الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس مسلم لدستور 2013

حسن كمال

2013 / 12 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عنوان هذا المقال يأتى على غرار عبارة الرئيس الراحل / محمد أنور السادات, وهى إنه " رئيس مسلم لدولة مسلمة " , وذلك فى إتجاه لأسلمة الدولة والمجتمع منذ توليه الحكم, حيث أصدر فى عام 1971 دستورا جديدا, ولأول مرة برزت فيه مبادىء الشريعة الإسلامية " مصدرا رئيسيا " للتشريع, ثم أدخل السادات فى عام 1980 تعديلا آخر على الدستور يجعل مبادىء الشريعة " المصدر الرئيسى " للتشريع, مع بدأ السادات جميع خطاباته العامة " باسم الله" , وأعلن نفسه وبكل فخر > رئيسا مسلما لدولة مسلمة <.

والرأى عندى بإنه لايوجد إختلاف بين كلا العبارتين " رئيس مسلم لدستور 2013 " , " رئيس مسلم لدولة مسلمة " .

والسؤال الآن :
ما مغزى عبارة " رئيس مسلم لدستور 2013 " ؟

هناك نقطتين : تتعلق الأولى بالديانه, والثانية تتعلق بالجنس.

والسؤال بعد ذلك :
هل يمكن أن يكون رئيس الجمهورية غير مسلم ؟

جاء فى المادة الثانية من الدستور تنص على " الإسلام دين الدولة ". ولكن هل للدولة دين ؟ فالدين هو شأن الأفراد وليس الدولة, ولكن النص على أن " الإسلام " دين الدولة, يترتب عليه أن الجنسية هى " الإسلام " كما ذكرها سيد قطب فى كتابه ( معالم فى الطريق ) ؛ ويترتب على ذلك بأن الدولة " مسلمة " جنسيتها الإسلام, و رئيس الدولة المسلمة يجب أن يكون مسلم.

وهذا أيضا يتفق مع أن " مبادىء الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع" , فبالتأكيد لا يجوز أن يتم إنتخاب " غير مسلم " كرئيس جمهورية , لدولة مسلمة جنسيتها الإسلام, وتريد تطبيق مبادىء الشريعة الإسلامية؛ وهذا يؤكد لنا بأن رئيس الجمهورية يجب أن يكون " مسلم الديانة " .

والسؤال بعد ذلك :
هل يمكن أن يكون رئيس الجمهورية, امرآة " مسلمة " ؟ أم يجب أن يكون رجل " مسلم " ؟

تعتبر المادة الثانية من الدستور هى الحاكمة لفلسفة مشروع دستور 2013, والتى تقر بأن الإسلام دين الدولة, ومبادىء الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع.

هناك العديد من الآراء الفقهية والتى منها ما يؤيد حق المرآة لرئاسة الدولة ومنها ماهو غير مؤيد أن تتولى رئاسة الدولة, ونحن هنا سوف نقتبس ما ذكرة الدكتور / سعد الدين الهلالى " أستاذ ورئيس قسم الفقة المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر " فى مقال بعنوان " تولية المرآة رئاسة الجمهورية فى دولة إسلامية " , فالهلالى يقول أن أسباب الإختلاف بين الفقهاء ترجع إلى عدة أسباب وهى :

" (1) الاختلاف في دلالة بعض النصوص الشرعية على تولية المرأة للرئاسة. فمن رأى تلك الدلالة قال بجواز تولية المرأة. ومن لم ير هذه الدلالة، أو رأى دلالة المنع أظهر قال بعدم جواز تولية المرأة للرئاسة. (2) الاختلاف في مفهوم القوامة وتعارضه مع تولية المرأة للرئاسة. فمن رأى التعارض؛ لأن القوامة عنده رئاسة منع تولية المرأة. ومن رأى عدم التعارض؛ لأن الولاية عنده نصرة وإنفاق أجاز تولية المرأة. (3) الاختلاف في تكييف العمل الرئاسي، هل يدخل في حكم الولاية العامة أو الإمامة الكبرى؛ لأنه بعض منها، والبعض في حكم الكل، فلا يجوز للمرأة توليه. أو لا يدخل في حكم الولاية العامة؛ لأن الولاية كل لا يتجزأ، وإنما يدخل في حكم إجارة الأشخاص، فيجوز للمرأة تولية. (4) الاختلاف في تقديم دليل "سد الرائع" على دليل "المصلحة المرسلة". فمن قدم "سد الذرائع" ترجح عنده منع تولية المرأة خشية الفتنة والفساد. ومن قدم "المصلحة المرسلة" ترجح عنده جواز تولية المرأة للاستفادة من طاقاتها في رسالة الإسلام الإصلاحية. "

ولكن الرأى عندى, بغض النظر عن أراء الفقهاء المؤيدة لتولى المرآة رئاسة الدولة, والذى منهم الهلالى نفسه. أن أحكام الإسلام عن المرآة فى القرآن, لم تضعها على نفس مستوى الرجل, فأحكام الزواج والطلاق تعزز دور الرجل على المرآة, فمن حق الرجل الزواج بأربعه, وأيضا حق الرجل فى الطلاق دون إبداء أى سبب, وأيضا موضوع ( القوامة ) الذى يتم إثارته لتعزيز دور الرجل على المرآة فى المجتمع .

وهناك من الأحاديث النبوية يتم الإستناد لها أيضا لتعطى حق للرجل فى تأديب زوجته, والتى منها يمنح القانون المصرى الزوج فى تأديب زوجته بشرط ألا يكون ضربا فاحشا. ( م 60 من قانون العقوبات المصرى استنادا إلى م 209 من الأحكام الشرعية فى الأحوال الشخصية ) .

والمرآة فى المجتمع المصرى تتعرض للكثير من حالات العنف الجنسى, وتتنوع بين التحرش الجنسى والاغتصاب, وضرب النساء سواء داخل مستوى الأسرة, أو خارج الأسرة ليكون فى المجتمع بشكل عام, وأيضا حرمان المرآة من حقوقها فى الميراث وذلك فى بعض المناطق كمحافظات الصعيد. ويمكن الرجوع للعديد من التقارير التى ترصد ذلك, ومنها تقرير " الاستقطاب والعنف المجتمعى فى مصر " الصادر من مؤسسة نظرة للدراسات النسوية, والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية.

فالثقافة المصرية تقف عائق رئيسى أمام المرآة المصرية, من التمتع بحقوقها الأساسية الإنسانية, فلا يمكن التصور إذن: إنه من حق المرآة أن تتولى رئاسة الدولة, فى ظل ممارسة كل أشكال العنف ضد المرآة فى المجتمع, والذى يراها " ناقصة عقل ودين " مما يترتب على ذلك بأن شهادتها أمام المحاكم هى نصف شهادة الرجل.

فالثقافة المصرىة إذن هى " ثقافة ذكورية " نابعة من الأصولية الدينية بشكل أساسى.

ولكن السؤال : أليس هذا ضد حقوق الإنسان ومنها حقوق المرآة ؟
الجواب عند منظمات حقوق الإنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لاحرية ولاديمقراطية في ضل الشريع الإسلامية.
أحمد حسن البغدادي. ( 2013 / 12 / 20 - 17:51 )
أنت تقول؛

(هناك من الأحاديث النبوية يتم الإستناد لها أيضا لتعطى حق للرجل فى تأديب زوجته).

تعليق.

أرجو أن لاتنسى إستناد الرجال المسلمين إلى الآية (( الكريمة )).

{ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ }...النساء 34

إذاً لايمكن إقامة دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان، في ضل الشريعة الإسلامية.

مالم يتم إدانة هذه الآيات والأحاديث علنا ً، يبقى المسلمون بعد ألف عام يحلمون بدولة عادلة.

أما مسك العصا من المنتصف فلاتجنى منه أية ثمرة، وستذهب جهود ودماء المفكرين هباءً.

تحياتي...


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 12 / 20 - 20:59 )
هل يعلم الكاتب من أن الدول الأوروبيّه و الأمريكيّه لا يحكمها إلا من كان على الديانه المسيحيّه؟ .
يعد الرئيس الأرجنتيني السابق (كارلوس منعم) من المسلمين سابقاً، ولم يعتنق الكاثوليكية إلا عندما أراد الترشح للرئاسة .


3 - الاسلام المتخلف
على سالم ( 2013 / 12 / 20 - 21:22 )
فى اعتقادى ان الاسلام كديانه ينتج عنه وقع كارثى على من يؤمن به ,الامر يتعدى الى كل الامور والتى تفرض شريعه الصلعم فى كل شئ فى حياه الناس المغيبين منغلقى العقول ,بالتاكيد من حق المسيحى ان يكون رئيسا لمصر وكذلك المراه مثل كل دول العالم المتحضره المتمدنه ,لاجدال ان كارثه الدول الاسلاميه هى الاسلام نفسه ,لكى نلحق بركب الدول المتحضره يجب علينا التخلص من الاسلام وتشريعاته المتخلفه الغبيه


4 - لاحقوق ولاحرية تحت الراية الإسلامية
أحمد حسن البغدادي. ( 2013 / 12 / 20 - 23:04 )
إن الإسلام عبارة عن سجن رهيب،
كما إن السجن ينتزع جميع حقوق وحريات الداخلين فيه، عدا الأكل والنوم المضطرب، بسبب أوامر الحراس،

كذلك الإسلام، ينتزع جميع حقوقك،

فلا إعتراض على حاكم ظالم، لأنه خليفة الله في الأرض،

ولا إعتراض على حكم ٍ جائر لأنه إعتراض على شرع الله،

وهكذا ينتهي عمر الإنسان لله بالله،

حتى في منامك، يزعجونك بمكبرات الصوت، بدون خجل أو وازع أو ضمير

ومن يهرب من السجن فمن حق الحراس قتله

كذلك الإسلام، من يتركه يقتل ( من بدل دينه فإقتلوه )

أنا أقترح أن يكون شعار المرحلة القادمة هو؛

((لاحقوق ولاحرية تحت الراية الإسلامية))

لتصدح بها حناجر الثوار،

في جميع عواصم الدول الإسلامية،

للتخلص من هذا الكابوس الأسود.

تحياتي...


5 - الغرض من الرئيس المسلم
Amir Baky ( 2013 / 12 / 21 - 13:02 )
حقوق المرأة منقوصة فى الشريعة الإسلامية و حقوق غير المسلمين منقوصة لذلك يجب أن يكون رئيس الدولة مسلم لتمرير هذه العنصرية بتشريع سماوى


6 - لماذا يعترضون على إرادة الله؟؟؟
ألأمل المشرق ( 2013 / 12 / 22 - 01:42 )
عثر مؤخرا في الطائف على مئات المصاحف في مجاري الصرف الصحي الموصولة بالمسجد
http://goo.gl/TGKDld
وتم اخراج مئات مصاحف القرآن مغطاة بكميات مهولة من الخ....راء .دون أن تثور القطعان التي تثور على اخبار جزيرة الظواهري برعاية السي آي إيه

إذا كان الله قدر حفظ هذا الكتاب في المجاري..لماذا يتدخل آل سعود ويخرجوه؟ من هؤلاء حتى يعترضوا على إرادة الله؟
هذا هو المكان الذي قدر الله أن يحفظ الكتاب به..فلماذا الإعتراض على إرادة الله يا كفرة؟؟؟؟
لماذا يا كفرة؟؟؟؟يا كفرة؟؟؟؟
:)

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا