الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نحو وحدة مشتركة بين الأديان
رعد اطياف
2013 / 12 / 19العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هنالك أجماع في كل العالم وعلى طول التاريخ : ان مجمل أفعالنا والسبب من وراءها هو الابتعاد عن الألم والحصول على السعادة. والأديان لها حصة كبيرة جدا في شق طريق الخلاص للأنسان عبر تعاليم معينة توصله الى السعادة المطلقة . والاديان بأجمعها (سماوية كانت أم أرضية ) تؤمن بالقيم النبيلة ، كالخير ،والحب، والجمال ،والمروئة، وخدمة الأخرين . وبلاشك أن هذه التعاليم تعد مشتركات بين كل الكائنات البشرية على اختلافها .
وبهذا يمكننا الاستنتاج أن كل الأديان تقرر أن هناك بؤس في هذا العالم يعانيه الكائن البشري ولابد من مساعدته في الخلاص من هذا الألم . إلا أن المفارقة تكمن في الطبيعة الصراعية التي تتخذها الأديان فيما بينها ، والكمية المبالغ بها من العدائية والتربص في مابينها ، والجدل المحموم حول أفضلية ذلك الطرف أو هذا ، الأمر الذي يتحول إلى أرض الواقع إلى عنف لفظي أو جسدي يكون ضحيته هذا الكائن البشري الذي اتفقت الاديان على خلاصه من الألم والضلالة ! .
لا نريد جعل الأديان شماعة نعلق عليها طبيعتنا الصراعية بقدر مانريد أن نرجع الأشياء إلى طبيعتها الحقيقية ، من خلال الأيمان بوحدة مشتركة بين الاديان تجمعها القيم الأنسانية المشتركة التي لا يختلف عليها حتى الملحد .
إن السعي نحو وحدة مشتركة بين الاديان لا يعني انكار خصوصية هذا الدين على حساب الدين الاخر ، فسيبقى المسلم في مسجده ، والمسيحي في كنيسته ، واليهودي في صومعته ، وبأمكانهم لعب دور جوهري في الحياة عبر نشر ثقافة الحب والتسامح بين الأخرين (هل نحن مثاليون ؟..) ، وأنا متأكد جدا وضميري مرتاح من هذه النتيجة : وهي سيكون الله فرحاً ومسروراً لأنه في المطاف الاخير أمكن لخلقه من فهم اللعبة وتحابّوا فيما بينهم ، بدلاً من قتلهم البعض باسمه !.
لا أظن إن احداً سيخالفني على هذه الأمنية (الحالمة ؟) بل حتى من يمتعضون من الدين وأربابه سيرحبون بهذه الفكرة السليمة النيّة. إن هذه الرؤية الكونية جدير بنا أن نعلمها لأنفسنا واطفالنا ، ولا بأس أن نحرم من قطف ثمارها (نحن الذين لا يعجبنا شيئ جديد)، وينبغي الكف من الاستخفاف من هذه المحاولات ودعمها بكل مايمكن (حتى لو بالأمنيات الصادقة) ، وهذا لا يعني الالتفات الى صعوبة الموقف وواقع الحياة الذي يوضح عكس ذلك تماما! ، لكنه في المقابل يكشف لنا عن نماذج ناصعة كثيرة لكن على مايبدو أننا أدمنا النظر من ثقب ضيق .
إذا كانت الكونية حلم بعيد المنال ، فلنستثمر هذا الحلم على الأقل في أذهاننا ونستبدله بخيالتنا التي تحتاج إلى أكثر من حياة لتحقيقها .ومن يستكثر هذا القول فلينظر بعين الحياد ، سيجد ان الناس متفقة (ضمنيا) على هذه الفكرة فضلا عن تطبيقها في حياتهم اليومية لاشعوريا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الناخبون العرب واليهود.. هل يغيرون نتيجة الانتخابات الآميركي
.. الرياض تستضيف اجتماعا لدعم حل الدولتين وتعلن عن قمة عربية إس
.. إقامة حفل تخريج لجنود الاحتلال عند حائط البراق بمحيط المسجد
.. 119-Al-Aanaam
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تكبح قدرات الاحتلال