الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضيلي جماع : من القلب .. تهنئة واعتذار لإخوتنا المسيحيين !

ايليا أرومي كوكو

2013 / 12 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فضيلي جماع : من القلب .. تهنئة واعتذار لإخوتنا المسيحيين !

"الإنسانية واحدة Humanity is one" – هكذا كتب أديب انجليزي شجاع حين بلغ الصلف الاستعماري ببعض أدباء القرن الماضي أن قالوا بأن الإنسانية ليست واحدة وأنهم إنما غزوا بلاداً
بدون تاريخ أو ثقافات !! وأنّ رسالتهم أن يعمروها ويعطوها لغات وثقافات وحضارات!
ويروي لنا التاريخ أن هذا الضرب من نفي الآخر وإنكار حقه في المعتقد وصناعة الحياة كما يشاء إنما هو سلوك قبيح جربته البشرية منذ عمر الإنسان هذا الكوكب.
عفواً على هذه التقدمة التي أراها ضرورية. فالمتابع هذه الأيام لبرامج الأخبار في أيّ لغة جاءت يصاب بالغثاء والاشمئزاز من هول ما يراه من أصوليات يحاول أتباعها إلغاء دور الآخر المختلف وشطبه من الوجود بأي شكل من أشكال العنف- يصل مداه في الغالب الأعم باستخدام تفجير عبوات أو باستخدام الرصاص الحي ليحول في لحظات بشراً آمنين إلى مزق وأشلاء. يحدث هذا في كل أركان المعمورة ومن معتقدات شتى. لكني سأتحلّى أنا المسلم – كاتب هذه الرسالة – بشجاعة الرأي وأعترف أنّ حصاد غلاة المسلمين في هذا العصر من ارتكاب هذا الضرب من الجنون قد حظي بنصيب الأسد. فهم لم يوجهوا العنف الأهبل لكم أنتم أتباع السيد المسيح عليه السلام وحدكم، بل إنّ ضحايا عنف المسلمين من إرهاب جماعات مسلمة يكاد يكون على مدار الساعة. هل أشير إلى أمثلة المجازر التي ارتكبها هؤلاء في أسبوع واحد والتي لم تجف دماء المسلمين فيها بعد في بلاد المسلمين؟ خذ أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا ومصر وليبيا ومالي مثالاً.. وانظر كيف سالت دماء المسلمين الأبرياء برصاص زنادقة ملتحين يدعون أنهم أوصياء الله على الأرض!
ولكني سأترك كل هذا جانباً وأعود لأعتذر لكم إخوتي أتباع السيد المسيح عليه أفضل صلوات الله وأزكى السلام.. وهو اعتذار مسلم فرد بين أكثر من مليار مسلم في هذا الكوكب يعيش الملايين منهم – بسبب طغيان حكام المسلمين – في بلاد غالبية سكانها من ملل أخرى غير ملة الإسلام. والمفارقة أنهم مؤتمنون على أرواحهم وممتلكاتهم وعروضهم ما عاشوا هناك. بل إن الكثيرين منهم تبوأوا أعلى المناصب. ذلك لأنهم عاشوا في بلاد يحسب ساكنوها أن الدين لله والوطن للجميع بينما تحسب الكثرة الغالبة من حاكمي بلاد المسلمين ونخبها السياسية أن الأمة فئتان: فئة مسلمة هي صاحبة الأمر والنهى ، وفئة في الدرجة الثانية هم من لا يشاركونهم المعتقد. وهذا كلام يجافي عدالة الله التي دعا إليهم الإسلام نفسه!
أهنئكم وأعتذر إليكم في عشية عيد ميلاد السيد المسيح (التقويم الغربي) وأسوق نفس التهنئة والاعتذار لإخوتنا المسيحيين في الشرق والذين يجيء احتفالهم في السابع من يناير كما أظن. نعتذر إليكم عما لحق بكم – وبأقليات منكم في بعض بلاد المسلمين – يؤدون شعائرهم الدينية في هده المناسبة السعيدة وهم محاطون بحرس مدجج بالسلاح ..خذ مثالا الأقلية المسيحية في باكستان وبعض الكنائس في مصر! يا للعار!!
كنا في بلد اسمه السودان – وحتى قبل أن يحل ببلادنا الغيبوبة التي تعيشها الآن- كنا في ذاك البلد نحتفل بأعياد الميلاد وبعيد شم النسيم – وهو عيد قيامة سيدنا المسيح عليه السلام. والكثيرون من المسلمين كانوا لا يستأذنون أحداً في الرحلات التي تكتظ بها الحدائق والمزارع ! كان شم النسيم لنا ولكم. واليوم يفتي (فقهاء الحيض والنفاس) في السودان أن مشاركتكم احتفالكم حرام ! سأخرج من وقاري هذه المرة وأشتم فكرهم المعوج : جاهم بلا يخمهم !!!

يا إخوتي وأخواتي من أتباع السيد المسيح عليه السلام ، مبارك عليكم عيد الميلاد المجيد. ونردد معكم - وكلنا أمل في العيش معاً في عالم متسامح جميل:
( المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام ، وبالناس المسرة.)
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السلام عليكم
عمر ( 2013 / 12 / 26 - 07:44 )
أخي العزيز أحيك على هذا الصوت المعتدل. .
وهذا شأن أغلبية المسلمون في بقاع المعمورة. .

لكن صدقني هناك من لا يرغب في فهم هذه الحقيقة. .
حقيقة أن الأسلام لا يمثله أقلية من العصابات الدموية التي تبذر الموت هنا وهناك بدون التفريق بين مسلم وأخر. .
سيأتي من يقول لك أن رسولك الكريم ودينك العظيم هو من أسس ذلك وسيسوق لك آيات الجهاد التي لا يدرك تفسيرها وامثلة من تاريخ لا يعترف فيه الأ بحادثة أم قرفة التي دلس فيها الرواة ما أرادوا. .ويهود خيبر الخونة الذين كادوا أن يزهقوا الدين والدولة الوليدة. .والذي كان يفترض أن يأخذهم المسلمون بالحضن على فعلتهم الشنيعه والتي لو نججت لكن الاسلام والمسلمين الأن رجالا وأطفالا ونساء ذكرى في جوف قبر جماعي على أطلال المدينة المنورة. .!!

مرة أخرى تحية لك. .


2 - اخي أيليا. .
عمر ( 2013 / 12 / 26 - 07:50 )
استدراك. .التحية لك مضاعفة لنقلك هنا صوتا معتدل. .وموصلا لكاتب الموضوع ايضا


3 - شكر و عرفان
ايليا أرومي كوكو ( 2013 / 12 / 27 - 03:47 )
اشكرك كثيراً أخي عمر مداخلاتك و رأيك السديد كما الكاتب الكبير فضيلي جماع الانسان .
نعم لنعلي معاً من قيم و مبادي الاديان السماوية التي تنادي بالسلم و الاخاء و المودة بين كل البشر .
و معاً لدحض كل الافكار الهدامة التي تعمل علي اشعال فتيل الكراهية و نبذ الاخر و اشاعة روح الكراهية و العداوة و الخصام بين الناس
و هنا لا يسعني الا ان أردد هذه الايات التي تدعو للمحبة و السلام
المجد لله في الاعالي و علي الارض السلام و بالناس المسرة
و كل عام و الجميع بالف خير و سلام و أخاء و مودة .
شكراً جزيلاً أخي عمر
شكراً جزيلاً شاعرنا ايها الانسان العظيم فضيلي جماع .

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت




.. 78-Al-Aanaam


.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال