الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحنين إلى الماضي والتخلف باسم الدين

حسين ناظم عبد

2013 / 12 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



آلا تستقيم قوائم الدين أو المذهب إلا بالتأخر عن ركب الحضارة ، ونكتفي بالادعاءات التي لا مبرر وﻻ-;- دليل عليها, إن كل ما حققته الشعوب غير الاسلاميه هو موروث من موروثاتنا بعبارة ( بضاعتنا ردت ألينا )هدفها الأول في ذلك التبرير لا التنوير، الحفاظ على الوضع القائم لا تغييره، الانتقال بأهداف التبرير من جيل إلى جيل ومن زمن إلى زمن بينما ظلت البنية الاقتصادية السياسية الاجتماعية المعرفية التي أنتجتها واحدة باقية لا تتغير، كما لو كانت تؤدي دور المولد الذي يعود ليتولد من جديد من نواتج إنتاجه وإعادة إنتاجه المستمرة.
تبريرات ترتكز على ماض متخيل تتهوس به ولا تكف عن استعادته محاكاة وتقليدًا وإتباعًا، وتبالغ في تقديسه بما يجعل منه إطارًا مرجعيًا في كل شيء قائم وكل شيء قادم، فيغدو هذا الماضي معيار القيمة الموجبة لما يمكن أن يحدث في الحاضر والمستقبل، بل إن المستقبل نفسه يغدو صورة لهذا الماضي ، ثقافة عينها في قفاها، لا وجود للمستقبل في أي مستوى من مستويات إمكانه أو حضوره في وعيها الجمعي، فالماضي هو نقطة البدء.

وعلى عكس الوضع في الدول المتقدمة التي نقول استوردت منا بضاعتنا, نعيش اليوم على الأطلال البائدة والأمجاد الضائعة ... وترى الناس في الجهل والضلالة يعمهون وفي وحل التخلف الفكري والحضاري يتمرغون ... فلا مساواة بين الأفراد ولا قانون يسود على جميع الناس بل يسلط هذا القانون على رقاب الناس الضعفاء ويستثني أصحاب المناصب والنفوذ وتعيش المرأة تهميشا وإقصاء كبيرين في مجتمع ذكوري تسوده النعرات الطائفية والقبلية والدينية ويحكمه التعصب والجهل والفوضى ...
وينشأ الناس على الخوف والكبت والحرمان فلا حريات مكفولة ولا حقوق مضمونة ولا قانون يسود بين جميع الناس فيتعطل التفكير ويجمد الإبداع وترى الناس عاجزين عن إبداء آرائهم بكل حرية بل ويبررون المنطق باللامنطق ويميلون للشعوذة والدجل واللامعقول ويخلطون بين الأمور ويستندون على أفكار موروثة خرافية ليسوا مقتنعين بها في حواراتهم ونقاشاتهم ... ويمررون جهلهم لأطفالهم وهكذا دواليك

.إذا كانت هذه موروثاتنا .
هل نقتل تاريخنا وحضارتنا باسم الدين؟
وكل ما تحققه المعرفة بدعة أو جيء به من اجل هدم قيمنا .
قيمنا التي نسمع بها في حديث الوعاظ وأكداس من الكتب التي ملت منها الرفوف في المكتبات.
هذه الموروثات التي تشربت في مفاصل المجتمع الذي يتلقى كل ماقيل له وﻻ-;- يناقشه أو يعرضه على عقله مادام باسم الدين ( الدين اقصد به ليس الذي جاء به محمد ص وسيد الانسانيه علي ع انما دين الوعاظ(
وما يؤسف من كل ذا حتى الكثيرين من المثقفين اكتفوا بتشخيص الخلل ﻷ-;-نفسهم . في زمن نعتاش في فسحة من الحرية الصورية . لان البوح بمن يقف وراء الخلل وهذا التشرذم ومكامن الخلل . يضعهم تحت دائرة الاتهام بأبسط مقولة هم جزء من مشروع كبير لهدم المجتمع أو لربما تطالهم التصفية الجسدية..
ومايمتثلني الا قول الخيام
كن حمارا في معشر جهلاء ايقنوا انهم اولو عرفانِ
فهم يحسبون للجهل من لــــ ــيس حمارا خلواً من الايمانِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة


.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س




.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر


.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا




.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت