الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوطان هشة من ورق

صليبا جبرا طويل

2014 / 1 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أوطان هشة، من ورق
تصارع الموت، تصارع الغرق
سيول من أفكار ضبابية
استوت على عقلها وانغلق
سبحان رب السماء، سبحان رب الفلق
الله حياة ومحبة، وحكمته فيما خلق
مؤمنون دجالون يغتصبون العقول
ويمتصون أدمغة البشر كالعلق
ظلام، ظلام، ظلام
نتساءل متى...
سيظهر الضوء في أخر النفق؟

كأس وسكي، وكأس عرق...
مزّقت بعدها
من دفاتري القديمة
بعض من بقايا ورق
على سكرة لأكتب
بلا خوف، بلا قلق
بعيدا عن عيون...
كل عميل مرتزق
وكل حزب مخترق
وحكومة مهترئة تعيش على مفترق
حكاية شعوب عاشت وتعيش
في دول هشة من ورق

لا أريد أن أكون قديسا
شهيدا، سفيها
في وطن فيه
المقدس يضاجع المدنس
الكذب يضاجع الصدق
الموت....... شهوة الحياة
الحب.........الكراهية
الفضيلة...... الرذيلة
الإيمان... .... الإلحاد
وأحزاب اليسار تضاجع أحزاب اليمين

أريد وطنا
أحمله في قلبي
يكون صبحي، وغدي
حاضري، ومستقبلي
وعندما أدقّ على الأبواب
يكون صوتي وحقّي
أمام القانون مصانا مستجابا
كذا حريتي وعقيدتي
وكل من شاركني الوطن
يا ذوي الألباب

أوطان تبحث عن نساء، عن رجال
ليقوّموا ما اعوج من إهمال، وأهوال
السياسة فيها هواية، وارتجال
الثقافة درب من المحال
الفضيلة يلبسها كاذب ودجّال
أخلاق، يتستر فيها كل سيّء الأفعال
معرفة يدعيها رجال
ما قرؤوا في حياتهم
كتاب، أو قصيدة، أو مقال
أو أذن سمعت لهم موّال

معظمنا لا يريد أن يعيش في أوطان
تقف على أعمدة من دخان
وتنسب تراجعها...
تخلفها لقلة الإيمان
تحكمها عشائرية، أو قبلية
وبعض أسر شكلت عنوان
وبعض أحزاب
تدعي أنها حامية للأديان

لا نريد وطن
لا يصنع فيه سوى الكلام
يحلل ويحرم بشرائعه
ويفرض على البشر الالتزام
يتصدى للتطور، ويعتقل الأحلام
يدعى الأخلاق والفضيلة
ويحرسها بالسهم والحسام
ويحاصر الأقليات بقوانين
ليحرمها من حقها كانسان

كفانا ادعاء بأن الغرب، وأهله لنا خدّام
وإلحادهم تهلكة لهم
ما لم يتبعوا شريعة الإمام
عجبي من هذا الكلام...
أموال العرب بالغرب مكدّسة
في بنوك أوروبا وأنكل-سام
جسور بحرية، وجوية، وبرّية
تنقل لنا ما طاب من الخمور، والعطور
وملابس داخلية تهيج الرجال والنسوان
وكل ما يتعلق بالتكنولوجيا ورفاهية الإنسان
وصناعة غذائية يبهج طعمها اللسان
أدوية، وعقاقير، وأدوات طبية
لتعالج الإمراض والسيلان
سيارات، وطائرات، وقوارب فاخرة
للزعامات، ولأبناء السلطان
وان توقفت جسورهم الاقتصادية
صرنا في خبر كان
أمة نحن تستهلك لا تنتج
فلا مكانا لنا بين البشر في هذا الزمان

نريد أن نبني أوطان...
ونشيد مصانع وجامعات
ومنابر، وقوانين، ومحاكم
تكفل حرية التفكير، والتعبير، والكلام
وتصون حقوق كل مواطن، وإنسان
وكل متعبدا يشعر فيها بأمان
ونضمن للجميع معاملات إنسانية
مواثيق تحفر في القلوب
وليس فقط على ورق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج