الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم العالمي للغة العربية، من أجل انتباهة استثنائية مناسبة

تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)

2013 / 12 / 18
التربية والتعليم والبحث العلمي


كلمة موجزة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية 18 ديسمبر كانون الأول
يمر هذا اليوم الذي اختير في الأمم المتحدة لاحتفالية سنوية مخصوصة، مع الأسف، مرور الكرام عند عدد من الجهات المعنية؛ فما بالنا والأمر ينبغي أن يتسع ليشمل جمهور العربية؟
لقد تداخلت الأمور واختلطت وباتت تقرأ في أحيان كثيرة، من منظار الخطاب السياسي الضيق، حيث الحديث عن عروبة لا عربية، وعن العروبة [تحديدا وحصرا عند بعضهم] من منظور سياسي شوفيني لا عن العروبة بروح مؤنسن وبمبادئ متفتحة تتطلع لتفاعلات الإيجاب حيث الانفتاح واحترام الآخر ومبادلته التجاريب كما هي قواعد اللغات جميعا في تفاعلاتها وجسور العلاقة بينها جميعا وبين أبناء اللغات كافة...
والمطلوب اليوم أن نتبنى فلسفة تخص الارتقاء باللغة وبالأداء اللغوي بما يخدم مسيرة التنمية البشرية من جهة وما يخدم أنسنة الحياة ورقيها وولوجها عالما معاصرا بكل قيمه ومفاتيح العيش الأنجع فيه.
بالتأكيد هناك تفاصيل غنية ومهمة لهذه القضية .. ولكننا نغتنم الفرصة أولا للتهنئة والتفاعل مع الناطقين بالعربية والتوكيد للآخر من جميع الناطقين بغير العربية حيث لغاتهم الأم أن غنى العربية وتجاريبها والاعتزاز بها يقوم عند أهلها على التفتح وعلى أن يكون الأمر بنطاق لا يأتي على حساب الآخر وهويته ولغته بأي وجه وشكل وإنما أن يكون في خدمة الآخر بمنح التجاريب المخصوصة بُعدها العلمي الإنساني المفتوح...
وها نحن إذ نحتفل باليوم العالمي للعربية نستذكر اللغات الحية وغيرها بكل الاهتمام وبعين فاحصة معرفيا علميا بعيدا عن بعض الشوائب التي مسَّت صحيح القيم وتجاوزت خطأ على الآخر.. نحن نحتفل اعتزازا بالعربية مثلما نشارك الآخر اعتزازه بلغته؛ ومنطق ما لنا هو للآخر على أسس المساواة وعلى وفق قوانين اللغات وولادتها وتطورها ونموها وتفاعلاتهاكما تسجل ذلك العلوم والمعارف...
اليوم نحتفي بيوم عالمي للغة العربية وننحني لكل علمائها الذين منحوها عصارة الخبرات والمعارف وجعلوها أداة لأنسنة حيواتنا ولغنى وجودنا ونقدر عاليا كل الجهود المثابرة لمحو أمية شعوبنا التي عادت منكفية لتشكل الأمية الأبجدية نسبة خطيرة فيها والأتعس في ذلك الأمر ما أصاب الجاليات المهاجرة وأجيالها الجديدة من جفوة وفجوة بينهم واللغة العربية الأم...
ولأن سلامة العقل وصحته وأنسنة قيمه وممارساته لا تكون بلا اللغة الأم نتساءل: أفلا يدعو اليوم العالمي للغة العربية لمؤازرة الجهود (اللغوية المتخصصة) وتبنيها بهذا المسار؟؟؟
إنَّ مشروع ابن رشد لمحو الأميتين*، على سبيل المثال لا الحصر، يبقى تطلعا مشروعا ينتظر كل المؤازرين في داخل الوطن وخارجه، في الوطن الأم وفي المهاجر القصية.. ونحن ننظر بعين شغوفة إلى تلك التفاعلات التي تنتصر لمضمون المشروع ولوجا لعمق التنمية البشرية المؤملة..
وقيميا، اللغة تجسد الروابط وتبني الجسور المكينة المتينة مع الهوية.. أفلا تنبهنا على هذا الأمر الخطير؟؟؟

في اليوم العالمي للغة العربية، نحتفل ومعنا فرحة الانتصار لوجودنا الإنساني الحضاري ومكانه ومكانته مثلما لا ننسى بعض أسى من جراحات بالخصوص... نتطلع إلى الاتساع بهذه الاحتفالية والارتقاء بها.. وأملنا كبير بتحويلها لاحتفالية شعبية مثلما هي نخبوية متخصصة...
في هذا اليوم
تحية لكل ناطقة بالعربية وناطق بها ولمن يتبحر بها أداة لمحو الأميتين وليكون حامل رسالة أنسنة وتنمية كبيرة الأثر....
تحية لكل من ساهم بولادة هذا اليوم الاحتفالية...
تحية لكل من يساهم به اليوم بفعالية...

تحية لمن يقرأ لنا هنا وسيكون من بين أعضاء محفل العربية تخدم التنمية والانفتاح الإنساني مثلما هي بخدمة أصالة الهوية وسموها الحضاري...

تحية لنهضة جديدة متحضرة ومتمدنة لعربيتنا تنطلق بنا لآفاق جديدة تسابق عصر الحداثة وأسسه وتمنحه من عطائها كل ما ينفع ويفيد..

وإلى ملتقى مع أصبوحات الاحتفاليات وأماسيها نبقى على الوعد والعهد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا


.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق




.. خليل العناني: المنطقة العربية في حالة اشتعال بسبب الإدارة ال


.. وزير لبناني يخشى -غزة ثانية- بعد القصف الإسرائيلي العنيف




.. بايدن يحضّ إسرائيل على عدم ضرب المنشآت النفطية الإيرانية