الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اضطهاد مسيحيي شمال افريقيا

كوسلا ابشن

2013 / 12 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اضطهاد مسيحيي شمال افريقيا
صادقت الامم المتحدة سنة 1948 على الاعلان العالمي لحقوق الانسان وتقول المادة 18 منه " لكل فرد الحق في حرية الفكر والوجدان الدين , ويشمل هدا الحق حريته في تغيير دينه او معتقده , وحريته في الاعلان عن دينه او معتقده فرديا او جماعيا في الاماكن العامة او الخاصة , بالتعليم والممارسة , واقامة شعائر العبادة واحترام العادات الدينية " .
صادق على هدا الاعلان حتى الدويليات اللقيطة التي تمارس عكس ما تظهره للعالم , الدويلات المنتهكة لحقوق الانسان والكرامة الانسانية , دويلات العداء المطلق لحرية الشعوب والرافضة لكل الافكار الغير المنتمية لمنظومتها الفكرية و العقائدي.
احتفل مسيحيي العالم بالعيد الميلاد المجيد بطقوسه وشعائره بكل حرية عدا مسيحيي دويليات هيمنة الارهاب الاسلامي ومن بينها شمال افريقيا منطقة عرفت معانات المسيحيين الامازيغ مند القدم مع الانظمة الاستعمارية الرافضة للافكار والمعتقدات الدينية الخارجة او المضادة لنسقها الفكري والديني .
مارس الاحتلال الرومان ضد المسيحيين الامازيغ كل اشكال التعذيب والتنكيل والقهر لاجبارهم للتخلي عن الدينية المسيحية وفي حالة الرفض كان يحكم عليهم بالاعدام بالقائهم للحيوانات المفترسة في ميادين المبارزة , وابرزهم كانت شهيدة الايمان المسيحي الامازيغية الحرة بربتوا التي اقتيدت الى ميدان الموت لمواجهة ثور متوحش ليمزق جسدها سنة 202 م .
قدم الامازيغ ثلاثة باباوات للكنيسة الكاثوليكية سنوات الدعوة السرية , البابا فيكتور الاول ( 189 – 199 ) وبين فترة السرية و الاعتراف الرسمي بالديانة المسيحية , البابا ميليتياد ( 311 – 199 ) وفي عهد الحرية الينية قدم البابا جلاسيوس الاول ( 492 – 496 ) .
اعتنق الامازيغ المسيحية بدون اكراه , انتجوا فكرهم ( الدوناتية ) المنتقد للكنيسة الكاثوليكية عندما وقفت بجانب الاستعمار الروماني , وحارب الامازيغ بقيادة دوناتوس الاستعمار الرماني فكريا وميدانيا , وبعد الحرب التحررية الدوناتية بقيت المسيحية هي الديانة المهيمنة في شمال افريقيا الى ان اكتسح الجراد المنطقة واجبر الامازيغ عن التخلي عن المسيحية واعنقال دين الارهاب ليس ايمانا به بل للحفاظ على استمرارية الوجود بعد الابادة الجماعية التي تعرض لها الامازيغ خاصة من اسرعلى التشبث بالمسيحية علانيا وهكذا اضطهد الامازيغ ومنعوا من ممارسة شعائرهم وطقوسهم وحولت كنائسهم الى مساجد وصدرت كل املاكهم وارغموا على اعتناق دين الاستعمار الجديد , الا ان الرفض لفكر الدمار الشامل استمر في اللاوعي الجمعي , وتجلى ذلك من حين الى اخر في الانتفاضات المسلحة وبروز مذاهب جديدة ( شيعية , اباضية ... ) مناقضة للمذهب الرسمي للمحتل .
ظل الاضطهاد للمسيحيين في شمال افريقيا الى الوقت الحاضر و لم تتغير اساليبه الوحشية وادواته القهرية تحت قوانين اقل ما يمكن ان يقال عنها انها اكثر سذاجة مثل حماية الامن الروحي او محاربة زعزعة عقيدةالمسلمين , الامازيغ اكثر حاجة للامن الغذائي منه للامن الروحي وهم اكثر نضجا لحماية عقيدتهم بانفسم او تخلي عنها ان ارادوا ذلك , السلطة الاستعمارية تدرك ذلك جيدا , فمهمتها في اول المقام ليس حماية الامن الروحي بقدر ما هو الحفاظ على وهم العروبة وحماية وجودها الاستعماري , وما رفضها من اعتناق الامازيغ ( المعربين وغير المعربين ) للديانة المسيحية هو خوفها من رجوعهم الى الاصل ورفض العروبة الاستعمارية وظهور حركة دوناتية جديدة تقاتل الوجود الاستعماري وايديولوجيتها الاستلابية الارهابية .
هلوسة اقتراب نهاية الوجود الاستعماري جعل السلطات الاستطانية في شمال افريقيا تتسارع في اصدار قوانينها الاستبدادية المضادة لحقوق الانسان في التعبير عن رأيه اواختيار عقيدته بدون اكراه او تغيير دينه بدون تدخل طرف اخر , ففي الجزائر سن قانون تنظيم الشعائر الدينية وفي المروك قانون حماية الامن الروحي ضد زعزعة عقيدة الشعب والهدف منهما اضطهاد المسيحيين ومنعهم من ممارسة شعائرهم بحرية واعتقال وتعذيب كل من اشتبه في انه مسيحي , وتحت هذا القانون حكم على الامازيغي المسيحي جامع ايت باكريم ب 15 سنة سجنا مازال وراء القضبان منذ 2005 مع سكوت المجتمع الدولي , وهناك اعتقالات واستفزازات يومية للمشتبه فيهم يعيدنا الى عهد محاكم التفتيش , عدا هذا هناك طرد مستمر للمنظمات الانسانية الخيرية التي تحمي الامن الغذائي للاطفال الفقراء ومثالا على ذلك خيرية عين اللوح بالاطلس المتوسط , طرد خدام هذه الخيرية بتهمة مزيفة , زعزعة معتقدات الاطفال .
الحملات الارهابية ضد المسيحيين يشارك فيها الاعلام الاستعماري بكل ثقله تزييفا وتحريضا , فلا حديث الا على ( الاف المبشرين الوهميين ) يغزون الاطلس والريف والجنوب يستغلون الواقع المزري لهذه المناطق لتنصير المسلمين وتحرض هذه الابواق الرجعية الارهابية على قتل المسيحيين كما حصل للرهبان السبعة المغتالين بالجزائر .
الغريب في الامر ان السلطات الاستطانية في شمال افريقيا تنتهك قرارات الامم المتحدة ومنها مادة 18 من اعلان حقوق الانسان من دون رد فاعل لجمعية الامم المتحدة على الممارسات الاجرامية المناهضة لحقوق الانسان, كان عليها على الاقل طردها من فروعها المهتمة بحقوق الانسان وعلى المجتمع المدني الدولي مقاطعة هذه الدول اللقيطة .
تحية للصامدين في وجه الالة القمعية العروبية الاسلامية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم عزيزي كوسلا
ميس اومازيغ ( 2013 / 12 / 29 - 19:40 )
ازول/نعم عزيزي كوسلا (تحية للصامدين في وجه الآلة القمعية العروبية الأسلامية )ان بنيانهم الخرافي الى زوال ونعم الدور دور الأسرائلي الذي سيسجله له التاريخ في شأن ايقاض الشعوب المغزوة المغيبة الملعوب بها وقد بدات رياح التغيير تهز الخيمة العربية العنكبوتية لتذري خيوطها على رؤوس كل من ما يزال يحاول الأبقاء عليها قائمة بتامزغا ارض الأحرار.
ⵜ-;-ⴰ-;-ⵏ-;-ⵎ-;-ⵎ-;-ⵉ-;-ⵔ-;-ⵜ-;-


2 - ماضاع حق وراءَه مُطالب.
أحمد حسن البغدادي. ( 2013 / 12 / 29 - 20:42 )
تحية أستاذ كوسلا أبشن.

إن حرية الرأي والفكر والعقيدة، هي من أهم مبادئ حقوق الإنسان، التي أقرتها الأمم المتحدة، ووقعت عليها جميع الدول الإسلامية.
إن توقيع دولة على قانون صادر من الأمم المتحدة، وعدم تطبيقه، يضع هذه الدولة تحت المساءلة القانونية.
أنتم لاتتوقعون من دولة إسلامية أن تعطيكم حقوقكم، وأنتم غير مسلمين، لأن جميع الدول الإسلامية قد وضعت مادة الشريعة الإسلامية مصدر للتشريع في دساتيرها، وهذا يعني تطبيق حد الردة لكل من يترك الإسلام.
لذلك أنصحكم بأن تقدموا شكواكم لمنظمات حقوق الإنسان الدولية، بشرط أن تتأكدوا من عدم وجود مسلمين يعملون في هذه المنظمات، لأنهم سوف يسلمونكم لبوليس هذه الدول للإنتقام منكم، كما حدث مع الكثيرين.
كما يجب أن ترسلوا شكواكم للبرلمانات الأوروبية، وللرئيس الروسي بوتين، وكذلك لبابا الفاتيكان، ونشر ذلك في الصحف الأوروبية والأمريكية.
ليعرف العالم حقيقة الإرهاب الإسلامي.، إستمروا بنشر قضيتكم بلاهوادة، ولاتنتظروا خيرا ً من الدول الإسلامية.
عندها فقط تضمنون على الأقل عدم تصفيتكم جسديا ً، وربما الإعتراف بحقكم لاحقا ً.

تحياتي...


3 - مقصلة شريعة حقوق الانسان
كنعان شماس ( 2013 / 12 / 30 - 13:15 )
تحية وعســــى ياخذون عبرة من نهاية ملك ملوك افريقيا في يومه الاخيــــر . استهانة بشريعة حقوق الانسان فطمس ذكره واللذين معه في صحراء


4 - الإسلام الإرهابي إلى زوال قريباً
ألأمل المشرق ( 2013 / 12 / 30 - 20:14 )
أصل الإرهاب الإسلامي هو اعتبار القرآن كلام الله. كان الإسلام وما زال، حركة سياسية عنصرية لا دين به .. اسقاط قدسية القرآن هو أول مراحل هدم فاشية الإسلام. ليس في هذا فناء المسلمين، بل بالعكس، ففيه ولادتهم من جديد مثلما ولدت الشعوب الأوروبية من جديد شعوب حرة عصرية بعد القضاء على كل ما أتت به النازية والفاشية...
تحية لك زند يحمل معولا يحطم به جدار الإسلام الإرهابي

اخر الافلام

.. 164-An-Nisa


.. العراقيّ يتبغدد حين يكون بابلياً .. ويكون جبّاراً حين يصبح آ




.. بالحبر الجديد | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامية الإ


.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا




.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج