الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين كلام السفية الجاهل ومعرفة العالم

بسام جودة

2005 / 6 / 14
المجتمع المدني


عندما يتناول أحدهم موضوعا يدعي فيه علما لا يعرفه، أو ينصب نفسه قاضيا بين الفاعل والمفعول به، وهو للأسف من المفعول بهم كثيرا، وقد خلط الحابل بالنابل، ورمى بحجارته الجميع ليصف نفسه بالموضوعية والاتزان وعدم الانحياز لأحد، وهو المثقف الملتزم تارة والمنفلش أحيانا كثيرة، فهذا أقل ما يوصف به أنه جاهل سفيه، فبيته من زجاج ويرجم في كل اتجاه بلا حد ولا صوب، عساه يكفر عن خطاياه التي أثقلت عليه مع مرور الزمن وتوراث الهزيمة في التربية والفكر لعنقود وسلسلة تلاحقه حتى في خياله.

يفترض عندما يكتب المثقف للحقائق أن يترك باب الاجتهاد الشخصي، والتحليل الميتافيزيقي،ويبتعد عن النظر إلى لون أحذية المارين في الطرقات، ويخلط بين مساحيق الدهان، ولون بشرة الإنسان الطبيعية، ويتحدث عن وقائع علمية ومعرفة دامغة بمجريات الموضوع الذي يتحدث عنه ، حتى يكون موضوعيا وعالما بما يقول من عبارات ومعاني، فالتبشير الثقافي لا يستند إلى التراث المحلي أو الوطني، ولا يرتكز على ثقافة وإبداعات وأعمال مثقفين وفنانين ومبدعين محليين وعرب، يشهد لهم التاريخ بصدق الانتماء وعروبة و أصالة الهدف والغاية، فالتبشير الثقافي يولد الخيانة للأصالة، ويربي أشخاصا ينتمون لغير بلدهم ووطنهم ؟؟؟؟

إن العمل مع المجتمع في ظروف صعبة ومعقدة يتطلب من رواد هذا العمل أن لا يلتفتوا للتفاهات ومروجيها ممن يعتقدون أن العمل المجتمعي في فلسطين عبارة عن شعارات ومسميات حلوة ورائعة، تحمل في طياتها رغبة وتوجهات الممولين، فهذه جهالة مقصودة ، ذات أغراض سيئة، وهي محاولة للتقليل من دور العمل الأهلي ومؤسساته وأهدافها الواضحة من أجل خدمة المجتمع وبناء مؤسسات المجتمع المدني لخلق صمام أمان لمسيرة هذا المجتمع نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان، وقطع الطريق على الظلاميين وأنصاف المثقفين والجهلة من العبث بمنجزات الشعب وتضحياته من أجل مستقبل أفضل.

إن الذي يحرق مكتبة أو دار علم أو مؤسسة، والذي يستخدم قلمه في الكذب والغش والتضليل، وينفخ سموما عله يستطيع الانتقام لحالته الشخصية، فهذا وذاك سواء، الأول فاعل .... والثاني حرض على الفعل، وكلاهما ساقط في الرذيلة.

خلاصة القول أن النجاح والقدرة على البقاء والاستمرار في زمن الردة ، يغيض كثيرا ممن طواهم التاريخ ولفهم بقميص عليه نتوءات كثيرة، فلاهم يتقبلون الحقائق كما هي تصفع كل المتآمرين عليها، لتقول أنها جزء من لهيب الشمس لن يقلل من وهجه سحابة صيف عابرة، ولاهم يتجرعون هزيمتهم الذاتية، فينبحون نباح الكلاب الضالة، لعل ذلك يخفف عليهم ظلمة الطريق الذي سلكوه.
لقد استطاع العمل الأهلي في فلسطين أن يكون البديل عندما كانت خدمة المواطن والحفاظ على الهوية والتراث يحتاج لدوره ، وسيبقى العمل الأهلي ومؤسساته حجر الزاوية في بنية المجتمع المدني الديمقراطي والتعددي، وستبقى جمعية الثقافة والفكر الحر أحد أعمدة العمل الأهلي ومؤسساته الرائدة في فلسطين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة


.. تراجع الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية.. واعتقال أكثر




.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ