الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( علمانيون ) وسنابل القمح

هشام حتاته

2014 / 1 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما ضاقت بى الارض هاجرت الى السماء ، عندما ضاقت بكتاباتى الصحافة الورقية فى مصر بحجة الخطوط الحمراء والصفراء والزرقاء .... وانا بطبعى لا اجيد الوقوف على الابواب عامة وابواب الصحف خاصة ، فهاجرت الى الفضاء الاليكترونى وكانت محطتى الرئيسية هى الحوار المتمدن وبعض المحطات الصغيرة الاخرى .
بدات كتاباتى بالفى زيارة للمقالة الواحدة ووصلت الان الى اكثر من عشرة آلاف ، ورغم هذا كنت اشعر ان كتاباتى لم تصل الى القارئ الذى اريده داخل مصر حتى وان عبرت المحيطات ونقلت عنها العديد من المواقع الاليكترونية واقتبستها الكثير من الكتابات .
عند تاسيس حزب الفد فة بداية ثمانيا القرن الماضى انضممت اليه ونظرا لعملى فى مجال الفنادق والسياحة فكانت لجنة السياحة هى مكانى الطبيعى والتى كان يرأسها وكيل وزارة سياحة سابق الراحل محمود سيف النصر ، بعد ان رايت ماوصلت اليه احوال فنادق القطاع العام وكيف انها اصبحت مأوى للحشرات والفئران وكيف ان مديرى معظم الفنادق كانوا من المحاسيب دون النظر الى الكفاءة والخبرة ، احدهم خال الصحفى سمير رجب رئيس جريدة الجمهورية ، والثانى شقيق زوجة ابراهيم نافع رئيس الاهرام .. الخ ، هذا عدا التسيب والاهمال وتكدس العاملين فى الادارات المختلفة بمايزيد عن المعدلات العالمية بثلاثة اضعاف ( المعدل العالمى للعالمين فى الفنادق هو 1,5 عامل وموطف لكل غرفة / فاذا كان الفندق به مائه غرفة لايزيد عدد العاملين به عن 150 فردا ) ولكن هذا المعدل تضاعف فى شركتنا بالاضافة الى زيادة عدد الموطفين الاداريين عن عدد القائمين بخدمة النزلاء ، تقدمت باقتراح ان اكتب عدة مقالات عن هذا الموضوع فكان الرد بالرفض بحجة ان حزب الوفد لايستطيع ان يتعرض للمكاسب التى حصل عليها العاملين فى القطاع العام والحكومة .وكان ردى بالانسحاب من الحزب .
ومنذ عامين انضممت لحزب المصريين الاحرار فى لجنة الثقافة والاعلام متغاضيا عن عبارة : نعم للمادة الثانية التى تصدرت بوسترات الحزب
وحضرت عدة فعاليات خصوصا ان فرع الجيزة كان قريبا من مقر سكنى ، وجاءت انتخابات مجلس الشعب الاولى بعد الثورة ودعانا الحزب الى للتعرف على مرشحية فى الجيزة فى صالة باحد المولات .
احدهم قدم نفسه : اخيكم ...... من مواليد المدينة المنورة ...!!! طلبت الكلمة على الفور محتجا عل هذه العبارة ... فماهى افضلية المحترم بولادته فى المندينة المنورة .
ووجهت سؤالى الى السادة المرشحين : هل ستقولوا لناخبيكم ان هذا الحزب ليبرالى مع توضيح معانى الليبرالية ؟
فكان الرد بالاجماع : يا استاذ .. كلامك صحيح ولكننا لانستطيع ان نقول ذلك للناخبين ، ليبرالى معناها : كافر .

ومن يومها لم اشارك له فى اى فعاليات لهذا الحزب ولم اجدد الاشتراك السنوى ، ان حزب يخشى من التصريح بالليبرالية فما عساه ان يفعل مع العلمانية ....!!
كل هذا كان مدعاه للتساءل : لمن اكتب ؟ فقررت ان اعاود نشر الكتب داخل مصر لتصل الى الشريحة التى اريدها فى مولود حديد سيصدر خلال الايام القادمه وبعده كتابين تحت الاعداد والنشر خلال الشهور القليلة القادمة
ولكنى فى هذا التوقت قابلت من اجاب على سؤالى : ( لمن اكتب ؟ ) فكانت حركة " علمانيون " ، تعرفت بهم من خلال الفيس بوك والحقيقة كنت اتابع نشاطهم منذ البداية واعجبت بجراتهم وهم يتحدثون عن العلمانية دون خوف من سيف التكفير / وتظاهروا امام المحكمة الدستورية العليا تاييدا للعلمانية وضد الحصار الوهابى لها ، وتقدموا للسيد عمرو موسى باقتراح الغاء الاحزاب الدينية وهو نفس شعارهم ( لا للاحزاب الدينية ) حتى وجدتهم يتصلوا بى ويدعونى الى المشاركة فى صالوناتهم الثقافية الاسبوعية وعرفت انهم قرأو معظم ماكتبت على الحوارالمتمدن

قابلتهم اول مرة للتعارف وحضور احد الصالونات ..مجموعة من الشباب لم يتعدى الثلاثين من عمرة.. كلهم حيويه ونشاط وايمان بان العلمانية هى الحل دون اى خوف او رهبة من سيف التكفير ودون التخفى وراء العبارات التى عهدناها من النخب ( الاخوان المسلمين والسلفيين لايمثلون الاسلام الحقيقى ........!!!!!!!! )، يواجهون الحقيقة بكل شجاعه ويعرفون اين الخلل وماهو العلاج .
ساعتها ايقنت ان البذور التى وضعتها انا غيرى من كتاب التنوير قد انبتت سنابل القمح ، كل سنبلة منهم تحمل العديد من الحبيبات التى يتم زراعتها من جديد لتنتج سنابل اكثر ، وهاكذا فى متواليه حسابية اعتقد انها ستصل بهم قريبا كقوه فاعله على الساحة الفكرية المصرية بمايتميزون به من نشاط فى عقد الصالونات اسبوعيا فى كل من القاهرة والاسكندرية بور سعيد
القيت محاضرة ليلة راس السنه بعنوان ( رحلة المراة من التقديس الى التبخيس ) والمنشورة فى عدة مقالات على موقع شباب الشرق الاوسط تعرضنا فيه لوضع المرأة فى منطقة الشرق الاوسط منذ وضعها على رأس الالوهية حتى وصولها الى مرحلة التبخيس وذلك من خلال ثلاث ثقافات ، زراعية امومية مصرية ، بدوية ذكورية فى جزيرة العرب ، ثقافة هجين فى بلاد الرافدين
شكرا لكل الاخوة الزملاء فى الحوار المتمدن وعلى رأسهم الزميل العزيز رزكار عقراوى فى زيادة مساحة النشر التى اتاحها لنا الموقع .
وكل التمنيات لحركة علمانيون بان تنتج مزيدا من السنابل .... مصر بخير طالما فيها مثل هؤلاء الشباب . رابط الحركة :
https://www.facebook.com/3almanyon
والى لقاء آخر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 1 / 4 - 03:33 )
أهلاً بالأستاذ | هشام .
تغيب ثم تأتي بالمهازل!... كما عهدناك!... لا بأس , لن نتطرق لمشاكلك مع الدين , فأنت -كما تزعم- مُلحد , و لكن لا نعرف أسس إلحادك , و لن نتطرق له , فأعتقد أنك لا تفقه في هذه المسأله! .
المهم , لماذا التركيز على علمانيّة الغرب؟... ماذا تقول عن الدول الأفريقيّه العلمانيّه التي تعيش كل أشكال التخلّف؟ .
هل العلمانيّه حلّت مسألة الفقر في بلاد الهند؟... إن كنت تؤمن بمابديء (ماركس) الأشتراكيّه , و تؤمن بنظريّة التطور لداروين , فكيف توفق بين (فلسفة ماركس المُحاربه للطبقيّه) و بين (نظريّة داروين ؛ البقاء للأقوى -الإنتخاب الطبيعي-)؟ .
الحقيقه هي : أنني أرثي لحالكم يا علمانيّ و ملحديّ العرب .


2 - أسلحتكم من نور
عدلي جندي ( 2014 / 1 / 4 - 10:55 )
عام سعيد منير
تحية لمجهوداتك


3 - عشت رائد
محمد بن عبد الله ( 2014 / 1 / 4 - 12:05 )
كل عام وحضرتك بخير يا أستاذنا..دام عطاؤك !


4 - من دمشق
كوستي مارديني ( 2014 / 1 / 4 - 12:24 )
كل الشكر استاذ هشام
مقالة اليوم تعطينا فكرة عن صدقك مع نفسك أولا و مع الناس المحيطة بك من ناحية أخرى
الحقيقة أن المجتمع كله بحاجة لأحزاب أو جمعيات صادقة تعبر عن طموحاته و تسعى للوصول إليها بدون نفاق و بدون متاجرة بأفكار أعضاءها
إن الأنترنت هو أحد الحلول المتاحة أمام أصحاب الأفكار الخلاقة لنشر المعرفة والوعي و بنفس الوقت الحصول على المعلومات المطلوبة. و بذلك يتم تلاقح الأفكار و النظريات دون الحاجة للحصول على إذن شيخ أو جهاز شرطة
بمجرد قراءة مقالاتك القيمة اشعر بتحسن مزاجي الشخصي و برغبة قوية بقراءة مقالة أخرى لحضرتك..... و أسمح لنفسي بطلب صغير و هو أن يتم تنقيح املائي للمقالات قبل نشرها,طبعا مفهوم أن الأمر بسبب الكتابة مباشرة على الكومبيوتر و هو لا يريد أن يكون طوع البنان مثل القلم


5 - مم
رامي ( 2014 / 1 / 4 - 18:35 )
على قول درويش ، وحبوب سنبلة تموت تملئ الوادي سنابل


6 - الى عبدالله خلف
هشام حتاته ( 2014 / 1 / 5 - 04:06 )
( والتبن والبرسيم * وهذا الثور السمين * سنرهقه طلوعا * ثم نرحقه نزولا * حتى
يعلم انه من الخاسرين
مفيش دول افريقية علمانية .. ولايوجد فى العالم الثالث كله دولا علمانية والا لاصبحت ضمن العالم الاول .
مفهوم


7 - عزيزى عدلى جندى
هشام حتاته ( 2014 / 1 / 5 - 04:10 )
اهلا بك بعد غيبة طويله .. اتمنى ان تكون بخير
كل عام وانتم بخير
مهما عانينا من مصاعب الا ان العام الماضى كان بداية النهاية لحكم عصابة الاخوان وهذا وحده نصر كبير لنا جميعا علينا ان نحتفل به
تحياتى اخى العزيز


8 - عزيزى كوستى ماردينى
هشام حتاته ( 2014 / 1 / 5 - 04:17 )
اهلا باهل سوريا الاشقاء
كل التمنيات ان تعود سوريا الى وجهها المشرق فى القريب العاجل بعد ان تتخلص من العصابات الماجورة من مملكة آل سعود
نعم ياعزيزى .... الانترنت هو الامل الوحيد فى توصيل رسالة التنوير ولكن هناك شريحة اخرى فى المجتمع لاتتعامل مع النت ولكنها تتعامل مع الاعلام او الكتاب ولهذا بدات استكمل رحلتى فى نشر الكتب داخل مصر
بالنسبة للاخطاء الاملائية ستلاحظ فى الفترة الاخيرة انها انعدمت تقريبا لانى فعلا بدات اراجع المقالة عدة مرات قبل النشر
شكرا لملاحظتك القيمة ولك خالص التحية


9 - عزيزى رامى
هشام حتاته ( 2014 / 1 / 5 - 04:18 )
كل سنبلة بها العديد من حبيبات القمح .. عند اعادة زراعتها ستنتج المزيد من السنابل وهاكذا هم الشباب
شكرا لمرورك اخى الكريم ولك خالص التحية


10 - عزيزى محمد بن عبدالله
هشام حتاته ( 2014 / 1 / 5 - 10:21 )
يسعدنى حضورك دائما اخى العزيز
عشت لى دائما داعما ودامت محبه العقل والعلم والمعرفة بيننا
كل عام وانت بخير وخالص التحية


11 - بعد كااااام سنة يا استاذ هشام !
حازم (عاشق للحرية) ( 2014 / 1 / 5 - 18:03 )
تحياتى و لم ازورك منذ مدة
كل سنة و انت طيب

انا منذ عامين سمعت عن حركة علمانيون,اتمنى لها النجاح و انا شخصيا من دعاة العلمانية فى المقام الأول و اللادينية فى المقام التانى

لكن بصراحة ,علمانية إيه دلوقتى فى ظل لما حزب ليبرالى عريق مثل حزب الوفد يطلع واحدة من كوادره النسائية تدافع عن مصيبة دستور 2013 و مبادئ الشريعة إيّاها!!:
http://ahewar.org/rate/ys.asp?yid=1520895

انا عارف حدوتة دستور 2013 ده من بداياته و لحد ما نحن نُساق للتصويت عليه هربا بس من لبانة الإخوان,
و خابور السلفيين اللى بنلبسه حاليا,المواجهة معاهم جاية جاية لكن فى النهاية القاعدة الجماهيرية موهومة بالدين و مرجعية الشريعة(آاااه يا استاذ هشام لو يعرفوا ان كل ده وهم اصله المصرية القديمة و السومرية و البابلية
وآااه لو يشعروا كيف اليابان و الغرب عايشين بعيد عن الشريعة الغرّاء التى فرضت علينا تلك)

بعد كاااام سنة سنصل الى علمانية؟
متى علمانيون تصير كوادر معترفمجتمعياً بها مثل اى حزب على الساحة؟(و لا يتعرضوا للشتيمة من زبّال يقول لهم يا كفرة,و كل هذا الهراء المجتمعى بتاعنا؟)

كل سنة و انت طيب
و لا عزاء لشاب مثلى سنين عمره تضي


12 - استاذ هشام
ألأمل المشرق ( 2014 / 1 / 5 - 19:16 )
تحية وكل عام وأنت بألف خير
بداية اسجل استنكاري للتواطئ الفاضح بين هذا الموقع وبين مدمني البرسيم، ليس فقط من المعلقين أمثال عبد آل سعود بل من الكتاب. وهم كثر وامثلة قليلة عبد الحكيم عثمان ومحسن محسن رمضان وطاهر مسلم البكاء وعمار المطلبي وغيرهم وغيرهم.. الموقع وصاحبه ليس بريئ من هذا القرف ومن يضع في نفس الغرفة أكلة البرسيم مع المفكرين الكبار لا يمكن أن يملك رؤية وخطة تنوير حقيقية بل خلط الحابل والتنابل بحجة تنوع الآراء وحرية الفكر..وعليه فان الإنتشار في هذه الخلبوصة العشوائية لا يعني الكثير، فرمضان والبكاء انتشروا وأغلب ما يكتبونه هراء ونشر التبن والبرسيم ركوبا على موجة موقع يدعي التنوير
وعليه بت متأكدا اكثر ان التنوير لا يتم لا بالصالونات ولا في المقاهي ولا على النت.. التنوير الحقيقي لن يتم بدون صراعات وحروب في الشارع.. ويبدو ان هذا ما توصلت إليه دوائر التخطيط العالمية.. ضرب الإسلام الإرهابي بعضه ببعض في سوريا ومصر والعراق وعندها سيتوصل من يبقى من معارك الإسلام الإرهابي إلى فصل الدين عن الدولة مثلما حدث في اوروبا ليعود دين الإرهاب إلى مقر السفاح الأول في عار خراء


13 - عزيزى حازم
هشام حتاته ( 2014 / 1 / 6 - 02:46 )
اهلا بك واتمنى ان تكون فى صحة جيده وكل عام وانت بخير
العلمانية نبت صغير فى غابة كبيرة ولكنها ستنمو مع الايام
من كان يصدق ان تظهر هذه الحركة
من كان يصدق ان ثلاثة من الملحدين المصريين ظهروةا على الفضائيات المصرية
بالامس رئيس الجمهورية يزور الكاتدرائية للتهنئة بعيد الميلاد وهى سابقة الاولى من نوعها
انها فتية آمنوا بالعلمانية كما ىمنت بها انت وغيرك من الشباب وةالقراء الذى يقرأ مقالاتى ويعلق عليها
عصر المعلومات اظهر المضمر والمسكوت عنه
انها البداية ياعزيزى حازم
خالص التحية


14 - عزيزى الامل المشرق
هشام حتاته ( 2014 / 1 / 6 - 03:12 )
بالنسبة للحوار فانا شخصيا لا اقرأ الا لعدد محدود من الكتاب ومعظمهم اصدقائى على الفيس بوك وتاتينى مقالاتهم
ربما يكون الحوار على حق فى فتح الباب لكافة الاتجاهات وفى النهاية على القارئ ان يختار بين الغث والسمين
اما عن الرمضانى والبكائى فصدقنى انا لا اعرف عنهم شيئا .. لاتعكر دمك وتقرأ لهم .. فقط اقرأ لكتابك المفضلين
اما عن الطريق الى العلمانية فتاكد انها الحل الاخير وان اوروبا لم تصل الى هذا الا بعد ان تطهرت بالدم والنار خلال حربين عالميتين راج ضحيتهما عشرات الملايين من البشر
ولكننا الان امام تجربة ليبرالية علمانية فى الغرب اثبتت وجودها ونجاحها فنحن لن نعيد اختراع الدراجة .. النموذج الغربى يعلن عن نفسه والفضل كلة لثورة الاتصالات
تحياتى عزيزى

اخر الافلام

.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran


.. 85-Ali-Imran




.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني