الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البارانويا والسلطة

طارق عبد الفتاح العزب

2013 / 12 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


البارانويا......... والثورة
نلاحظ ان اغلب الرؤساء عند حدوث ثورات فى بلادهم دائما ما يكررون فكرة وجود مؤامرات تحاك ضدهم فى الخفاء ونجدهم يغفلون لا شعوريا عن السبب الاساسى الذى من اجله تقوم الثورات وهو اما لضعف ادارتهم للبلاد او لظلم يمارسونه ضد الناس . وانا اؤكد ان اغلبهم صادق فى كلامه لان هذا بالفعل ما يؤمنون به حيث انهم يرون انفسهم جديرين بالبقاء فى مناصبهم وان هناك من يدبر لهم المكائد ليتخلص منهم .وهذا شيئ يبدو غير منطقى للعامة الا انهم يصرون على ذلك .
وعلى سبيل الرؤساء الذين تحدثوا عن المؤامرات الرئيس السابق حسنى مبارك حينما تحدث عن وجود مؤامرات تحاك ضد مصر من الخارج و تناسى بشاعة الحال التى وصلت اليها مصر فى اواخر عهده و تناسى كمية الظلم التى تعرض لها المواطنون داخل أقسام الشرطة من تلفيق الاتهامات و تناسى كمية القسوة والظلم التى تعامل بها جهاز الشرطة فى عهده مع المواطنون وتناسى حال الاقتصاد المصرى وكمية الفقراء فى عهده .تناسى كل هذا وألقى باللوم كله على المؤامرات الخارجية .
وقد مشى على خطاه محمد مرسى الذى اغفل اخطاءه فى تمكين اهله وعشيرته من حكم البلاد وعن الحالة المزرية التى وصلت اليها البلاد فى عهده وبدأنا نسمع عن الطرف الثالث فى عهده و هذا الطرف كان مسئول عن كل الأزمات مثل ازمات الغاز والكهرباء وغلاء الاسعار وايضا العمليات الارهابية فى سيناء الى الوصول الى الاشارة الى وجود اصابع تلعب فى الخفاء .
ونجد ان كلا الرئيسين كان يضع نفسه فى مثابة الشخص الذى لا يخطأ وان الاخرون هم السبب و كلاهما تحدث عن وجود مؤامرات داخلية وخارجية وكلاهما كان يردد انه الرئيس الشرعى .ومن الملاحظ ان كلاهما عند تنصيبه رئيسا سرعان ما اوجد عدوا له اما من الخارج او من الداخل .
وعلى مستوى الدول العربية نجد العديد من النماذج التى تصب فى هذا الاتجاه وعلى رأسها الرئيس العراقى السابق صدام حسين الذى كان يرمى كل فشله على الادارة الأمريكية و على أنها تكيد له المكائد ونسى انه قد ظلم نفسه قبل أن يظلم شعبه و تناسى حالة القمع التى كان يعيشها العراق فى اثناء حكمه . و مازلت أذكر ذلك الموقف الذى يعبر عن جنون العظمة حين كان يتحدث معه قاض المحكمة فقال له صدام "لا تتحدث معى هكذا أنا رئيس البلاد " وهذا الموقف تكرر فى أثناء محاكمة مرسى . فمن الواضح أن الكرسى يصيب صاحبه بداء العظمة حيث يجعل صاحبه يعيش فى حالة وهمية تجعله فى مكانة فوق المسائلة .
ولا ننسى كلمات القذافى التى تعبر بشكل واضح عن البارانويا وجنون العظمة عندما كان يخاطب شعبه قائلا " من أنتم؟؟" وهذا تعبير عن مدى احتقاره لشعبه وعن المكانه الوهمية التى يضعها لنفسه فهو فوق النقد .
تلك العبارات مثل " هناك مؤامرات " و هناك أصابع خفية مازال يرددها أردوغان فلاشك ان هناك عامل مشترك بين تلك الحالات المرضية ألا وهو كرسى السلطة .
وهنا يكمن السؤال ما السبب الذى يؤدى الى اصابة الرؤساء بالبارنويا ؟؟
هل هو المنصب العال المسئول عن اصابتهم بالبارانويا ؟؟
هل المقربين هم السبب ؟
وهل هناك مؤامرات فعلا ؟ واذا ماكانت هناك مؤامرات فعلا فلماذا لا يعترف هؤلاء الزعماء بأخطائهم ؟
وما سر تأكيد كل منهم على فكرة انه الرئيس الشرعى للبلاد ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله