الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو حدث حوار بين تلميذ لابن رشد و اخر للغزالي | و كنت انت السامع .

مروان عزمي نجار

2013 / 12 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


- لكن أنا أخالفك الرأي , تأمل معي الآن , أنا لا يمكن أن أتنازل عن شعوري بالحرية , و حريتي مقرونة بالمعرفة القبلية للاختيار و أيضا على نتائج كل اختيار ممكن . و لذلك إن المعرفة ضرورية من اجل الاختيار السليم .
- نعم إن الشعور بالحرية شيء يبدو انه حتمي , لكن لا اعتقد أن كل المعرفة نافعة , يكفي ما أمرنا الله به و ما هو موجود بالشرع و كتابه الحكيم . و بالتالي لا يهمنا أي رأي فلسفي , انظر إلى هذه الزندقة , منهم من يعترف بقدم العالم على الله و منهم من هو جاحد بالله تعالى و منهم من هو جاحد بالآخرة . لذلك اعتقد كل الاعتقاد أن الفلسفة هي محض كفر و عصيان و لا نحتاج لها من هذا المنطلق .
- لكن أرأيت إن كان الحق واحدا , فهل يمكن أن نصل له بطرق مختلفة ؟
- الحق الواحد كيفما ذهبت , فستذهب نحوه نعم .
- و عليه كيف يمكن أن تدعي أن الفلسفة كلها طريق ضلال ؟
- هذا ما هو واضح منهم و من قولهم .
- إلا أننا نحتاجها من ناحية استفادتنا من البرهان العقلي للأمور و المنطق الذي أسسه أرسطو .
- لكن كيف يمكن أن نستفيد منه , في ذات الوقت لا ندخل بالكفر و الضلال ؟
- أنا و أنت لم ندخل بهذا الضلال , لذلك من يصل إلى الحكمة و المبنية على الإيمان , و من لا يجد أي خلاف باطني بين الفلسفة و الدين عليه إن يقوم باستخراج ما هو مفيد و طرح ما هو باطل .
- كلامك جميل جدا , لكن قلة هم من قذف الله بهم النور لفعل ذلك . إلا انه من الجيد تنقيتها و حجبها ككل عن العامة و اطلاعهم على ما هو نافع لهم و للدين و الشرع .
- الآن نحن نصل إلى تفاهم جيد , و لكن نريد أن نبحث عن أصل الإشكال الحاصل بين الشرع و الفلسفة . ما هو رأيك ؟
- إن أصل الإشكال ناتج عن التفكير المتعالي للإنسان على الطبيعة و إحساسه المفرط بالقوة عند امتلاك المعرفة.
- لا يبدو لي الأمر كذلك , اعتقد أن الجهل هو نقطة الخلاف , باعتبارنا الحق واحد , بالمشكلة إما أن تكون بالبرهان العقلي أو بالتأويل للنص القرآني , يعني أن احدهما على خطأ و الآخر على صواب , عندما يكونا على صواب معا نحل الخلاف بينهما و هو الأصل بالشيء .
- نعم , و لا يمكن أن يكونا معا على خطأ لان في هذه الحال لا نملك طريق أو معيار للوصول إلى الحقيقة .
- صحيح , الآن نستطيع أن نقول إن المعرفة ضرورة الحضور لحظة الاختيار من اجل الحرية .
- لا , أخالفك بالرأي , دع الناس تفعل مباشرة ما يأمرها الله في كتابه الحكيم . و المعرفة غير ضرورية للعامة .
- هل تقصد أن أفعال الناس لا تحتاج بالضرورة لمعرفة خارجة عن نطاق الشرع ؟
- نعم إن العامة لربما يدخلون بالضلال حتى و بعد تنقية الفلسفة , لذلك يجب أن تبقى مقتصرة على أصحاب الحكمة و العلم و من قذف الله النور في قلوبهم .
- نعم صحيح , العامة تمارس دينها بكل سهولة بعيدا عن هذه التعقيدات الفلسفية و المنطقية , و بالتالي تألف المجتمع الآن من العامة و من العلماء . يبدو هذا جيد و جميل .
- يبدو أننا نحتاج إلى فئة تعمل دوما على بث المعرفة الدينية بالمجتمع و بين العامة .
- لكن هذا يدخلنا في تناقض على هؤلاء أن يكونوا من العلماء , لكن العلماء مهمتهم الأساسية هي تنقية العلوم من كل شائبة تشوبها , و بالتالي هم أهل المنطق و البرهان , و هؤلاء إن صح وصفهم بالمتكلين ليسوا أهل لذلك , و بالتالي لا أرى أية حاجة لهم .
- لا , نحن بحاجة إلى قناة تضخ المعرفة الدينية بالمجتمع و كيف يمكن ذلك ؟
- الناس لا يختلفون في دينهم إلا على القليل و بالتالي ما يختلفون به على العلماء حله و تبسيطه لهم .
- أنا اشك بهذه النظرية لكنها ليست المحورية بنقاشنا , اعتقد انه بات الآن يمكن أن يكون الشخص حر بوجود هذه الطريقة لفصل و تنقية المعارف المختلفة .
- نعم , لكن سأشير هنا إلا أن الحرية ليست كاملة و إنما هي خاضعة لقوانين التضاد التي بثها الله تعالى بالعالم . العقاب و الثواب , الحياة و الموت و غيرهم هي الأشياء التي تصير الناس بهذه الحياة الدنيا .
- اعتقد أنني افهم ما أشرت له للتو .
- طرف ثالث يستمع لهذا الحوار يسألهما , في ظل هذه الوصاية على المعرفة , كيف تعتقدون أنكما حافظتما على الحرية , إن حرية المعرفة و حرية الوصول للمعرفة أيا كانت هو في صلب حرية الشخص . ما هذه الحرية المفرطة بالتفريق بين الناس و تصنيفهم معرفيا , أي حرية هي ذا , التي يخبرني احدهم ماذا افعل لكي أكون حر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لا اتفاق بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي على تقاسم المناصب ال


.. ما موقف الأحزاب الفرنسية ومقترحاتهم من الهجرة في حملاتهم الا




.. لتطبيع العلاقات.. اجتماع تركي سوري في قاعدة روسية| #الظهيرة


.. حارس بايدن الشخصي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح




.. وول ستريت جورنال: لا وقت للعبث بينما يحرق حزب الله شمال إسرا