة الرسولين بطرس وبولس في هذه الفترة الزمنية، كما يقول التقليد الكنسي.
• 70 ميلادية، ثورة اليهود على الرومان لغرض إقامة دولة مُستقلة تعبد الله بحسب الشريعة الموسوية. وقد أدى فشلها الى اشتعال حرب ضروس والى خراب أورشليم والهيكل والى هجرة الجماعة المسيحية الاولى الى شرق الأردن والقضاء نهائيا على علاقة المسيحية بالديانة اليهودية.
• 98 ـ 117 ميلادية، إصدار قرار من الحاكم الروماني في آسيا الصغرى (بلينس الأصغر) لمطاردة المسيحيين ليس لكونهم أشراراً أو غير صالحين بل لمُجرّد كونهم مسيحيين.
• 161 ـ 180 ميلادية، شن حملة اضطهادات ضد المسيحيين في بلاد الغال(فرنسا) ولاسيّما في مدينة ليون حينما قتل الرومان إثر مظاهرة شعبية خمسين مسيحيّا ومن بينهم الأسقف بوتينس الشيخ ابن التسعين سنة.
• 193 ـ 211 ميلادية، شن الاضطهادات على المسيحيين ومنعهم من التبشير بدياناتهم ومحاولة قتل جميع الاكليروس في هذه الفترة التي عُرفت بعهد سبتيمس ساويرس.
• 216 ـ 277 ميلادية، ظهور الديانة المانوية التي كانت تعتقد بثنائية مطلقة بين الخير والشر وبين النور والظلمة. وقد كانت المانوية نوعا من التأليف بين التعاليم الفارسية الزرادشتية والتعاليم المسيحية. أسسها المدعو (ماني) الذي كان ينحدر من بلاد ما بين النهرين(بابل)، ومن ضمن تعاليمه أن يسوع هو إله النور الذي يهدي الطريق للبشر، وماني هو رسوله، والبارقليط ـ المُعزي(الروح القدس) قد بشر بمجىء النبي (ماني).
• 240 ـ 272 ميلادية، نفي الملك شهبور الأول للمسيحيين وأساقفتهم داخل الامبراطورية الفارسية وقتل قادتهم الكبار، وذلك لغرض إضعاف الكنيسة وشلّ حركتها ومحو رسالتها.
• 251 ـ 356 ميلادية، ظهور الناسك "أنطونيوس" أبو النساك والحبساء الذين عاشوا في براري مصر والراهب "باخوميس" الذي أسس الخط الرهباني الأول وشرع بإقامة 9 أديرة للرجال في صعيد مصر الى يوم وفاته. وتبعته شقيقته مريم التي أسست الحياة الجماعية للراهبات في الفترة نفسها والتي أسست ديرين للراهبات الى يوم وفاتها.
• 258 ميلادية، استشهاد عدد كبير من المسيحيين بسبب الإضطهاد العام الذي شُن عليهم من قبل(فاليريانيس) الذي كان يرى وجود المسيحيين خطراً على وحدة امبراطوريته، فإتخذ الإجراءات القاسية ضد الأكليروس بإعدام عدد كبير منهم.
• 261 ميلادية، إصدار الامبراطور غاليانس مرسوماً تسامحياً بعدم الإعتراض للمسيحيين مما أدى الى ازدياد عددهم السريع في هذه الفترة التي دامت حوالي أربعين سنة.
• 301 ميلادية، اعتناق الدولة الأرمينية للمسيحية في عهد الملك تيريدات واعتبار القديس غريغوريوس المُنوّر شفيعا لكنيستها، وترتيب الأبجدية الأرمنية بمساعدة القديس مسروب.
• 303 ـ 304 ميلادية، رفض الجنود المسيحيون الاشتراك في شعائر العبادة الامبراطورية للآلهة الرومانية في عهد الامبراطور غاليريوس مما أدى الى أعنف الاضطهادات ضد المسيحيين وإتلاف كتبهم المقدسة وهدم كنائسهم وتجريدهم من جميع حقوقهم، إضافة الى تعذيبهم وقتلهم.
• 304 ـ 305 ميلادية، ظهور الاضطهادات القاسية ضد الطبقات المسيحية المؤمنة، وبروز الأخلاقيات المسيحية من المحبة والتضحية والعمل المخلص والطاعة والتعاون مع السلطات الحاكمة بالرغم من المُضايقات والإضطهادات، ويُقال بأن عدد المسيحيين في هذه الفترة وصل الى حوالي 50 % من عدد سكان الامبراطورية الرومانية.
• 312 ميلادية، إهتداء الامبراطور قسطنطين الى المسيحية بعد رؤيته للصليب في حلم، علامة للنصر. وإعلانه بعد ذلك مرسوم ميلان سنة 313، الذي أوقف فيه كل أنواع الاضطهادات ضد المسيحيين، وإعطائهم حقوقهم الدينية في العبادة والتبشير والحرية في جميع ربوع الامبراطورية الرومانية. والبدء بحملاته العسكرية بعد ذلك تحت راية الصليب. وإعلان نفسه حاميّا للأيمان المسيحي في كل مكان في العالم.
• 325 ميلادية، عقد المجامع الكنسيّة العامة(المسكونية) بتأيد من الامبراطور ورعايته وذلك لتثبيت الايمان ضد الهرطقات وضد الخارجين عن الايمان القويم. ومن أهمها مجمع نيقية سنة(325) ميلادية، الذي أدى الى توثيق الروابط التي أقامها مرسوم ميلانو(313) بين الامبراطورية الرومانية والكنيسة.
• 325 ميلادية، تنظيم الحياة الدينية والاجتماعية المسيحية بجعل يوم الأحد يوم عطلة وتحريم الزنى رسميا مع وضع العقبات أمام الطلاق للحفاظ على قدسية العائلة والأطفال.
• 330 ميلادية، إحتفال الشرق بعيد الظهور في 6 كانون الثاني الذي كان عيد ميلاد الاله المصري(رع)؛ وقد أصبح عيد ظهور الله على الأرض(عيد الميلاد والعماد). وأما في الغرب فقد حلّ عيد الميلاد محل عيد ميلاد الشمس، التي لا تقهر في 25 كانون الأول وبإعتبار المسيح، "الشمس الحقيقية".
• 340 ميلادية، انتشار المسيحية بين الأحباش وقبول ملكها العماد بتأثير من (فروموطيوس) الذي أصبح أول اسقف لتلك البلاد.
• 380 ميلادية، تحريم الوثنية وكل ممارساتها وملاحقة أهل البدع وتدمير المعابد الوثنية وإعلان الكاثوليكية الديانة الرسمية في الامبراطورية الرومانية.
• 381 ميلادية، قيام الكنيسة بعقد مجامع مسكونية مثل مجمع القسطنطينية حول(الثالوث الأقدس والتجسّد)، الذي كان هدفه محاربة تعليم آريوس، الكاهن الاسكندري المصري، الذي أنكر أزلية الإقنوم الثاني من الثالوث الاقدس.
• 410 ميلادية، شن الفرس أشرس حملة من الأضطهادات ضد المسيحيين الذين كانوا يظهرون نشاطا تبشيريا قويّا في الشرق المعروف بإمبراطورية الفرس.
• 431 ميلادية، تحريم النسطورية وإعتبارها فكراً هرطوقياً في مجمع أفسس الذي كان يُنادي بإنفصال الطبيعة الألهية عن الطبيعة البشرية أثناء الصلب.
• 449 ميلادية، إنفصال الكنيسة المصرية والحبشية بسبب تحريم الفكرة التي أعلنها البطريرك ديسقوروس من أن للمسيح طبيعتين ممتزجتين في طبيعة واحدة، فيما تدعى بالمونوفيزية جماعة(الطبيعة الواحدة).
• 476 ميلادية، خلع البرابرة للأمبراطور الروماني الذي كان آخر إمبراطور قبل سقوط الامبراطورية الرومانية وتفتيت الغرب الروماني وانقسامه الى ممالك بربرية صغيرة.
• 496 ميلادية، إدخال ملك كلوفيس(ملك الأفرنجة ـ فرنسا) الديانة المسيحية الى فرنسا ومساعدته على نشر المسيحية في عموم البلاد الأفرنجية.
• 590 ميلادية، إهتمام البابا غريوريوس الكبير (Gregory the Great) بتبشير العشائر الالمانية، وإرساله الرهبان البندكتيين بتأسيس الأديرة الرهبانية بقيادة القديس بونافيس.
• 600 ميلادية، إهتداء الشعوب الموجودة على أرض انجلترا وايرلندا والمانيا والمناطق الأخرى من اوروبا الى المسيحية.
• 638 ميلادية، دخول المسلمين أورشليم وبعدها الى دمشق والاسكندرية في سنة 642 ميلادية، ومن ثمّ الى بلاد فارس في سنة 651 ميلادية، وآسيا الصغرى وشمال أفريقيا سنة 658 ميلادية، وبلاد اسبانيا في القرن السابع الميلادي (732 ميلادية).
• 732 ميلادية، نجاح الملك الفرنسي (شارل مارتيل) بصدّ المسلمين من دخول فرنسا سنة 732 ميلادية من أمام أسوار بواتييه. وصدهم في الطرف الآخر من اوروبا في الشرق وذلك في معركة ليبانت البحرية سنة 718 ميلادية.
• 800 ميلادية، توحيد ملك الأفرنجة (شارلمان) معظم دول اوروبا وإعلان نفسه امبراطورا على الامبراطورية الرومانية ومساهمته في تجديد الايمان المسيحي وصدّه هجوم العرب في شمال اسبانيا.
• 963 ميلادية، تأسيس الراهب أثناسيوس أول دير في جبل آثوس في شمال اليونان. وجعل الجبل جمهورية للرهبان التي أصبحت فيما بعد فخر الروحانية الأرثوذكسية.
• 1059 ميلادية، وضع القواعد الشرعية لإنتخاب البابا وذلك بإختيار الكرادلة وحدهم. والإكتفاء بالمصادقة في الهتاف للمُنتخب الجديد (البابا) من قبل الشعب والأكليروس.
• 1076 ميلادية، زوال الوجود المسيحي في مطلع القرن الثاني عشر في شمال أفريقيا تماماً، وإنتقال مركز الثقل المسيحي من جنوب البحر الأبيض المتوسط الى شماله.
• 1096 ـ 1270 ميلادية، بدء الحملات الصليبية على الشرق لأنقاذ الأراض المقدسة. وإتخاذ القرار الأول في مجمع كليرمون بطلب من البابا أربانس الثاني ونزولا عند طلب امبراطور بيزنطية(ألكسي الأول)، الذي كان مهددا من قبل الأتراك السلاجقة.
• 1171 ـ 1226 ميلادية، مساهمة الكنيسة في بناء المدارس والأديرة والجامعات الكبيرة وتأسيس الرهبانيات العالمية مثل الرهبنة الدومنيكية سنة 1171 ميلادية، والرهبنة الفرنسيسكانية سنة 1226 التي أسسها فرنسيس الأسيزي.
• 1294 ميلادية، وصول أول راهب كاثوليكي فرنسيسكاني أسمه يوحنا الى الصين واستقراره في بكين، وتعينه أول رئيس أساقفة لمدينة بكين.
• 1215 ميلادية، فرض الإعتراف بالخطايا مرةً واحدة في السنة على أقل تقدير وذلك في زمن الفصح وأعياد القيامة في المجمع اللاتراني الرابع في 1215.
• 1445 ميلادية، اطلاق تسمية الكلدان لأول مرة على المسيحيين المشرقيين من قبل البابا أوجين الرابع عند انضمام كنيسة قبرص النسطورية الى الكثلكة وذلك لتميزهم عن المدعويين بالنساطرة.
• 1453 ميلادية، استيلاء الأتراك على مدينة (القسطنطينية) عنوة في 29 أيار ودخول السلطان التركي العثماني محمد الفاتح في كنيسة القديسة آيا صوفيا راكبا على حصانه.
• 1492 ميلادية، عودة اسبانيا الى العالم المسيحي بعد سقوط آخر مدينة اسلامية في الأندلس وهي غرناطة. وفقدان أوروبا المسيحية للقسطنطينية في نفس الفترة الزمنية.
• (1517) ميلادية، ظهور تباشير الصراعات الكنسيّة الكبيرة في الفترات اللاحقة، ونشوء حوادث مهمّة في تاريخ المسيحية الغربية، مع حدوث نهضة فلسفية ولاهوتية في العقيدة المسيحية. ومن تلك الصراعات، الحركة التي قادها الراهب الألماني (مارتن لوثر) الذي نادى بالاصلاح في الكنيسة الكاثوليكية، وبالإنشقاق عنها وبتأسيس ما يُسمى بالحركة البروتستانتية. وتبعه أشخاص آخرون مثل جان كلفن (سويسرا) وجان كنوكس (اسكتلندا) والملك هنري الثامن في (انجلترا). وإصطدام الكنيسة بتلك الإنشقاقات ومحاولتها تصليح الأمور وعقد مجمع ترانت ( 1554 ـ 1563) الذي كان في حقيقة الأمر حملة تثقيفية وتجديديّة في الايمان الكاثوليكي ومن إحدى نتائجه نشوء الرهبنة اليسوعية من قبل القديس أغناطيوس دي ليولا(1540) التي ساهمت في إنشأء الجامعات الكاثوليكية العلميّة في العالم أجمع.
• 1542 ميلادية، نشوء محاكم التفتيش في اوروبا ضد الهراطقة والملحدين الخارجين عن الكنيسة. وكانت تلك المحاكم تتألف من ستة كرادلة واثني عشر عضوا، يُرسلون المفتشين الى الجهات المختلفة من اوروبا لمكافحة الخارجين عن الكاثوليكية.
• 1551 ميلادية، ترشيح الراهب يوحنا سولاقا الذي كان رئيسا لدير الربان هرمزد للرئاسة البطريركية لكنيسة المشرق، الذي سافر الى روما برفقة وفد من الأعيان، ورسمه بطريركا للكنيسة الكلدانية في الموصل في 20 نيسان 1553 بإسم (يوحنا سولاقا). وتقليده درع الرئاسة المعروف بالباليوم من قبل البابا يوليوس الثالث.
• 1509ـ 1564 ميلادية، بروز حركات الاصلاح الديني في معظم بلدان اوروبا وانتشارها في عموم اوروبا بقيادة (يوحنا كالفن) ووصول الحركة الى انجلترا ونشوء ما يُسمى بالكنيسة الانكليكانية.
• 1597 ميلادية، إعدام مسيحيين في مدينة ناغازاكي (اليابان) مما يدل على وجود مسيحية ناشئة في اليابان. وقتل خمسة وثلاثون ألف مسيحي في (شيمبارا) في سنة 1635 ميلادية وغلق أبواب هذا البلد بعد تلك الفترة أمام المُبشرين المسيحيين حتى القرن التاسع عشر.
• 1542ـ 1591 ميلادية، قيام حركات روحيّة تجديديّة من داخل جدران الكنيسة بقيادة الراهبة القديسة (تريزا الأفيلية) وتأثيرها إيجابيا على الروحانيات النسكية للرهبنة الكرمليّة واللآهوت العقائدي في الكنيسة الكاثوليكية عموماً.
• 1615 ميلادية، ترجمة الكتاب المقدس والنصوص الطقسيّة الى اللغة الصينية وانتشار المسيحية السريع في هذه الفترة، التي أوقفتها الاضطهادات القاسية من قبل الأباطرة الصينيين.
• 1776 ميلادية، انطلاق الكنيسة في حملة تبشيرية خارج الحدود الاوروبة في أفريقيا وأمريكا وآسيا، وتأسيس مناطق وقرى مسيحية على الإسس الأخلاقية المسيحية. والانتشار السريع للكنيسة في الصين وكوريا واليابان، إضافة الى الصحوّة الدينية المسيحية في أمريكا وتأسيس الكنائس والأبرشيات المسيحية فيها، ونشوء المنافسة القوية بين البروتستانت والكاثوليك في تبشير السكان الأصليين في الأمريكتين.
• 1784 ميلادية، إهتداء تاجر كوري للمسيحية عندما كان ماراً ببكين، ونشره للإيمان المسيحي في بلده بعد رجوعه إليها، وتنظيمه جماعة مسيحية أولى تبشر بالمسيحية في عموم كوريا بمساعدة المسيحيين الهاربين من الاضطهاد في الصين.
• 1804 ـ 1860 ميلادية، نشوء نهضة إيمانية أرثوذكسية في القرنين الأخيرين في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بظهور عدد من المفكرين الروحانيين ومن أبرزهم ألكسندر خوياكيف، ويوحنا سرجيوف(1829ـ 1908)، اللذين ركزا على الصلاة وإحياء الطقوس الدينية.
• 1869 ـ 1870 ميلادية، عقد المجمع الفاتيكاني الأول والخروج بنوع من التوضيح العقائدي بخصوص علاقة العقل بالوحي، ومحاولة الكنيسة فتح المجال للدراسات الكتابية والخروج من اللغة التوماوية (توما الأكويني) القديمة في تفسير الايمان والعقيدة والبحوثات العقلية والايمانية وكيفية التآلف بينهما.
• 1799 ـ 1800 ميلادية بدء التحدي الجديد للكنيسة في التوجه نحو العالم الجديد وتبشير الشعوب الهندية الأمريكية هناك. ونشوء حملة إضطهادات من نوع جديد من قبل الثورة في فرنسا التي حاولت تهميش دور الكنيسة وقتل وإبعاد الكهنة والرهبان فيها، والهجوم على روما وأسر البابا بيوس السادس وحجزه الى يوم مماته في السجن.
• 1902 ميلادية، تشريد الكهنة والرهبان في فرنسا بسبب حكم (إميل كومب) وهو طالب أكليريكي سابق، الذي بدأ بغلق جميع المؤسسات الدينية وتحريم الجمعيات الدينية والرهبانية.
• 1905 ميلادية، صدور قانون فصل الدولة عن الكنيسة فصلا نهائيا في جمهورية فرنسا، مع الإعتراف بحرية الضمير والإستيلاء على كل الممتلكات الكنسية وإلغاء جميع المعاهد الدينية.
• 1917 ميلادية، وقوع الكنيسة الأرثوذكسية تحت نير الحكم الشيوعي في روسيا والدول الشرقية الاوروبية وإلغاء دور الكنيسة الارثوذكسية لمدة 70 سنة الى مجىء عهد غورباتشوف في نهاية القرن العشرين وتحرير الكنيسة من السجن الذي كان يُحيطها ويُجرّدها من كل قواها الروحية والرسولية.
• 1926 ميلادية، فصل البابا بيوس الحادي عشر بين الكنيسة والعمل الرسولي والمصالح السياسية وإرسال المندوبين الى مختلف البلدان كرجال للدين وليس كرجال للسياسة.
• 1929 ميلادية، محاولة إصلاح الكنيسة علاقاتها مع الحكومات الاوروبية في القرن التاسع عشر وفشلها في ذلك ووصولها الى حالة من القطيعة مع الدولة الايطالية وتأسيس دولة الفاتيكان التي بدأت بإدارة الكنيسة الكاثوليكية في العالم الى يومنا هذا وجعل الكنيسة في الفاتيكان المركز الدبلوماسي الكاثوليكي العالمي، داعية الى السلام والعدل والمحبة بين شعوب العالم.
• 1948 ميلادية، تأسيس المجلس المسكوني للكنائس العالمي في مدينة أمستردام. الذي كان خطوة جبارة في العمل المسكوني ومن قراراته: الإيمان والنظام والعمل والاعتراف بيسوع المسيح ربا وإلها ومخلصاً. وإعتبار تأييد(مجمع إنتشار الإيمان) الكاثوليكي بهذا العمل كونه خطوة رائعة وعمل إيماني مُثمر نحو الوحدة والتقارب بين الكنائس العالمية.
• 1962 ميلادية، حضور معظم المطارنة والأساقفة والكرادلة في العالم والبالغ عددهم 2800 مطرانا وكاردينالا، في تجمّع كاثوليكي مسيحي، للتكيّف مع العالم ومع أفكاره الجديدة وخلق الحوار المسكوني مع الكنائس والأديان والعودة الى ينابيع الكتاب المقدس والى الجذور المسيحية الأصيلة في ما يُسمى بالمجمع الفاتيكاني الثاني.
• 1967 ميلادية، إحتفال في الطقوس الدينية باللغات المحلية خطوة أولى في التطبيق العملي لقرارات المجمع الفاتيكاني الثاني؛ وخلق نوع من التآخي بين الكنائس الشقيقة والأديان العالمية والثقافات المختلفة بالحوار معهم؛ والابتعاد عن روح الإتهام والتجريح، والإعتذار عن الماضي وعن الأخطاء المُرتكبة من قبل الكنيسة ورجالاتها عبر القرون الماضية. ولقاء البابا مع الشخصيات الدينية التاريخية مثل بطريرك القسطنطينية وبابا الأقباط ورئيس أساقفة كانتربري وقادة الأديان الأخرى.
مع العلم ان الكنيسة في نهاية القرن العشرين شهدت تطوّرات عظيمة في العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم، مع تبوء الكرسي البابوي في الفاتيكان، عددا من البابوات الكبار المشهود لهم في دعوتهم الى تجديد الكنيسة من الداخل، وخلق روح التآخي والتقارب والحوار بين الشعوب والأديان ودعواتهم المتكرّرة الى نشر السلام والعدالة والأخلاق الحميدة بين الشعوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطأ صغير تسلل
محمد بن عبدالله ( 2013 / 12 / 17 - 08:15 )
شكرا جزيلا لك أستاذ صبري المقدسي على سلسلة مقالاتك الموسوعية المفيدة التي جمّعت لنا فيها تاريخ العقائد من مصادر متعددة في شكل السهل الممتنع

بغضّ النظر عن بعض اختلافات في تفسير الأحداث التاريخية في مقال اليوم فإنه يبدو أن أخطاء تسللت إلى هذه الجملة:
((( نجاح الملك الفرنسي (شارل مارتيل) بصدّ المسلمين من دخول فرنسا سنة 732 ميلادية من أمام أسوار بواتييه. وصدهم في الطرف الآخر من اوروبا في الشرق وذلك في معركة ليبانت البحرية سنة 718 ميلادية. )))

فشارل مارتل لم يكن ملكا لفرنسا بل قائدا حربيا ومعركة ليبانت التي أوقفت التوسع الاستعماري العثماني في المتوسط حدثت سنة 1571 للميلاد

اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا