الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم القربان المقدس (الافخارستيا) في المسيحية

صبري المقدسي

2013 / 12 / 23
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مفهوم القربان المقدس (الافخارستيا) في المسيحية
يجد الانسان المسيحي بنوّته في الأفخارستية(القربان المقدس)، وهو من أعظم الأسرار، إذ أنه فرح الفصح الذي يكمل في أحضان الكنيسة المقدسة، أو هو تذكير حيّ لما قام به المسيح في العشاء الأخير. كما جاء في انجيل لوقا: "أخذ خبزا شكر وكسر، وأعطاهم قائلا، هذا هو جسدي الذي يبذل لأجلكم، إفعلوا هذا لذكري" لوقا 22/ 19. وكذلك في انجيل يوحنا: "هذا هو حمل الله الذي يزيل خطيئة العالم" يو 1/29.
ويقوم يوحنا بشرح السرّ في انجيله تفصيليّا، ويُعطى له بُعدا تاريخياً في العهد القديم، إذ يقول: "الحق الحق أقول لكم، إن موسى لم يُعطكم خبزاً من السماء، وإنما أبي هو الذي يُعطيكم ألآن خبز السماء الحقيقي. فخبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة جديدة للعالم. قالوا له: يا سيد، أعطنا في كل حين هذا الخبز. فأجابهم يسوع: أنا هو خبز الحياة. فالذي يقبل إليّ لا يجوع، والذي يؤمن بي لا يعطش أبدا" يو 6/ 32ـ 36 .
ومن الممكن إعتبار هذا السرّ(العلامة)، جوهر الحياة المسيحية ومن أهم العلامات المسيحية، إذ تقول الكنيسة في(التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية) منشورات المكتبة البولسية ـ جونيه ـ لبنان سنة 1999 المقال الثالث 1322: "الأفخارستيا المقدسة تختتم مرحلة التنشئة المسيحية. فالذين أُكرموا بالكهنوت الملكي بالمعمودية، وتصوّروا، بالتثبيت، بصورة المسيح بوجه أعمق، يشتركون مع كل الجماعة، في ذبيحة السيد نفسه، بواسطة الافخارستيا".
ويسمى سر القربان المقدس بالافخارستيا وهي كلمة يونانية تعني(أداء الشكر لله)، وقد تُدعى (كسر الخبز)، إذ كما فعل يسوع في العشاء الأخير يفعل تلاميذه وكهنته ويُعيدون ذكره. أو قد تُسمى بالذبيحة المقدسة: لأن الأفخارستية في العهد الجديد تفوق كل الذبائح في العهد القديم أو تسمى بالقداس: لانها ذبيحة حيّة ومقدسة وصادقة يتم فيها سرّ الخلاص الحقيقي لكل البشر. أو قد تسمى بالشركة: لاننا بهذا التجمّع الليتورجي، نتحد بالمسيح، وهو يتحد بنا بتناولنا جسده ودمه في ذبيحة القربان المقدس. فالحدث إذا ليس حدثا تأريخيا فقط، وإنما، حدث دائم التجديد للمسيح القائم من بين الأموات. وهدف يسوع من إعطاء جسده ودمه قربانا على الصليب وعلى المذبح(ذبيحة مقدسة)، ليس تحويل الخبز والخمر الى جسده ودمه فقط، بل بالحرى تحويل قلوبنا وجماعاتنا شخصيّا الى(جسده).
فالمسيحي، يؤمن حقا أن القربان هو جسد المسيح الحيّ، فعليه أن يشترك في الذبيحة الآلهيّة(القداس) ويشارك في تناوله لكي يُصبح متحداً معه. وعليه أن يحترم هذا الجسد ويُقدسّه ويتأمل فيه. فهو مصدر للقداسة والتقرّب الى الله، سواء كان من خلال الساعة المقدسة أم من خلال الزيارات الشخصيّة للقربان المقدس الموجود في بيت القربان أم من خلال التأملات الفردية والجماعية في هذه المناسبة المقدسة لدى الكاثوليك والمذاهب الاخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا