الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعوة الى القراءة

أمير البياتي
(Ameer Albayaty)

2013 / 12 / 29
المجتمع المدني


في دعوات تكاد تكون غير مسموعة اليوم في العراق للقراءة, متزامنة مع اقتحام تكنلوجيا المعلومات البيت العراقي.
الانترنت اليوم يهدد بانقراض الكتاب على عدة محاور منها:
اولا: توفير البدائل عن القراءة التي يراها البعض مملة ومرهقة, فيفضل قضاء وقته باستخدام الانترنت للهو والترفيه فقط.
ثانيا: سهولة الوصول للمعلومة, اليوم بإمكان أي شخص يجيد استخدام الانترنت ان يصل الى أي معلومة يريد مهما كانت بعيدة عن اختصاصه وبتوفر خدمة الترجمة المجانية, مجرد تصفح اكثر من مصدر لهذه المعلومة يصبح من السهل الالمام بها دون الحاجة الى عناء البحث عن الكتاب وشراءه وقراءته, وقد يعطيك صورة احادية.
ثالثا: الأمر الاكثر اهمية هو كثرة الافلام الوثائقية المترجم منها والمدبلج وبجودة عالية التي قد تغنيك عن بحث متكامل وفي شتى المجالات, وانت تستمتع بالمشاهدة.
رابعا: مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت اليوم اشبه بمجموعة صحف محلية ومانشيتات اخبار بإمكان أي شخص تقليبها على عجالة للاطلاع على اخر الاخبار, لحظة استيقاظه من النوم او اثناء تناوله فنجان القهوة او الشاي بدلا من الصحف التقليدية وعناء تقليب اوراقها والبحث فيها. كما وتوفر هذه المواقع امكانية الدخول في النقاشات التي تثري الفكر والعقل وتنمي لغة الحوار وثقافة الرأي والرأي الاخر.
دخول هذه التكنولوجيا على المجتمع العراقي غير من هويته فبدلا من كون الفرد مشغول بيومياته الروتينية, أصبح ملما بالسياسة, وقضايا الدين, وقضايا اجتماعية اخرى. وبدأت تتكون هوية المثقف الناقد.

عودة الى الكتاب وصراعه مع المجتمع, فاليوم اصبحت المكتبات الالكترونية ثرية جدا بكل انواع الكتب وسهولة الوصول اليها هو ما يميزها فاغلبها كتب مجانية لا تكلف العراقي سوى دقائق من التحميل ليكتمل عنده الكتاب على هيئة ملف صغير في جهاز الكمبيوتر, والأهم من هذا سهولة التعاطي مع هذه الكتب خصوصا مع دخول اجهزة الكومبيوتر اللوحية والهواتف الذكية وما توفره من ميزات للقراءة, فبدلا من ان تفتح كتاب قبل النوم وتحتاج الى انارة ضوء الغرفة وقد تتكاسل عن اطفاءه بعد ان تترك الكتاب, فهذه الاجهزة وانارتها الخافتة لا تحتاج الى ضوء الغرفة وبمجرد كبسة زر تطفئ الجهاز وتخلد الى النوم. اضافة الى انه لا توجد كتب ممنوعة او قد تصادر من قبل الدولة لأسباب سياسية او دينية فكل شيء متاح.
جهاز كومبيوتر مهما كان بسيط واتصال مع الانترنت اصبح يمثل مكتبة ثرية لا حصر لها من كتب وبحوث وموسيقى وافلام وثائقية وصحف يومية... الخ ...الخ.
ما اردته هو ان التكنولوجيا تهدد الكتاب فعلا, كحبر و ورق, لكنها لا تهدده كفكر فالفكر لا يمكن ان يموت.
عودة الى الدعوة الى القراءة, فهل القراءة وحدها كافية ؟
في اعتقادي لا, فالقراءة هي مجرد وسيلة للعقل, لا يمكن لأحد ان ينكر ان أعتى المتطرفين من رجال الدين ومدارسهم هم من اكثر الناس قراءة وخصوصا مع هذا الكم الهائل من كتب التراث التي لم تترك صغيرة او كبيرة الا ودونتها. فهل قراءتهم المتواصلة هذه قادتهم الى شيء سوى التعصب والانغلاق الفكري. اضافة الى القراءة بقصد والنظرة الاحادية, فكم من قارئ يفتح كتابا لا ليفهم مضمونه بل ليفند ما جاء فيه وكل ما يتعارض مع قناعاته المسبقة, وكم من قارئ يمسك كتابا ويقرأه دون فهم, او ليفهمه كما يريد. فالدعوة لا بد ان تكون دعوة الى التفكير ليس القراءة فقط, دعوة الى تكريس ثقافة الفرد واهميته في المجتمع, لقتل روح الجماعة التي هيمنت على عقول الناس وجعلتهم اوصياء بعضهم على بعض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في تونس لإجلاء الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين


.. مصدر مصري رفيع المستوى: أحد بنود مقترح الاتفاق يتضمن عودة ال




.. الاحتجاجات تتصاعد.. الاعتقالات في أميركا تتجاوز ألفي طالب


.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل




.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال