الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقل المسلم عقل بسيط وغير خلاق وغير مبدع

اسامه الدندشي

2013 / 12 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نقد الفكر الديني في الأصلاح وليس في الأقصاء (3)


صديقي الجديد مصاب بداء عضال, عجز عنه الطب ,وأصحاب "الخطوة" "والمزارات" والأضرحة والمقامات , فاستكان لنصح المشايخ علماء الدين السنة ,بالتوبة النصوح , وتلاوة آيات محددة ,من القرآن الكريم ,والأكثار من الصلاة وذكر الله ,لعل الله يستجيب دعاءه ويشفيه,وشاركته أفراد العائلة بالدعاء والصلوات.
صديقي الجديد هذا ,كان قد استولى على مال أولاد أخيه الأيتام ,وغدر بشركائه في العمل, والتهم أموالهم , وامتهن الرشوة لحل أزمات الفقراءوعاش دنياه بالطول والعرض.
هذا الصديق الجديد, يمثل الشريحة الأكبر في المجتمع الأسلامي ,وهذه الشريحة منقسمة على ذاتها ,منشطرة الشخصية , تعيش دنياها في صراع مستمر مع الذات ,يتجاذبها الخوف من الأخرة, والقلق من سلوكها في الدنيا ,صراعها مع الذات بين الرضى والقبول , يشل صواب الأحكام عند الضمير ,ويعطل التوازن النفسي والخلقي ,مصدر راحة الضمير و,البال " وهذه الشخصية أما أن تذهب الى الماضي وتديرظهرها على الحاضر والمستقبل, تعيش في الأخرة وتموت في الدنيا, فلا تصل الى هذا ولا الى ذاك ,أو تغرق في ملذات الدنيا وبهارجها ,فينعزل عن المجتع ,ويعيش حيوانا بهيئة أدمية ,حتى يهديه عقله الى الصراط المستقيم فيتقي ربه في الدنيا ويكسب الأخرة ,لأن الدنيا هي الطريق الى الأخرة . العقل الباطن هو ألمخزون لكل الأوامر الألهية والوضعية .وهو مختلف عن الذاكرة مخزون الثقافة والتعلم والاكتساب والمعرفة ..... الخ ,والذاكرة يستدعيها الأنسان وهي تخضع لأرادته ,بينما العقل الباطن مستقل عن الأرادة والرغبة ,فهو يطل باستمرار بمخزونه على العقل الظاهر , ليهديه الى تقوى الله , في سلوكه وممارساته ومعاملاته وكل أدائه الدنيوي,في المجتمع والسياسة والأقتصاد, بغية صلاحه نفسيا وخلقيا واجتماعيا,أو ليخلق فيه حالات من القلق والندم المستمر ,يتيه في سراديب الحلال والحرام , و الضلال والتقوى, والخطأ والصواب ,وينحت الضمير المعذب والمتألم في جسم الأنسان حتى ينهيه الى العلة, حيث لاينفع الدعاء ,ولاقيام الليل ,ولا صيام الخميس والأثنين, ولا يقف تأنيب الضمير و الأضطرابات النفسية عند العلة ,بل تتعاداها الى تخريب العقل ,فيتسرع في قراراته ,ويحيد عن الصواب , وينتهي بالأنسان الى الفشل ,وضياع الثروة وسوء الأحوال ,لأن القوة بالسبب ,تنتهي بالقوة الى فعل,فلكل سبب بالضرورة علة,لأن قوانين ونواميس الله حتمية الصيرورة بالقوة ,وآذا كان بالضرورة لكل علة سبب في كل زمان وفي كل مكان ,فهو قانون محكوم به الأنسان والطبيعة ,يدركه العقل بالمشاهدة والعلم , كما أدرك انتهاء الغيوم ألى مطر بقوة قانون الكهرباء.
وأنا هنا لاأتحدث كداعي أسلامي ,بل كداعي أصلاحي أجتماعي , أرى أن الأسلام هو ثقافة المسلم وشخصيته _وهنا الثقافة ماينقله الجيل السابق الى الجيل اللاحق_ وعقل المسلم يدور في فلك هذه الثقافة ,1500 عام, لذلك لابد من أصلاح الفكر الديني _والفكر صناعة الأنسان_, لأصلاح المجتمع ,فالثقافة المنحرفة والضحلة ,تخلق أفرادا و مجتمعاتا منحرفة وضحله ,وبالتالي عقلا منحرفا وضحلا ,ولا أعثقد أنني كافرا لو قلت أن عقل المسلم,عقل بسيط وغير خلاق وغير ومبدع ,يميل الى الفردية والتنافر والتباغض,, متعصبا يغيب الأخر ولايحترم حقيقة غيرالتي يراها. وذلك كله من أسباب فشل الأنسان المسلم,في أسلامه وتشرذمه ,منذ سقوط الخلافة العباسية.
ولذلك أرى وفق القوانين الألهية التي يحكم الله فيها ألطبيعة والأنسان , شفاء صديقي الجديد يكون , في أعادة مال اليتيم الى أصحابه ,وأعادة المال الىى شركائه ,حتى يعيد استقراره النفسي, واضراباته الباطنية الى توازنها واستقرارها ,تماما كما يؤدي ألخلل في مكونات الجسم من أملاح وسكري وشحوم , الى آفات مرضية ,وكما أعادة هذه المركبات الى قيمها ينتهي المرض ,كذلك تصحيح الخلل في سيكولوجية الأنسان , كتأنيب الضميروالخوف والقلق والفضيحة والتربص والتيقظ ....الخ .ينهي بالقوة العلة ,لأن مؤدى انتهاء السبب شفاء العلة.
قد يكون هذا اجتهادا ,وقد يكون عند الله مالا نعلمه , لكن الله أكد لنا أن للشر عواقب وخيمة في الجسد والمال ,وللخير نتائج مسرة تعود باليمن والسرور والرغد والمتعة في الدنيا.
ورحمة بالأنسان سن الله قانون التوبة,وقانون قبولها ,فعند الله دائما منطقة رمادية _وهي هنا الرحمة_ بين الأسود والأبيض , حتى يترك فسحة واسعة من الأمل لعبده,في الشفاء من مرض أوفقر ,ويبقى سليم العقل والجسم في المجتمع,ومع هذه التوبة يعمل فريق عمل من الملائكة ,تسجل الأعمال ليوم الحساب , وطوبا لمن رجحت حسانته في الدنيا على سيئاته.
وهذا ليعني أنني أقلل من شأن العبادات ,لكني أرى أنها أخذت النصيب الأكبر من الدعاة شرحا وتفسيرا وتهديدا وترغيبا وزمنا ..... على حساب العبادات الدنيوية , , والعبادتين :الشرع والتشريع , صنوان متكاملان لايقبلان التجزئة والأنفصال , ولايصح أحدهما بدون الأخر ,ففي كلاهما صلاح المجتمع والأنسان المدني, الذي خلقهما شعوبا وقبائل ليتعارفوا.
والله الذي خلق معامل تحليل الدم,ومعامل تخدير في رأس البعوضة ,لايحتاج الى مظاهر التبجيل والتمجيد والتعظيم ,قدر مايريده من صلاح عباده ,في السياسة والأقتصاد والمجتمع ,فكل ماندركه بالعقل والخيال ,براهين ودلائل على قوة الله وقدرته وعظمته .
صديقي الجديد في تقواه
القانون الوضعي اذا أخترقته السلطة فقد هيبته ومؤداه وفائدته, فكيف الله بصفاته العظمى ,يخترق قوانينه , ويقيم علاقات شخصية مع عباد ه, فيغفر لهذا ,ويتسامح مع ذاك ,ويشفي المتوسل له بالدعاء ,ويغني من صلى قيام الليل ,وصام الأثنين
والخميس مدى الدهر,وقرأسورة ياسين مليون مرة ,وهم يخالفوه فيما نهاهم عنه في دنياه , واتبعوا هواهم وشياطينهم دون توبه,
والله شديد العقاب ,ليس لتارك الصلاة فقط,بل على كل من يأكل مال اليتيم ,ويحلل مال الأخرين ,ويعتدي على جاره ,وينم على أهل الخيربدون بينة ,ولا يمد المساعدة لمن يحتاجها بدون عصبية أو هوى ,أن تنتهي هذه المعاصي علميا الى مرض جسدي خبيث , وعلم الطب يقول أن الأضطرابات النفسية , توهن الجسم وتعله ,وتضعف العقل ,وتبعده عن الصواب .
والله غفور رحيم , لمن يصوم بعد أفطار وحسب ,_ وغفرانه هنا لآيأتي بعلاقة شخصية معه, بالتضرع ورشوته بالعبادات_ , بل كذلك باصلاحك ماعصيته به في دنياك, كأن تعيد الحقوق الى أصحابها ,وتسلك طريق الرحمان ,طريق الخير والعمل الصالح ,وهنا تكمن المعادلة الألهية في العقاب وفي العفو, وفي التوبة نظرية متكاملة لاتحتاج الى برهان ,يدركها العقل بالملاحظة والتأمل لمجريات الواقع المحسوس ,
والله رحيم ,والرحمة هنا في التوبة النصوح ,فهي تشفيك ,لأنها تعيد أليك توازنك واستقرارك النفسي ,وهذا عامل أساسي قي الشفاء من كل مرض, وتعيد مالك وسعادتك وبهجة الحياة الدنيا ,ولكن ليس بقيام الليل , وقراءة سورة ياسين مليون مرة ,بل بأعادة مال الأيتام , والكف عن النميمة واتباع هدي الله, وذلك شرط قبول التوبة .
وهذا ليس تنظيرا أكاديميا ,أو استقراء فلسفيا ,أو استنتاحا فكريا
بل هو قراءة في آيات الله وسنة رسول الله ,فعبادة الله في دنيانا ,هي متساوية مع عبادة الله لآخرتنا كلاهما من سنن الله وحكمته,وكل منهم يتمم الآخر ويكامله, وعلى العقل الذي كرمه الله في العديد من آياته , أن يوازن ويختار ,وحساب الدنيا موجود في الدنيا ,وحساب الآخرة موجود يوم الحساب العظيم.ألله لايسمع تضرعاتك ولا يستجيب لدعائك, لأن ماتنشده منه ,وضعه في محيط عقلك وأدراكك ,فاهدي نفسك بسننه ,واستفد من التوبة التي كرمك بها ,ونل الرحمة في تصحيح ماقترفته من خرق لقوانين الله وعف عما نهاك عنه في دنياك ,وثق أن الله لم يترك شاردة ولاواردة الا ولها سبب وعلة ومعلول .
ياأخي يابن أمتي ,اذا زرت مساعدا في الأمن العسكري تعلم القراءة عند الكتاب ,يمنعك رئيس مكتبه من الدخول , حتى يعرف ماتريده منه ,حتى يأذن لك بالدخول ,فكيف رب العالمين
ونحن الذين نتعامل مع الكلمة ,حسابنا عسير أمام الله يوم الحساب ,أن لم نضع كلمتنا , في مخرج لأمة تذبح , تكالبت عليهاالبشرية جمعاء,تطعن في كل موضع من جسدها ,وفي كل مكان من العالم ,خوف أن تعود جسدا واحدا ,اذا تداعى عضو منه ,استجابت له بقية الأعضاء.
أن أصبت فلي أجرين وأن أخطأت فلي أجر واحد ,وفي كلا الحالين ,الكلمة المراد بها خيرا هي الرابحة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم