الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انخماد الوهج – مسيحيو الشرق بين عدم اكتراث الأكثرية المعتدلة و إجرام سلفية الأقلية

نضال الربضي

2013 / 12 / 20
المجتمع المدني


انخماد الوهج – مسيحيو الشرق بين عدم اكتراث الأكثرية المعتدلة و إجرام سلفية الأقلية

ليس مسيحيو سوريا أو العراق أو لبنان أو مصر أو الأردن أو فلسطين، أفضل بأي شكل من الأشكال من إخوانهم مسلمي تلك البلدان أو كُردها، و ليست دماؤنا بأنقى أو أغلى أو أقدس من دماء ِ إخوتنا، و ليس أطفالنا أبرأ أو أكثر استحقاقا ً للحياة من إخوتنا، لكننا نحن أكثر المتضررين و أشدهم تأثُّرا ً و يفعل فينا المُصاب أضعاف ما يفعل فيهم.

نحن أقل ُّ عددا ً و نتناقص ُ باستمرار بفعل عوامل الهجرتين الطوعية و القسرية، أما الأولى فلأن مجتمعاتنا بدأت تنزع نحو التشدد و رفض الآخر و عدم الرغبة في الانسجام معه و تميزه و عزله بالتجنُّب و التميز المعاملاتي، و الثانية بفعل إجرام السلفية التكفيرية التي تريد أن تحافظ على وحدانية الدين الإسلامي و المذهب السني و الطريقة السلفية داخلهما، و تتخذ من الإجرام المسلح و الأذى الأعمى وسيلتها الوحيدة.

تُساهم عوامل ُ مُتعددة في رفد قوة التطهير الديني الذي يضرب منطقتنا، فتسفيه عقائد المسيحين و الاستعلاء عليهم و توجيه الوقت و الجهد إلى نقد المعتقدات و نقضها إما بهدف اكاديمي علمي بحت غير شخصي غير عقائدي أو بهدف عقائدي صرف، هو جهد ٌ يصب في نفس السبيل و الاتجاه و يؤدي إلى نفس النتيجة و يشارك نفس المشاركة في تحميل المسيحين ضغطا ً جديدا ً يجعلهم دائما ً في موقع المدافع عن وجوده المُضطر إلى هذا الدفاع، غير المُستدعي أو الساعي له لكن المُرغم عليه. إن حُسن النية أو حياديتها في الأوقات العصيبة التي تمر بها منطقتنا يساوي تماما ً تأثير سوء النية، لأن النتيجة في النهاية هي سببية معلولة بتأثير الفعل نفسه لا بالنية أو الرغبة الواقفة وراءه. و هذا العامل التسفيهي للعقائد تمارسه أقلية أكاديمية مستنيرة و أقلية سلفية ظلامية، يختلفان في كل شئ و يلتقيان فقط عندنا.

لا يخاف المسيحي من نقد عقيدته، فالمسيحية ليست هشة، و هي تتعرض للانتقادات منذ أول ظهورها و حتى اليوم شأنها شأن كل الديانات و شأن كل الفلسفات و شأن كل الأفكار، و هي ليست ديانة ً هشة نخاف عليها ، و يكفي أن تبحث على شبكة الإنترنت لدقائق معدودة لتكتشف عدد معتنقي المسيحية كل عام من الأديان الأخرى و أعداد المسيحين الجدد الكبيرة، فلا خوف على المسيحية و لا خوف على العقيدة. فإذا كان ما يجعلني أكتب ليس الخوف على العقيدة و الدين فما هو إذا ً؟ إنما هو الخوف على المسيحين أنفسهم و عائلاتهم و بيوتهم و أماكن عباداتهم ووجودهم و كرامتهم في محياهم بين إخوتهم المسلمين.

إن النقد الديني في هذا الوقت بالذات يخدم في تأجيج مشاعر الكراهية ضد المسيحين، لأن هذا النقد يقول أن عقائدهم زائفة، و طقوسهم سخيفة، و كنائسهم وثنية صنمية و بالتالي فهم أمام الله غير مقبولون، مرذولون، أنجاس، و النجس لا مكان له بين الأطهار المرضي عنهم خير أمة ٍ أخرجت للناس و جنود الله و أتباع الفرقة الناجية و الدين الصحيح. هذا النقد الديني الذي لا يهم محتواه الذي لا يتذكره عامة المسلمين مقابل تأثيره العاطفي المُحرك الذي يؤجج المشاعر ضد المسيحي و ضد كل ما يمثله، فيصبح قتله عبادة، و ماله فيئا ً، و امرأته مُتعة برخصة شرعية و أولاده عبيدا ً و هو قتيل مضرَّج ٌ بدمائه.

تقع على الأكاديمي مسؤولية كبيرة في تصحيح أخطاء مجتمعه و أمته، و يجب أن تكون هذه أولويته الأولى، خصوصا ً إذا كانت أخطاء ذاك المجتمع ذات تأثير ٍ كبير على الأجيال القادمة و التي منها أبناء و بنات ذاك الأكاديمي نفسه. كما و يُصبح نقد العقائد المسيحية بحد ذاته خطاً و ليس وجهة نظر حينما يكون المسيحي هو الوجه السلمي الُمندمج في المجتمع الباني له مُحتضنا ً عقيدته التي لا تساهم بأي شكل من الأشكال في تثبيت الخرافات أو تدمير الفكر أو تجهيل النساء أو استعباد الناس.

و تظهر المسؤولية أمام الأكاديمي واضحة ً في انتقاد جذور تلك المشاكل، و يُنقضُ عُذرُه ُ العلمي أمام غياب كتاباته عن مشاكل مجتمعه و تأثيرات جماعات السلفية الإجرامية و الإخوان المسلمين المُستعبدة للعقول و البشر، و تفرُّد الفساد الإقتصادي بمصائر الناس.خصوصا ً إذا ما كان انتقاد المسيحية العامل الأسهل أمام الأكاديمي و الذي يضمن له تنفيسا ً عن مكنونات صدره ضدعوامل التأثير السابقة كلها لكن بأسلوب كليلة و دمنة الذي هو ذات عين أسلوب "الكلام لكِ و اسمعي يا جارة"، فالمسيحية سلامية ٌ لا تؤمن بعنف و يمكن لأي كان أن ينتقدها دون أن يخاف من مسيحي ٍ غاضب يقتله أو هيئة كنسية تحل ُّ دمه و ماله و تفرق بينه و بين زوجته، بعكس ما يمكن أن يحدث له من فقد للوظيفة أو سحب لجنسية بلده أو إقامة حد الردة لقتله فيما لو صرح بمكنون صدره تجاه مشاكل مجتمعه بوضوح و صراحة.

إن هذا الخيار السهل للأكاديمي يُفقده مصداقيته تماما ً و يجعل كتاباته بدون قيمة أكاديمية في حد ذاتها، و هو ظاهر لا يتطلب فهمه ذكاءً كبيرا ً، فيكون الأسلم و الأفضل له لو كان صادقا ً مع نفسه أن يترك نقد المسيحية و يكتب َ في توعية المجتمع عن مأساة المسيحين. لكنه يستمر لأن الكبت سئ و قاتل و من الأفضل تنفيسه، و ها إن المسيحين موجودون و هم يستكملون الشروط الأكاديمية فلم لا، و كله باسم العلم و البحث العلمي و الاستنارة و التنوير. و ينسى مع من ينسون أن أول من قدم الاستنارة للعرب كانوا المسيحين اليعاقبة و النساطرة الذي ترجموا العلوم المختلفة و أداروا الدواوين للعربي المُسلم الأول أخيهم، و أن جنود المسيحين العرب كانوا عامل الحسم في معارك خالد بن الوليد ضد الروم أنفسهم، حين اختار المسيحي قوميته على الدين، و قد أحسنَّا الفعل فنحن لم نكن و لن نكون خونة َ أوطاننا ما حيينا.

أما عاملا عدم إدراك أبعاد الأحداث و عدم الاكتراث لها فتمارسهما الأكثرية المعتدلة، وهم جُل ُّ إخوتنا المسلمين، هؤلاء نعيش معهم و يعيشون معنا في انسجام ٍ تام لكن لا يحركون ساكنا ً أمام المصائب التي تضربنا مع أنها هي نفسها المصائب التي تضربهم، إلا أن قدرتهم على النهوض تكون أسهل و أسرع لأنهم هم الأكثرية العددية التي في يدها استبدال ما ينتقص عندها من مساجد أو دور تحفيظ قرآن بآخر تقوم عليه الدولة أو المُحسنون أو من تبرعاتهم الشخصية، بينما تنتفي هذه القدرة عندنا لا بسبب قلة العدد و إن كانت عاملا ً سلبيا ً لكن بسبب محدودية تواجدنا و أصالتها الضاربة في التاريخ، فيكون تخريب كنيسة ٍ عمرها 100 عام أو دير ٍ عمره 500 عام أو تدمير ذخائر قديسين عمرها يقارب ال 2000 عام عملا ً غير قابل للتعويض بأي شكل، و يكون الدمار في هذه الحالة نهائيا ً مُغيبا ً لجزء ٍ حيوي من هوية الوجود المسيحي و بالتالي مُغيِّرا ً في شكله مُقزِّما ً له، فلا يعود الوجود مسيحيا ً كاملا ً لكن جُزئيا ً يعرض بعض الصورة لا كلها، و يتناقص إلا أن يأتي اليوم الذي سيختفي فيه حتى لا يظهر إلا لمن سعى ليبحث.

إن الشرق بدون المسيحين لا يكون شرقا ً و سيغدو عندها مجرد تجمع ٍ بدوي ٍ صحراوي تحكمه زومبيات أنصاف أحياء على شاكلة النصرة و داعش و إخوان ليبيا و تونس و مصر، كل واحد ٍ منهم يحملا كلاشنكوفا ً في يده و بضع مخازن ذخيرة و يحفظ كلمتين من القرآن الكريم و السنة النبوية، و يُحسن التوضأ و استخدام السواك، و يُكثر من "إن شاء الله" و "الحمد لله" و "الله أكبر" و يظن بهذا أن الله مُقيم ٌ له على الأرض دولته السماوية و كفى بأمير الجماعة ِ من بعد رب ِّ العالمين هديا ً و دليلا ً.

يعتقد بعض إخوتنا المسلمين أن المسيحي المُسالم شخص ٌ خائف و جبان و غير قادر ٍ على القتال. و الحقيقة أن المسيحي هو كالمسلم تماما ً يحرص على بيته و وجوده بنفس القدر و يستطيع القتال بنفس القدر الذي يستطيعه المسلم، لكنه أي المسيحي يرفض خيار القتال و لا يريده و لا يجد فيه ما يجده المسلم من جاذبية، لأنه بينما يُدمر السلفيون و الإخوان المسلمون عقول الشباب حين يزرعون في عقولهم "الموت أسمى أمانينا" و أن القتيل شهيد ٌ "يشهد لدينه"، تزرع المسيحية في عقول المسيحين أن عليهم أن يعيشوا ليشهدوا شهادة ً حسنة بمحياهم.

أصبحت مشاهد الموت في سوريا تؤذيني أكثر من ذي قبل و بت ُّ حساسا ً لكل طفل ٍ و إمرأة و شاب يموت، و يأتي تخريب الدولة السورية ليضاعف ألمي و غضبي من كل ما يحدث، و تأخذ المأساة ُ بُعدا ً آخر حينما تنضم إلى المشاهد الأديرة المدمرة و الذخائر المُدنسة و الأيقونات المحطمة، ثم حين أفكر في وقوف إخوتنا المسلمين جامدين أمام كل ما يحدث يتضاعف الألم مرات ٍ و مرات ٍ و مرات.

أختم مقالي بآية كريمة من كتاب إخوتنا المسلمين، علهم إذا قرأؤوا من كتابهم كان ذاك ذا قدرة ٍ أكثر على فتح طريق ٍ لكلامي إلى قلوبهم:

"إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۚ-;- وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ-;- وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"

إن القروح تمسُنا منذ ألفي عام ٍ إلى الآن، و شُهداؤنا رووا هذه الأرض بدمائهم و ما يزالون، نحن باقون حتى لو لم يظل َّ منا سوى واحد!

من كانت له أذنان للسمع فليسمع!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية للكاتب نضال الربضى
عراقيون ( 2013 / 12 / 20 - 18:14 )
احييك على مقالتك واود ان اعلق بانه لم يكن يوما من الايام هجرة طوعية وانما كانت الهجرات قسرية بضغوطات اسلامية وقتل المسيحيين واليهود والصابئة وقد حلل القران والهه قتل غير المسلمين ووصفهم باولاد القردة والخنازير رغم ان المسلمين المعتدلين يرفضون ذلك ولكن لا حول لهم ولا قوة من تطرف السلفيين والوهابيين القتلة المدفوعين بااجندات سعودية مثلما صرح احد امراء ال سعود بشان سوريا.. الاسلام هو من اجبر المسيحيين وغير المسلمين الى الهجرة ، فلم يهاجر المسيحيون بلدانهم التى تربوا فيها ودافعوا بدمائهم عنها ولكن الاسلام وحكومات الدول الاسلامية لم ينصفونهم كما يجب كاصحاب اصلين للارض والوطن، فقد كان الجند والضباط المسيحين يقتلون من الخلف فى رؤوسهم من قبل اقرانهم الجنود الشيعة فى الحرب العراقية الايرانية عندما كان المسحيون وغير المسلمون يستبسلون فى الحرب وهذا هو حال الجنود فى مصر وفعلت حركة حماس الاسواء بهم
يتصور المسلم عندما يكون المسيحى مسامحا ويطبق قول السيد المسيح من ضربك على خدك الايمن فادر له الايسرفيبطش المسلم اكثر ونحن نعرف كلنا ذلك ولكن هيهات هيهات اذا تجاوز المسيحى ذلك فلا حياة للمسلم


2 - المسلم لاذنب له بالمجازر المرتكبة
مروان سعيد ( 2013 / 12 / 20 - 22:04 )
تحية لك وللجميع
اخي نضال ان المسلم نقش في عقله ايات شيطانية منذ حداثته تربا وترعرع عليها فقد اشبع بهذه الايات والاحاديث التي تحث على الكراهية والبغض وحتى القتل ومن من من الاه هذه الدنيا اي ابليس
لقد علمهم بالكذب بان المسيحي يعبد ثلاثة الهة مع اننا نعبد الاها واحدا وبشهادة الانجيل ومن مرقس 12
28 فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون فلما راى انه اجابهم حسنا ساله اية وصية هي اول الكل.29 فاجابه يسوع ان اول كل الوصايا هي اسمع يا اسرائيل.الرب الهنا رب واحد. 30 وتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك.هذه هي الوصية الاولى. 31 وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك.ليس وصية اخرى اعظم من هاتين.
وامبارح شاهدت حلقة رائعة للاخ رشيد والدكتورة وفاء سلطان كانت توضح حقيقة الذي يجري وهذا رابطها
http://www.youtube.com/watch?v=fk596c65vO0
والحل هو بالاجيال المتفتحة الاتية وتكشف حقيقة الاسلام سنعم جميعا بسلام رائع بدون قتل واقصاء
وللجميع مودتي


3 - ت 2 - الحل الكارثي
د. ضياء العيسى ( 2013 / 12 / 21 - 02:05 )

الأخ مروان سعيد : قولك [والحل هو بالاجيال المتفتحة الاتية وتكشف حقيقة الاسلام سنعم جميعا بسلام رائع بدون قتل واقصاء]. إنتهى.

في ثلاثنيات وأربعينيات القرم الماضي ، لو إنتظر العالم الأجيال المتفتحة الاتية من الألمان لتكشف حقيقة النازية لينعم العالم بسلام رائع بدون قتل واقصاء لأصبح العالم كله نازي!

القضاء على النازية لم ينقد العالم فقط ، بل وحرر الألمان أنفسهم من شرورها.

الحل هو بتحرير المسلمين جميعا من أفة ما يسمى بـ(دين) الإسلام.

على فكرة ، مقارنة النازية بالإسلام مقارنة مجحفة بحق النازية.

تحية طيبة لك وللأخ الكاتب.
….


4 - أحيي كل مسيحي يهاجر من الأرض الموبوءة
ليندا كبرييل ( 2013 / 12 / 21 - 08:05 )
أتناول عبارتك التالية بالنقد، تقول

تقع على الأكاديمي مسؤولية كبيرة في تصحيح أخطاء مجتمعه و أمته

أسألك:الأكاديمي هو صانع عقول الناس، أين هو هذا الأكاديمي؟
الأكاديميون في بلادنا العربية الموبوءة قسمان: قسم يجنّد معرفته لتسفيه المسيحية، وقسم آخر ليطبطب على كتف القسم الأول
أما الأعداد المحدودة من المتنورين فلا صوت لهم في المحافل الإعلامية

ثم تقول

عدد معتنقي المسيحية كل عام من الأديان الأخرى وأعداد المسيحين الجدد الكبيرة، فلا خوف على المسيحية

أعداد المسيحيين الجدد ممنْ لا ترضى عنهم بقية الطوائف، أرى الكثير ممن حولي يدخل في طوائف بروتستانتية لم نسمع بها، وكل طائفة تدعي أن الحق لديها وغيرها ليس على ضلال وإنما(منحرف)عنها
المسيحية قبل أن تكون دينا هي تربية وسلوك وثقافة وضمير
لذا فإن تعاليمها السلامية متجذرة في نفوس تابعيها، سواء المؤمن منهم أم تارك الدين على الله أم الملحد
والسعي لاكتساب أنصار جدد للمسيحية هو رد فعل على الدعوة الإسلامية
والدعوتان ليستا لصالح الإنسان لأنهما تؤججان العداوات والضغائن

الحل هو الدين العالمي الجديد حيث يتجلى بريق الإنسان في شرعة حقوق الإنسان

مع التحية والسلام


5 - إلى الأستاذ عراقيون
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 21 - 12:00 )
تحية طيبة أستاذ عراقيون،

أستطيع أن أفهم ما تقول مئة بالمئة، فداء العنصرية و مرض الكراهية هما مقتل العرب و هذا الأمر قبل الإسلام، و استمر بعد الإسلام، و تبنته السافية التكفيرية، و روج له العداء بين السنة و الشيعة، و أظهره الآن و وسعه الإخوان المسلمون و السلفيون ليمتد إلى كل من هو ليس منهم.

من مصلحة الدول العربية الآن التخلي عن الإخوان و السلفين لأن أفكاره ارتدت على دولهم نفسها و عل السنة خصوصا ً، فضحاياهم من المسلمين أضعاف ضحاياهم من المسيحين، و هم يقوضون أنظمة الحكم ليأتوا بدلا ً عنها بـ -لا شئ- بالضبط فراغات و فوضى.

أعتقد أننا سنشهد هذا النوع من الاضطهاد الجديد للسلفية و الإخوان في السنين القادمة، لكن طبعا ً بعد أن يكون الوجود المسيحي شبه انتهى من الوطن العربي.

أهلا ً بك دوما ً و دمت بود.


6 - إلى الأستاذ مروان سعيد
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 21 - 12:04 )
مرحبا ً بك أستاذ مروان،

يختلف الإطار العام للمسيحية و تصور الحياة و استشراف المستقبل للمسيحين عنه عند إخوتنا المسلمين، و في الوقت الذي نركز فيه في مدارسنا و بيوتنا على أهمية التناغم و الإنسجام المجتعي، نجد أن شيوخ المسلمين يركزون على أهمية التمكين للشريعة، و يعتمدون على تأجيج العواطف في محاولة لاستحضار زمن ٍ مضى و يبرعون في استصدار الأحكام على كل مناحي الحياة و التصرفات ثم إضفاء الشرعية الإلهية عليها في عملية بناء تصاعدية للنقمة و الغضب حتى ساعة الانفجار.

و ما يحدث في أوطاننا هو ساعة الانفجار، و يبدو أنهم لم يدركوا بعد أن الإنفجار يضربهم قبل أن يضرب غيرهم، لكن طبعا ً نحن كمسيحين ندفع الثمن قبلهم.

أهلا ً بك دوما ً و دمت بود.


7 - إلى الدكتور ضياء العيسى
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 21 - 12:09 )
أهلا ً بك دكتور ضياء،

الإسلام حمال أوجه و هذا قول ٌ منسوب للإمام علي، فلا يمكن تعميم الإرهاب على المسلمين و على الإسلام بوجه الأشعري، لكن يمكن وصم الوهابية بالإرهاب دون تردد.

إخوتنا المسلمون يكرهون ما يفعله الوهابيون و السلفيون التكفيريون لكن قلة منهم من تُجاهر بالنقد، و كثير منهم من يرتد نحو الإلحاد أو نحو المسيحية، كردات فعل على هذا الرفض لاختطاف الدين من هذه الفئات التكفيرية.

أنا أحب أن يبقى المسلم مسلما ً و لا أريده أن يصبح مسيحيا ً و أريد أن يذهب لمسجده و يصلي و حين أخرج من كنيستي نلتقي و نحي بعضنا بكل الحب الحقيقي، و نعيش يدا ً واحدة.

عدونا واحد و هو الموت و الإرهاب.

أهلا ً بك دوما ً و دمت بود.


8 - إلى الأستاذة ليندا
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 21 - 12:15 )
تحية طيبة سيدتي الكريمة و يسعدني حضورك ِ العذب على هذه الصفحة،

حاولت في مقالي توصيف الحدث، و تناول الأسباب بالنقد، و صببت كل عتابي على الأكاديمي لتقصيره في دوره، و لقد أتى نقدك ِ مُتمما ً للمقال، لأنه فعلا ً كما تفضلت ِ لا نجدهم حين نحتاجهم إلا في النقد بغرض النقد دون تقديم فائدة حقيقة للمجتمع.

أفهم عقليات بعض الأكاديمين و أفهم انفصالهم عن الواقع و دورانهم في الفلك التجريدي الذي شعاره العلم بغرض العلم، في الوقت الذي نريدهم فيه أن يتبنوا شعار: العلم لأجل الفائدة و النهضة.

أما بالنسبة لأعداد المسيحين الجدد فصدقيني أنا لست من هواة سباقات الردة الماراثونية و لا أرى فيها أي جاذبية أو معنى، فتزايد عدد معتنقي دين معين لا يعني صحته كما لا يعني خطأه، و يبقى -الشاطر اللي بيجيب أكثر- في عملية دوران أجوف بعيد عن جوهر بناء الإنسان.

السبب الوحيد الذي جعلني أذكر هذا هو فقط رغبتي في تبيان السبب الحقيقي لكتابة المقال و هو الخوف على المسيحين و إبراز الإضطهاد الذي نتعرض له.

أؤيدك في الدين العالمي الجديد بشدة و أتمنى أن نتكلم في هذا الموضوع أكثر لأنه يهمنيز

دمت ِ بود و كل الإحترام.


9 - ت 8 - أحلام جميلة غير واقعية
د. ضياء العيسى ( 2013 / 12 / 22 - 01:36 )

عزيزي الأخ الكاتب : أنا إنسان لا يؤمن بوجود إله مهما كانت أوصافه.

الوهابية والسلفية (التي يكره المسلمون أفعالهم) تمثل إسلام محمد الحقيقي. إذاً المسلمون في ورطة حقيقية ، فهم يقدسون ويتبعون محمد ويكرهون الإسلام الذي جاء به!

كما قلت في تعليقي السابق ، القضاء على النازية حررت الألمان من شرورها.

الحل! ما الحل؟ في رأيي المتواضع ، لا أرى سوى حروب أهلية في أوربا تليها حرب عالمية وإذا كانت النتيجة حاسمة لصالح الإنسانية فسيذهب محمد وإسلامه وقرآنه مذهب هتلر والنازية وكفاحي. ويجب أن تكون النتيجة حاسمة وإلاّ كل قرن من الزمان يخرج من المسلمون (سلفيون ووو... إلخ…) من يعيد قصص محمد ويمجد جرائمه.

تحية طيبة.
….


10 - الى الدكتور ضياء العيسى
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 22 - 11:42 )
أهلا ً بك دكتور ضياء،

أجد صعوبة ً في قبول طرحك للحرب كحل، فمنهج الحرب لاستئصال الآخر المُخطئ (عندك) هو نفس منهج السلفية التكفيرية بالضبط لا فرق. أنت لديك مبدأ إنساني تريد نشره، و هم لديهم مبدأ إنساني أيضا ً (كما يظنون) يريدون نشره، و لقد تساويت َ في جوهر ردك معهم، و ربما سيدي هو الغضب منهم أكثر مما هو الاشتراك في نهجهم و أتمنى أن أكون مُصيبا ً.

الموت لا يقهره سوى الحياة، و الحياة فقط، أما الحرب فهي بشعة، لا مُبرر لها و لا عذر و لا قبول و ينتصر فيها دائما ً أصحاب القوة و يركب موجتها الجشعون و الظلاميون، و يسيطر على قاعها الإنساني الجُهال و المتعصبون، و أي حرب ستأتي هي في مصلحة التطرف، لأن الشعوب التي تتدمر اقتصادياتها و لا تجد نقودا ً أو أمانا ً أو سلاما ً أو صحة تلجأ بالضرورة نحو الجهل و التخلف و الانغلاق و السلفية في أبشع صورها.

الحياة و حب الحياة هو الحل و لنحارب التكفيرين بسلاح الوعي و العلم و النظام و الحفاظ على كيان الدولة و بناء كرامة الإنسان، نحن كل ُّ البشر أصحاب الإرادة الصالحة.

دمت بود.


11 - الاستاذ د. ضياء العيسى
مروان سعيد ( 2013 / 12 / 22 - 12:05 )
تحية لك وللجميع
انا معك بان الطبيعة البشرية مبنية على الخطيئة وانه يوجد امراض يحملها البشر مثلها مثل الغرائز ولا يمكن القضاء على الشرور نهائيا ولكن ان يوضع كتب تحلل الشر وتجعله مؤلها وفريضة الاهية يجب تنفيذها وان لم ينفذها سيحرق بنار وان نفذها ستنزل عليه الهدايا من حور عين وغلمان مخلدون هذا الذي يرفضه العقل والمنطق
ونظرة بسيطة قبل 40 عام وعندما كانت هذه التعاليم منسية على الرفوف كنا بحال نحسد عليها وكانت بعض الدول العربية تعيش بامان من شرور هذه الكتب واذكر لبنان ومصر وسوريا والاردن والعراق كانوا لايعرفوا التفرقة الدينية ولااحد يسال ما هو دينك او مذهبك وانظر الان وعندما نفضوا غبار هذه الكتب ما حصل
لذا اعتقد بان الاجيال القادمة وبمساعدة الاجهزة والوسائل التي بين يديها من كومبيوتر وتلفاز سيكون حافزا لها لكي تعمل العقل وتنبذ العنصرية
والمودة لك وللجميع


12 - ت 11 و 12- أنا لست من يدعو إلى الحرب
د. ضياء العيسى ( 2013 / 12 / 22 - 17:19 )

الأستاذين العزيزين نضال الريضي ومروان سعيد: أنا أيضا لدي أصدقاء أعزاء من جميع الملل والطوائف وعشنا معا أخوة في أجمل بقعة في العالم وأطيب زمن. واضيف إن الأغلبية الساحقة من المسلمين كانوا ولا زالوا ناس مسالمين وطيبين، فهم ملح الأرض أهلنا وأصدقاءنا وجيراننا.

أنا فقط أستقرئ التاريخ والواقع الحالي في عالمنا. أنا لا أدعو إلى الحرب لكني أجد إن الحرب واقع حال فرضها الإسلام على العالم في جميع قاراته. في الحقيقة إن الحرب هذه ليست جديدة (فهي ليست الحرب العالمية الثالثة) بل إمتداد لحرب محمد الذي بدأها مع أتباعه منذ 1400 سنة ولا زالت مستمرة. أما فترات العيش الهنيئ القصيرة التي عشناها فهذه كانت من ضمن فترات هدنة موقتة. فقبل أقل من قرن قام الأتراك بمذابح الأرمن وساعدهم إخواننا الأكراد في مذابح الآشوريين والسريان والكلدان. ومنذ ثمانين سنة والإخوان المسلمون يحسبون ويحلمون ويعدون العدة لما يحصل في وقتنا الحاضر.

حالة الحرب مستمرة وستستمر ما دام الإسلام يقسم العالم إلى دارالسلم ودار الحرب. المسلمون أول ضحايا هذه الحرب ولابد من وضع نهاية حاسمة لها.

تحية تقدير وإحترام.
….


13 - إلى الأستاذين مروان سعيد و ضياء العيسى
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 22 - 19:07 )
شكرا ً لكما أيها الأخوان الكريمان.

أعتقد الآن أنني أفهم موقفكما جيدا ً.

يبدو أننا نُجبر على حروب لا نريدها و هذا واقع للأسف الشديد.

في كل الأحوال يجب أن نحيا ما نؤمن به من محبة و سلام، و إذا فرضت علينا الحرب و خضناها نخوضها بشرف و كرامة و ثبات على مباآدئنا.

تحية محبة و تقدير لكما.

اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: 9 من كل 10 أشخاص أجبروا على النزوح في غزة منذ


.. فاتورة أعمال العنف ضد اللاجئين والسياح يدفعها اقتصاد تركيا




.. اللاجئون السودانيون يعيشون واقعا بائسا في أوغندا.. ما القصة؟


.. صور أقمار صناعية تُظهر إخلاء خيام النازحين من المنطقة الإنسا




.. جوع وعطش وتكدس نفايات.. الوضع الإنساني يزداد مأساوية في جبال