الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صاحب الرداء الأسود

مزوار محمد سعيد

2014 / 1 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


صاحب الرداء الأسود

#MSMEZOUAR

يتجول الخاطر بين دهاليز الزمن، يحاول اكتشاف مخلفات القضايا، و يبحث جاهدا عن نعمة الأمان، بهذه الطريقة يتحول إلى محوّل هام للأحداث، حيث يجد الإنسان نفسه في دائرة إنسانيته بطريقة غير معتادة، و بذلك يتجه ناحية احتواء ما يجري، من أجل الأخذ بناصية معنى تمكينه، هدفه الذي يعالج مساره، نباهته التي تعتقل محاولاته، علمه الذي يجاري واقعه، و فلسفته التي تنير طريقته، أحداث كبرى تجعله يستسلم لاستسلامه، معوقات التخلف، و هاجس الإبهار، و على ضفاف الأنهار؟ يسير الناس بواسطة بوصلاتهم التائهة، إما يسقطون في جوف البحار، و إما يواصلون سيرهم باتجاه الانحدار، قوّة!! تلك التي تحرك كل هذا، المنهج مجهول، الوسيلة ملونة، و الأهداف تكاد تكون غير معروفة، لزم أن يعاد الفقر إلى قاع القفر، و جاز أن يموت الفرد قبل موته، إنها علامات الأناقة و مظاهرها.

".... و كأنها لم تتربط بمواعدي،
و كأنها لم تتشح بردائي....."
(د. بلعربي محمد، قصيدة: في ســاحة السربون، باريس 1987)

من الأكيد أن العالم هو موقع الإنسان، لكن نظرة المحيط إلى الأفراد الذين يرتحلون إليه هي مختلفة، إنها تلبس قناع الاختلاف؛ بالأحرى الخلاف. ويل لمن لا يفرّق بين العدوّ و الصديق، حين تخلوا الحياة من شاعرية الأفكار، يسير الإنسان إلى باب الانتحار، هو نوع من البؤس، هو عذاب إرادي، إنها سادية بكل المعايير، عندما ينظر ابن هيوستن إلى العالم بعيون الرأفة، و حين ينظر ابن صحراء مركز العالم إلى الآخرين على أنهم عبيد، فرق كبير بين من يقبل على الحياة، و من يقبل على الموت، حياة الأنفس، و موت الضمير.

".... تدعيم السيطرة بوسائل تخفى على الأبصار.... "
(مالكـ بن نبي، المسلم في عالم الاقتصاد، ص97)

لا يخفى على الفرد أيا من الأمور المجانية، يخشى البسطاء المشقة كلما أطلّت عليهم بهيبتها القاسية، و على هذا بقي معظم البشر في غفلة الأزل، إنّ الإنسان محبّ لرفاهيته بأخف الوسائل، لكنه لا يريد تذوق مشقة الوصول إليها، تلك التي تزاول قيامها بكل الصلاحيات المعهودة.
التسليم المطلق من عيوب الزمن، العمر الوليد من سلطة غياب الإنسان، الناس المفبركون من نتائج زحف التقنيات، لا يمكن الفصل بين ما لنا و ما علينا، لا يجوز أن يقبل الفرد بفردانيته كما يريدها هو، و دون مراعاة للآخرين، إنّ جميع الأمم تحاول صناعة مشترك يقودها إلى الرفاهية، بينما هناك من يغفل عن دور الزمن في القضاء على ما بقي من اشتراك الأفراد في متعة الأيام، لأنّ السهولة لا تعترف بالقوّة، بينما التخلف هو قائد مسار الخفافيش، لا يمرّ الإنسان على جنازته دون أن يرمي إحدى وروده على قبره، ذاك الذي حفره جهل السلطان، و غياب المقدار العام للإيمان، لأن مسائل صراع الأوهام هي تلك التي تتغذى من عاهات التفكير الخامل، و مما يزيد في الفكر المشترك من الأورام.
يسأل الإنسان ليحاول التعلّم، يتجرّأ الفرد للقيام بالمحظور لكي يلبي أجر الإنسان، لا يمكن أن يجعل الفرد مكانته مسخا لأعضاء المراهنات، على الرغم من أنّ الحياة هي جملة من القياسات، قد تضبطها المحاولات، و قد ترميها المهلكات عن طريق اللوازم المستعصيات على الهاضمات العقلية، لأنّ الوجود أكبر و أخطر من إعمال التراكيب الذاتية، جملة الأخطار من محيط جاهل بجهله.

".... يا الله. الأيام التي التهمت كل الأشياء الجميلة فينا، أعطتنا شيئا أجمل و أروع، لكنه بدأ يتشوه مع قسوة الأيام وكثرة أولاد لاليجو الذين بدءوا ينتشرون كالبقر المتوحش... "
(واسيني الأعرج، نوار اللوز، ص24)

لطالما سارت الأمور في اتجاه التوحش، على الرغم من أنّ الإنسان لا يتعرف عليه، إلاّ أنّ الفرد البشري يزاوله بكل طاقته، آيات السماء هي أجمل ما يمكن أن يعتزّ به الإنسان، هناك العازب و الراهب، و هناك من يقطع الأمور من أجل أن يكون متآمرا على مكانه، لا يمكن للخيانة أن تصمد كثيرا، لأنّ العار بدأ منها و ينتهي إليها، كالطيور التي يوفرون لها جميع متطلبات العيش الرغيد، لتذبح في الأخير، الأمر الموجود ليس كما يبدوا دائما، هذه هي القضية التي تبعث على التفكّر.

".... وطننا و شعبنا يستحقان من كل واحد منا كل الاحترام و التقدير و التضحيات قبل فوات الأوان.... "
(حفيظ دراجي، لا ملاك و لا شيطان، ص336، 337)

الوطن هو المحيط الذي يكفل للإنسان كرامته و يعطيه نصف فرصة للعيش الكريم، هو غير مربوط بمكان أو زمن محدديْن، و بالتالي أسطورة توجيه الجماهير بواسطة سحر كلمة الوطن، يبدوا أن قيمتها تظهر أكبر مما تتكوّن لدا الفرد البسيط، إذ أنّ الاحترام يكون للإنسان، و لكل من يسهر على حماية حصانة الإنسانية، تلك التي تجعل القيمة تحتفظ بقيمتها، و على المرء أن ينظر حوله، و أن يربط العلاقات بكل ما يجعله متمكنا من التراكمات المعرفية و الأخلاقية المصبوغة بالجمال الراقي.
أسلوب عيش البشر يختلف من فرد لآخر، و قدرة فهم الإنسان تتفاوت من ذرة إنسانية إلى أخرى، إدراك مقاصد الحياة صعب، لا يقدر على الوصول إليه سوى أصحاب المثابرات الجادة، لدا على المعرفة أن تتعرف على معارفها، و إلاّ دخل الوهم مدرج مطار الأحلام دون تأشيرة، و لا حتى وعي بدخوله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار