الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعارات لاتملك الرصيد

حسين ناظم عبد

2013 / 12 / 27
المجتمع المدني


شعارات لاتملك الرصيد

كثيراً ما نودع السنه نحمل مصابيح لنضيء سنة اخرى لعلها تحمل في طياتها مايرسم الفرحة والامل على وجوهنا. ويمثل هذه المصابيح اودعنا حقبة من تاريخ حافل بالدماء والدكتاتوريه (عهداً مبادا) واستقلبنا عهداً جديداً كل اختار له مسماه(احتلال , تحرير) يحمل اضواء تحمل الكثير من الخيالات بما سيأتي . نتربص الامل والفرح بلحظات مجهولة غارقة في اعماق المجهول.
وعلق الكثيرين امالهم على هذا التحول في تاريخ العراق وكلاً بدء يرسم حلمهُ .حلم البعض ان يتشدق بفسحة من الحرية ليطلق لسانه الذي ابتلعه لسنوات لربما نسي البعض لهم السنه, وحلم اخر بتحسين وضعه الاقتصادي بعد ان دارت به طواحين الفقر. احلام معلقة على لوحة لم تبن ملامحها غارقة في بحر من المجهول لاتحيط به التوقعات.
عجلة الزمان تجري مسرعة , وما اسرع ان بدءت الثورات البنفسجيه تنطلق, اشارة الى بدء عهد جديد من الحرية.شعارت تتسابق على الجدران والكتل الكونكريتيه التي غرق بها العراق , كتسابق الموت على شوارعها , شعارات قراءتها نظريا تشعرك انك مواطن في مدينة افلاطون الفاضله.
لكن حين مطابقتها مع ماهو كائن في الواقع تراها مجرد رسوم اصبحت جزء من جدار كتبت عليه. قيمتها لاتساوي قيمة الاصباغ التى خطت بها.
شعارات لاتملك الرصيد.
الانتخابات بشكل عام وبقياسات حضاريه هي الظاهرة الاكثر القاً في كل مراحل نمو تطور المجتمعات نحو الديمقراطيه.
تجيء الحملات الانتخابيه بشعارات لودونت لاصبحت نصوص نثريه (مابين سياسيه ودينية وثقافية لاهدف لها سوى صوت الناخب)والاف من صور ابطال الحملات الانخابيه التي زينت وعدلت باصابع محترف التصوير والفوتوشوب . ليس في كل ذلك الاالمظاهر اما المظامين اختفت مظاهر تزول مع زوال الطلاء الذي لونت به.
شعارات كل ما في غايتها استقطاب اصوات الناخبين تغرقهم في بحر من وهم الامنيات وضجيج الاحلام التي سرعان مايزيلها الزمن مع زوال الطلاء.ولعل العراقين اكثر شعوب العالم معاناة من شعارات تتكشف عن اوهام ومن انتظار امل يؤدي الى الاحباط.
طقوس تشير الى بدء زمن او عهدا من الحرية . لكن سقوط نظام دكتاتوري ومجيء نظام اخر يقوم على انقاذه ليس بالضرورة نظام ديمقراطياً. ليس اخراج القطن من فمي وضعه في اذنك هوعهدا من الديمقراطيه
ان مجرد اجراء انتخابات لايعني ابداً ان الحرية كانت الداعي للخيارات.
لكننا اليوم نحتاج الى من يرمم بنية المجتمع العراقي وينهض به من واقعه المرير بعمليات جراحية تستأصل الاورام التي نخرت مفاصله لا الى عمليات تجميل سرعان ماتثبت فشلها . لانحتاج الى شعارات ترفع في مؤتمرات وطنيه بمسميات لاحدود لها مصالحة وطنيه , تعايش سلمي , التآخي والمحبة مؤتمرات وشعارات تتلاشى مع تفرق المشاركين فيها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاقم معاناة النازحين في رفح بعد سيطرة إسرائيل على المعبر وت


.. أعداد الشهداء الفلسطينيين تتزايد جراء الهجوم على غرب رفح.. و




.. الشاباك يتخلى عن اعتقال المزيد من الفلسطينيين بسبب اكتظاظ ال


.. الأونروا تحذر من استمرار توقف دخول المساعدات من معبر رفح




.. تونس...منظمة مناهضة التعذيب تحذر من تدهور الوضع الصحي داخل ا