الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمنا المالكي والخطأ الدونكيشوتي

رعد حميد الجبوري

2014 / 1 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ماذا يفعل عمنا المالكي في الرمادي؟ سؤال ذكي، وذكي جدا ،في لحظة خطيرة يمر بها العراق ، تحدد فيها ملامحه المستقبلية على الصعيد السياسي و السلم الاهلي ، ومن المنطقي سوف ينعكس ذلك على بقية الاوضاع لا سيما الاقتصادي و الاجتماعي منها . البعض يرى ان الرجل يقاتل الارهاب ، والجميع يؤيده وبقوة ، وهو يستطيع ذلك باعتباره القائد العام للقوات المسلحة و وزير الدفاع و وزير الداخلية ولديه القدرة ، بالعامية يعني (كدهه) ولا احد يختلف او يشكك بهذه القدرات للقائد العام للقوات المسلحة بدحر الارهاب . ولكن بالرغم من ذلك البعض يرى العكس ، ودليله على ذلك ان ثمان سنوات كنا نعيش في ظل مطرقة الارهاب ،فهو يصول ويجول على خارطة جغرافية الوطن وعلى اشلاء المواطنين المساكين .
بالآمس واليوم تجرأت بعض خفافيش الظلام لتعكر صفو السلم الاهلى للمجتمع العراق..اليوم، وليس غيره، انتبه عمنا المالكي بان الخطر كل الخطر يكمن في الصحراء الغربية ، وينبغي تاديبها وتقيلم اظافرها وكسر انيابها وقلع عيونها ..اليوم وليس غير يوم !! والسوأل لماذا اليوم وليس الامس او قبل عامين مثلا ؟
هنا سندخل في اسباب اختيار التوقيتات ، والاهم افتعال الازمات ! فافتعال الازمات هو فن بحد ذاته ،يحتاج الى من يشي باذن القائد العام للقوات المسلحة من اجل البقاء كقائد عام للقوات المسلحة ، ولفترة ثالثة، ينبغي ان تُفتعل ازمة ،ازمة مزدوجة ومركبة ،ازمة ثنائية او ثلاثية الابعاد والمضامين ! كيف ذلك ؟ بما انا وانت والجميع يكره ويحتقر الارهاب ، فلنبدأها كعنوان الحرب ضد الارهاب في الصحراء الغربية وهذه بطولة حقيقية، ولكن ، مع الاسف ، تحولت الى بطولات وهمية دونكيشوتية حينما تغيرت بوصلة المعركة لمكان اخر انها الرمادي، وهكذا امتطينا صهوة المجد على حصان عجوزا باس خائر القوة ، نضع خوذة مثقوبة ، و نرتدي درعا ورقيا ، و نرفع رمحا مثلوما لنتوجه الى ساحة المعركة ونواجه العدو الوهمي انها طواحين الهواء ليس الا ، ونقول ها هي الشياطين تتحرك بعدة اذرع ، ها هم اعداء العراق وينبغي القضاء عليهم ، صفقوا صفقوا للملاحم . فسبحان الذي غير اتجاه المعركة لمسافة مئات الكيلو مترات تفصل الصحراء الغربية عن مدينة الانبار لتدار ،هنا ، المعركة ؟ ويترك الارهاب ،هناك؟ هناك طفرة ورا ثية قد تظهر عبر مئات السنوات ، واليوم اكتشفنا ايضا ان هناك طفرة مكانية لمئات الكيلو مترات؟
يبدو ان البعض يعيش ويقتات على خلق الازمات ويجعلها نصيحة النصائح للباحث عن بطولة وطنية ولكنها، خاطئة ، وتؤتي بأكولها فتتحول الى بطولة دونكيشوتية، ليظهر، ممن قبلها وعمل بها ، امام ناخبيه بانه دونكيشوت الامة، وليجعل البعض الاخر يهرب من العراق حتى وان كان الى الجحيم ، وانا منهم ، بسبب ما آل اليه الوضع التعيس في العراق ولحين ظهور نتائج الانتخابات سنشهد بطولات مابعدها بطولات .. انها الدونكيشوتية بحلتها الجديدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي