الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش وعلاقتها بالانظمة البدائية

عدنان جواد

2013 / 12 / 25
المجتمع المدني



كانت الانظمة البدائية تقوم على مبدا استعمال القوة والترهيب، فكانوا لايعترفون بالحقوق الانسانية والحماية القانونية في نطاق الجماعة ومن يكون خارج هذا السياق يعتبر غريبا يستحل قتله ويستباح ماله، ولم تكن هناك سلطة عليا تنظم ما بين الجماعات المختلفة، وليس هناك معايير للقيم تضمن شيئا من الاستقرار والنظام في علاقاتها، فلم يكن الاعتداء على الآخرين جريمة بل هي مسلكا شريفا لاتجلب العار والأوزار، والإغارة مبعثا للفخر والانتقام وواجبا تحتمه المروءة!!.
ولأنها تستخدم القوة والعنف فهي دائما تعيش في خطر والحصول على القوت أمر صعب فعمدت الى التخلص من بعض إفرادها، فكانت تأد المواليد من الإناث وتبقي على الذكور بحجة انهم اقدر على درء المخاطر والحصول على القوت، فقل بهذا عدد النساء فاصبحن مشاعا بين الرجال ، وادت قلة النساء الى قيام الجماعات الاولى بخطفهن، ونتج عن ذلك الاباحية الجنسية ، واعتبرت الصلة بالأم هي صلة النسب المؤكدة والوحيدة ،والأمر الآخر هو انتقال الجماعات من منطقة الى أخرى فلم يتركوا اثار لهم او اعتزاز في المناطق التي سكنوها سابقا كالاثار، فكانوا يمحون اي معالم للقبور على عكس الأقوام الأكثر تطورا كالمصريين القدماء والعراقيين كانوا يعتزون بعضمائهم فيبنون لهم القبور للتمسك بالأرض التي يسكنوها ولكي يتذكرونهم دائما.
واليوم وفي عصر الحضارة والتطور نجد اقوام تعيد امجاد اجدادهم المتحجرين باستنساخ افعالهم البدائية ، فالقتل صفة ملازمة بل هي مبدئهم الاول ولا يسلم من طريقتهم هذه اي فرد سواء كان انثى او ذكر او طفل او شيخ كبير ، واطلقوا على هذا العمل المشين اسم الجهاد، ولانهم دائما يعيشون الظلام كالخفافيش وسكنهم الجحور ، فقد اباحوا الزواج بامراة بعدد من الرجال وعملوا لذلك جدولا ومواقيت واطلقوعليه جهاد النكاح، لكن لايعرف الاطفال ايهم الاب من الناكحين!!، فبقت الرابطة رابطة القرابة هي نفسها التي كانت متبعة عند البدائيين، و للأجيال اللاحقة منهم عن طريق الام، وهذا ماحدث فعلا في العراق فبقت زوجات افراد القاعدة لايعرفن ازواجهن حيث بقي الاطفال بدون اب يسمون باسمه فتم تسميتهم باسم امهاتهم، وتتكرر الماساة في سوريا اليوم، واما ازالة القبور فهي نفسها القديمة الجديدة لكن فقط الاختلاف هو تغليف منهجهم الجديد بالطابع الديني، ولان الشعوب تعتز بعضمائها من خلال نصب تذكارية او تشييد مراقد ضخمة لهم ، والكثير من المراقد والمعابد بقت شاخصة لم يستطع احد تدميرها احتراما لقدسيتها حتى المغول والاقوام الهمجية لم تتقرب منها ، بينما اختفت قصور الحكام وقلاعهم وحصونهم ، وما نشاهده اليوم من حضارة كما في اثار اليونان والرومان والجرمان والمصريين كالاهرامات والعراقيين كاثار بابل وسومر واشور، لكن هؤلاء المتحجرون لايقبلون ببقائها فكما دمروا تمثال بوذا في افغانستان ومقابر الاولياء في ليبيا وارادو تحطيم الاثار في مصر لولا سيطرة العسكر على الامور، فان اول ما يقومون به هو تدمير تلك الاثار والقبور لان التخلص منها سوف يميت جذوة الثورة والتغيير، فكما لكل امة ثائرا تقتدي بافكاره الشعوب والامم فيخلد وتؤلف من اجله الكتب وتصنع الافلام، لذلك تجدهم يفجرون اضرحة الثائرين ويكرهون(الحسين، وغاندي، وجيفارا، ونلسن ماندلا) ، ويحبون الخونة والجواسيس ومع الاسف بعض الناس تتبعهم بل وتدافع عنهم والطامة الكبرى تتبناهم دول ومنظمات ومؤسسات سياسية وبعض المتنورين وليس فقط الجهلة!!، فينبغي تعريف الناس بافعالهم المتخلفة وجذورها وما هو مصيرهم والاتعاض من التاريخ والتوحد بين ابناء الوطن الواحد من اجل ان لانعود الى الظلام والتخلف والقتل والعنف والاباحية والامية وفقدان الحرية واستبدالها بالجهل والرجعية ، فيجب طرد هؤلاء واستئصال فكرهم المتخلف وعقولهم المتحجرة التي تريد العودة بالمجتمع الى زمن العصور البدائية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللاجئون السوريون في إقليم كردستان يتمسكون بحلم العودة إلى م


.. Ctجولة مفاوضات جديدة تنطلق في مسقط بين الحكومة اليمنية والح




.. إطلاق نار مكثف صوب خيام النازحين بالمواصي


.. شهادات صادمة من سجن سدي تيمان عن عمليات تنكيل وحرمان وتعذيب




.. دوجاريك: القيود المفروضة على الوصول لا تزال تعرقل عمليات الإ