الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث في مقهى استاربكس... حرب الجينية

مؤيد السعدي

2013 / 12 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في حوار اجري مع الاستاذة والمثقفة الاميركية " شير هايدسن" عن الطروحات التي نقلها العالم المصري" احمد زويل" عن استنساخ الخلايا والاعضاء الحيوانية وفك رموز الشفرة الجينية البشرية ، تقول : شيري إن (صراع الجناس) قادم مع الاجناس المعدلة جينيا، وحرب الجينات بين الشعوب قادمة في التدخل الجيني في الانجاب ، وان الشعوب المتطورة علميا وتكنولوجيا سوف تتلاعب وتتحكم بجينات ، الشعوب الاخرى أو كما يقول " احمد ازويل" أن لغة الحروب تختلف على أثر ذلك فجرثومة صغيرة واحدة لا ترى بالعين المجردة كافية لتغيير الجينات البشرية ، أي إن الاسلحة الثقيلة قد لا يكون لها مكان في المستقبل.
ولاخطر من ذلك كما قالت " شيري" ان التدخل في الجينات البشرية سيوفر القدرة على تغيير " هوية الشعوب " المختلفة والسيطرة على اتجاهات فكر الفرد العام.
ان السعي الذهني لإدراك العالم القادم تكشفه لنا " مستودعات الحيامن " في مطبخ المختبرات المعقدة في الولايات المتحدة الاميركية كما تقول "شيري" .
اعتقد ان " الصراع الجيني " هو عالم ما بعد " العولمة " والذي سيفضي أما الى انقراض السلالات الغبية لشعوب العالم المتخلفة وسيطرة الاجناس المعدلة جينيا أو أن نصبح " بهائم غربية وامريكية " في ظل سيطرة الاقوام المعدلة جينيا والتداخل في جينات الشعوب المختلفة.
ولن يكون في المستقبل القريب لا ربيع عربي ولا خريف غربي بل سيكون هناك إنسان مجرد من الانتماء يسعى للحصول على اهدافه الشخصية فقد تنجب لنا هذه التكنولوجيا إنسان عراقي بعقل ياباني او صيني او اميركي وسوف تنقرض مفاهيم العشائر والعادات المتوارثة لان الانسان سيكون منصب لاهداف مرسومة مسبقا فمثلا العقل الياباني يفكر ان يصنع المبتكرات الفريدة التي تخدم المجتمع والصيني يمتلك طاقة فولاذية على الانتاج والاميركي بارع في صنع الاسلحة المدمرة وغير ذلك اما العربي فسوف لا يحمل اي جينة تسمح له ان توظف بالشكل الكافي لخدمة المستقبل لكنني اتوقع ان انساننا العربي ستضيع هويته الحضارية التي حملها على ظهره الاف السنين ليرميها في مطبخ الجينات الاميركي ويستسلم لواقع الحال.
اما الموروث الشعبي والعادات والتقاليد فستكون من نسج الخيال ، لان الانسان المعدل سيوظف لخدمة المجتمع فقد يكون مثلا بيكاسو او بتهوفن لا شيء بالمقارنة مع انسان يحمل عبقرية فنية معدلة جينية ومستوردة لتلك الخبرات المتراكمة تسمح له ان يعزف انغام تفوق الوصف والخيال. وفي جميع الاحوال فان الخاسر هو السياسي فهو سوف لا يجد في هذا الموج العلمي ما يغرد به لان الانسان قادر على ايجاد حلول سريعة وآنية لمشكلاته وان صيحات الثوار سوف لن تسمع . ان التمهيد لانسان جيني معدل وراثيا سيفتح الباب واسعا لتاريخ جديد من الحضارة وفي كل الاحوال لن نكون نحن من ضمن التاريخ الجديد ولكننا سنقف بالقرب من التكنولوجيا ونحدق بها في ذهول .
ليس غريبا ان تسمع صوت داخل حسن في نادي كلاب اميركي وليس غريبا ان تجد من يرقص على هذا النغم رقصات الجاز والراب و الروك ، كما ليس غريبا ان تجد العراقي يفضل مطاعم الوايت بركر، والمكدونلد ، والسب وي ، على اكل الدولما والمحشي والسمك المسقوف، وقد تجد ايضا لحوم مختلفة تغزوا مطاعمنا العربية لان انساننا الجديد مختلف في كل شي وخليط من كل شيء.
كي نتقبل هذه الافكار علينا ان نفكرا ان المستقبل يقف بالقرب منا جدا ولكننا نهرب منه بإستمرار ، المشكلة ليست في المستقبل بل في تقبل افكاره. ولكي لا نقف عند طرف العالم علينا ان نجد وسيلة توصلنا للمركز.
مؤيد السعدي - تكساس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تمنع مقدسيين مسيحيين من الوصول ا?لى كنيسة القي


.. وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تصل لقداس عيد القيامة بكاتدر




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في كنيسة


.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟




.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا