الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يوجد شخص علماني ...وهل توجد دولة اسلامية

أمير البياتي
(Ameer Albayaty)

2013 / 12 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من المغالطات الشائعة في المجتمعات العربية الاسلامية هي وصف الفرد بانه علماني مع انها صفة تخص الدولة... و وصف الدولة بانها اسلامية مع انها صفة تخص الفرد.
العلمانية ليست هوية يوصف بها فرد وليس لها أي دلالة فردية يمكن القول ان الفرد يؤيد النظام العلماني لإدارة الدولة ومؤسساتها اما ان يكون هو بحد ذاته علماني فهذه مغالطة , فالعلمانية هي فصل الدولة عن الدوغما او الاصولية سواء كانت دينية او قومية او غير ذلك من التوجهات الفكرية والمقصود بالدولة هنا هي نظام ادارة المؤسسات والتداول السلمي للسلطة. يميل البعض الى اطلاق تسمية علماني على شخص للإشارة الى انه غير ملتزم دينيا او غير متدين وهذا اسلوب ملتوي, يجب تسمية الامور بمسمياتها فالتوجهات الدينية معروفة اما مؤمن متدين او مؤمن لا ديني (ربوبي) او ملحد او لا ادري, كل هذه صفات تخص الافراد ممكن استخدامها اما صفة العلماني فهي استخدام خاطئ, الا اذا كان المقصود منها ان هذا الشخص يؤيد النظام العلماني في ادارة الدولة, فقد يكون ملائم شريطة التوضيح.
اما وصف الدولة بانها اسلامية فهذه مغالطة اخرى فالدولة كيان اعتباري قائم على مؤسسات كيف لها ان تكون دولة مسلمة؟ هل هي تصلي وتحج ! نفس المغالطة فالإسلام صفة فردية, بالإمكان وصف شخص انه مسلم, لكن لا يمكن وصف منظومة ادارية انها مسلمة, الدولة هي ادارة المؤسسات ويفضل الفصل بينه,ا فهناك المؤسسة التشريعية والمؤسسة التنفيذية ومؤسسة القضاء والمؤسسة العسكرية وغيرها. ادارة هذه المؤسسات وفقا للدستور الرسمي هو ما يعرف بالدولة حسب مفهومها الحديث, فكيف لإدارة هذه المؤسسات ان تكون مسلمة !
كون المؤسسة التشريعية في هذه الدولة تستند الى احكام وتشريعات الاسلام هذا لا يعني ان الدولة مسلمة فالمؤسسة التشريعية هي احدى مؤسسات الدولة وليست كلها.
اما اذا كان المقصود ان الدولة الاسلامية هي الدولة التي اغلب سكانها من المسلمين فقد تكون تلك الصفة ملائمة لها شريطة التوضيح.
فيصح ان نقول: شخص مسلم في دولة علمانية... ولا يصح ان نقول: شخص علماني في دولة اسلامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا أخ أمير هدء من روعك قليلا. .
عمر ( 2013 / 12 / 30 - 07:41 )
يا أخ أمير. .ما هذا التخبط في المفاهيم والتعريف. .
وهل تملك أنت تعريفا دقيقا وواضحا للعلمانية أذا كان منظروها عجزوا عن تعريفها إلا بشكلها الشمولي ؟
من الخطاء الكبير أن تشرح العلمانية بهذه الصورة الباهتة التي تكرس جانب هلامي منها هو فصل الدين عن الدولة أو وضع حاجز شوكي بين مؤسسات دولة ما اسلامية أو غيرها عن مؤسسات وأدارات دولة علمانية مفترضة!
أخي أمير أعرف أن غضبك من كل ما هو أسلامي يقودك إلى هذا الفكر. .لكن لنكن منصفيا فقط. .تجاه أنفسنا على أقل تقدير. .فلقد تجاوز العلمانين هذه المفاهيم المغلوطه عنهم من أجل مصالح الناس. .لان أي دين ينتهجه الأنسان وفقا لحرية معتقدة لابد أن يلامس حياته وبالتالي فأن السياسه وأدارة الدولة لن تكون بعيده عن ما يلامس حياة الناس بها. .وبذلك يصبح هناك قاسم مشترك بين الافكار. .
والأهم من ذلك هو مراعاة مصالح الناس فأين الخطأ مثلا لو أقام الدين مبادئ العدل بين الناس ؟! وأين النقيصة لو ناد الدين بسمو الأخلاق؟!
أليس هذا ما تدعوا إليه العلمانية أيضا ؟!
لا يمكن لأي علماني أن يفرض هذا الفصل التعسفي الفكري أذا وجد أن الدين ايضا يدعوا إلى ما يدعوا هو إليه


2 - بإختصار أخ أمير
عمر ( 2013 / 12 / 30 - 08:27 )
بمعنى أخر مختصر يوجد علماني متدين كما يوجد متدين علماني الفرق بينهم من أين ينطلق أحدهم في أفكاره فقط . .هذا على الصعيد الفردي. .
وعلى صعيد الدولة قد تنطلق الدولة في أدارة مؤسستها من منظور ديني يكفل مبادئ الدين التي تدعوا إلى المساوة بين مختلف الفئات ومراعات الأقليات بها وفقا لحرية المعتقد. .وهذا ما تدعوا إليه العلمانية نفسها. .


3 - الاخ عمر
أمير البياتي ( 2013 / 12 / 30 - 08:36 )
اشكر مرورك اولا
اين التخبط في المفاهيم الذي اشرت اليه ؟
لماذا من الخطأ ان اشرح العلمانية بهذه الصورة؟ اليست هذه هي صورتها المتكاملة والمعمول بها اليوم لكي نفهم العلمانية لا بد من نظرة تأريخيه لمعرفة الظروف التي ادت الى ضهورها لكن ان لا نعلق في التأريخ .العلمانية اليوم لا تحتاج الى فلسفة وتفسير هي نموذج مر بمراحل عديدة ليصل الى ما هو عليه... وليس نصا مقدسا ما هو الا نتاج تجارب بشرية قابل للتطوير والتغيير و اثبت نجاحه
اذا كان منظروا العلمانية كما تقول قد عجزوا عن تعريفها فهذا لعيب فيهم وليس في الفكرة نفسها
اشرت الى حرية المعتقد وضرورة ان يلامس الدين حياة الناس هذا شيء جميل جدا لكن ان يلمسهم بشكل طوعي نابع عن ايمانهم ومدى قوته لا ان يفرض عليهم بقوانين فتصبح الزكاة مثلا اشبه بالضريبة المكروهة


4 - أخ أمير. .السلام عليكم
عمر ( 2013 / 12 / 31 - 06:56 )
وأنا أشكر سعة صدرك وإستقبالي في متصفحك المثير للأهتمام. .
تقول أن العلمانية فصل الدولة عن الدوغما أو الأصولية دينية أو قومية والأصح أن العلمانية لا تفصل وأنما(( تميز)) بين السلطة السياسية لدولة والسلطة السياسية لدين ما أوردته أنت ينطبق بشموليته على الليبرالية بشكل أدق
وصدقني أدرك جيدا أننا في الوطن العربي نعرفهما بأنهما وجهين لعملة واحدة!

العلمانية لا تعنى إلا بالجانب السياسي فقط في أدارة مؤسسات الدولة لهذا ستجدها تناقض نفسها فهى من دون إرادة تتبنى الديمقراطية بمفهوم العدل والمساوة وأختيار الحاكم الأصلح وسأقول لك بأن الأديان أيضا تتبنى الديمقراطية بالمنادة بالعدل والمساوة وإختيار الحاكم الاصلح. .فالمساحات بينهما مشتركة.
جاء في ردك الكريم مثالا على الزكاة وهو جانب أقتصادي يمكنك نقده من جانب لليبرالي أقتصادي وليس علماني سياسي!
وأيضا الزكاة لايمكن وصفها بالضريبة كمفهوم إقتصادي حديث لان هناك حرية لدافعها أن لايسلمها لخزينة الدولة حتى تعيد تصريفها فيمكن للفرد نفسه دفعها مباشرة لمن يراه مناسبا من الفقراء بعيدا عن تنظيم الدولة وبدون معرفتها حتى!
ومثل ما أسلفت أخي هي تنظيم ديني أقتصادي

اخر الافلام

.. صلوات ودعوات .. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسي


.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية


.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: المسيح متواجد معنا في كل مكا




.. بدايات ونهايات حضارات وادي الرافدين