الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية وعلاقتها بالاديان

فاضل الحاج محمد

2013 / 12 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العلمانية وعلاقتها بالأديان ..
أثار أحد الاصدقاء تساؤلا حول قدرة الدين لصنع دولة الانسان الحديثة في ظل الظروف والمتغيرات والابتكارات العلمية والتى نقلت الانسان الى مراحل بعيدة في العلم والحياة وجعلت العالم قرية صغيرة بحيث لم يعد مايحصل في أي بلد سواء كان صغيراً اوكبيراً خافياً عن العالم فهل يستطيع الدين أن يبني تلك الدولة التي تساير العالم علمياً وأنسانياً..؟؟ أعتقد أن أغلب ما ورد في كتب الله وكلام الانبياء والمرسلين يكفي من الناحية النظرية لبناء مجتمع إنساني مثالي إن فهم بأطر أنسانية لا عنصرية بشرط أن يقرأ قراءة علمية صحيحة لا قراءة قدسية بحتة ...لكنه من ناحية أخرى لا أظن أنه يصلح أو يكفي لإقامة دولة في حدود التاريخ والجغرافية،وهنا يدخل دور العلمانيّة وغيرها في تفاصيل بناء الدولة المدنية الانسانية ضمن النطاق الذي دعت له الاديان بأعتبارها حاجة أنسانية....فما العلمانية أذن ..؟
العلمانية هي مفهوم سياسي يقوم على أساس الفصل بين المجتمع المدني والمجتمع السياسي أي بمعنى أبسط .. أن الدولة لا تمارس أية سلطة دينية وعظية كانت أو دفعية ..والحركات والمؤسسات والشخصيات الدينية لا تستغل أسمها وعنوانها لتمارس أية سلطة سياسية مباشرة كانت ام غير مباشرة ....
فالعلمانية ليست في جوهرها سوى الفهم العلمي للدين، وليست ما يروج له بعضهم من أنها الإلحاد الذي يفصل الدين عن الانسان والحياة...فالدين يدعوا الانسان لان يمارس دوره في الحياة بالعمل والانتاج والابتكار ،فهي اذن ليست منافسة للدين، كما انها لا تعني عقيدة لا دينية ، ولا استبعاد الدين من الحياة العامة، ولا تقييد الحريات الدينية ، انها تعني حياد الدولة ومؤسساتها تجاه الاديان والعقائد حتى تضمن المساواة الكاملة بين مواطنيها بغض النظر عن أديانهم ومعتقداتهم ...
فالعلمانية تعني على الصعيد المعرفي تحرير العقل من المسبقات، والمطلقات، او تحرير الفكر من الاوهام والخرافات وتحرير الانسان من العبودية التي تمتد جذورها الى تقسيم العمل وظهور الملكية الخاصة وتركز الثروة وظهور الطبقات ... ومع التشديد بأن العلمانية ليست ضد الدين، بل انها ضد الوثنية الدينية وضد سلطة رجال الدين وتدخلهم في حياة الانسان، فالعلمانية عملية تقدم في التاريخ والمعرفة، وهي لغوياً مشتقة من العالم الدنيوي او عالم البشر الذي يصنعون تاريخهم بأنفسهم، وهي بذلك تُقِيم وتُقَيم سلطة العقل والعلم والمنطق ، وتعلن نسبية الحقيقة وتاريخيتها وتغيرها، وذلك هو جوهر الحداثة التي يدعوا لها كل المتنورين والمصلحين على مدى التاريخ سواء في منطقتنا العربية أو باقي بلدان العالم ...
كما أنها تدعو الى أستكشاف الطبيعة وما وماتحتوي بوصفها كياناً مادياً مستقلاً
ومحاولة الأستفادة منها لخدمة الانسان بحدود الممكن ،وأستكشاف الإنسان بوصفه فرداً حراً خلاّقاً و صانعا لظروفه الراهنة والمستقبلية عموما ..بحيث يكون قادرا على صنع الظروف الانسانية التى تضمن له ولبنى جنسه حياة حرة كريمة ...
أننا ملزمون عقلاً وعرفاً وشرعاً بأيجاد الصيغ المناسبة لأدامة حياتنا من النواحي المعيشية والمعرفية وكذا التنظمية ومنها طرق بناء دولنا ومؤسساتها باعتبارها ذات نفع يعود للانسان لادامة الحياة الحرة الكريمة والعلمانية جزء فعال كما أعتقد لبناء دولة الانسان الحر الحديث ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر