الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضمير تساليا الجزائرية

مزوار محمد سعيد

2013 / 12 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


(جفاف الإيمان)

عندما يتحرك عمق الإنسان باتجاه قضيته المركزية، تلك التي تعيش في جوفه منذ البدء و إلى غاية الأزل، تلك التي تريد منه أن يكون كائنا محترما لكيانه، بواسطة احترامه للكيانات الأخرى، في تلك الرغبة فقط، و في تلك الآونة المتجذرة في مهبل الوجود، يقول الفرد الإنساني: نَعَم للإنسانية العاطفية.
لقد انحدر تواجد الإنسان منذ الطفولة على الرعاية، لقد قامت القيامة من أجل تقييم العناية الإنسانية للإنسان، و لقد كانت الشرائع الروحية وكالة ائتمان للروح البشرية، لقد عادت القوانين الدولية و المحلية لإعطاء الموعظة للذين يبرهنون يوميا على وجود سلم نقدي للإنسانية، في مرتبته العليا يوجد الإنسان توأما للكرامة. و ما بين كلّ هذا! هناك الفلسفة التي تحثّ على الحياة، لكن الحيوانية ليست سبيلا للنجاة، و العقل ليس عنوانا للملهاة، هناك صراع بين المتضادات.
في وقت قريب ظلت العبودية أمرا مستعصيا على فهم الضمير، ظلت مختفية في اللا-شعور، و بقيت سجينة اللا-أنـــا، و في لحظة سرقها الإنسان من الزمان، جعل حقوق الإنسان هي العنوان، فمتى يكون التطبيق؟

1. متى استعبدتم الناس؟
صرخة لإنسان في وجه الجلاد، صوت يئن في قصور المستبدين، نحلة تخز آلات القتل لتذكرهم بإنسانية الإنسان، و نور يظل ينير ظلام البشر، إذ أنّ العالم يجد نفسه ضمن إطاره، عندما يقع في مواجهة مع الحياة، كانت الثورات، كانت الانتفاضات، كانت حركات تنادي بالتحرر و تقرير المصير، كلها أزمنة تحاول استرداد الإنسانية المسلوبة، إذ لا يوجد أسياد و لا يوجد عبيد، هناك فقط أخيار أو أشرار، هناك فقط متقين أو منافقين، و حساب هؤلاء لرب العالمين.

2. في آخر المطاف أنا حرّ
لقد كانت الخلية الحية التي تنتمي إلى جسد الأسود هي نفسها الخلية التي تنتمي إلى جسد الأبيض، هي نفسها الخلية التي تنتمي إلى جسد الأصفر، هي نفسها الخلية التي تنتمي إلى جسم الأحمر، بينما توزيع الشفرات الوراثية و إن اختلفت في الترتيب هي نفسها التي تتكوّن من المادة الهلامية، إضافة إلى التشابه أو التطابق الموجود بين كل الخلايا من خلال جدارها الخلوي أو وظائفها الحيوية، فلما نفرّق بين الكائنات البشرية بسبب اختلاف الصمغ الملوّن لها، و لا نفرّق بين الخلايا النباتية أو الحيوانية لنفس السبب؟

3. اللجوء ضد الإنسانية
إلى غاية بداية القرن الواحد و العشرين، لا تزال هناك ظاهرة تدعى: اللجوء (اللاجئين رغما عنهم) صامدة في وجه ثورات الضمير الإنساني ضد سباته، كم يكون صعبا لصاحب إنسانية حية أن يشاهد بيوت الصفيح في مخيمات اللجوء المختلفة، و كم هو صعب للغاية عندما يشاهد المرء براءة الأطفال وهي تصطدم بإعصار التهجير التعسفي، فيصبح مهما أن ننظر في هذه الظاهرة، تلك التي لازمت الحروب منذ القرن العشرين، و رغم الجهود لحماية اللاجئين، لا يزالون محرومين من كرامة الحياة، فهل هناك من ناظر إلى أزمة الإنسانية هذه؟
أنا اليوم أريد أن أركض
أريد أن أجري
أريد زيارة كل الزوايا
أريد تحقيق هذه الإرادة و أنا حافي القدميْن
أريد أن يكون ركضي في أحد مخيمات اللاجئين
لكل زمن وشم عاره، و وشم القرن الواحد و العشرين أو بدايته في الحد الأدنى هو لجوء اللاجئين إلى اللا-لجوء، يلجأ الإنسان إلى أوراق الشجر حين يشعر بالحياء، يلجأ الفرد الإنساني إلى الأرض عندما يدرك معنى الخطأ، و يصبح لجوء البشر سببا لهدم الملاجئ، لأن مأوى الروح هو الارتياح، هو غاية الصباح، هو دواء الجراح، هناك سبب لقيط لسكوت النباح، سبب يريده الإنسان أن يكون كافيا للإلغاء الصياح، هذا ما دار في جوف العبد الذي لمس نوره من تحت الصخرة، هذا هو سبب رفعة شأن بلال بن رباح.
علقم؟ ذاك الذي يوهم الإنسان بحق سلب الحق، و سمّ نادر ذاك الذي يسرق البراءة، لا تزال الإنسانية سقيمة، سقمها هو من منابع الغفلة، هذه التي جعلتها تتخلى عن لجوئها إلى ملجأ اللاجئ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ