الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول مصطلح الإسلام السياسي

حسن نبو

2013 / 12 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


درج الكثيرون على تقسيم الإسلام إلى إسلاميين ، إسلام سياسي وإسلام غير سياسي ، أو بكلام آخر إلى إسلام يسعى إلى إقامة دولة وفقا للنصوص الدينية بإعتبارهذه النصوص سلطة الله على الأرض ، أو على الأقل الوصول إلى مشاركة سياسية عن طريق القول بوجوب الشورى ، وإسلام آخر يسعى إلى التبشير بالخير والنهي عن المنكرالذي هو الركن الأساسي في الأديان الأخرى ، أي بقاء الدين كموجه للإنسان على المستويين الأخلاقي والضميري .
أعتقد أن مثل هذا التقسيم بعيد عن الحقيقة إلى حد كبير، فالإسلام هوإسلام واحد خرج من رحم الدولة – السياسة . فبالرجوع إلى بدايات الديانة الإسلامية نجد أن رسول الإسلام لم يتمكن في المرحلة المكية من الدعوة الإسلامية التي استمرت ثلاثة عشر عاما سوى جذب عدد قليل من الناس إلى دعوته من أهل مكة من خلال الحكمة والموعظة الحسنة ومجادلة الناس بالتي هي أحسن . وكانت الدائرة تضيق عليه مع مرور الوقت من الملأ المكي ( أصحاب الثروة والنفوذ والجاه ) . وعندما لم يجد النبي مخرجا لنشر الدين الذي يبشربه في مكة بالكلمة والموعظة الحسنة ...عقد العزم على الهجرة إلى المدينة مع نفر من أصحابه كأبي بكر وعلي وعمر وغيرهم بعد أن لقي تأييدا لدعوته من بعض القبائل في المدينة . وفي المدينة تغيرت صورة النبي الذي كان يدعو الناس إلى الدخول في الدين بالحكمة والموعظة الحسنة وبمجادلتهم بالتي هي أحسن ، حيث أسس أول دولة إسلامية وفق مفهوم عصره وأمدها بأسباب القوة وبدأ باستعمال السيف لنشرالدين بين قبائل الجزيرة العربية ولم تمض سوى سنوات قليلة حتى تمكن من إخضاع كافة القبائل في الجزيرة العربية لتعاليم الدين الذي يقوم يدعو إليه . وأصبح الرسول قائدا سياسيا وعسكريا بالإضافة إلى كونه رسولا في نفس الوقت ، وأصبحت الدولة هي الحاضن أو الوعاء الذي نشأ الإسلام فيه ، كل هذا بالتزامن مع خطاب جديد للآيات والأحاديث النبوية التي أصبحت في معظمها تدورحول كيفية تأمين الموارد للدولة من خلال ( الغنيمة والجزية والفيء ) وتحض على مقاتلة المشركين وسلب قتلاهم وكيفية التعامل مع العبيد والجواري الذين كثر عددهم وعددهن مع توسع رقعة الأمصار المحتلة أو المفتوحة من قبل الجبوش الإسلامية ، وإطاعة أولياء الأمر .....الخ . ولهذا لايمكن فصل الدين الإسلامي عن الدولة – السياسة ، لأن هذه الأخيرة تعتبر عاملا قويا من العوامل التي أدت إلى ولادته وإستمراريته فيما بعد ، فبعد وفاة الرسول إستمر أصحاب الرسول في الحفاظ على الدولة التي أسسها الرسول وطوروها مع مرور الزمن . لأن الدولة من خلال القوة التي تتبع لها هي التي مكنت المسلمين من إحتلال أوفتح البلدان المجاورة للجزيرة العربيه وكذلك البعيدة عنها وتحويل شعوبها إلى شعوب مسلمة . وقد استمر وجود الدولة الإسلامية حتى سنة 1258 ميلادية ، وهو التاريخ الذي سقطت فيه الدولة – الخلافة العباسية بعد اجتياح المغول لبغداد وقتلهم لآخر خلفاء بني العباس ( المستعصم بالله ) . وإذا مااعتبرنا أن السلطنة العثمانية جزء من الدولة الإسلامية نستطيع القول أن الدولة كانت أهم عامل من عوامل قوة الإسلام عبر التاريخ .
بالتمعن في برامج وأهداف الحركات والجماعات الدينية المعاصرة - سنية كانت أو شيعية – نجد أن جميعها تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية التي تعني الحكم بما أنزل الله ، أو الحاكمية لله وحده لدى أهل السنة . وحكم الولي الفقيه لدى المذهب الشيعي .
وقد باءت بالفشل جميع المحاولات التي كانت تهدف إلى فصل الدين الإسلامي عن الدولة ، واتهم بعض المطالبين بهذا الفصل بالكفر أوالإرتداد أوالزندقة ، لأن إقامة الدولة وفقا لتعاليم القرآن والسنة النبوية هي هدف أساسي من أهداف الديانة الإسلامية بفرعيها السني والشيعي .
أعود وأكررماقلته في البداية : لايوجد إسلام سياسي وإسلام غير سياسي . يوجد إسلام واحد خرج من رحم الدولة – السياسة .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع


.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح




.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran