الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن احوال العالم في الشرق و الغرب , رؤية في بداية 2014

حسنين سلام

2014 / 1 / 4
المجتمع المدني


عن احوال الغرب في بداية 2014

الثورة تاخذ اشكالا متعددة في العالم الغربي تقترب شيئا فاخر نحو مفهوم الثورة بالمعنى الحقيقي لها , الامس البعيد اخبرنا بان الكنيسة لن تفرض اي سلطة على المجمتع و اقترب ذلك المجمتع من الانسان و المعنى الحقيقي للانسانية العالمية حين وضع الدين في الكنيسة و جرد الدولة هناك من اي تعاليم تدعي الالهية

الامس القريب أخبرنا و في مناظرة كنت قد استمتعت اليها قبل مدة معينة بين ريتشارد دوكنز و البابا رجل الدين المسيحي الذي يمثل الطائفة الكاثوليكية أن الملحدين في اشارة لريتشارد و كل من يؤمن بطروحاته ان الرب يمكن ان يدخلهم الجنة فيما لو كان سلوكهم انساني و اخلاقي و كان ان شعرت بالسعادة و انا ارى رجل دين يتكلم بهذا المنطق الانساني العقلاني السلس

اليوم يخبرنا ان بابا الفاتيكان قد انكر وجود جهنم و اعتبر قصة ادم و حواء من الاساطير و هذا يعني بشكل او باخر ان الثورة تقترب لمعناها حين نبدا بالتفكر و التامل في الاشياء و خضوعها للنقد الموضوعي و الفكري و العلمي

عن عالمنا العربي

امسنا البعيد أخبرنا اننا غزاة دخلنا اراضي و اغتصبنا حقوق الاخرين و اسمينا انفسنا ( فاتحين ) و ان اليهود التي لهم ارض تدعى فلسطين ( محتلين )

امسنا القريب أخبرنا عن تعنصر و حروب طائفية و حملات جهادية لأجل الدين و المذهب و المعتقد حين جردنا انفسنا من القيمة العليا التي هي نحن و اصبحنا نعد العدة لنقدم انفسنا على مذبح الوسيلة التي جاءت لاجلنا فما عاد الانسان ذلك الكائن العظيم بقيمه الكبيرة التي جاء كل الكون لأجلها فقد مات من اجل حجارة ( قبر) و مات من اجل فكر و مات من اجل دين و مات من اجل مذهب و مات من اجل وطن , مات من اجل هوياته و نسي ان له هوية قبل كل تلك الهويات و قيمة قبل كل تلك القيم هي الانسان

اليوم يخبرنا ان هناك من يجب ان نحتفي بهم في عالمنا العربي فهم من يحاول جرنا نحو ذلك المعنى الحقيقي للثورة امثال وليد عبد الله , احمد القبانجي , علي السام , وفاء سلطان , الفة يوسف , عبد الرزاق الجبران , العفيف الاخضر , و اخرون كثيرون لكن الذي اختلف اليوم هو ان الامس كان يقدر جهود الاصلاحيين فنجد العامة تقدر و تحترم عبد الله القصيمي و علي شريعتي و علي الوردي لكن اليوم و بمجرد ان تقترح فكرة مناقشة احدى طروحات هؤلاء الاصلاحيين العمالقة يمكن لامي جاهل ان ينعتك و ينعت المفكر بأبشع الصفات مثل , انت مريض , انت حمار , انت غبي لمجرد انك تختلف معه و تهدد موروثه الذي لا يملك سواه

كيف و هم لا يدركون ان الطبيعة لم تقم الا على اساس الاختلاف

كان من ابرز ما نختلف به عن الغرب هو انهم استطاعو ان يعيدوا للانسان قيمه , و استطاعوا ان يقبلوا الاخر المختلف معهم و يعترفوا بوجوده و استطاعوا ان يؤسسوا لتلك الحكومات التي تشرع قوانينها لهيبة و كرامة الانسان قبل اي عننوان

متى ندرك ان الاختلاف طبيعة , هل ستبصر لو ان عينك امتصت لون دون كل الالوان ؟ هل تعتقد ان العالم سيكون اجمل لو ان كل البشر يفكر مثلك ؟ ياكل ما تاكل و يقرا ما تقرأ

ان انت اردت ذلك حقا و ان انت تحمست لفكرتك التي تدعو ليكون العالم مثلك في عقيدتك و لونك و فكرك و سلوكك فاعلم ان هذا هو منطق و مبدا الفكر الارهابي اليوم

حسنين سلام
3-1-2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار