الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الثاني:

بشاراه أحمد

2014 / 1 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعليق على "أنا VS غشاء البكارة" - الجزء الثاني:
الحوار المتمدن-العدد: 3777 - 2012 / 7 / 3 - 23:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات

ما هي حقيقة حد الزنا الشرعي في الأديان؟
الآن يا إيفان الداجي قد إنتقلت في هذه المرحلة إلى ألحديث عن رجم الزانية ونسيت أو تناسيت أن الرجم يطول أيضاً الزناة من الرجال وليس النساء فقط، ولكن ما دمت مصرة على تبني أفكار اليهود والنصارى في هجومك على الدين القويم، ومحاولة تشويه الحقائق حوله، إذن لا بد لنا من أن نضع النقاط على الحروف، لنبين لك بصفة خاصة وللقاصي والداني بصفة عامة أين تكمن الحقيقة والحق والصدق والميزان. بالأدلة والبراهين التي لا يقوى أحد أن ينفيها أو ينكر مصدرها الموثق، لأن هذا الموضوع وحقيقته يهم الكثيرين من الذين إختلطت عليهم الأمور من المغالطات والإتهامات المغرضة ليتها كانت بغرض كشف الحقائق للناس بمسئولية وشفافية خالية من الأهواء والأجندة الخاصة، ولكن للأسف إنحرف الكثيرون عن المسار الصحيح لشيء في النفس التي أعماها الهوى والحقد وكراهة الحق لتعرفين كيف صحح الإسلام مسار البشرية كلها وأقام ميزان العدل؟ فنقول ما يلي:

أولاً: عندما ظهر الإسلام وجد الناس يرزحون تحت وطأة العادات والتقاليد الخبيثة، فكشف سوءتها وعرَّى مكنون شرها على الفرد والجماعة والبيئة. فوجد مثلاً الفتاة البريئة تُؤْئَدُ، فَيَدُسُّهَا والدها في التُّرابِ حَيَّةً، كل ذنبها أنها خُلِقَتْ أنثى يقول تعالى: (وإذا الموؤدة سؤلت بأي ذنب قتلت؟)، كما يقول في سورة النحل عن العرب في الجاهلية التي جاء الإسلام العظيم حرباً عليها،، يصف حالهم إذا بُشِّرَ أحدُهم بميلاد أنثى له، تسود الدنيا في وجهه من شدة وقع هذه البشرى الكارثية بالنسبة له، قال تعالى مصوراً هذه البشاعة والغباء: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ-;- ...)، التي وضعتها زوجته له، غضب وإكفهر وجهه وإستحى من مقابلة الناس له وتحاشاهم وتوارى منهم حتى لا يرى نظرات الشماتة في وجوههم، فوصف الله حالته هذه، قال: (... ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ 58)، من شدة الغيظ والحنق، لانه قد بشر بمُجْلِبَةٍ للعار له إن عاجلاً أم آجلاً، فهو من شدة شعوره بالعار، (يَتَوَارَىٰ-;- مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ...), ولا يدري ماذا يفعل بهذه المولود التعس غير المرغوب فيه ويمثل نقطة سوداء في حياته، (... أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ-;- هُونٍ ...), ويرضى بالعار المتوقع من هذه الأنثى؟ (... أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ...)، بدفنها حيةً في مهدها، بدون ذنب جنته،، قال تعالى عنهم وعن ظلمهم وسوء تقديرهم، (... أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ 59") فأوقف الإسلام هذه العادة القبيحة وتصدى لها وقاومها حتى أبطلها.

ثانياً: وقد وجد الإسلام المرأة لا تُوَرَّثُ، فقضى لها بميراثها كاملاً، يقول تعالى في سورة النساء (لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ ...), أيضاً، (... وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ ...), ليس منحة أو عطية كيفما يتفق وتجود به النفس الأمارة، بغض النظر عن مقدار ذلك الميزاث بل هو حق كامل مهما كان مقداره (... مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا 9).

ثالثاً: وجد الإسلام الزوجة في الجاهلية يُظَاْهَرُ منها ظلماً، وقد جاءت إمرأة تُجادل رسول الله في زوجها الذي ظاهر منها ولم يكن آنذان لدى الرسول حكمٌ من الله في الظهار، فأوحى الله تعالى له بسورة المجادلة حَلَّاً لمشكلة هذه المرأة ومشكلة أمثالها من النساء وسميت السورة بمسمى قضيتها "المجادلة"، وفرض الله عقوبةً قاسيةً على الأزواج الذين يظاهرون من نسائهم. يقول تعالى لنبيه فيها: ("قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ...), وهي تشعر بالظلم من هذا الظهار، (... وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ...), أن ينصفها وينزل حكمه في حالتها, (... وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ...), لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، (... إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ 1). فأنكر الله على المظاهرين من نسائهم هذه الفعلة المبتدعة الظالمة عليهم فقال: (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم ...)، فيحرمونهن بقولهم لهن "أنت علي كظهر أمي" فتحرم عليه في الجاهلية ولا يقربها كزوجة، فقال زاجراً مستنكراً ذلك: (... مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ...), وبَشَّعَ بهذا القول عنهم فقال: (... وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ...), لا يليق بهم أن يقولوه، (... وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ 2), إن تابوا وإستحقوا ذلك العفو منه، ثم أصدر حكمه على هؤلاء المظاهرين قال فيه: (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ...), ويتراجعون عن عزمهم الطلاق والتحريم، ويقرروا الإحتفاظ بزوجاتهم، (... ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا ...)، تفرض عليهم كفارة لهذا الذنب الكبير، وهي ثلاث درجات من الكفارة ليست بالخيار ولكن بالإستطاعة، أولاً: (... فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ...)، يعتقها من الرق، ولا يقرب ذوجته التي ظاهر منها حتى ينفذ الكفارة أولاً، لذا قال: (... مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ...), تحذيراً مغلظاً، (... ذَٰ-;-لِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ 3)، فمن لم يجد رقبة يعتقها عليه تنفيذ الكفارة الثانية، قال تعالى: (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ...), ستين يوماً بدون إنقطاع، أيضاً لا يقرب الزوجة المظاهر منها حتى تنقضي الكفارة كاملةً، يقول تعالى في ذلك (... مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ...), أيضاً، أما إن عجز عن الصيام، فعليه الإنتقال إلى الكفارة الثالثة، قال تعالى فيها ( فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ...), ولكن لِمَ كُلُّ هذه الكفارة والتشديد على الذي يظاهر من إمرأته؟؟؟ يقول تعالى (... ذَٰ-;-لِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ 4") لأنهم لم يلتزموا حدوده.

رابعاً: كما وجد أيضاً المجتمع يأكل مال اليتيم، فحرَّمَ ذلك وغَلَّظَ عليه فقال في سورة النساء (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً 2)، ويقول في سورة الأنعام (وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 152). فحفظ له نصيبه كاملاً حتى لو كان جنيناً في بطن أمه، ووضع الضمانات الكافية لصيانة ميراثه حتى يبلغ اشده ويكون مؤهلاً لإدارة ماله بنفسه،، وغير ذلك الكثير من العادات والتقاليد البشعة، فتصدى لها وحاربها ووضع البدائل التي تحفظ للإنسان حريته وكرامته كاملة حتى في إختيار دينه الذي يرتضيه لنفسه "على علم"، حتى تقام عليه الحجة أمام ربه يوم الدين.

فالإسلام ليس عادات وتقاليد يفرضها على المجتمع ويقهر الناس عليها، وإنما هو نظام حياة كامل، متكامل يرتبط صدره بعجزه، وأوله بآخره في دائرة مغلقة، محورها هو إحترام الفرد لحقوق الناس ومعتقداتهم وخصوصياتهم، وبالمقابل طلب من كل الناس والمجتمع أن يحترم حقوق ذلك الفرد وخصوصياته ومعتقداته. فأنت تتحدثين عن المرأة في الإسلام، تلك الملكة الحقيقية في مملكتها، وتسعين إلى جرها إلى وكر الفاشلين المحبطين، إلى حضيض سوق النخاسة وعالم الإباحية والإلحاد والفساد. ولكن هيهات. فلنر أولاً معالم بسيطة من مملكة المرأة المسلمة، ثم نقارنها بأفضل ما عليه البشرية على الإطلاق لنترك الحديث للحقائق ونسكت الإفتراءات.

فمن هي المرأة في الإسلام وفي الكتاب المقدس، ثم في الكفر والإلحاد؟ وسيكون منهجنا هو التعامل بالأدلة والبراهين الموثقة والمعتمدة لدى أصحابها، مقابل القرآن الكريم والسنة النبوية،، وعلى الناس أن يحكموا بعقولهم النيرة. لا نريد بذلك عمل مفاضلة بين الأديان والمعتقدات، فكل صاحب دين أو معتقد نحن نحترم إختياره ومعتقده ولا نتدخل في هذا الإختيار، وقد أمرنا الإسلام أن نحترم عقائد الآخرين، ونحن نلتزم ما أمرنا به الله تعالى أو رسوله الكريم، ولكننا نريد إبراز أهم المراجع للإنسان وهي كتبه المقدسة عنده، ومرجعيته الدينية التي يثق بها، فماذا قال هذا وماذا قال ذاك؟؟

قصة خلق آدم وحواء:
أولاً: ماذا جاء في العهد القديم عن المرأة منذ بدأ خلقها الله؟، في تكوين 3: الأعداد 6-18: ("6- فرأت المرأة ان الشجرة جيدة للأكل وانها بهجة للعيون وان الشجرة شهيّة للنظر. «فأخذت من ثمرها واكلت واعطت رجلها ايضا معها فأكل»"), إذن هي التي أعطته ولم يأكل هو من تلقاء نفسه، ("7- فانفتحت اعينهما وعلما انهما عريانان. فخاطا اوراق تين وصنعا لانفسهما مآزر", "8- وسمعا صوت الرب الاله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار. فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الاله في وسط شجر الجنة", "9- فنادى الرب الاله «آدم وقال له اين انت»", وتجاهل حواء ولم يناديها معه؟ "10- فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان فاختبأت", "11- فقال من اعلمك انك عريان. هل اكلت من الشجرة التي اوصيتك ان لا تأكل منها", "12- فقال «آدم المرأة التي جعلتها معي هي اعطتني من الشجرة فأكلت»"), كما ترون فقط القى التهمة عليها وبرأ نفسه منها، ("13- فقال الرب الاله للمرأة «ما هذا الذي فعلت». فقالت المرأة «الحيّة غرّتني فاكلت»)"، فإعترفت على نفسها وتحملت المسؤلية وحدها ثم رمت بها الحية,،، إلى أن قال: ("16- وقال للمرأة «تكثيرا اكثر اتعاب حبلك. بالوجع تلدين اولادا». و «الى رجلك يكون اشتياقك وهو || يسود عليكِ ||»)"، عقوبة ومهانة معاً ("17- وقال لآدم لانك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تأكل منها ملعونة الارض بسببك. بالتعب تأكل منها كل ايام حياتك"، "18- وشوكا وحسكا تنبت لك وتأكل عشب الحقل"). واضح هنا الفرق الشاسع بين المرأة والرجل منذ بدأ الخلق، فقد قال لها "ويسود عليك".

ثانياً: وبالمقابل، ماذا جاء في القرآن الكريم عن قصة خلق آدم وحواء؟ هل أيضاً حَمَّلَ حواء مسئولية المعصية والغواية وحدها كما جاء في "الإصحاح السابق"، أم أنه حملها لهما معاً بالتساوي؟
بين تعالى ذلك في سورة الأعراف بقوله: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ ...), للإثنين معاً، وليس لحواء وحدها، لغاية محددة يريدها إبليس اللعين، هي: (... لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا ...), لاحظي أن الحديث عنهما معاً بضمير الإثنين، فخاطبهما الشيطان (... وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰ-;-ذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ 20)، إذن إستمعا معاً لغواية الشيطان وإقتنعا وقررا تصديقه، (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ 21), فصدقاه لقسمه، (فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ...), وقد تغلب عليهما بحيله، (... فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا ...), معاً، (... وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ...), فكانا قد وقعاً في شر أعمالهما، (... وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ 22), العتاب عليهما معاً، والرد منهما معاً، (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ 23), وهذا العدل هو الذي لدى محمد ويعتقده ويبشر به كل مسلم. هل لديكم صورة للمساواة تعدل هذه الصورة الموثقة من الله الذي تفترين عليه دون علم بمحتواه ومقاصده؟

إكرام المرأة وإمتهانها:
أولاً: وعن إكرام المرأة أو إمتهانها، جاء في العهد الجديد، 1تيموثاوس 2: ("9- وكذلك ان النساء يزيّنّ ذواتهنّ بلباس الحشمة مع ورع وتعقل لا بضفائر او ذهب او لآلىء او ملابس كثيرة الثمن", "10- بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله باعمال صالحة"، "11- «لتتعلّم المرأة بسكوت في كل خضوع»", "12- و «لكن لست آذن للمرأة ان تُعَلِّمَ» و «لا تَتَسَلَّطَ على الرجل بل تكون في سكوت»", "13- «لان آدم جبل اولا ثم حواء»", "14- و «آدم لم يَغْوَ لكن المرأة أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ في التعدِّي»", "15- و «لكنها ستخلص بولادة الاولاد ان ثبتن في الايمان والمحبة والقداسة مع التعقل»"). ما رأيك بهذه القدر العالي من الإكرام للنساء ؟
الآن أنظري إلى هذه الباقة من التفرقة العنصرية بين الرجل والمرأة، قال بولس في 1كورنثوس 11: ("3- ولكن اريد ان تعلموا ان «راس كل رجل هو المسيح». و «اما راس المرأة فهو الرجل». وراس المسيح هو الله", إذن الرجل بالنسبة للمرأة بمثابة إلهها "4- «كل رجل يصلّي او يتنبأ وله على راسه شيء يشين راسه»", "5- و «اما كل امرأة تصلّي او تتنبأ وراسها غير مغطى فتشين راسها لانها والمحلوقة شيء واحد بعينه»", "6- «اذ المرأة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها». و «إنْ كان قبيحا بالمرأة ان تقص او تحلق فلتتغط»", "7- «فان الرجل لا ينبغي ان يغطي راسه لكونه صورة الله ومجده». و «اما المرأة فهي مجد الرجل»", "8- «لان الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل»", "9- و «لان الرجل لم يخلق من اجل المرأة» بل «المرأة من اجل الرجل»", 14- ام ليست الطبيعة نفسها تعلّمكم «ان الرجل ان كان يرخي شعره فهو عيب له»", "15- و «اما المرأة ان كانت ترخي شعرها فهو مجد لها لان الشعر قد أعطي لها "عِوَضَ بُرْقُعٍ"»").

ثانياً: وبالمقابل، ماذا يقول الله تعالى عن المرأة بجانب الرجل، في سورة الحجرات: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ...) كل الناس بغض النظر عن تنوعهم، (... إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن «ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ-;-» ...), دون تمييز أو تفضيل، (... وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ «لِتَعَارَفُوا»), تسهيلاً وتمهيداً لضرورة تعاملكم وتكاملكم مع بعضكم بعضاً، بنديَّة (... إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ «أَتْقَاكُمْ» ...), هنا إذن التمايز بين الناس فقط بالسلوك والأخلاق والأمانة والقيم الإنسانية الإيجابية لا غير، (... إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ 13)، لا يستطيع أحد أن يخدعه أو يمرر عليه شيئاً. يقول تعالى في سورة المائدة (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ-;- وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 2). هذا هو إله الإسلام الذي تحاربونه وتبحثون عن بديل له.

وعن رسول الرحمة في إكرم الأنثى: قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من ابتُلِيَ من هذه البنات بشيءٍ – وفي رواية فأحسن إليهِنَّ - «كُنَّ له سِتراً من النار») وثبت عن أنه قال (مَنْ عَالَ جَاريتَيْنِ – بمعنى قام عليهما بما يجب لهما من التربية – حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين – وأشار بأصبعيه). وبالمناسبة، ليس هناك أي حديث مقابل لهذا الحديث خاص بالولد الذكر؟ ويقول (من ولدت له أنثى فلم يُئِدهَا، ولمْ يُهِنْهَا، ولم يُؤثِر ولدهُ عَليْهَا «أدخله الله بها الجنة«)، أترين يا إبنتي؟ هكذا ينظر الإسلام ورب الإسلام ورسوله إلى المرأة، فلماذا تعادونه وتحاربونه هكذا؟

جاء رجل إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا رسول الله من أولى الناس بحسن صحابتي؟ (قال: «أمك»)، قال: ثم من؟ (قال: «أمك»)، قال: ثم من؟ (قال: «أمك»)، قال ثم من؟ (قال: أبوك) رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله في النساء، فإنهن عوانٍ عندكم، أخذتموُهَّن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن). رواه البخاري ومسلم

ولادة الأنثى قياساً بولادة الذكر:
أولاً: ماذا يقول الكتاب المقدس عن ولادة الأنثى قياساً بولادة الذكر؟ جاء في سفر اللاويين 12: ("1- وكلم الرب موسى قائلا", "2- كلم بني اسرائيل قائلا. اذا حبلت امرأةٌ «وولدت ذكرا تكون نجسة سبعة ايام». كما في ايام طمث علتها تكون نجسة", "3- وفي اليوم الثامن يختن لحم غرلته"، "4- «ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يوما في دم تطهيرها». كل شيء مقدس لا تمسّ والى المقدس لا تجيء حتى تكمل ايام تطهيرها"، "5- و««ان ولدت انثى تكون نجسة اسبوعين»» كما في طمثها. ««ثم تقيم ستة وستين يوما في دم تطهيرها»»").

ثانياً: المرأة المطلقة لا تتزوج بعد زوجها أبداً، كما جاء في إنجيل متى 5: ("31- وَقِيلَ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ", "32- وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ «إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي» وَ «مَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي»"). إذن المرأة بطلاقها يحكم عليها بالموت المعنوي وتحرم من أبسط حقوقها الحميمية الطبيعية، فهل هناك ضمان لصدها عن اللجوء للطرق غير المشروعة من زنا أو سحاق لتعوض ما حرمت منه بالزواج مرة أخرى؟

ثالثاً: القرآن يحفظ لها حقوقها وإنسانيتها ومستقبلها بعد الطلاق، يقول تعالى في سورة النساء (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا ...), فلا بأس في محاولتها الحفاظ على بيتها إن أرادت، (... فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ...) يكون مرضياً للطرفين وفي حدود الشرع، (... وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ...), للإثنين معاً لأن الطلاق أمر بغيض ولكنه مشروع، (... وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ...), فالإنسان بطبعه شحيح إلا من رحم ربي، ولكن هناك تحفيذ من الله للطرفين، (... وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا 128)، وهو يضمن لكم الجزاء الأوفى من عنده. إما العدل بين الزوجات، "كل العدل" وبكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى «مستحيل»، ومن إدَّعَاه يكون منافقاً، لذا لن يطالبكم الله به أو يشترطه عليكم، لأن العدل في المشاعر والوجدان والأحاسيس صعب فرضه على أحد، فالله يعلم هذه الحقيقة، لذا يقول: (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ...), لأنه من الطبيعي أن ترتاح نفسك "في الخفاء" إلى واحدة أكثر من الباقيات، ولكن هناك شرط هو في إستطاعتك الوفاء به، لذا يلزمك الشرع به ويشدد عليه، فيقول: (... فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ ...), وراء هوى النفس دون الإلتفات إلى مشاعر الزوجة الأخرى، (... فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ...), فيجب أن تراعي حقها كزوجة وتتقي الله فيها، (... وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا ...), عن هوى القلب "القهري" الذي ليس في يدكم، (... رَّحِيمًا 129)، بكم وبهن حتى لا يضيع حقهن الشرعي والإنساني عندكم. وهذا يديم العلاقة بين الأزواج في حدود مقبولة، أما إذا تعذرت الحياة بينهما، ولم يجدا بداً من الطلاق، بعد محاولات المصلحين والحكام بينهما من أهله وأهلها، فلن يكون هذا الطلاق نهاية المطاف وبداية التعاسة لهذه المطلقة، بل أمامها فرص أخرى كثيرة، قال: (وَإِن يَتَفَرَّقَا ...), بالطلاق، (... يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ...)، فأمامها فرص أخرى للزواج مرة ومرات بعد إنقضاء عدتها، وكذلك الحال بالنسبة له، فهناك سعة وفضل، وحكمة، (... وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا 130). وقد طبق النبي الكريم هذا المبدأ في نفسه إذ أن كل زوجاته "ما عدا السيد عائشة" ثيبات، وبعضهن في منتصف عقدهن السابع من العمر، كذوجته الثانية بعد خديجة، السيدة سودة حيث كان عمرها عند زواجه منها 65 سنة وتكبره بخمس سنوات.
فلك أن تتصوري تعاسة المرأة غير المسلمة، وهي موضوعة بين المطرقة والسندان، إما أن ترتضي العيش مع زوج يبغضها وتبغضه مدى حياتها أو حياته، وإما أن تُطَّلقَ منه فيحرم عليها الزواج بغيره مدى حياتها، ومن تزوج منها يعتبر زانياً، ويعرض نفسه إلى حد الزنا وهو الرجم بالحجارة حتى الموت. هل هذا ظلم للمرأة أم أمر طبيعي مستساغ لديك؟ فماذا إن سعت للعلاقات المحرمة بالخفاء أو العلن؟ ومن هو المسئول عن هذا الإنحراف الذي يكون أحياناً "قهراً" أمام الإحتياجات الطبيعية للمرأة؟

المرأة ودم الحيض والنفاس:
أولاً: ليست هذه فقط هي مأساة المرأة غير المسلمة، بل هناك ما هو أعظم ظلماً وتحقيراً وإهانة، من الذين لا يدينون بدين او يلتزمون بتعاليم شرع سماوي. أما عما جاء بكتب غير المسلمين، مثلاً، جاء في سفر اللاويين 15: ("19- و«اذا كانت امرأة لها سيل وكان سيلها دما في لحمها»، «فسبعة ايام تكون في طمثها وكل من مسّها يكون نجسا الى المساء»", ليس ذلك فحسب، بل،، "20- و«كل ما تضطجع عليه في طمثها يكون نجسا»، و «كل ما تجلس عليه يكون نجسا»", ليست مسألة نجاسة عادية، بل صارت وبأ معدياً وصارت منبوذة بطمثها ومؤاخذة عليه، وليت الأمر يقف عند هذا الحد! بل يتخطاه إلى ما إلى غير ذلك. يقول أيضاً اللاويين 15: (21- و«كل من مسّ فراشها يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا الى المساء»", حتى بعد الحمام وغسل الثياب تستمر النجاسة المعنوية حتى المساء، وليس هذا نهاية المطاف، بل "22- و «كل من مسّ متاعا تجلس عليه يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا الى المساء»", لاحظي أن المس يكون باليد أو الأصبع أو نحو ذلك، ويكفي "للمبالغة" غسل ذلك العضو الذي مس "ليس الطمس نفسه" بل فقط "مس متاعاً جلست عليه"، ولم يشترط إن كان المكان قد تلوث بالدم أم لا، إذن هي نجاسة معنوية أكثر منها نجاسة مادية، أمر مدهش، أليس كذلك؟

ومع ذلك هناك المزيد الفريد. حيث يقول: "23- و«ان كان على الفراش او على المتاع الذي هي جالسة عليه عندما يمسّه يكون نجسا الى المساء»", وهناك لا يزال المزيد، أنظري! "24- و «ان اضطجع معها رجل فكان طمثها عليه يكون نجسا سبعة ايام». و «كل فراش يضطجع عليه يكون نجسا»", حتى الجالس أو المضطجع نفسه أصبح ناقلاً للنجاسة لمدة سبعة ايام، لا يزال هناك المزيد الفريد، "25- و«اذا كانت امرأة يسيل سيل دمها اياما كثيرة في غير وقت طمثها او اذا سال بعد طمثها فتكون كل ايام سيلان نجاستها كما في ايام طمثها. انها نجسة»", "26- «كل فراش تضطجع عليه كل ايام سيلها يكون لها كفراش طمثها». و «كل الامتعة التي تجلس عليها تكون نجسة كنجاسة طمثها»", "27- و «كل من مسّهنّ يكون نجسا فيغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا الى المساء»", إذن فهي نجسة ومصدر للتلوث بالنجاسة ما دامت تحيض، يعني النجاسة وتأثيرها يستمر حتى موعد الطمس التالي، أليس هذا شيئاً يستحق الوقوف عنده والتأمل؟ أيضاً حتى بعد أن تطهر من الدم تستمر النجاسة لمدة سبعة أيام إضافية حتى تطهر، فيقول في ذلك: "28- و«اذا طهرت من سيلها تحسب لنفسها سبعة ايام ثم تطهر»", "29- و«في اليوم الثامن تأخذ لنفسها يمامتين او فرخي حمام وتأتي بهما الى الكاهن الى باب خيمة الاجتماع»", "30- فيعمل الكاهن الواحد «ذبيحة خطية» والآخر «محرقة ويكفّر عنها الكاهن امام الرب من سيل نجاستها»", إذن جريمة الطمس التي حدثت لها هي مسئولة عنها ويلزمها ذبيحة خطية، وأخرى كفارة عنها من سيل نجاستها!!! "31- فتعزلان بني اسرائيل عن نجاستهم لئلا يموتوا في نجاستهم بتنجيسهم مسكني الذي في وسطهم", "32- هذه شريعة ذي السيل والذي يحدث منه اضطجاع زرع فيتنجس بها", "33- والعليلة في طمثها والسائل سيله الذكر والانثى والرجل الذي يضطجع مع نجسة"). فإذا كان الطمس شيء طبيعي وجزء من كيانها ودورها في الحياة كأنثى، ويسيل الدم دون تدخل منها أو لذنب إقترفته، فلماذا تحمل بذنب لم تقترفه ويطلب منها كفارته؟ فالمرأة النَّفساء فى الكتاب المقدس مخطئة ولابد لها من كَفّارة لتتوب عما لم تقترفته.

ثانياً: وبالمقابل، فلنر كيف عامل الإسلام المرأة وهي حائض أو نفساء، حتى تكتمل الصورة لدى الغوغائيين بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. يقول تعالى في سورة البقرة: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى ...), بالنسبة للمرأة في المقام الأول، حمايةً لها من إقتراب الرجل منها مكان ذلك الأذى فيزيد من ألمه وأذاه عليها، لذا قال: (... فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ ...), ليس عزلة تامة، بل فقط (... فِي الْمَحِيضِ ...)، "تحديداً"، حيث موضع خروج الدم، (... وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ ...), هناك "جِمَاعَاً"، (... حَتَّىٰ-;- يَطْهُرْنَ ...), من دم الحيض، وليست هي في ذاتها لأنها طاهرة وهي حائض، (... فَإِذَا تَطَهَّرْنَ ...), من الطمس وإغتسلن منه "مرة واحدة" بالماء فقط، (... فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ...), حيث الحمل والولادة دون سواه، (... إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ 222).

المرأة في الإسلام ثروة إنسانية، لذا قال فيهن (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ...), فيه سعادة الدنيا ومدخل لسعادة الآخرة، (... فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ-;- شِئْتُمْ ...), دون أدنى حرج حتى في ليلة الصيام في رمضان إلى ما قبل الفجر بقليل، بل (... وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ...), لأخذ حظكم منهن وإعطاءهن حظهن منكم "إشباعاً"، (... وَاتَّقُوا اللَّهَ ...), في تعاملكم معهن بالرفق والإنسانية والرحمة والحب، (... وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 223)، وسيحاسبكم على سوء معاملتهن أو إنقاص حقهن مطلقاً.

عَنْ أم المؤمنين، عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ (كَانَ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَرَأْسُهُ فِى حَجْرِى وَأَنَا حَائِضٌ») تأكيداً للمسلمين بأن الحيض لا ينجس المرأة بل مكان سيلانه وخروجه فقط, وفى رواية أخرى للبخارى، قالت: (كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَتَّكِئ فِى حِجْرِى وَأَنَا حَائِض فَيَقْرَأ الْقُرْآن»). ألا ترون كيف أكرم الإسلام المرأة وعاملها معاملة حسنة حتى وهى فى وقت الحيض فلقد كانت المرأة فى الجاهلية تُعتزل حين الحيض ويُنصب لها خيمةٌ خارجَ البيتِ تمكثُ فيها الأيام والليالى التى تكون فيها حائضاً و كأنها بهيمة، تترك ومعها طعامها وشرابها. وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه عن اعتزال النساء فى فترة الحيض بل وأباح للرجل أن يأكل ويشرب ويتعامل مع زوجته معاملة عادية فى أثناء فترة الحيض اللهم إلا العلاقة الزوجية الكاملة وذروة سنامها وهي "الجماع"، فى تلك الفترة هو المحظور ليس غير. وتحل مضاجعتها في نفس المخدع، ومؤاكلتها بلا خلاف. وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنى فأغسل رأسه وأناحائض، وكان يتكئ فى حجرى وأنا حائض، فيقرأ القرآن.

وروى أبو داود عن جابر بن صُبْح سمعت خلاسًا الهَجَري قال: سمعت عائشة تقول: كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نَبِيْتُ فى الشعار الواحد، وإني حائض طامث، فإن أصابه منى شيء "من دم"، غسل مكانه لم يَعْدُه، وإن أصاب - يعنى ثوبه - شيء غسل مكانه لم يَعْدُه، وَصَلَّىْ فِيْهِ. وإنما حرم الإسلام الجماع فقط، فقد رُوِيَ عن مسروق قال: قلت لعائشة: ما يحرم على الرجل من امرأته إذا كانت حائضًا؟ قالت: فرجها. فالواقع أن النبى صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ليعلمنا جَوَاز مُلَامَسَة الْحَائِض وَأَنَّ ذَاتهَا وَثِيَابهَا عَلَى الطَّهَارَة مَا لَمْ يَلْحَق شَيْئًا مِنْهَا نَجَاسَةٌ ، فالفقهاء مجمعون على أن المرآة الحائض طاهرة عدا ما أصاب بعض أعضائها من الدم. هذا ليس كلام شيوخ يا إبنتي، هذا قرآن كريم وأحاديث نبوية صحيحة من الله ورسوله الذين يحاربهما الجهلاء والحاقدون بشراسة ووجد وتهكم وإنتقاد.

ما قصة فرية بيت الطاعة؟
أولاً: مفروض على المرأة ان تلزم بيتها وتخضع لزوجها :إذ يتحدث بولس في الرسالة إلى تيطس 2: 5 عن واجبات النساء قائلاً عنهن: ( مُتَعَقِّلاَتٍ، عَفِيفَاتٍ، مُلاَزِمَاتٍ بُيُوتَهُنَّ، صَالِحَاتٍ، خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ، لِكَيْ لاَ يُجَدَّفَ عَلَى كَلِمَةِ الله ).
دعينا نلقي نظرة عابرة على المرأة في الحياة العامة عند الكتابيين أولاً: إذا نظرنا إلى المرأة في الكتاب المقدس مقارنة بالمرأة في الإسلام. فقد جاء في 1كورنثوس 14: (34 «لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً»", "35- وَ«لَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ»"). هل رأيت الآن وسمعت وحكمت؟.

ثانياً: في الإسلام، المرأة تجادل النبي نفسه في بعض الأحكام التي تخص حياتها الزوجية، فيُقِرُّ الله تعالى جدالها للرسول نفسه، وينزل سورة كاملة عن قضيتها سماها "سورة المجادلة" لأنها كانت تجادله "مجادلة" وليس جدلاً. يقول تعالى فيها (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ...), وهي تبحث عن حكم الله في قضيتها، حيث ظاهر منها ذلك الزوج، والظهار في الجاهلية هو طلاق تحريم لا رجعة فيه، ولم يكن وقتها قد أوحى الله للنبي بشي في قضيها التي ظاهر زوجها منها، (... وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ...), راجية منه أن يوحي لرسوله بالحكم الفصل، (... وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ...), وشتان بين المجادلة "المحاورة" وبين الجدل البغيض المنبوذ: (... إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ 1).
الآن،، هلم لنرى معاً ماذا قدم الاسلام للمرأة من كرامة وإحترام وترفيع! أولاً: لقد ساوى الاسلام بين الرجل والمرأة في كل التكاليف الشرعية وفي الثواب والعقاب حيث قال تعالى على سبيل المثال لا الحصر، في سورة آل عمران (أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم ...), جميعاً، (... مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى ...), سواء بسواءٍ دون تمييز أو عنصرية، لأن (... بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ 195). ألا ترين أن أقوى وأعتى الرجال يضع فمه على قدم أمه ليقبله خاضعاً لها، مطيعاً لها في طاعة الله تعالى الذي قال له آمراً بحسن معاملة لوالديه: (وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا)؟ فالمرأة أم، وأخت، وبنت، وحفيدة، وزوجة حبيبة ورفيقة درب مكرمة في كل علاقة بها.

وكما جاء في سورة غافر قوله عن المساواة في الثواب والعقاب، (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا ...), بلا زيادة والا تضعيف، وهنا ملحظ مهم جداً وهو أن الله تعالى عندما ذكر السيئة لم يقل فيها "من ذكر أو أنثى"، أما في الصالح قال: (... وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ...), كشرط وحيد، (... فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ 40). وجاء في سورة النساء (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ...), كشرط وحيد أيضاً، (... فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا 124), و قال في سورة النحل (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ...), نفس الشرط الوحيد, (... فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ...), في الدنيا، (... وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ ...), في الآخرة، (... أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ 97). هذه هي المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة إذا تساوا في العمل أما إذا تفاوتا وكان أداء المرأة أفضل كان جزاءها أفضل أيضاً. هذه مملكة المرأة المسلمة وجَنّتَهَا التي الفاسقون إخراجها منها "حسداً وغلاً"، أو جهلاً وضلالاً وضلالةً.

للمرأة في التكاليف و الواجبات الشرعية مثلها مثل الرجل مِثْلَاً بِمِثْلٍ ولا يوجد فرق ولم يفرق الاسلام بينهم ولكن فرق الاسلام بين الرجل والمرأة في المتطلبات الحياتية من ستر الجسد والتزام المنزل وعدم رفع الصوت أمام الأجانب بالذات، وعدم الدخول على الرجال الا محارمها كل ذلك حفاظاً عليها من الذئاب البشرية الذين يتربصون بها وبعفتها وتميزها. و قد أباح الله تعالى لها ترك الصلاة والصيام عند فترات الحيض والنفاس حتى "يطهرن" أي حتى يُمتنع عنهن الحيض، لأن الحيض يصيب المرأة بأذى في قوتها وجسدها؛ لذلك الله رخص لها ألاّ تصوم وألاّ تصلي أثناء ذلك، ولم يطالبها بقضاء الصلاة ولكن تقضي ما فاتها من صوم رمضان، وعند العجز هناك بدائل لها، إذن فالمسألة منهكة ومتعبة لها.

كما وصى الله من فوق سبع سماوات بالنساء خيرا فقال الله تعالى في سورة البقرة ( وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ ...), فما دام قد وسع الله عليه يجب عليه أن يوسع عليها في متاعها، (... وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ...), فما دام أنه فقير ولا يملك الكثير فعليه أن يمتعها بقدر إستطاعته، (... مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ ...), ليس حقاً لها عليه، بل في إطار المعروف منه والإحسان إليها, (... حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ 236)، لأن المحسنين يرون هذا المعروف حقاً عليهم لشدة إلتزامهم به وعشقهم له.

وفي سورة الطلاق يقول تعالى: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم ...), ولا ينبغي أن يكون سكنهن بأقل من سكنكم أنفسكم ، (... مِّن وُجْدِكُمْ ...), دون تكليف بما لا تطيقون، (... وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ...). هذا إن لم تكن حاملاً، (... وَإِن كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ...), إذن يكون مسئولاً عن الإنفاق على طليقته الحامل حتى تلد ليس تفضلاً ولاكن إلزاماً, ومن جانبها هي، ليست مسئولة عن رضاعة وليدها، بل ترضعه إن شاءت مقابل أجر من الأب، يقول تعالى في ذلك: (... فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ...), فلبنها ملكها لا تعطيه بدون مقابل، ويلزم الأب الإتفاق معها عبر واسطة يعقد هذا الإتفاق عن كيفية أجر الرضاعة، قال تعالى: (... وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ...), فإن لم يحصل الإتفاق وحصل الخلاف بينهما، فهي غير ملزمة بالرضاعة، فليبحث له عن مرضع أخرى غيرها ترضع له طفله، (... وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى 6). أترين كيف أن الله تعالى مع المرأة قلباً وقالباً، يحفظ لها حقوقاً لا تخطر حتى على بالها أو تحيط بها مطامحها؟ إنه العدل الاهي الذي ليس عنده محاباة ولا محسوبية،، حتى الرضاعة غير ملزمة بها شرعاً، فالحليب جزء منها وليس ملكاً للرجل، فهي إما أن تتصدق به عليه وإما أن يستأجره منها ويدفع لها المقابل الذي ترتضيه عبر إتفاق مشهود، أو يبحث له عن مرضع غيرها لإبنه أو بنته الرضيعة.

الله عز وجل اعتبر عقد الزواج ميثاق غليظ، كما حافظ الله على حق المرأة في المهر والنفقة ... واعطى الاسلام لها حقاً اصيلاً في الميراث ولا يستطيع أحداً منع المرأة ميراثها وهو مالم تفعله اي شريعة سابقة وخصص الله تعالى سورة كاملة بأسم سورة النساء تتحدث بالتفصيل الدقيق وتتناول كل صغيرة وكبيرة عن الميراث ولم يترك شيئا ولو يسيرا عن الميراث سواءاً للذكر أم الأنثى .
وفي التشديد على عدم التجروء على حقوق النساء قال تعالى في سورة النساء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...), أعلموا جيداً أنه (... لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ...), بل (... وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ ...), بالتضييق عليهن ليجدن أنفسهن مضطرات لفداء أنفسهن من قبضتكم أو تضطروهن للتنازل عن بعض حقوقهن هروباً من جوركم وإحتيالكم، (... لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ ...), من مهر وتوابعه، (... إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ...), في هذه الحالة هناك معالجات أخرى توكل لألي الأمر، أما ما دون ذلك فلا، بل: (... وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ...), وأصبروا عليهن كثيراً (... فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ-;- أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا 19)، وفي هذا تحفيذ من الله للمؤمنين حتى يفعلوا ما بوسعهم تقرباً إلى الله تعالى، أما إذا إستحالت الحياة ولم ينفع معها الصبر والمعالجات، (وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ ...), بغض النظر عن الأسباب، فلكم ذلك، إنما إحذروا من أخذ شيء منهن، (... وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا ...), من الذهب والفضة أو غيرها، عند الزواج بهن، فيحرم عليكم أخذ شيء منه، (... فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا...), لأنه لا يحق لكم ذلك (... أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا 20)!!!، يستنكر الله ذلك السلوك ويستهجنه كثيراً فيقول، (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ ...؟)، ألا تستحون من أنفسكم؟ (... وَقَدْ أَفْضَىٰ-;- بَعْضُكُمْ إِلَىٰ-;- بَعْضٍ ...), وإستحللتم فروجهن بأمان الله وإذنه، ليس ذلك فحسب، بل (... وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا 21)، شهد الله تعالى بنفسه عليه وعليكم.

العلاقة بين الرجل والمرأة في الإسلام:
أولاً: لقد باعد الله تعالى بين الرجل والمرأة التي "يجوز له الزواج منها"، دون "المحارم اللأتي يحرم عليه زواجهن" وجعل الوصول إليها بأي وسيلة حرام، لذا وضع سياجاً منيعاً بينهما، حفاظاً على عفتها وطهارتها وسلامة وصحة الأنساب بين البشر. ولكنه بالطبع، فتح طريقاً واحداً واسعاً سهلاً وقد حفذ عليه وشجع لضرورة العلاقة الطبيعية بين الجنسين هو الزواج الشرعي، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطباً الشباب ومحفذاً لهم: (يا معشر الشباب، من إستطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء) أو كما قال.

ثانياً: إن إشتهاء الرجل للمرأو وإشتهاء المرأة للرجل بالمقابل، والعاطفة الطبيعية والتجاذب الوجداني بينهما ليست عيباً ولا حراماً بل هو مشاعر إنسانية سامية ومباركة من الله تعالى، ولكن العيب كل العيب والخزي والعار والفجور هو السعي لنيلها أو شيء منها بالتلصص على هذه العلاقة وسرقتها أو تدنيسها بالممارسات الفاسدة المفسدة.

ثالثاً: العلاقة بين الذكر والأنثى ليست مكتسبة، وإنما هي أساسية وطبيعية، يُخْلَقُ بها لأنه مفطور عليها، وقد يعبر عنها صغيراً باللعب أو المشاكسة وهو طفل، ويتعمق إحساسه بها مع تقدمه في العمر شيئاً فشيئاً فتتحول إلى مشاعر أعمق من التي كان يحسها في سنوات عمره الأربع أو الخمس التي خلت، لذا إحتاط الشرع إلى هذه التطورات الطبيعية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:في التفرقة بين الإخوة في الحديث الشريف الذي رواه أبو داود وغيره ولفظه: (مُرُوْا أولادَكُمْ بالصَّلَاةِ وهُمْ أبْنَاءُ سَبعِ سِنَيْنَ، واضْرِبُوْهُمْ عَلَيْهَا وهُمْ أبْنَاءُ عَشرٍ، وفَرِّقُوْا بَيْنَهُمْ في المَضَاجِعِ) ـ
هذا الحديث يخاطب الطبيعة البشرية التي لا يستطيع أن ينكرها أحد عاقل، لأنه يستطيع كل فرد أن يتأكد من صدقها فقط إذا رجع إلى نفسه وتذكر متى بالتحديد بدأ يشعر بالآخر "إشتهاءاً" حتى قبل سن البلوغ بسنوات؟

فما دام الأمر كذلك، وأن التجاذب بين الذكر والأنثى "حتمي"، وينشأ في سن مبكرة ويبلغ ذروته قبل سنوات من البلوغ، كان منطقياً أن يكون الطريق الشرعي الصحيح قريباً جداً،، لذا كان البلوغ إيذاناً من الله تعالى بأن الشاب البالغ، قد أثبت أنه مأزون له بالزواج من الله تعالى، وقد أكد ذلك بظهور علامات كمال الرجولة عنده إما بخروج المني بالإحتلام أو بدونه، أو بإنبات شعر العانة الحقيقي دون الزغب، أو ببلوغه سن الخامسة عشر سنة قمرية من عمره،. أما الفتاة فقال الفقهاء إنها تبلغ بالإحتلام أو الإمناء، وبالحيض، وبإكمالها تسع سنوات قمرية من عمرها. وهناك علامات كثيرة أخرى تسبق ذلك أهمها بالنسبة للفتاة نمو الصدر وتغير المزاج والحالة النفسية ،،، الخ.

فأسلم طريق للحفاظ على طهر المجتمع وصفائه وتفادي المخاطر التي يترتب على عملية حرمان البالغين من حقوقهم الطبيعية الشرعية هو تيسير الزواج بينهم وتحفيزهم عليه ومساعدتهم على إتمامه. فإذا تم الزواج الشرعي بينهما فلكل واحد منهما الحق الكامل بالإستمتاع بكل ذرة من الآخر دون أي حرج أو قيود ما عدا منطقة واحدة محرم عليهم الإقتراب منها وهي "الدبر", أما ما خلا هذا فليفعل ما يشاء ولتطلب هي منه وتفعل به ما تشاء دون حرج أو مؤاخذة، وبالتالي ليس هناك حرج في "المفاخذة" بين الأزواج، بل على العكس فهو يؤجر على ذلك، وتكتب له صدقة.

أراك تكررين عبارة "سن الإيلاج" كثيراً وعلى ما يبدوا أن لها وقع خاص لديك، ليس هناك ما يعرف بسن الإيلاج يا عزيزتي، هذا تعبير أجوف يدل على الجهل التام بمدلولها. فهو آلية إدخال شيء في الآخر وبالتالي ليس له سن معينة، وقد رأينا في الغرب المتحضر وأوروبا راعية حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الحيوان وحقوق البيئة،، لا تسلم الطفلة الصغيرة من إلإيلاج حتى الموت، لعلك لا تتابعين التقارير اليومية عن زنا الأطفال حتى الموت Child Sexual Abuse، والأعداد المخيفة لضحايا المتحضرين المزعومين، فأصبح الأب غير مأمون على طفلته التي من ظهره، فما بالك بالآخرين، وكذلك المدرسة وغيرها؟ هذا الموضوع يطول شرحه، ولكن أعدك بأن ألقي عليه بعض الضوء تحت عنوان موضوعك نفسه (I am against virginity membrane) وسيكون بإسمك لتتعرفين عليه ويكون مكملاً لهذا الرد.

الآن: سأرد في بعض ما بقي من حديثك ردوداً قصيرة، لأنني قد رددت عليها تفصيلياً فيما سبق:
• لا يوجد في الإسلام إمرأة تزوج قبل بلوغها سن الزواج، ولن يسمح مسلم بذلك إطمئني،
• العصمة عادةً في يد الزوج لأنه هو مؤسس هذا الزواج كما قلنا، وبديهياً أن يكون هو الذي له الحق في فض هذه المؤسسة، أما إذا إشترطت الزوجة عليه "قبل العقد" أن تكون العصمة في يده وقبل هو ذلك الشرط، وسجل "شرطاً" في العقد، تصبح العصمة في يدها ويقال عنها (المُمَلَّكَة)، بالتالي يحق لها فسخ العقد عبر القضاء وليس بلفظة "الطلاق".
• الخدمة في البيت ليست عبودية كما أن الخدمة في العمل ليست كذلك، فالرجل كلف بالخدمة خارج المنزل لتوفير الراحة والسعادة لأسرته، ومن الطبيعي أن تعمل الزوجة على راحة وخدمة زوجها وهي مستقرة في بيتها وطمئنة بأن الزوج سيوفر لها كل إحتياجاتها، وهو بذلك أيضاً يقوم بخدمتها وليس عبداً لها أو هي أمة له.
• طاعة الزوج ضرورية لتوفير السعادة بين الأزواج، ولكنها ليست طاعة مطلقة، فهي لا ولن تطيعه في شيء فيه معصية الله تعالى، إذن طاعة الزوج لا تزيد عن طاعة رب العمل.
• إنَّ جهنم لا تفرض على الناس بغير ما إكتسبوا، الإنسان هو الذي يدفع بنفسه إلى جهنم دفعاً بنزوعه إلى الشر، فإذا كان عدد الداخلين إلى جهنم من النساء فهذا يعني أن على النساء مراجعة أنفسهن. ولكن المرأة أقرب إلى الجنة من الرجل، لأن المطلوب منها لذلك حدده النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال (المرأة، إذا صلت خمسها، وحفظت فرجها، وطاعت بعلها، دخلت جنة ربها). أما الرجل فأمامه مشوار طويل وشائك، (فهو بالإضافة إلى الصلاة وحفظ الفرج، عليه أمور كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر،، الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، وإماطة الأذى عن الطريق، والدفاع عن أسرته وعن وطنه وعن أمته، والعمل للإكتساب والتصدق ،،،). فمشواره للجنة طويل، لذا كانت معصية الزوجة له تعتبر كبيرة لأنها ستحرمه من الإستقرار النفسي للقيام بدوره كما ينبغي.
• ولادة البنت عند المسلمين تعتبر بشارة خير، وليس كما تقولين، والوالد الذي يفرق بين أبنائه توعده الله بالخسران والخزلان، فهو ظالم لنفسه مبين وسيقتص الله منه إن لم يعدل بينهم.
• المرأة مسئولة عن تصرفاتها، فإن فرطت في عفتها أو سمحت لأحد أن يطمع فيها وقد مهدت له الطريق بإبراز شيء من مفاتنها أو زينتها تكون هي التي أسست للزنى إن وقع بسبب ذلك التمهيد، وغالباً ما تقع المرأة في هذا الخطأ الذي كثيراً ما يكون غير مقصود، فهي تفترض أن تهذيب الرجل وتدينه كافياً لأن يغير طبيعته كرجل، فماذا تنتظرين من رجل كامل الرجولة وقد رأى المفاتن أمامه وإشتمً العطور الصارخة ووجد كل الإغراءات تحرك فيه كوامن لم يقصد تحريكها ولكنها تحركت وتدخل الشيطان ثم وفر له الفرصة وقرب البعيد؟ فمثل هذه المرأة هي المسؤول الأساسي عن التداعيات ولكن هذا لا يسقط المسئولية أيضا عن الطرف الآخر لأنه لم يحتط وأطلق العنان لما بعد النظرة وقد أمر بأن "يغض من طرفه ويحفظ فرجه...). لذا قال تعالى، مقدماً الأنثى على الذكر: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ).

لقد أوضحنا ما شعرنا بأنه سوء فهم وإدعاءات تدل على أن صاحبها ليس له نصيب كافٍ من العلم، أما الخطرفات التي تحرك اللسان إرتفاعاً وإنخفاضاً بين الفكين وملئ الشدقين فهذه لا تدخل في إطار المعرفة والتوضيح، لذا نتركها تتبخر في الهواء لأنه لا قوام لها ييقيها.

أما قولك بأنك أنت الإنسان الذي يباع لحمه ويشترى، فإن كان قد حدث لك هذا أو سمعت عنه فإنك تكونين قد ذهبت إلى أو سمعت عن بورصة بيع اللحوم البشرية وشراءها وبالتالي فالزائر هناك إما بائعاً أو مشترياً أو سمساراً، أما المرأة في الإسلام هي جوهرة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وهي التي تصون نفسها وعفتها بنفسها ولا تحتاج إلى من يحرسها، ولأنها غالية تُكَنُّ بعيداً عن سوق البورصة، حيث الدعارة وصناعتها المقننة ولها مؤسساتها في تلك المجتمعات التي ترينها متحضرة في الغرب وأوروبا وغيرها من المجتمعات التي خوى وجدانها من الله ومن دينه وشرعه السماوي إلَّا القليل منهم. فهل سألت نفسك لماذا تحارب هذه المجتمعات الإسلام وتقف في وجهه؟ أنا أرد عليك، وأؤكد لك أن السبب الوحيد لأنه يحارب كل الذي تحاولين "عن جهل" إلصاقه به وإتهامه بأنه هو مصدر: فمثلاً:
• إن كنت كما تدعين ضد إستغلال المرأة وإحتقارها وظلمها، وحصر قيمتها فقط "في بضع سنتمترات بين فخذيها" على حد تعبيرك، وربط مصيرها وسمعتها وسمعة أهلها، بل وحياتها بخروج دم منها في ليلة دخلتها كدليل وحيد على عفتها كما هو حاصل في بعض المجتمعا، ويفعل ذلك الجهلاء والأغبياء الظالمين،، الخ، إذن أنت بمناهضتك لهذه السلوكيات الهمجية تقفين جنباً إلى جنب مع الشريعة الإسلامية التي هي حرب على هذه السلوكيات، ولهذا يعاديها ويحاربها هؤلاء وغيرهم من أعداء الحق والعدل، إذ ليس أن خروج الدم في ليلة الزفاف ليس دليلاً على العفة، كما أن عدم خروجه ليس دليلاً على عدم العفة.
• الرجل في الإسلام يتزوج الثيب التي مات عنها زوجها أو طلقها، دون حرج، وقد تكون للمرأة قد تزوجت من قبله أكثر من مرة، فليس من العقل أو المنطق أن يتوقع لهذه المرأة وجود بكارة في الأساس، أما بالنسبة لغير المسلمين من أهل الكتاب فقد فصلنا موقفهم فيما سبق وأتينا بالنص من كتابهم المقدس فلك الرجوع إليه أعلاه.
• بالنسبة لجريمة الزنا يستوي فيها الرجل والمرأة، فوجود البكارة من عدمها ليست حجة على المرأة لإثبات الجرم، كما أن عدم وجود بكارة للرجل ليس مهرباً له من الجرم، أما إثبات جريمة الزنا في الإسلام تكاد تكون شبه مستحيلةً في الحياة العملية، ولكن إن ثبتت بعد كل هذه الإستحالة فإن الرجل والمرأة يستويات في العقوبة، فإن كانا محصنين "رجما" وإن كانا غير محصنين "جلد كل واحد منهما مئة جلدة"، أما إن كان أحدهما محصناً والآخر غير ذلك رجم المحصن وجلد الآخر بغض النظر أيهما المحصن وأيهما غير المحصن.

الدين الإسلامي واضح، ليس فيه شئ غامض ولا مخبأ، كتابه مفتوح على مصراعيه، ما كان فيه فهو الإسلام، وما لم يكن فيه أو تعارض مع نصوصه ومفاهيمه فهو مدسوس عليه ومرفوض، لذلك فهو معصوم لا يستطيع أحد أن يحمله تبعة جهل الجاهلين ومغالات المفسدين حتى إن كانت له شهادات عليا في الفقه الإسلامي، وسنة النبي محمد لا يمكن أن تتعارض مع القرآن بأي حال من الأحوال، فإذا وجد أن نص يتعارض مع القرآن من حديث أو غيره وحتى لو أجمع عليه العلماء غير مقبول ما دام أنه قد تعارض مع القرآن الكريم. فالدين لا تشرعه الحكومات ولا البرلمانات ولا الجمعيات والمنظمات، لأنه شرع الله وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فإذا إجتهدت جهة دينية أو قضائية في حكومة ما بعمل مثل هذا الإجراء، فلا بد من النظر إلى مثل هذا الإجراء من وجهة نظر الذي نادى به، مثلاً: كما لاحظنا فيما سبق "بالنص" أنَّ عند أهل الكتاب إذا إدعى الزوج عدم عفة زوجته وأنه لم يجد عذريتها، ولم يستطع والداها إثبات ذلك على منديل يقدمونه لشيوخ المجينة ، أخذت الفتاة إلى باب والدها ورجمها الناس كلهم حتى الموت، وبالتالي فإن مثل هذا الإجراء يكون ضماناً للبنت من أن يفتري عليها الزوج، وإن فعل ذلك يكون لدى والديها صكاً شرعياً يكذب إدعاءه ويحفظ لها حقوقها لأنه قد يكون هو الذي قد فض البكارة قبل أن يدعي عليها. ويكون ذلك رادعاً له لأنه "وفق كتابهم المقدس" سيعرض نفسه للتأديب والتغريم.
أما بالنسبة للإسلام، فهذا الإجراء ليس أصلاً فيه ولا يمكن أن يطلبه، ولكن إذا ظهرت في المجتمع مغالطات وإتهامات بين الأزواج، وأصبعت ظاهرة إجتماعية تهدد العلاقات الإنسانية والأمن العام للمجتمع، فقد يرى القضاء أو يقترح القيام بهذا الإجراء لتوفير وثيقة قانونية تردع بوجودها الأطراف كلها بمغبة الإتهامات التي توجه دون دليل.

المرأة تختلط عندها الأنساب، لذا فحرص الزوج على أن يكون كل نسل المرأة التي تذوجها منه فقط ما دامت في عصمته، فلا يمكنه قبوله ولداً ينسب إليه ويحمل إسمه وهو من شخص آخر غيره، وإن ترك الأمر دون ضوابط قد يدب الشك في أي لحظة، وهذا أمر طبيعي، ويترتب على ذلك مفاسد ومظالم كثيرة قد تكون المرأة أول ضحاياها، لذا فإن حرص الرجل على أهل بيته يعتبر من مكارم الأخلاق، أما بالنسبة للمرأة فإن حملها في كل الأحوال ينسب إليها لأنها أمه التي ولدته، حتى إن كان "سفاحاً"، إذن الشخص المجنى عليه والمتضرر من زنا المرأة فهو الزوج وليست الزوجة.

كما قلنا سابقاً، فإن الزواج في الإسلام يتم وفق عقد شرعي متزن يقدم كل من الزوجين شروطة العامة والخاصة، ولا يسقط أي شرط جاء به بعد إعتماده وقبوله من الطرفين، والشرط البديهي الذي لا يسقطه أحد من الرجال هو أن يجد البكر "بكراً"، فإن كانت الفتاة قد فقدت بكارتها لأي سبب من الأسباب، فعليها وعلى ولي أمرها أن يبين ذلك صراحة للزوج، فإن لم يفعلا حتى دخول الزوج بها وإكتشافه ذلك بنفسه تكون هي قد وضعت نفسها مكان شك ومساءلة يمكن تصل إلى حد فسخ العقد وإستعادة حقوقه منها بإعتبارها قد خدعته وكذبت هي ووليها عليه. أما إتهامها بالزنا فهذا غير وارد إلا أن يثبت القضاء ذلك بالأدلة المادية.

أما الذي تلوحين إليه بأن تعيش الفتاة حياتها كما تشاء، وتفعل ما تشاء وفقاً لما يجري الآن في الوقت الذي تعيشينه "كما تقولي"، وقت الإباحية وعبودية ورق الدعارة التي تسمونها "حرية"، فأنت ترين إستحالة حفاظ الفتاة على بكارتها، لأنها "تفعل ما تشاء مع من تشاء"، بأن تمارس الحرام دون المساس بغشائها، أو أنها تستطيع إخفاء آثار جريمتها بالخدام بعمل غشاء بكارة زائف بعملية جراحية لترميم حطامها المادي وإعادة وهم بكارتها دون أصل عفتها وكرامتها وإحترامها لنفسها وحفظاً للحمها الرخيص، أو بشراء غشاء بكارة صناعي صيني مزيف بثلاث دولارات، وهو متوفر في كل مكان كما تقولين جاهزاً لترميم الجيف وتحنيطها بين البشر الحقيقيين، فما النتيجة في رأيك؟؟؟ أنت تقولين أنها تكون قد خدعت الزوج وأهله وإستغفلتهم، أليس كذلك؟ ولكن الله تعالى يقول أنك قد خدعت نفسك وإن كنت قد خادعت الله والذين آمنو.
أولاً: يجب أن تعرفي أن الله تعالى لا يكترث لمثل هؤلاء الذين يظلمون أنفسهم بل إعتبرهم أمواتاً غير أحياء، قال تعالى في سورة محمد (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ...), هؤلاء الذين يعتبرهم ويوجههم ويتابع خطاهم، (... وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ 12). وهذه فقط هي علاقته بهم لا أكثر.
أما الخداع لله وللمؤمنين فهذا عين المستحيل، ولكن المخادعة تنتهي بهم إلى خداع النفس مباشرة، قالة تعالي في ذلك عن أمثال هؤلاء في سورة البقرة: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ 8)، لماذا؟؟، لأنهم (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ 9)، ولكن،، لماذا يفعلون ذلك بأنفسهم؟؟ قال: (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ 10).
فمثل هذه يكفيها إحتقاراً لنفسها أنها باتت لا تصلح إلَّا بالسمكرة والترقيع والترميم، إذن فهي جثة في مشرحة لا يمكن أن تخدع مؤمناً وهو في رعاية الله وحفظه، يقول تعالى في سورة النور: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَٰ-;-ئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ 26).
أرأيتِ كيف أن هؤلاء الذين أخرجوا أنفسهم بإختيارهم من دائرة الرحمة والعناية الإلهية إلى دائرة التعاسة والطرد من الرحمة ثم الدخول في طي النسيان؟

أما سؤالك عن بكارة الرجل وإحتجاجك على عدم مساواته مع المرأة فهذا الموضوع لك أن تسألي عنه أهل الكتاب وقد سبق أن ذكرنا لك النصوص من الكتاب المقدس التي توثق ذلك، فهم المعنيون بالبكارة عموماً أما الإسلام فلا شأن له بهذا الموضوع على الإطلاق، فلك أن تدعي وتقولي ما تشائين في المجالس وحلقات الأنس حيث الكلام المرسل وخلط الحق بالدعابة بالنكتة بالقفشة، أما عندما يتجرأ الإنسان ليخاطب العقول عبر الإعلام، فعليه الإلتزام بمقتضيات ذلك وأن تكون المرجعية واضحة وأن يكون الموضوع محدداً، أما اللجاجة والخطرفة والقفذ من شعبة إلى فرع إلى أرض فهذا هو السفه نفسه.

ما هي "أداة الشهوة الذكورية" التي تقولين عنها؟ وما هو الممنوع الآخر الذي تعبر عنه تلك الأداة؟ وما هي الإزدواجية الأولى ثم ما هي الإزدواجية الأخرى؟؟؟ وما هي علاقة هذه الإزدواجيات المبهمة التي تقولين إنها دعامة أساسية يرتكز عليا الوعي الجمعي الذي تتحدثين ؟؟؟ وما علاقة هذا وذاك في الأصل بالموضوع الذي تتحدثين عنه؟ على العموم هذا موضوع يطول الرد عليه، خاصة وأنه قد إنحرف إلى إتجاهات سياسية وحديث عن الدوغماتية،،، لذا سنخصص له جزء آخر للرد على هذا الموضع بشيء من التفصيل.
تحياتنا للقراء الكرام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل