الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإلحاد والبروباغندا

إبراهيم جركس

2014 / 1 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقولون:
_الإلحاد مسؤول هن مجازر هتلر، ستالين، وبول بوت.
_الملحدون لا قيم أخلاقية لديهم.
_الإلحاد مجرّد ديانة أخرى.
لاشكّ أنّه قد سبق لكم أن سمعتم مثل هذا الكلام والتصريحات الاتهامية حول الإلحاد والملحدين، ربمّا بهذه الصيغة أو بصيغة أخرى قريبة من ذلك. إلا أنّها جميعها خاطئة، مثلها مثل الكثير غيرها. إلا أنّها موضوعة بشكل جيّد لتقاوم عوامل الدحض والتفنيد وتستمرّ مع الزمن.
إنّ الهجوم على الإلحاد غالباً ما يكون مقاداً بمشاعر قوية، ربّما لأنّ الإلحاد يهدّد القيم والمبادئ المرتبطة بالدين (داخل عقول المهاجمين على الأقل). لذلك ترى الملحدين وهم يتلقون دائماً حزمة من الأسئلة الهجومية التي لا تهدف إلى تقويم الفهم وتصويب الظّن بل مجرّد الاتهام، مثل: ((أيمكن وجود أخلاق من دون الله؟ وماذا بقي في حياة الإنسان من معنى أو غاية من دون الله؟ إذا لم نؤمن بالله، كيف سنكون متأكّدين من أيّ شيء؟ إذا لم يكن الله موجوداً، لمن سنلجأ إذن في أوقات المِحَن والأزمات؟ إذا لم يكن هناك حياة بعد الموت، من الذي سيكافئ الفضلاء والأخيار ويعاقب ويجازي الأشرار؟ من دون الله، كيف يمكننا مقاومة هجوم الشيوعية الإلحاية الكافرة؟ إذا لم يكن الله موجوداً، ما قيمة الإنسان ونزاهته؟ من دون الله، كيف سيصل الإنسان إلى السعادة))
هناك قول قديم عن البروباغندا ودورها في التأثير على المجتمعات والتلاعب بعقول الشعوب _وهذا القول صحيح مئة في المئة_ مفاده أنّ البطلان الذي يتمّ تكراره غالباً وكثيراً سيؤخذ في النهاية على أنّه حقيقة. فأولئك الذين ينشرون ويذيعون تلك الأكاذيب والأضاليل الباطلة هم المسيطرون على أجهزة ووسائل الإعلام الجماهيري. وهناك مثال جيد عن هذا الواقع مكانه في الولايات المتحدة الأمريكية أثناء الانتخابات الرئاسية. الأسطورة التي تمّت إذاعتها هي أنّ الرئيس باراك أوباما لم يولد في الولايات المتحدة، وبذلك فهو ليس رئيساً شرعياً للبلاد، إذ لا يحق سوى للمواطنين الأمريكيين الذين ولدوا في الةلايات المتحدة أن يرشّحوا أنفسهم للرئاسة.
وقد تمّ تكرار القصّة نفسها مراراً وتكراراً في أهمّ أجهزة ووسائل الإعلام والشبكات الإعلامية الضخمة كفوكس نيوز، ومن خلال منافسيه الرئاسيين، وجهات أخرى. المهم في النهاية وجد الرئيس نفسه مضطراً على نشر شهادة ولادته على العموم _حادثة غير مسبوقة في الولايات المتحدة على الأرجح_ لإثبات أنّه قد ولد في هاواي كما سبق وقال. النقطة المهمّة والجوهرية هنا هي عندما تمّ إجراء استبيان غطّى الولايات الجنوبية من الولايات المتحدة وقد وُجِدَ فيه أنّ نسبة من ما زالوا يعتقدون أنّ أوباما لم يولد في الولايات المتّحدة قد بلغت 28%، وعدد الذين غير متأكّدين أو ما زالت لديهم بعض الشكوك قد بلغت 30% (Schlesinger, 2009)، وإذا أعطيت هذه النسبة ثقلاً شكوكياً فهذا يعني أنّ هناك شخص من بين ثلاثة أشخاص جمهوريين في الولايات المتحدة مقتنع بصحّة هذه الأسطورة.
يخبرنا هذا المثال الثير عن القوّة والتأثير البالغين للأساطير الإعلامية والبروباغندا على الجمهور الرهيف... وهذا ما يحدث تماماً من الإلحاد والملحدين في عالمنا العربي... فاتح التلفاز وسترى عدد القنوات الدينية أو ذات التوجّه الديني أو المحسوبة على جهات دينية أكثر من المحطّات الأخرى من كافة التوجّهات، وكل محطّة من هذه المحطّات تهاجم الإلحاد والملحدين و"الكفر" حسب زعمهم بطريقة عدائية وهجومية وتكفيرية وانهامية أكثر من كونها طريقة توضيحية أو موضوعية....
بحث يطول النقاش فيه سنخصّص له لاحقاً مقالة كاملة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 1 / 2 - 22:22 )
الملحد يعترف بـ(الإنتخاب الطبيعي) و يرى الإنسان مجرد حيوان كبقيّة الحيوانات!... الآن لماذا الإنسان الملحد يتمرد على الطبيعه و قوانينها؟! .
مثال : (الإنتخاب الطبيعي) يقول : (البقاء للأقوى) , إذاً , عندما نرى قط يغتصب قطه ؛ فالأمر عادي , عندما نرى حيوان يقتل حيوان ؛ فالأمر عادي , عندما نبيد ملايين البكتيريا ؛ فالأمر عادي .
عندما نرى رجل يغتصب إمرأه ؛ تحصل محاكمه , عندما نرى إنسان يقتل إنسان ؛ تحصل محاكمه , عندما نبيد حضاره إنسانيّه ؛ تحصل محاكمه دوليّه!!! .
لماذا هذا التمرد الإنساني على (الإنتخاب الطبيعي)؟! .
لا يوجد إلا أحد أمرين :
1- القبول بالأديان و مركزيّة الإنسان .
2- القبول بـ(الإنتخاب الطبيعي) و ترك حقوق الإنسان , و العداله , و الحريّه , و لتنتهك الأرض و لينتهك المال و العرض , و يسود قانون الغاب .
المهم , شاهد هذا الفيديو , و بعدها تأكد أن الملحد ليس متهم بل مجرم :
https://www.youtube.com/watch?v=rlH33btuhdM


2 - تعليق على تعليق رقم التسلسل 1
نور ساطع ( 2014 / 1 / 3 - 00:54 )

عبد الله خلف يقول : ( عندما نبيد ملايين البكتيريا ؛ فالأمر عادي .
===========================================

نور يقول : ) وهل يعلم عبد الله خلف هو و أعوانه أكثر شعوب العالم

يبيدون مليارات البكتيريا البريئة كلما يتوضؤون !!

: )


3 - العالم الملحد العظيم ريتشارد دوكنز
ملحد ( 2014 / 1 / 3 - 14:47 )

اهدي لكم هذا الرابط على الجزيرة نت الانكليزية! وهو عبارة عن مقابلة حديثة مع العالم الملحد العظيم ريتشارد دوكنز وفيه يرد بشكل مفحم على منتقدي ومشوهي الالحاد والملحدون.
المقابلة رائعة وقيمة جدا وتستحق المشاهدة.
واريد ان انوه هنا الى ان ( طيور الظلام ) بدأوا منذ هذه اللحظة بالتشويش على رابط هذه المقابلة!!!! وهذا ان دل على شئ فانه يدل على انهم , اي المؤمنون وخاصة المتطرفين منهم, اصبحوا يدركون ان خرافات وخزعبلات ما يسمى بالاديان لن تصمد ولا للحظة امام الحقائق والعلم والعلماء.... وانهم باتوا يدركون ان ما يسمى بالاديان تمر في مرحلة الاحتضار وانها ايلة الى نهايتها المحتومة = الموت التدريجي البطئ.

https://www.youtube.com/watch?v=tjQD1GvSL1k

تحياتي للكاتب والعقلاء

اخر الافلام

.. ناريندرا مودي... زعيم هندوسي في هند علمانية -اختاره الله للق


.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: فترة الصوم المقدس هي فترة الخزي




.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: السيد المسيح جه نور للعالم


.. عدد العائلات المسيحية في مدينة الرقة السورية كان يقدر بنحو 8




.. -فيديو لقبر النبي محمد-..حقيقي أم مفبرك؟