الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمات في توضيح رؤية اليسار – الحالة المغربية- 8/10

حميد الهاشمي الجزولي

2005 / 6 / 12
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


قد يلاحظ القارئ أن نشر هذه الحلقة من المساهمات قد تأخر بعض الشئ، وللقارئ الحق في تفسير ذلك.

والسبب هو أن مسرحية من النوع الرديء قد تم تمثيل فصولها من طرف ورثة عبد السلام ياسين "زعيم" الجماعة الإسلاموية "العدل والإحسان" وأبواق تدعي الاستقلالية الصحفية مرتبطة بمراكز القرار من خلال بالون فارغ أطلقته ابنة عبد السلام ياسين (ويكفي أن تكون ابن أو ابنة احدهم لترث "زعامته" !!!!! ) فقد اكتشفت أنها (والله اعلم) جمهورية !!!!!! .

ولأن موضوع هذا الجزء هو "المرحلي والاستراتيجي في ممارسة اليسار ، ارتأينا أن ننتظر بعض الوقت لفهم خلفيات "البالون"، ولما تبين أن الأمر لا يتجاوز كونه:
- حلقة من حلقات التشويش على المطالب الحقيقية للشعب بالنسبة لجهة من السلطة لا تريد أن تتنازل قيد أنملة عن مصالح خاصة راكمتها خلال سنوات من الاستبداد وهذه المطالب تتمثل في سن دستور ديموقراطي يضمن الحقوق الأساسية للمواطنين دون تمييز في الجنس والدين واللون والعرق، دستور يكفل ضمانات تأسيس ديموقراطية حقيقية بفصل حقيقي بين السلطات، وضمانات حقيقية لشروط مواطنة كاملة شاملة سياسية ،اقتصادية، اجتماعية وثقافية.
- وحلقة من حلقات الإعلان عن الوجود ورص الصفوف بعد تسلل الماء إلى البنيان وبعد التشققات التي أعقبت تعيين "زعيم مفترض" على خلفية الاستعداد لوفاة "الزعيم" صاحب الأصل التجاري.
والمؤكد أن الجهتين لن تتحملا أن يكون للشعب المغربي دستورا ديموقراطيا بالمعنى المشار إليه أعلاه في تناغم تام مع مشروعيهما الاستبداديان.

اليسار وضرورة الاستيعاب الدقيق للمسافة بين المرحلي والاستراتيجي:

لن نتطرق للتأطير النظري لكلا المفهومين ولن نفصل في قدرات كل تنظيم من قوى اليسار على إنتاج وتفعيل ممارسة سياسية مواتية.

وسنكتفي بطرح ما يعتمل وسط قوى اليسار من نقاش حول المسألة الدستورية باعتبارها محور المطالب الديموقراطية للشعب المغربي.

ولعل الأهم في الأمر هو أن النقاش لا زال ساري المفعول داخل كل أوساط اليسار. وهذا النقاش يتطلب خلق قنوات لتعميقه وتطويره، فمن مطلب "المجلس التأسيسي" الذي يطرحه حزبا الطليعة والنهج الديموقراطي إلى المطالبة بإصلاحات دستورية دون تحديد صيغة وطبيعة وحدود التعديلات التي يطرحها حزب اليسار الاشتراكي الموحد، إلى طرح "التوافق" مع "المؤسسة الملكية" من أجل تعديل الدستور الذي يتبنياه حزبا الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، كل هذه التصورات يجدر بقوى اليسار أن تجد الصيغ الملائمة لتصريف الحوار حولها دون تعالي ودون تشنج.

فالواضح أن اليسار يخترقه الاختلاف، ليس بين التنظيمات فقط، بل داخل كل تنظيم، وهذه ليست مسألة سلبية، بل العكس تماما، بل نعتبرها نقطة قوة لليسار ، وهذا هو الطبيعي، لأن قوى اليسار في المغرب تبلورت ضمن صيرورة صراعات فكرية وسياسية وتنظيمية جعلت منها حاضنة للمشروع الديموقراطي تنظيميا ومجتمعيا.

ونعتقد أن مرحلة النضج التي يعيشها اليسار حاليا، تجعل منه القوة القادرة على التغيير في اتجاه مصلحة الشعب وخاصة منه طبقاته الكادحة.

والمطلوب هو توحيد الجهود، دون إقصاء، ودون مسبقات، حول قضايا هي من صميم أولويات المشروع الديموقراطي، ولا نعتقد أن قوى اليسار ستختلف حول ضرورة خوض معارك موحدة في المجال الاجتماعي والثقافي والنسائي والمدني محلية ووطنية ضمن التصور الديموقراطي العام وضمن مبدأ الاختلاف في الرؤية والصيغ.

ولعل المشروع الذي طرحه "تجمع اليسار الديموقراطي"ـ رغم عموميته، يشكل أرضية صالحة للنقاش والتعديل والتفعيل على أرض الواقع في أفق إطلاق مبادرات للنضال الديموقراطي المنتج والفعال.

وهذا ما سنناقشه في المقال المقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل