الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفيقوا

أمير البياتي
(Ameer Albayaty)

2013 / 12 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما أن تبدأ حديثك حول الغرب وما وصلوا اليه من حضارة انسانية أساسها الفرد, تعرف حقا قيمة الانسان جعلته اللبنة الاساسية لكل ما توصلت اليه من تقدم على كل المستويات, حتى يبدأ الهجوم عليك بأنك منبهر بالغرب وكأن الانبهار بما هو مبهر عيبا !
هل ما وصل اليه الغرب مدعاة للاشمئزاز؟ هل هم مسخ أو رجس شيطاني؟ هم بشر كافحوا وناضلوا لمدة قرون طويلة ليصلوا الى ما هم عليه اليوم, كسروا كل القيود الاجتماعية والسلطوية الدينية حاربوا الاستبداد بكل صوره أنتجوا حضارة انسانية بكل ما تحمل الكلمة من معنى, لم تكن حضارة روحانية كما في الحضارات القديمة كانت حضارة مادية هدفها الانسان, وحقوق الانسان.
في المقابل ماذا لديكم لكي تنبهروا به؟ هل هو الواقع المرير؟ هل هو القتل بالاسم الدين والمذهب؟ هل هو مصادرة الحريات واقصاء الأقليات؟ هل هو تكفيركم لكل من خالفكم الرأي؟ ما الذي لديكم لتنبهروا به؟ ثقافة الجماعة الخاضعة لسلطة الدين؟ هل هو محاربتكم للعلم وكل ما هو جديد؟ هل هو اعتمادكم على الغرب في كل شيء؟ أين حضارتكم أين ما قدمتم للبشرية؟ حتى النفط الذي تقتاتون منه لولا الغرب لما عرفتم قيمته ولا كيف تستخرجوه.
عذرا.. عذرا.. فقد نسيت لديكم ما تنبهروا به نعم هو ذاك التأريخ المجيد الذي تتغنون به ليل نهار, هو ذاك التأريخ المليء بالحروب والمآسي هو ذاك التعصب والتطرف الديني الذي وصل بكم لقتل كل من خالفكم رأيا كما تفعلون اليوم. هو ذلك الإرث الإقصائي الذي مارسه سادتكم عليكم قبل غيركم؟ فتوحاتكم المجيدة التي ملأت الأرض عدلا و نورا, بعد أن سبيتم وغنمتم ما مكنكم الله منه.
ألم تخضعوا لكل من حكمكم باسم الدين والخلافة؟ ألم تحاربوا الفكر والمفكرين وكل من حاول تغيير واقعكم؟ ألم ينتهي بكم الأمر الى الاستعمار والخضوع للغرب؟ ألم تنالوا حريتكم واستقلالكم بمصادقة الغرب؟
أين هيبتكم اليوم في العالم؟ أين انتم من التأريخ؟ لم أجد للأسف عذرا شافيا يشفع لكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة


.. احتفال نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل من الإخوة المسيحيين بقدا




.. صلوات ودعوات .. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسي


.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية