الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انيسة الاعظمي في ذمة الخلود

سلام ابراهيم عطوف كبة

2013 / 12 / 19
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


الساعة 10:40 صباح يوم الجمعة 13/12/2013 توفت في العاصمة البريطانية – لندن.. انيسة الاعظمي ...عزاءً لنا ولشعبنا... ووفاءً لها ولافكارها ومُثلها.ولدت المربية الفاضلة انيسة عبد الهادي افندي الاعظمي في تشرين الاول عام 1920 - سنة تأسيس الدولة العراقية الحديثة!وكأن حياتها صارت ملخص لتأريخ العراق.ويكتب د.زيد عبد الصمد نعمان احد ابناءها عن المرحومة انها كانت اول بنت بعد 5 ذكور هم:اسماعيل غانم،عبد الرحيم،عبد السلام،عبد اللطيف وعبد العزيز-مقدام-) وتلاها غازي ثم ساجدة.كانت اول تلميذة في الاعظمية في مدرسة مجانية أسسها والدها لبنات الاعظمية في دار ابيه الحاج محمد وكان يدفع لمعلمة مسيحية من بغداد لتعليم البنات.
عندما تأسست المملكة العراقية استأجرت وزارة المعارف الدار ذاتها لتصبح اول مدرسة حكومية في الاعظمية للبنات.انهت انيسة الاعظمي دراستها الثانوية عام 1939 ودخلت كلية الملكة عالية للبنات وتخرجت في علوم الاحياء فصارت مدرسة لطالبات الاعدادية.
شاركت في تنظيم مواكب تشييع شهداء وثبة كانون الثاني 1948.
تفوقت في دورة لتعلم اللغة الانكليزية وحازت على منحة دراسية لتعلم اللغة الانكليزية في لندن لكن المرض اصابها وهي في طريقها الى لندن فقضت الدورة في مستشفى بباريس وعادت الى العراق.
بداية الخمسينات ساهمت بتأسيس نقابة المعلمين ونشطت في مجال العمل النسوي الاجتماعي.
بعد عام 1963 كانت من ضمن طاقم هيئة اعادة تأسيس رابطة المرأة العراقية حيث فتحت دارها لاجتماعات الرابطة وندواتها حتى عام 1975.
في عام 1963 احيلت على التقاعد بعد انقلاب شباط الفاشي،لكنها عادت الى التدريس عام 1973،حتى تقاعدت مجددا عام 1978.
كانت وجه مألوف في فترات زيارة المساجين والموقوفين منذ الثلاثينات،اذ اوقف اخوها الاكبر اسماعيل غانم احد مؤسسي حزب الاستقلال وبعدها اوقف اسماعيل ووالدها وعبد العزيز بعد حركة رشيد عالي!ثم بعد 1947 عندما اوقف عبد العزيز-مقدام- مع يوسف سلمان فهد تلتها زيارة موقف خلف السدة و سجن بغداد ونقرة السلمان ومديرية الامن العامة وقالت مرة:"لو وضعوا العراق تحت قسام شرعي ستكون حصتي سجن او مركز شرطة او موقف".
يواصل د.زيد عبد الصمد نعمان الكتابة عن المرحومة والدته:"لم تستهوها السياسة او العمل التنظيمي فظلت مستقلة،علاقتها مع الله كانت عراقية: حوار واتفاق والتزام"...و"عندما اودع د. زيد التوقيف مع والده الشخصية الديمقراطية والاجتماعية المعروفة الطبيب عبد الصمد نعمان في آيار 1979 عاهدت المرحومة الله ان تصوم وتصلي بقية عمرها اذا خرجوا من التوقيف سالمين".وقد افرج عنهم صدام حسين بقرار عفو بمناسبة العيد في آب 1979 فظلت تصلي وتصوم حتى سنوات قليلة ماضية عندما صعبت حركتها فاكتفت بالصلاة جلوسا في كرسيها او سريرها.لم تغال في التدين ولم تستخف به!
تدهورت صحتها قبل اكثر من عام واصابتها جلطات متكررة كانت اخرها قبل اسبوعين!حيث اثرت على قدرتها في الاكل والشرب وقضت الليلة الاخيرة 12-13 كانون الاول تعاني من الآلام حتى توقف قلبها!
يكتب د. زيد عبد الصمد:"لن تكون الايام كسابقاتها فلن تكون هناك امي ترحب بي"شلونك عيني زيد؟ .."لا و لن تكون هناك في صبيحة اليوم الاول من كل عيد او مناسبة.غادرتنا وتركت فراغا اوسع من الألم لن تملؤه الافراح والمسرات ان قدمت ومهما عظمت.بقي ذكرها بزوجها وابنائها وابنتها واحفادها.."في شيخوختها بقت المرحومة انيسة الاعظمي حبيسة الضغوطات الدكتاتورية المنهالة عليها وعلى اسرتها من كل حدب وصوب وذكريات الماضي البعيد والقريب وذكرى رفيقاتها وصديقاتها اللاتي رحلن وغيبتهم زنازين الاعدام والسجون والنسيان!
تدفع استعادة دروس وعبر الرحيل الصامت للشخصية الديمقراطية العراقية المناضلة والمربية انيسة الاعظمي القوى الديمقراطية والتيار الديمقراطي عموماً نحو ادراك واقع التحولات العميقة التي شهدها المجتمع العراقي خلال العقود الثلاثة الأخيرة ليتسنى لها التقدم بخطوات عملية وفاعلة نحو شد لحمة التيار وتفعيل دوره.... فبناء وحدته لا بد وأن تكون عملية نضالية متصاعدة، تستند الى اسس سليمة وتتطلب التحلي بالصبر ورحابة الصدر والاستعداد لادارة حوار بناء بين مكونات التيار،والعمل الحثيث لبلورة توجهاته واطر العمل المشترك بين عناصره وتوحيد جهوده.كما تستحث استعادة دروس وعبر الرحيل الصامت للسيدة الاعظمي الثقة غير المحدودة بشعبنا العراقي وبقدرته على مواصلة مسيرته،رغم كل ما يواجه من صعوبات وعراقيل،نحو اقامة دولة المؤسسات والقانون وبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد.وينبه استعادة دروس وعبر الرحيل الصامت لأنيسة الاعظمي تعطش الشعب العراقي الى الديمقراطية وصحوة احترام الرأي الآخر وضرورة اعادة النظر المستمر في المنطلقات والممارسات الخاطئة التي ابتلى بها عراق الخير والمحبة والسلام .. عراق الثورات المرتقبة!

بغداد
19/12/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي