الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رموز عيد الميلاد: -البابا نوئيل ( سانتا كلوس Santa Claus )-

صبري المقدسي

2013 / 12 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات




أسس الهولنديون المستوطنات بعد أن وصلوا الى أميركا مباشرة، وتطورت هذه المستوطنات الى مدينة أمستردام الجديدةnew Amsterdam) ). وجلب الهولنديون تقاليدهم الدينية الكاثوليكية معهم، ومارسوها بحريّة في الأرض الجديدة. ومن هذه التقاليد(القديس نيكولاوس الزائر) في 5/12 وذلك لكي يحافظوا على التقاليد الكاثوليكية، بالرغم من وجود الحركات البروتستانتية القويّة في الأرض الجديدة. وبعد أن أحتلت أنكلترا البلاد، غيّر الكاثوليك، أسم نيو أمستردام new Amsterdam الى نيو يورك ( New York). وبرزت فكرة (سانتا كلوس (Santa Claus بين الأنكليز بسبب شعبية هذه العادة بين الأطفال ورغبتهم في دعوة الزائر الى بيوتهم. وكان المستوطنون الأنكليز فرحين بتحقيق أماني أطفالهم. وإن لم تكن الفكرة تُريحهم بسبب كون الرموز كاثوليكية، ولم تكن بروتستانتية. إضافة إلى أن الإحتفال بعيد القديسين كان يتم بحسب التقويم الكاثوليكي. ولذلك كان الحل بتغيير توقيت العيد من 5/ 12 الى عيد الميلاد 25/ 12 وبأحداث تغييرات على شخصية (البابا نوئيل)، بحيث أصبح وكأنه شخصية أخرى مختلفة عن الأولى تماماً.
وتطورت فكرة "البابا نوئيل" بمرور الزمن، وتطور الأسم كثيراً عما كان عليه في القديم. إذ دعى سانتا كلوس Santa Clausأو سانت نيكولاوس أو سانت نيك أو الأب كريسماس Christmas أو كريس كرينغل أو سانتيSanti أو سانتا Santa وغيرها من الأسامي الأخرى. وكانت الأسامي كلها تدل دلالة واضحة على حاجة الأنسان الى رمز يجمعهم، بحيث يكون مصدراً للسعادة والسرور لهم ولعوائلهم، بخاصة لأطفالهم الذين ينتظرون رؤيته في أعياد الميلاد بفرح شديد لا مثيل له، وإن كان الرمز أسطوريا، وخياليّا، إضافة إلى كونه رمزاً إيجابياً يحتاجه الأطفال في مواسم الميلاد.
وتعود القصة تاريخيا الى مطران "نيقولاوس" من منطقة ميرا آسيا الصغرى في تركيا اليوم، التي كانت تعود بالأصل الى الأمبراطورية البيزنطية في العهود السابقة. والذي كان يوزع الهدايا على الفقراء في الأعياد. أو كما تقول بعض المصادر الأخرى، أنه كان يلقي المال في البيوت الفقيرة ليلا، كي يستطيعوا تزويج بناتهم، لأن العادة في المناطق البيزنطية واليونانية، كانت تتم بإنفاق أهل الفتاة على الزواج، بدلا من أهل العريس. وتصوّر الناس لفترة معينة من الزمان، أن الملاك يلقي بهذه المساعدة، الى أن إنكشف أمر المطران، فأستحسن الناس فعلته ونيته، وزادت شهرته وأصبحت منذ ذلك التاريخ، عادة اوروبية منتشرة والى اليوم. ويعدّ هذا الرمز اليوم من أهم الرموز الدينية في العالم الغربي وبعض المناطق الآسيوية ذات الكثافة المسيحية العالية.
تاريخ عيد الميلاد
لم تحتفل الكنيسة بعيد الميلاد في القرون الثلاثة الأولى بسب الاضطهادات التي كانت تواجهها من قبل اليهود والامبراطوريات الرومانية والفارسية. وبدات الكنيسة بالإحتفال بهذا العيد في 25 من كانون الثاني من كل سنة في القرن الرابع الميلادي بالتحديد، ولا سيما بعد ان أصبحت الديانة الرسمية في الأمبراطورية الرومانية. وكان هذا اليوم في الأصل، عيداً وثنياً تحتفل به الأمبراطورية الرومانية، يُسمى بعيد ولادة الشمس؛ ومع أن ولادة يسوع المسيح كانت في موسم الربيع، إلا أن الكنيسة التي كانت في جهاد مستمر مع الوثنية التي رأت أنه من الخير لشعبها المؤمن ولمستقبلها المؤسساتي أن تحتفل في هذا اليوم، على إعتبار أن الشبه بين إله الشمس "ميثرا" وإله المسيحيين يسوع الذي هو( شمس الحق ) كان شبها قوياً.
شجرة الميلاد
شجرة عيد الميلاد، وهي من الرموز المسيحية الجديدة والقديمة، المنتشرة جداً اليوم في الأوساط المسيحية بمختلف طوائفها، إضافة إلى إنتشارها بين غير المسيحيين أيضاً، لدلالاتها النفسيّة الجميلة، التي تزيد المرء فرحا وأملا في موسم الشتاء، حيث تدخل الطبيعة في سُباتها العميق. لذا تكون شجرة الميلاد الخضراء رمزا للحياة الجديدة، التي تُعطي الحياة معنى في وسط السُبات والموت.
ونجد في الكتاب المقدس معان رمزية كثيرة للشجرة. فمن شجرة معرفة الخير والشر، وما يتبعها من سقوط الأنسان في الخطيئة، الى شجرة الحياة التي يُحرم منها الأنسان. وشجرة العهد مع ابراهيم (العهد Covenant ( مع يشوع وجذور إيشاي (Jesse ) وفرع ميشاك، الذي كان مُعلقا على الشجرة كي يتحمل اللعنة، الذي نهض ثانية مثل شجرة الحياة، ليُشفي شعب اسرائيل ويزيده حيوية.
فإذا أخذنا فرع الشجرة (ميشاك) مثلا، الذي هو جذر من جذور إيشاي ومن النسل الملوكي لداوود. فالشجرة هنا ترمز الى نسل genealogy يسوع المسيح من نسل داوود وسليمان الملكي. ومن خلال تتبعنا للشجرة وتفرعاتها وإنقطاع بعض فروعها، التي ترمز الى قطع الشجرة من جذورها، نصل الى المفهوم المسيحي ليسوع المسيح ابن الانسان وابن الله.
فالكلمة Xmas إذن تستعمل كثيراً في عيد الميلاد، وهي كلمة يونانية الأصل، مشتقة من الكلمة اليونانية Christ Xristos للمسيح. وفي الغرب الأوروبي والأمريكي كان الناس ولايزالون يستعملون الحرف X للمسيح والحرف J مختصرا لأسم يسوع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة