الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توكل كرمان وجائزة نوبل للأزمان

حافظ ألمان

2014 / 1 / 6
الادب والفن


لا أخفي عليكم بأنني كنت دائماً أشكك بجائزة نوبل وأعتبرها مسيّسة و غير حياديّة، إلاّ أنّ ذلك كلّه تلاشى وتبدّد عندما نالت الأديبة و الشاعرة والكاتبة والناقدة توكل كرمان هذه الجائزة في مجال الآداب.
كانت فرحتي لا توصف عندما سمعت الخبر، و كأنني أنا من أخذ الجائزة، فلتوكل كرمان حكاية طويلة معي تعود الى أيام طفولتي، فأول كتاب قرأته، خارج المنهاج المدرسي، كان رواية من إحدى رواياتها، ومنذ ذلك الحين وأنا مدمن قراءة أعمالها الأدبيّة .
كرمان تستحق الجائزة وعن جدارة، وكان من المفترض أن تنالها قبل عشر سنوات على أقل تقدير، فما قدمته للإنسانيّة لم يقدمه أديب سابق ولن يقدمه أديب لاحق، وخير دليل على ذلك، ترجمة جميع أعمالها الأدبيّة إلى كل لغات العالم المحكيّة والمنسيّة، وتحويل رواياتها إلى أفلام حققت وما زالت تحقق أعلى الإرادات، كما أنّ أشهر مطربي العالم يتسابقون للظفر بأشعارها ومن ثمّ غناءها، ومسرحياتها تجوب العالم حتى أصبح هناك مسرح يعرف باسمها، مسرح كرمان .
توكل كرمان عبقريّة عصرها، تأخذ قارئها إلى حيث تريد، تجذبه وتستولي على عقله وقلبه، بما تملكه من أسلوب في التعبير، وبما ترسمه من صور جميلة ملونة بألفاظها العذبة ، إنّها كالبحر يفيض بالحب، وكالشمس التي لا تختفي إلاّ لتظهر من جديد .
قد أكون متعاطفاً معها بعض الشيء، ولكن لي أسبابي ومبرراتي، فأنا تتلمذت على يديها وتعلمت الحب من كتبها، ولكن صدقوني انني لم أتشرف بعد بلقائها وهذا ما يكسب كلامي مصداقية أكثر.
لحظة لوسمحتم ، صديقي يقول لي :أنّ توكل ليست أديبة ولا شاعرة وبأنّها نالت جائزة نوبل للسلام .
وليكن يا صديقي، فهي تستحقها وتستحق أكثر منها ، فقد أفنت زهرة شبابها في المعتقلات والسجون ، لم تخرج من معتقل إلاّ لتعود اليه ثانية ، قارعت الإستعمار الأجنبي لبلادها، ولم تستسلم رغم ما قاسته من صنوف التعذيب، أصبحت رمزاً للنضال ورمزاً للعدالة والحريّة، وعندما خرج المستعمر من بلادها، بقيت تناضل ضد الإقطاع والبرجوازية، ونالها من الأذى الكثير، ولكنها لم تستسلم وظلت تناضل من أجل كرامة الإنسان وحقوقه وبالأخص حقوق المرأة ، حملت قضية الإنسان عقوداً طويلة على عاتقها، أتعبها ذلك دون شك، ولكنها لم تنحني ولم تبع مواقفها، وإذا أردتم أن تعرفوا المزيد عن كفاحها، فما عليكم سوى أن تقرؤوا كتابها (السيرة الذاتيّة لمناضلة عالميّة) .
منذ ذلك اليوم ،الذي كرّم فيه العالم توكل كبطلة للسلام، لم يعد للحرب مكان بيننا، فاليمن أصبح ينعم بالأمن والطمأنينة، وفي سوريا الناس ممسكين بأيديهم و يرقصون الدبكة، وفي العراق لم يعد هناك هجمات إنتحارية، وفي ليبيا و مصر ولبنان وفي كل أنحاء العالم لم يعد هناك سوى الحب والسلام .
وأخيراً استعادت جائزة نوبل سمعتها ووقارهها بعد أن اقترن إسمها بإسم هذه المناضلة الكبيرة .
لحظة لو سمحتم، صديقي يقول لي : كلاماَ غريباَ لا أريدكم أن تسمعوه ، كلاماَ أفسد عليّ فرحتي ، وأوقف سيل أفكاري ودفق مشاعري .
اعذروني، فلم أعد أستطيع كتابة المزيد، ولكن أعدكم بأني سأتابع الكتابة من حيث انتهيت، أين كنت؟ نعم تذكرت، توكل تستحق جائزة نوبل في الفيزياء، وإذا نسيت فتذكروا أنّ توكل كرمان نالت جائزة سيذكرها الزمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد


.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا




.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس


.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام




.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد